نجم الدليمي
الحوار المتمدن-العدد: 2420 - 2008 / 9 / 30 - 09:01
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
ثالثا: (( انتصار هجوم الماسونيين ))!!
احياء العلاقات مع محفل مالطا الماسوني .
في اب من عام 1992 يوقع بوريس يلتسين المرسوم رقم 827القاضي (باحياء العلاقات الرسمية في محفل مالطا الماسوني) وقد ظل مضمون هذا المرسوم فترة من الزمن طي الكتمان الكامل . واستنادا الى الدعم الذي صارت تلقاه من اعلى مراتب السلطة ,اخذت المنظمات الماسونية تنتشر بسرعة لامثيل لها في روسيا ,وصار من الامور المعتادة قدوم ممثلي المحافل الماسونية الغربية المختلفة الى روسيا بشكل مكثف وتنقلهم في الاقاليم الروسية من مدينة الى اخرى للاشراف على العمل التنظيمي لممثليهم من الاعضاء الماسونيين الروس الجدد.
في 8 ايلول من عام 1992 تفتتح في موسكو باحتفال مهيب للمنظمة الماسونية المسماة ((الهرمونيا رقم 48698)) المتفرعة عن ((اخـــوية فرنســــا الوطنية العظمى)). وقد شارك في مراسم الاحتفال السكرتير الاول ((العظيم )) ((الاخ )) ايف غريتورنيل و ((اخ الشرف )) ميشيل هاردر بوصفة رئيسا اعلى للمحفل الماسوني الفرنسي , وتراس التنظيم الماسوني الروسي المذكور غراتشيف .وفي العام نفسه تظهر الى الوجود المنظمة الماسونية المسماة ((روسيا الحرة)) (التي ظمت في تكوينها لحظة افتتاحها 28 عضوا ), كما تاسست ايضا جمعية (( الشرق الروسي العظيم )) الماسونية . وفي مكتبة الاداب الاجنبية في موسكو , التي تحولت الى مكتبة رسمية للمحافل الماسونية الروسية , صار النشطاء الماسونيون يتخذونها مقرا لنشاطهم متعدد الوجوه , حيث كانوا ينظمون المحاضرات والاجتماعات والنشاطات الفكرية الهدامة للمحافل الماسونية كما انه كان يتم فيها ايضا اختيار المرشحين الجدد لعضوية المنظمات الماسونية في روسيا .
1- توجيه واشراف من الغرب !
بما ان تاسيس النظمات الماسونية كان يتم بتوجيه واشراف من قبل الغرب , فمن الطبيعي ان تكون المنظمة الماسونية القيادية الاولى في البلدان الغربية نادي ((روتاري انتر نيشينال )) هي المشرفة على تنظيم فروع لها في روسيا، وكشف النقاب عن اولى نشاطاتها الرسمية والعلنية في تحقيق صحفي بثه التلفزيون السوفييتي في البرنامج سيئ الذكر ((فريميا)) (الزمن) في 6 حزيران من عام 1990 ,
وقد انتشرت فروعها بسرعة فائقة في عموم ارجاء روسيا ,حيث افتتح على سبيل المثال مقران لها في بطرسبورغ ,واصبح محافظا مدينتي موسكو وبطرسبورغ :يوري لوجكوف واناتولي سوبتشاك من اعضائها البارزين . كما انتظم في عضويتها من يسمون بممثلي (الديمقراطية)البارزين مثل :بوتشاروف ,انانييف ,ناخيب ,ساغالاييف وعشرات غيرهم من ممثلي (الديمقراطيين) الكبار والصغار الذين اعتمد عليهم نشاط (مدرسة) معهد كريبل وامثاله من المؤسسات المعادية للاتحاد السوفييتي . وتحت اشراف المحفل الماسوني العالمي تأسس في روسيا في عام 1992 ما يسمى بـ (النادي الروسي العالمي)برئاسة سيئ الذكر بوتشاروف سكرتير يلتسين الصحفي السابق , كما ساعده في ادارة هذا النادي فوشانوف . كما انتسبت لعضويته ايضا مجموعة من الشخصيات البارزة المعــروفة مثل :-وزير العدل فيودوروف , وعضو البرلمان الروسي امبارتسوموف , وعضو المحفل الماسوني العالمي (( اوروبا الكبرى)) رجل الاعمال وطبيب العيون المعروف سفيتاسلاف فيودوروف , ورئيس مجلس الامن القومي السابق ايفانيكو , والجنرال كوبتس ومجموعة اخرى من الوجوه التي لاتقل اهمية عن سابقاتها من الشخصيات , لكنها رفضت ان تعلن اسماؤها على الملا . وبموجب النظام الداخلي للنادي الماسوني المذكور , الذي ضم في عضويته(( 40)) شخصا , يحق لكل عضو تنسيب ثلاثة اشخاص كحد اقصى , كما يتعين على كل منتسب جديد من المنتسبين الثلاثة ترشيح ثلاثة اسماء . ومما يلفت الانتباه هو ان اعضاء هذا النادي يتكونون بصورة رئيسية من الفريق الذي لازم يلتسين في العمل فترة طويلة .
2-((السياسة الحقيقية الفعلية )) !
يرى اعضاء النادي المذكور ان اطارهم التنظيمي هو المكان الذي تمارس وتنفذ فيه ((السياسة الحقيقية الفعلية)) , حيت يتيح لهذا النادي امكانية عقد اللقاءات المنتظمة غير الرسمية , التي يناقشون فيها قضايا البلد ويقررون مصيره . وعلى غرار المنظمات الماسونية الغربية العالمية مثل: )) اللجنة الثلاثية)) و ((نادي بيلدربيرغ)) جرى في روسيا في عام 1992 تاسيس منظمات ماسونية مماثلة مثل (( ماجيستيريوم )) و ((الاخوة في الروح )) . وقد اصبح جورج سوروس اهم شخصية نافذة في هذا المحفل الماسوني , وهو الذي سطر مقالا بعنوان (( الاموال الطائلة تصنع التاريخ )) . واعتمد هذا الداعية الخطير التوظيفات المالية اساسا للنشاط الماسوني في الاتحاد السوفييتي بوجه عام وفي روسيا بوجه خاص . ومن الذين مارسوا دورا فعالا في نادي ((ماجيستيريوم ))
المستشار السابق للرئيس الامريكي كلينتون للمسائل الاقتصادية رايخ , الذي مارس نشاطه في هذا النادي الماسوني الروسي بوصفه ممثلا لـ ((اللجنة الثلاثية )) الماسونية العالمية ومن الاعضاء البارزين في هذا النادي الماسوني ايضا زعماء الحركة الماسونية في الاتحاد السوفييتي السابق مثل الكسندر ياكوفليف وادوارد شيفاردنادزة , كما ضم النادي في عضويته بعض الاسماء المشهرة مثل ايفتوشينكو , رني ازفيستني , سوبتشاك , ايفانوف , برودسكي , شاتالين وغيرهم .
يلتسين .. وارشادات الماسونية العالمية
يخضع نشاط يلتسين باكمله لارشاد وتوجيه المنظمة الماسونية العالمية التي توظف هذا النظام لاحكام سيطرتها الهدامة على الدول التي انبثقت عن الاتحاد السوفييتي السابق يؤكد قولنا هذا ما كتبه زعيم منظمة (( بناي بريت )) الصهيونية الماسونية هنري كيسنجر : (( ما نعمل من اجله هو نشر الفوضى في روسيا واشعال نار الحرب الاهلية فيها بهدف تمزيق وحدتها كدولة موحدة مركزية )). اما زمـيله في المـنظمة الصـهيونية المــاسونية ذاتــها (( بناي بريت )) بريجينسكي فنراه يعلن بطريقة اكثر صرامة وحسما : ((ستتجزأ روسيا حتما وستوضع تحت الوصاية )). وقد صاغ قادة الحركة الماسونية العالمية وزعماؤها الروحيون خططا تفصيلية لاضعاف وتفتيت روسيا , ومن خلال الاعتماد بصورة رئيسية على تدمير الاقتصاد الروسي و تحويله الى ملحق وتابع للاقتصادات الغربية .ومن اجل تحقيق هذا الهدف تبذل المساعي والجهود الحثيثة لتنفيذ برنامج صندوق النقد الدولي والبنك الدولي القاضي بخصخصة القطاع العام وتحرير
الاسعار , وهو النظام الذي عانت وتعاني منه اقتصاديات بلدان اوروبا الشرقية والبلدان النامية واكتوى بناره الملايين الغفيرة من الشعوب .
3- اختيار (( الكوادر)) الطيعة !
يتركز جل اهتمام الدوائر الغربية الماسونية على اختيار الكوادر الملائمة لتنفيذ البرنامج السياسي والاقتصادي والاجتماعي الهدام في روسيا. ويلاحظ ان الاغلبية الساحقة من قيادات واعضاء ما يسمى بـ (( الحركة الديمقراطية الروسية )) السابقين والحاليين اما انهم اعضاء في الحركة الماسونية او منفذون طيعون لكل توجيهاتها وارشاداتها (ولا يشذ عن هذا الا القليل النادر من الاعضاء , الذين ادركوا , في فترة مبكرة نسبيا , المرامي العدوانية للنشاط التخريبي الذي يمارسه هؤلاء القادة (( الديمقراطيون )) ضد مصلحة الشعب والوطن . ومن اجل خدمة المخططات الامبريالية والتوسعية فان الحركة الماسونية العالمية لا تعتمد على تاسيس النوادي والجمعيات فحسب , بل نراها تلجأ ايضا لتاسيس الاحزاب والحركات السياسية لتنفيذ مخططاتها واهدافها التوسعية .
ففي نهاية عام 1993 جرى الاعلان عن تاسيس حركتين سياسيتين هما : (( خيار روسيا )) ( والاصح ان نقول الخيار الرئيسي للماسونية العالمية) وحركة (( يافلينسكي- بولديريف – لوكين )) التي اطلق عليها اسم (( يابلاكا )) ( وهي الخيار الاحتياطي للحركة الماسونية العالمية ) وتعود الحركة الماسونية العالمية لتسترشد من جديد بشعارها القائل : ((الاموال الطائلة تصنع التأريخ )) ,حيث وظفت لتغطية انتخابات حركة
((خيار روسيا )) في عام 1993 مبلغا قدره 2 مليار روبل ,جاء القسم الاعظم منه على شكل مساعدات من الحركة الماسونية العالمية عبر المؤسسات التجارية والمصرفية الاجنبية والمحلية المختلفة .ومن اجل ضمان افضل النتائج لتخريب روسيا عمل مع غايدار وبوربوليس واناتولي تشوبايس واندرية كوزيريف مئات الاخصائيين الامريكيين الذين لم يبخلوا بكل الوسائل من اجل انجاح حملته الانتخابية من افلام واعلانات وحفلات استعراضية راقصة وغيرها . لقد حشدت الدوائر الغربية كل اجهزة اعلامها ومخابراتها من اجل دعم عملاء الماسونية العالمية والامبريالية الغربية ,لكن مساعيهم هذه باءت بالفشل . بيد ان الخيار الاحتياطي للماسونية العالمية للمثل بـ (( يابلاكا )) ,التي تزعمها يافلينسكي قد حصل بدوره على مساعدات مالية سخية من الغرب ,لكن حصة الاسد انذاك كانت مخصصة لخيار روسيا بزعامة ايغور غايدار .
4- العصا السرية الخفية !!
كان سقوط حركة ((خيار روسيا)) صدمة اذهلت الدوائر الغربية مما دفعها الى ان تميل لدعم مرشحها المفضل مستقبلا يافلينسكي .ولم تتأخر مؤسسات الاعلام الغربية , التي تحركها العصا السرية الخفية للحكومة الماسونية العالمية عن تسخير وتوظيف طاقاتها وتحويلها من ((خيار روسيا)) الى ((خيار يافلينسكي)) .
ومما لاريب فيه ان المهمات التي تأخذها على عاتقها المنظمة الماسونية العالمية ازاء مستقبل روسيا وتطورها كبيرة وضخمة . ويبرز في المقام الاول منها برنامج تفتيت روسيا وتجزئتها وضم اجزاء من اراضيها للدول الاجنبية ,حيث تلحظ الخطة الحاق مقاطعة كارنيني بالمانيا وقسم من مقاطعة لينينغراد وكاريليا بفلندا , كما تلحظ الخطة ايضا ضم قسم من مقاطعة بسكوف الى استونيا وقسم من اراضي الشرق الاقصى لليابان ومساحة كبيرة من سيبيريا للولايات المتحدة الامريكية . وتذهب المخططات والمرامي التوسعية الغربية الى ابعد من ذلك , عندما تلحظ ايضا امكانية احتلال روسيا تحت ذريعة اشراف ((المجتمع الدولي)) (والاصح ان نقول الحكومة الماسونية العالمية)على الترسانة النووية الروسية . وكخطوة اولى على طريق تنفيذ هذه المخططات بالغة الخطورة المرسومة من قبل المحافل الماسونية العالمية تبرز الخطة الماسونية الداعية لبناء ما يسمى بـ ((اوروبا بلا حدود)) او ((اوروبا الكبرى)) . ففي حزيران من عام 1992 وتحت غطاء المجلس الاوربي ورعاية امينه العام تمت مناقشة مسألة ((الحقوق الاجتماعية للمواطن الاوربي)) , وهي المسألة التي تمثل في حقيقة الامر نشاطا ماسونيا صرفا هدفه وحدة الحركة الماسونية والتنظيمية تحت شعار ((اوروبا بلا حدود)). ويقف وراء تنظيم هذه الخطة وتنفيذها كبريات المنظمات الماسونية العالمية مثل ((شرق فرنسا العظيم)), ((اخوية فرنسا)), ((المحفل الماسوني التركي العظيم)) ,((المحفل الماسوني الاسباني العظيم)),((المحفل الرمزي الماسوني العظيم منفي يزرايم ))و ((محفل ايطاليا الماسوني العظيم)). كما شارك في اعداد هذه الخطة ايضا ممثلون عن الحركة الماسونية الروسية نذكر منهم : اناتولي سوبتشاك , مساعد غورباتشوف السابق واحد مسؤولي اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفييتي سابقا غراتشيف ,وعضو هيئة تحرير
((انباء موسكو)) غيلمان ومستشار يلتسين فلاديمير كولوسوف .
5- الهدف : ((اوروبا الكبرى)) !!
بعد عام واحد عقد اجتماع ماسوني عالمي اخر ضم نفس الاعضاء تقريبا , بحث وناقش وثيقة تقضي بتأسيس مؤتمر ماسوني اوروبي وانتخاب لجنة له تمثل فيها كل المنظمات الماسونية , بما فيها منظمة ((الشرق الروسي العظيم)) . وهكذا تبرز الى حيز الوجود هيئة تنسيقية تضم جميع المحافل الماسونية في غرب اوروبا وشرقها وتصنع هدفا لها اقامة ((اوروبا الكبرى)), وقد نشأت في اطار هذه الحركة التوحيدية ((نجمة اوروبا الكبرى)) .التي دخل في عدادها كبار ماسونيي اوروبا مثال : عمدة باريس , رئيس الاممية الليبرالية لامبيدروف ونائبه شوتلي , ورئيس وزراء بلجيكا الاسبق مارتينز , ووزير دفاع بريطانيا السابق بيتي واخرون . اما عن روسيا فقد تمثل في هذه اللجنة كل من : اناتولي تشوبايس , امبارتسوموف ((مستشار يلتسين)), سيدروف (مستشار كوزيريف), غينادي بوربوليس , باروفوي , اناتولي سوبتشاك , تريتاكوف ( رئيس تحرير ما يسمى بـ الجريدة المستقلة ((نيزافيسيماغازيتا)) , ياكونين رجل دين سابق ونائب في البرلمان الروسي (الدوما).وتوصلت اللجنة في ختام اعمالها في 21 كانون اول 1993 الى اصدار ميثاق عرف بأسم (اوروبا الكبرى) الذي يمثل في حقيقة الامر وثيقة ماسونية نموذجية .وفيما يتعلق بالموقف ازاء روسيا ,تحرم الوثيقة هذا البلد من مزاياه وخصوصيته الوطنية والقومية عندما تؤكد على مبدأ((الحرية الفردية)) أي حرية المقاول والمستثمر الجشع وهو ما يتناقض مع التأريخ الروسي برمته .
مما لاريب فيه ان منظري الماسونية كانوا يدركون هذا جيدا ,لذا نراهم يدرجون في الميثاق فكرة تؤكد على ضرورة النضال ضد كل معارضيهم في الرأي ,وفي المقام الاول ضد ممثلي الافكار التقدمية من شيوعين ووطنيين وقوميين (أي بكلمة اخرى ضد كل الذين يعارضون قيام ما يسمى ((اوروبا الكبرى))).
وتعتمد الوثيقة اساسا على فكرة ((اوروبا الكبرى)) لانشاء سوق اوروبية موحدة يتحقق من خلالها ((توفير مصادر الطاقة للكيان الاوروبي برمته)),
وكماهو معروف ,فأن مصادر الطاقة في اوروبا الغربية شحيحة جدا ,مما يعني ان روسيا هي التي ستتكفل بتزويد اوروبا كلها بمصادر الطاقة ,كما تلحظ الوثيقة ايضا تحرير التجارة من كافة القيود والعقبات والوصول الى هذا الهدف بأقصى سرعة ممكنة . وهكذا يتضح انه في ظل الظروف المعقدة التي تمر بها روسيا ,ونتيجة لعدم التكافؤ بين الروبل والعملات الغربية وبسبب غياب أي اشراف حقيقي على نوعية ومواصفات المنتجات الروسية وبفعل تدمير البنى الاقتصادية السوفييتية والعجز عن خلق بديل لها ,كل هذا سيؤدي الى استنزاف كل ما هو ثمين في الثروة الروسية من قبل الغرب واغراق السوق الروسية بالسلع ذات المواصفات الرديئة والضارة بالصحة والبيئة على حد سواء والتي لم تجد تصريفا لها في الغرب . وتطالب الوثيقة بتوفير ضمانات حكومية للاستثمار الرأسمالي الغربي في روسيا كما تفرد دورا اساسيا خطيرا لروسيا كمنصة يقفز منها الغرب لخدمة مصالحه في القارة الاسيوية بما يتناقض مع مصلحة شعوب هذه القارة التي تجمع روسيا بها خصائص حضارية وسمات روحية مشتركة. ولن تستطيع الحركة الماسونية العالمية تنفيذ مشروعها المتمثل في اقامة ((اوروبا الكبرى))الا بأذابة الشخصية الروسية والقضاء على السمات الفكرية والتأريخية والحضارية التي ميزت روسيا طوال قرون وقرون عن مثيلاتها في الدولة الغربية .لذا فأن مشروع ((اوروبا الكبرى))بالشكل الذي تروج له المحافل الماسونية هو في جوهره مشروع طوباوي . بيد ان الدول الغربية والمحافل الماسونية التي تثق ثقة عمياء بمبدئها القائل: ((الاموال الطائلة تصنع التأريخ)) ونزعتها التسلطية للسيطرة العالمية يدفعها لارتكاب ابشع الحماقات في سياساتها العدوانية لانها تتجاهل في اغلب الاحيان حقائق الواقع والتأريخ ,مما يجعل ممارساتها السياسية ومخططاتها تتسم بطابع طوباوي , فتحل الرغبات عندها مكان حقائق التأريخ والحياة ,وهذا النهج في السياسة يمثل افدح الاخطار على البشرية والانسانية جمعاء .
ان النتائج التي حققتها الماسونية والدوائر الغربية في الاتحاد السوفييتي ودول اوروبا الشرقية في مطلع التسعينات لم تكن تمثل انتصارا حقيقيا لها ,بقدر ما مثلت انهزاما للالية التي كانت تسود في تلك البلدان وسرعان ما استوعبت القوى التقدمية من شيوعيين وقوميين ووطنيين الدروس المستفادة وتمكنت خلال فترة وجيزة نسبيا من تعبئة القوى ورص الصفوف الامر الذي جعلها تراهن بكل ثقة واقتدار على المستقبل من خلال الية تنظيمية جديدة تستوعب اوسع الجماهير وتفسح لها المجال لتحقيق اشرافها ورقابتها على مؤسسات السلطة والمجتمع مستقبلا . ان فشل المشروع الماسوني والصهيوني والامبريالي في الاتحاد السوفييتي ودول اوربا الشرقية وعجزه عن تقديم أي شئ سوى الفوضى والبطالة والجريمة المنظمة والجوع والمرض والفقر وثقافة الجنس المبتذل ونشر المخدرات ,قد خلق ظروفا ملائمة لاعادة تقويم ماتم من احداث في اواسط الثمانينات
ومطلع التسعينات , وركز الاهتمام على دراسة معمقة لالية عمل الحزب والسلطة في الاتحاد السوفييتي من خلال موقف جدلي انتقادي بعيد, ورسم الصورة على الاسس العلمية الماركيسية – اللينينية , التي تم خرقها بفظاظة خلال عقود من الزمن .فاتضحت الامور لدى الغالبية الساحقة من الناس واستوعبت ابعاد المخطط التأمري على قضاياها ومصالحها الاجتماعية والوطنية ,الامر الذي تجسد في نتائج الانتخابات البرلمانية الاخيرة في روسيا ,التي تحمل في طياتها مؤشرات ايجابية عميقة الدلالة والاهمية بشأن الرهان على المستقبل .
الخلاصة
وحدة كل القوى :-
ان عالمية المخطط الماسوني الصهيوني الهدام يستلزم بالضرورة وحدة كل القوى الشيوعية والقومية والوطنية التقدمية على مختلف الاصعدة الوطنية والقومية والعالمية لتنسق مواقفها وتوحد حركتها ونشاطها في الرد على الابعاد التأمرية الخطيرة لما يسمى بـ ((النظام العالمي الجديد)),اننا نهيب بهذه القوى كافة ان تتحمل مسؤولياتها وتطور اساليبها في العمل والنضال الموحد لمواجهة خطر ومرامي ((النظام العالمي الجديد)) نظام الهيمنة والالحاق والتبعية .
#نجم_الدليمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟