مازن حمدونه
الحوار المتمدن-العدد: 2423 - 2008 / 10 / 3 - 05:04
المحور:
الادب والفن
بالأمس دثروك الأحبة ومضيت وسط صخب الرصاص .. انهالت طلقاتهم .. وأنت بعيدا عن غيهم .. تقف صنديدا على أبواب عاصمة الصبر .. على أبواب العدل .. قضيت برصاصة ارعن .
خابت كل طلقات الأعداء منك .. جحافل دبابتهم عند المنازلات الصغرى والكبرى.
مضيت وأنت تضغط على قبضات الإيمان . رددت الوصية .. أولادي .. أولادي ..
إليك يا من أمطرت صيفهم بوابل الصواريخ فكانت إذلالا لكل القلوب المتغطرسة ..
جندلت الأعداء في المنازلات .. وبقيت عنوانا للتضحية.. للعطاء .
لم تعرفك سطور الخيلاء .. ممرات الغرور ليست من مساراتك .
تربعت بسمة عريضة على وجهك كالطفل البريء الذي يعشق كل الناس .. كالرجل الحكيم الذي يلاطف الجميع ولا يبادلهم سوى التواضع وأطيب المفردات .
حضورك طاب عطره على مسار الزمان .. فمن عاشر أسرة كريمة كتلك ما نسى أسودها في معاقل المنازلات ..من عرف أبناء مسارك .. أشبالها .. شبابها اسود تحرك صفحات العز ..
حضورك كان طيبا .. وما رحلت الا وقد سطرت صفحات من الطيبة .. سجايا تتزاحم بالطيبات ..
داعبت خواطر الناس بألفة .. وسجل عامر بنبل الأخلاق وجمال الآداب .
شاركت أحبابك .. الأقارب .. الأصحاب .. رفقاء الدرب.. جيرانك .. كلمات العز .. مسار كله مسك ورياحين .. ما تركت أمرا يمر دون كلمة طيبة تطيب خاطر الغاضب .. ولا رضيت بغلياء المتعجرفين .
كل أكارم الأرض ما نسوا حضورك مرورك الطيب .. وحين رحيلك تاهت كلمات العزاء فالصمت كان عنوان الحضور !!
كم كانت فاجعة أصابك ارعن بها .. طلقات الفجور .. طلقات المتسيبين ..
رسمت ذاكرتنا ضحكات عريضة وابتسامة لا تفارقك حتى في اشد المحن .
لسنا بحاجة لنستمع الى محاضرات التبجيل .. إلى مفردات الغناء بطيب ذكراك .. فسيرتك كلها قصص البطوله وغناء الفداء .
صادروا فرحة أطفالك في شهر الحرم .. فسقطوا منتحرين على مقصلة التاريخ كعادتهم .. حاربوا الله .. وحاربوا القيم والأخلاق ..وزيفوا الحقائق ..
اليك " فهيم"
امضي قرير العين ونعاهد الله ونعاهدك ان نكشف وجوه الظالمين .. ان يعلم الجميع انك كنت ضحية الغدر .. ضحية الغلياء .. ضحية الاستمراء .. عربدة السلاح في بلاد صادروا فيها حقوق الناس .
انتحرت أخلاقهم على صفحات الفساد المحنط بالدين ؛ والدين منهم براء .
#مازن_حمدونه (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟