|
إنتخابات مجالس المحافظات : إنْتَخبوا العلمانيين !
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 2423 - 2008 / 10 / 3 - 10:02
المحور:
كتابات ساخرة
أصدَرَتْ الهيئة القضائية في محكمة التمييز ، حُكماً بإلزام اربعة كيانات سياسية تحمل اسم " الدعوة " ، بتغيير اسمها ، والا فأنها لن تشترك في إنتخابات مجالس المحافظات القادمة ! - كان حزب " الدعوة " الاسلامي ، بقيادة نوري المالكي ، قد قدم " شكوى " على الكيانات الاربعة ، متهماً اياها ، بإنتحال اسمهِ . معتبراً بأن " الدعوة " ماركة اصلية ولا يجوز " تقليدها " بأي حالٍ من الاحوال ! - المحامي و الخبير القانوني " طارق حرب " ، كان محامي حزب الدعوة " الاصلي " ، حيث رفع دعوى على كل من : ( منظمة أنصار الدعوة ) ، و ( حزب كوادر الدعوة ) ، و ( تنظيمات أبناء الدعوة ) و ( حزب الدعوة العراقي ) . - مبررات الشكوى كانت : كل هذه التنظيمات تحمل اسم " الدعوة " ، وهذا من شأنه [ تضليل ] الناخب في الانتخابات . - حزب الدعوة الاسلامي " الامانة العامة " لصاحبهِ نوري المالكي ، لم يقدم شكوى ضد حزب الدعوة " تنظيم العراق " لصاحبهِ عبد الكريم العْنِزي ، لوجود تنسيق سياسي وإنتخابي بين الحزبين ! - يُذكَر ان جميع " الدعوات " من الانصار والكوادر والابناء والامانة العامة وتنظيم العراق ، كلها تنظيمات وأحزاب " إسلامية " وكلها تدعو الى الله ونبيهِ محمد والإمام علي وبقية الأئمة الاطهار ، وتدعو كذلك الى المحبة والتسامح ، ولكن " الامانة العامة " بقوة السلطة التي تملكها ، لن " تسامح " بقية ال " الدعوات " إذا تجرأت على منافستها على أصوات المريدين والأتباع ! - قال الخبير القانوني " طارق حرب " : ان القرار الذي أصْدرته محكمة التمييز ، هو قرار قطعي ونهائي ، لا يخضع للتمييز والإستئناف . - بعد النجاح الباهر الذي حققته " الدعوة / الامانة العامة " على كافة احزاب " الدعوة " الاخرى ، فأن المجلس الاعلى ( الإسلامي ) لصاحبهِ عبد العزيز الحكيم ، يفكر جدياً بإقامة دعوى ضد كافة الاحزاب والحركات والكيانات التي تحمل لقب " إسلامي " ، والتي تبلغ العشرات او ربما المئات ! ولكن كما يبدو فأن الامر سيكون صعباً للغاية ، نضراً لكثرة عدد الخصوم وتنوع إنتماءاتهم الطائفية . يُقال ان محامي المجلس سيحاول إثبات ان موكله " المجلس الاعلى الاسلامي " ، هو في الواقع ( أعلى ) من بقية الاسلاميين ، وكل الآخرين هم ( أدنى ) او بالعامية ( أنصى ) منزلةً منهم ! وعلى صعيدٍ متصل ، فأن السبب في الشكوى ، سيكون [ الإرباك ] الذي سيصيب الناخبين من جراء هذا العدد الهائل من " الإسلاميين " - حتى " حزب الله " بدأ بخطوات توحي بأنه سيطالب بحل " كافة " الاحزاب الاخرى ، لأنها ببساطة أحزاب بشر عاديين وسياسيين قد تدفعهم الأهواء يميناً او شمالاً ، ولكنهم هم فقط حزب [ الله ] ويجب ان يكونوا فوق الجميع ! ما دام الله مسيطراً على الكل من علياءهِ ، وهُمْ حزبه ووكلاءه على الارض ، فلهم الحق ان يسودوا ! - هنالك مثالٌ ساطع على صحة مايقوله " الإسلاميون " حول ( .. أمْرهم شورى بينهم ) ، وان " الشورى " هي " الديمقراطية الاسلامية " على أكمل وجِه . فعندما حَّل " نوري المالكي " بدلاً من " ابراهيم الجعفري " رئيساً للوزراء وزعيماً لحزب الدعوة / الامانة العامة ، ( زَعلَ ) الجعفري زعلاً شديداً ، وأعتبرَ " إنتزاع " السلطة منهُ ، إنتقاصاً لمكانتهِ وتَعّدياً على مُلْكِهِ الشخصي ! وبالمقابل تَصّرف المالكي بما تتطلبه مصلحته ومصلحة جناحهِ ، بحيث دفع الجعفري الى " الخروج " من الدعوة ، وتشكيل تكتل خاص بهِ ! لم تنفع " الديمقراطية الشوروية " او " الشورى الديمقراطية " ، لم تنفع ، في رأب الصدع الخطير الذي حصل في بُنيان " الإئتلاف الاسلامي " ، فلا إستطاعوا " التنازل " عن جزءٍ من السلطة الحقيقية ، لصالح " حلفاءهم " في التيار الصدري الاسلامي ، ولا قبلوا ب " مشاركة " عضيدهم حزب الفضيلة الاسلامي ، في قِسمٍ من الثروة والإمتيازات الاقتصادية ! فتفكك الحلف العتيد ، واصبحَ إتْلافاً وليسَ إئتلافاً ! حتى عضوي " الرساليون " خرجوا من الإئتلاف ! والان ظهرت " بوادر " الصراع الشرس على السلطة والمال والارض والنفوذ ، بين المجلس الاعلى الاسلامي وبدر ، من جهة ، وفرعي حزب الدعوة ، من جهةٍ ثانية . ولوجود العديد من [ المستقلين ] في مجالس المحافظات الحالية ، والكثير من المتدينين الشيعة الذين لم يحسموا أمرهم بعد ، في تأييد هذا الطرف او ذاك . فأن المعركة بدأت منذ الان ، ولعل ابرز مظاهرها هو " تشكيل مجالس الاسناد " في المحافظات التي يمتلك فيها المجلس الاعلى " إمكانية " الفوز بالإنتخابات الجديدة ، فقامت " الحكومة " أي نوري المالكي اي حزب الدعوة ، بتشجيع وتمويل هذه " الصحوات ومجالس الاسناد " نِكايةً وتحدياً للمجلس الاعلى ومنظمة بدر . على كل حال فأن " الديمقراطية الاسلامية " لا تتحمل كما يبدو ، تداول السلطة ، او تكافؤ الفرص ، ولا تتقبل الآراء المختلفة او تقاسم المال والنفوذ، بل انها تتصارع على السلطة ، مثل مُصارعٍ متهور لا يلتزم بالقوانين المرعية ولا يمتلك مبادىء راقية ! - لو كان تنافس الاحزاب والحركات الاسلامية الشيعية ، تسابقاً على تقديم الخدمات للجماهير ، لكان الامر مقبولاً ومحل تقدير . لو كان صراع المجلس الاعلى وحزب الدعوة والتيار الصدري وحزب الفضيلة و حزب الله ومنظمة بدر وجيش المهدي وحركة سيد الشهداء ووو.. ، لو كان صراعها في سبيل تحقيق العدالة ونصرة المستضعفين ، لإنحنينا لهم إجلالاً وإكباراً . لو وفرت مجالس المحافظات الاسلامية في كل مدن الجنوب والوسط ، الحد الادنى من الامن والامان وإحترمت حقوق الانسان ، لأبدينا لهم الشُكر والإمتنان ! - آية الله العظمى علي السيستاني قال ان الخميس هو اول ايام العيد السعيد ، بقية آيات الله العظام صرحوا ان الاربعاء هو يوم العيد وان مَنْ يصومهُ ، هو عن الإيمان بعيد ! سامحكم الله يا آيات الله ! - حزب الدعوة يشعر بالقلق حول " تضليل " الجماهير ، وإمكانية [ الخلط ] بين اسم الدعوة الاصلي ، واسماء الدعوة المزيفة . والمجلس الاعلى يخاف من " الإرباك " الذي قد يصيب الناس يوم إنتخابات مجالس المحافظات ، بسبب الكثرة المُفرطة للكيانات والاحزاب الاسلامية التي لها اسماء وشعارات متشابهة ! - أكثر من خمس سنين عِجاف ، من حُكم احزاب الاسلام السياسي ، في الوسط والجنوب ، أرهقَتْ الناس بالعنف الاعمى والتشدد الاجوف . تَجاوَزَتْ وإعْتدتْ على حقوق وحرية الافراد وخصوصاً النساء والشباب . سَرقَتْ ونهَبتْ الاموال والنفط والممتلكات . لا اعتقد بأن الناس بحاجة الى مزيدٍ من " التضليل " ، فهُمْ رأوا " إنجازات " الاحزاب الاسلامية الحاكمة في السنوات الماضية ، وعجزها المُخزي عن توفير الحد الادنى من الخدمات الاساسية . ولا ينقصهم " الإرباك " ، فحتى آيات الله من نفس الطائفة لايتفقون على يوم واحد للعيد ! لو ان " الجماهير " لازالت تمتلك القليل من الوعي الصحيح ، والحس النقدي ، فإنها لن تنتخب اي واحد من المتاجرين بالدين واصحاب الدكاكين الاسلامية !
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الأحزاب الحاكمة والتَحّكُم بأرزاق الناس
-
يومٌ عراقي عادي جداً !
-
-عوديشو - ومُكبرات الصوت في الجامع !
-
صراع الإرادات بين المركز والاقليم
-
كفى دفع تعويضات وديون حروب صدام !
-
شهرُ زَحْمة أم شهرُ رَحْمة ؟!
-
كفى تَزّلُفاً للإسلاميين !
-
الى سعدي يوسف : مقالك عن شياع يشبه الشتيمة !
-
الانفال ..إعفوا عن علي الكيمياوي وإعتذروا لسلطان هاشم !
-
50% بشائر الخير .. 50% علامات الشر !
-
المسؤولين - المَرضى - يبحثون عن - العلاج - في الخارج !
-
زيارة الملك .. قُبَلٌ على ذقون غير حليقة !
-
حيوانيات !
-
أرقامٌ غير معقولة .. في عالمٍ مجنون !
-
مُدُنٌ مُقّدسة .. ومُدنٌ غير مُقّدسة !
-
كركوك ..التصريحات النارية لا تخدم الحَلْ !
-
سوران مامه حمه ..شهيدٌ آخرْ ..ضحية الفساد
-
الإمام الكاظم لا يريدُ مَزيداً من الضحايا !
-
- جا العَصِغْ ..بنالو قَصِغْ - ..جاءَ عصْراً .. وبنى قَصراً
...
-
كركوك من ثلاثة زوايا !
المزيد.....
-
وفاة بطلة مسلسل -لعبة الحبار- Squid Game بعد معاناة مع المرض
...
-
الفلسفة في خدمة الدراما.. استلهام أسطورة سيزيف بين كامو والس
...
-
رابطة المؤلفين الأميركية تطلق مبادرة لحماية الأصالة الأدبية
...
-
توجه حكومي لإطلاق مشروع المدينة الثقافية في عكركوف التاريخية
...
-
السينما والأدب.. فضاءات العلاقة والتأثير والتلقي
-
ملك بريطانيا يتعاون مع -أمازون- لإنتاج فيلم وثائقي
-
مسقط.. برنامج المواسم الثقافية الروسية
-
الملك تشارلز يخرج عن التقاليد بفيلم وثائقي جديد ينقل رسالته
...
-
موسكو ومسقط توقعان بيان إطلاق مهرجان -المواسم الروسية- في سل
...
-
-أجمل كلمة في القاموس-.. -تعريفة- ترامب وتجارة الكلمات بين ل
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|