ان كنت موتي فأنا اموت كما اريد

احمد العيسى

الحوار المتمدن-العدد: 2419 - 2008 / 9 / 29 - 05:11
المحور: الادب والفن
    

أنا أتحداك يا موتي الغريب
في أن تخيف عاطفتي
أو أن تخيفني في أي شيء
أنا مفقود من ذاتي
لا عنوان لا اسم
لا مكان محدد للإقامة
لا حبيبه تبكي علي
لا صديق افتقده أو يرثيني
إذا كنت قدري فعلا
أو كنت ستأخذني ألان لا محالة
أود منك أن تعطيني كأس من الوقت
اشربه أو يشربني
يأخذني إلى بلادي
كي أراها
مره أخرى وأخيره
ربما يأخذني إحساس
عفوي نوعا ما إلى اللاوعي
يحمل عني بعض الذكريات
ويحفظ مني بعض الأغنيات
عن وطني وعن نفسي
وعن شعري و لغتي وعشقي
وقمري وعن شمسي
يا موت امنحني بعض الوقت
لا أرجوك بل أساومك
على نفسي
أن أعطيك روحي
وأعطي الأرض جسدي
وان تعطني بعض الوقت
أرى نفسي في مرآة
أو ترى امرأة نفسها بي
هناك محاوله لي في أن أكون
كما تمنيت دوما أن أكون
أو أن أحاول الوصول
إلى نصف ما أريد
هل ستلومني إن قلت لك
إنني لا أحب الحياة
التي تشبهك يا موتي الغريب
أنا أعذرك فعلا إذا كنت لم تتفهم
قصدي العجيب
فأنا أيضا لا افهم ما أقول
أو أنني لا أحاول أن افهم
لأني إذا فهمت
إما أموت أو اتعب حتى الموت
فدعني أحاول الموت وحدي
دون تقاليد الموت الإعتياديه
أموت كما أريد أو أعيش بموتي
المؤجل كما أريد
فليست هكذا تنتهي القصص
الخرافية
وليس هكذا تؤخذ الدنيا
ك وجبه سريعة من إحدى المطاعم
الأمريكية
أنا أحب التأني في كل أموري
فاسمح لي بأخذ حقي الضائع
كي أحقق تغيراتي فيك يا أيها
الموت السعيد
واضع اسمي وتوقيعي
وأسجل بكل فخر من
هنا كان مروري
خذني إلى بلادي وبعدها
أنت حر في التوغل واقتحامي
مثلما شئت لأنك صرت موتا عاديا
فسامحني يا موتي السعيد
كلامي كثير ولا أفضل أن أعيد
فخذ ما شئت مني
فإن الموت منك لا يفيد
يا موتي السعيد
إن كنت سأحزن فإنني
سأحزن لبلادي لا عليها
في مدار الظل تمشي
وفي برج الوعيد
فاستلب من كل شيء
ما شئت وامضي
إلى كوخ كي لا يراك
الضوء
أنا قد مت منك
وأموت منك كل يوم
فلا حاجة لي في الموت
الأخير
ولا انتظر منك تقرير المصير
فإن الموت هديه مني إليك
وأنا أراه شيء مني كثير
أنا أهديك نفسي
فخذها إلى البعيد البعيد
يا موتي السعيد

#احمد_العيسى (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات