|
انهيار الهة السوق الامريكية الطيبة واندحار واشنطن الأخير؟
احمد صالح سلوم
شاعر و باحث في الشؤون الاقتصادية السياسية
(Ahmad Saloum)
الحوار المتمدن-العدد: 2422 - 2008 / 10 / 2 - 09:14
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
هل يحمل تصريح وزير المالية الالماني عن افول مكانة الولايات المتحدة كقوة عظمى من النظام المالي العالمي جديدا جديدا لايتحدث به محلل سياسي مثلي قبل اشهر من ازمة واشنطن المالية الحالية بإنها لن تكون كسابقاتها وانها ستضعها في مواقع متخلفة عالميا وهذا موجود في مدونتي لمن يحب العودة لتوثيق ما والم يكن يكفي ان يحللها المفكر العالمي سمير امين الذي لاتستضيفه ولا اي فضائية عربية رغم الدجالين الذين تصدح بهم عن انهم محللون واستراتيجيون ولكن لديهم ميزة نفاقية واحدة انهم لايضعون العائلات الظلامية الخليجية في مكانتها الحقيقية كوكلاء للمخابرات الامريكية والصهيونية والبريطانية وان جماعات الاخوان والاسلام السياسي والانظمة العربية المافياوية وجهان لعملة واحدة فالجميع في كفة خدمة الامبريالية والصهيونية.. مصدر القوة لمثل هذا التصريح الرسمي الالماني انه ليس من محلل تقدمي يكره الامبريالية الامريكية وربيبتها الصهيونية والرجعية العربية ومن لف لفهم باعتبارهما مصدر كل الشرور في العالم بل من مشارك اساسي في النظام المالي الدولي الذي تتزعمه الولايات المتحدة ومن ممثل لقوة اقتصادية منافسة لواشنطن باقتدار فما الذي حدث ؟ وكيف فقدت الولايات المتحدة مكانتها الاعتبارية كقوة عظمى في النظام المصرفي العالمي ؟ ولماذا بدأ السقوط في بنك برازرز اليهودي الامريكي الذي انتشل نفسه من كل الازمات التي تعرض لها النظام الرأسمالي والجميع يذكر تاريخيا كيف نهض هذا البنك سالما معافا وهو يتجاوز ازمة الركود الكبير في 1929التي كادت ان تطيح بالنظام الرأسمالي الدولي عن بكرة ابيه الى ان انقذت السياسات الكنزية ممثلة بدور الدولة والانفاق التوزيعي ..لماذا اذا سقط هذا البنك مترنحا ومعه ما قاله بوش انها اخطر ازمة وربما ستشهد الولايات المتحدة ركودا مؤلما ولم يقل قاتلا لكل الفلسفة البوشية الكلينتونية الامريكية ومصادر قوتها ليكشف طفيلية الاقتصاد الامريكي وترنح المكانة الوحيدة للمجال الذي تتفوق به: العسكر على مذبح العراق و افغانستان ولبنان وفلسطين وانتشال روسيا لدورها ومكانتها تحت قيادة بوتين مديفديف ..وهل حقا ان مبلغ السبع مئة مليار دولار سينقذ النظام المصرفي والمؤسسات المالية الامريكية من اعلان افلاسها لتنهار مكانة واشنطن الى الابد ام انه مجرد مسكن لن يسعفها طوال سنواتها القادمة الى حين انهياره التام ؟ ومادور رأس المال الصهيوني الذي لايعرف له وطنا ويكون عادة اول الهاربين ولو على جثث الامريكيين الذين بلا شك يستحقون ما يحيق بهم لأنهم وضعوا في خدمة الاقتصاد والعسكر والحروب والقتل والابادة وليس العكس اي ان الاقتصاد ليس في خدمتهم وهاهم اليوم يجنون ما صنعت اياديهم كأعداء للانسانية؟ وهل سيكون مصير السبع مئة مليار دولار غير الاف المليارات التي هدرت على احتلال العراق وافغانستان وتمويل القوة العسكرية النازية للصهاينة في فلسطين المحتلة التي هدرت ومازال مجال هدرها مفتوحا على المعاقين وعلى تداعياتها؟ وماذا يعني انتفاض امريكا اللاتينية في وجه واشنطن وطرد سفيرها من بوليفيا وفنزويلا والسلفادور الا تشعر هذه الانظمة انها باتت من القوة ان تتحدى العم سام المتآكل والذي تتداعى قوته الخرافية في اعز ما يملكه بل في كل ما يملكه فليس لديها سوى القوة العسكرية والنظام المالي الامريكي الذي يشفط الاموال الخرافية من اوروبا ومن جميع انحاء العالم والى اين ستهرب رؤوس الاموال؟ وهل حقا ان هناك مخرج للازمة ام تمخض الجبل ازمة فأنجب فأرا اقتصاديا امريكيا ينكفأ الى جحوره خاسئا مدحورا ؟ وهل التحالف الذي اعلن عنه بعد الازمة بين رأس المال السعودي و الصهيوني في سويسرا سينقذ نفسه ام وقع في مصيدة القتل الأخير وهو يستثمر في سندات الخزينة الامريكية للأجل القصير والمتوسط والطويل ولن يصل الى تحصيل امواله الا وهي دون قيمة فعلية؟ وهل ستقوم واشنطن بضربة استباقية باحتلال الرياض والكويت وابوظبي والدوحة والمنامة بشكل مختلف هذه المرة لمصادرة مئات مئات المليارات من الصناديق الخليجية.. هذه الدول الضعيفة حسب تسمية كيسنجر وهذه الدعوة لمصادرة صندوق ابو ظبي وصناديق السعودية والكويت وقطر والامارات والبحرين وعمان جاءت من كيسنجر وليس من اي اعلام معادي كما يحب ان يفبركه اعلام العائلات الظلامية الحاكمة في الخليج وزير المالية الالماني حمل الولايات المتحدة مسؤولية الانهيار في النظام المالي الامريكي ولكن لابأس من القول ان خيار الشعوب الاوروبية يتحمل شيئا من هذا فلا مستقبل لاوروبا الا كيسار وعندما اختار الناخب ساركوزي وميركل وبلير وبيرلسكوني وسائر القوى اليمنية التي ترى في الولايات المتحدة نموذجا وقائدا يستلزم التبعية لاشك انه اختار المجرب وفي المثل العامي من اختار المجرب عقله مخرب..وعندما حاول ساركوزي ان يقنع ناخبيه كما فعلت ميركل وبلير وخليفته وبيرلسكوني ان السوق محرك عبقري لازدهار الاقتصاد مروجين لخرافة ترعاها واشنطن عن منفعة الاقتصاد الوهمي من خلال البورصات واليات السوق مجندة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ومنظمة التجارة الدولية لتوريط دول متخلفة كمصر والاردن و السعودية والكويت والامارات وقطر وغيرها من بلدان العالم الرابع في سياسات انتحارية تهدر كل ما لديها عبر الابتزاز الامريكي ليست صدفة ان نعى ولو بخجل ساركوزي اقتصاد السوق معتبرا انها قد تدمر ما روجه من خرافة او الهة السوق الطيبة التي تدير النظام الرأسمالي وهذا ما يشكل اختبارا حقيقيا لفشل النظام الرأسمالي عبر اليات الاستقطاب وليس توزيع الثروات وتعميمها دوليا وفشل لطبقات اليمين التي تحكم عددا من الدول الاوروبية كفرنسا والمانيا وبريطانيا/ عبر يسارها الانتخابي الذي ينافس اليمين في فاشيته/ والدانمارك بينما اعلنت اسبانيا الاشتراكية نسبيا انها لم تتأثر بالأزمة المالية ان الاعلام الصهيوني وصناعة الرأي العام الاوروبي جرت عكس سياقات الاختيارات الصحيحية فجميع المحللين الذين يتميزون بمصداقية وهم على عدد اصابع اليد الواحدة حذروا من انجرار اوروبا وراء سياسة الاستعمار الجماعي وخلف سياسات الربح الاعمى ومن فقدان الاقتصاد الامريكي لأي تعقل بل كل همه تبذير اموال الشعوب بمحاولة الحصول على اقصى" ربح" -استغلال- ممكن من خلال استخدام الابتزاز العسكري والسياسي والاقتصادي كما ان عدم تغيير الفلسفة الاوروبية التي تحكم دعم الكيان النازي اليهودي دفع هذا الكيان لدفع الامور على اكثر من جانب لاسيما بتحريضه ضد العراق وايران وضد المقاومة في لبنان وفلسطين الى استنزاف الطاقات المالية وانعدام السيولة لهذا اعتبرته منظمة فلسطين الدولية التي اشرف عليها عدوا اكبر للانسانية وينبغي تصفيته من رأسه القيادي الى اخمص المشرفين عليه من عسكريين ومحرضين مع تصفية قادة روابط القرى الفتحاوية العميلة في المقاطعة لن تفلح خطة بوش ولا حتى صيغتها المعدلة في الكونغرس لانقاذ مؤسسات امريكا المالية الا في تخدير جديد للأزمة لتنفجر بشكل اقسى وكارثي عبر ضربات متوالية خلال الاشهر وعلى ابعد تقدير السنوات القادمة..فالحلول الفنية والمالية والنقدية لم تعد قادرة على حل اي شيء بل انه مجرد هروب الى الامام اي الخروج من ازمة الى الدخول في ازمة وكارثة اعمق كما نلاحظ فالآزمة هيكيلية في الاقتصاد الامريكي والنظام الرأسمالي اي انها تتطلب مخرج رأسمالي ببعد غير استقطابي بل باستراتيجية اشتراكية وهنا تتحمل اوروبا بوجهها اليساري غير الانتخابي قسطا كبيرا من اعادة رؤوس الاموال الاوروبية الى القارة وتصفية اسرائيل لتقوية الطلب والتنمية والديمقراطية في الجنوب العربي وغير العربي.. وعلى اوروبا الموحدة ان تعيد تشكيل يسارها الحقيقي فهي فرصة تاريخية لاعادة تشكيل قوى المجتمع الامريكي المعادية لسلطة رأس المال بوجهيه الحمار و الفيل والتكاتف مع يسار اوروبي حقيقي مع شعوب الجنوب...
#احمد_صالح_سلوم (هاشتاغ)
Ahmad_Saloum#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
طرد السفير الامريكي للتخلص من الفقر والتخلف ؟
-
-باب الحارة-: مغازلة البدائل السلفية؟
-
نوعية كوكايين الاسلام السياسي الفعالة في تخلف العرب وعبوديته
...
-
زغلول النجار دجال من زمن الاخوان وجوائز الاستعمار
-
الفاشي سيكاشفيلي يدعي انه نعجة بريئة؟
-
بحر سوسة وبحر محمود درويش الأخير؟
-
العالم الغربي ورؤيته للديمقراطية؟
-
الاعلام: المفتاح السحري لكنز علي بابا
-
نور وسنوات الضياع:الرقص العربي على وقع افيون جديد؟
-
الفاشية الصهيو- انكلو امريكية الى اين؟
-
حامد الجبوري ولقاء بحضرة مبعوث صدام؟
-
لقب فارس صغير لبطلي -الاتجاه المعاكس- مؤخرا ؟؟
-
فقه ابن تيميه ولوبيات السلاح الصهيوني؟
-
مستقبل النفوذ الأميركي في الشرق الأوسط؟
-
حول مصطلح :الأمن الاعلامي العربي؟
-
من اغتال عبد الوهاب المسيري؟
-
لماذا وقف العرب عن خرم الابرة وليس النانو؟
-
عبقرية شعار: غصن الزيتون والبندقية للبيزنس الثوري؟
-
تعليقات طازة:شانتوفا الأهوال للحرس الفتحاوي القديم ؟
-
*تعليقات طازة ..توازن الرعب ام توازن العمالة؟
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف
...
/ زهير الخويلدي
-
قضايا جيوستراتيجية
/ مرزوق الحلالي
-
ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال
...
/ حسين عجيب
-
الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر )
/ حسين عجيب
-
التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي
...
/ محمود الصباغ
-
هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل
/ حسين عجيب
-
الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر
/ أيمن زهري
-
المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع
/ عادل عبدالله
-
الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية
/ زهير الخويلدي
-
ما المقصود بفلسفة الذهن؟
/ زهير الخويلدي
المزيد.....
|