ماجد الشنون
الحوار المتمدن-العدد: 2419 - 2008 / 9 / 29 - 08:28
المحور:
الادب والفن
تابعتهم لكل ِ وجبةٍ جديدةٍ تُجلب هم من كل مدن ِ الوطن ممزقوا الثياب شّديدي الإصرار ثاقبي النظر تحملُ وجوههمُ آثار ضرب لايادي وارجل متمرسةٌ وجروح ٍ غائرةٍ ودمٌ جف عليها, كلهم متشابهون عند الدخول, لكن فترةُ إنهيارهم بعد ذلك ستكون غيرَ متساوية.
في سجن دلتا دجلة واللذي كنت اسمع عن وجود مفرمة اللحم البشري اللتي تصب في النهركشبه خرافة أثبتها بعدها ,المعتقل ذاك القريب من ضريح أحد الاولياء لم يكن ليتخيل أي من الداخلين له انه سيخرج منه.
مساقاً من ضمن وجبتي تلك كما يساق الذبيح الى داخل المسلخ لكن بغير محاولة الإفلات كما يبدوها الذبيح ومحاولة مقاومة الذبح,أنه الدخول بدون رجعة .
كان الرز المخلوط بحبات الرمل والمرق المثلج اللذي تعلوه طبقة من الغبارهما الوجبة الرئيسية الدائمه , ( كل خمسة باناء) المسؤول عن توزيع غذاء السجناء يصرخ مضيفا" لكل منكم اربع حبات تمر. التمر المقدم ذاك لا يشبه تمر نخيل الوطن ولو عرف النخل سوءه لخَجل, حبات متعجرفةٌ من أسوء الاصناف مَّر عليها الزمن نسميها نحن حائله, أضاف زاجراً موزع الطعام واللذي لم أتخيل لإهتمامه بملابسه ورقة أصابعهُ إلا طبيبا مُترفاً
أنه اللذي طلبت من المدير ان يزد وجبتكم التمر,
الناس هناك متاكدة أن الرجل ما عاد لضميره قط يوما , والحق انه بعدما شاهدهم لا يستطيعوا الوقوف من سوء الغذاء في التعذيب طلب ذلك, و كان الكل محقون في الثانية فقد
أعلم المدير انهم لا يستطيعوا الصمود ي التعذيب كثيراً قبل الاغماء.
منذُ اللحظة الاولى لعشرون عام خلت واللتي قضيناها هنا رغم مرارة ورطوبة وبرودة شتاءها وسخونة صيفها كل الزنازين تشترك باتحادها بعفونتها واثار الافراز البشريي والدم على جدرانها ورصانة الصب الكونكريتي وغلاضة القضبان والسجانون ولهجت رؤسائهم الممتده من غرب العراق.
لم نرى شمس الوطن بل أحسستها على جلدي المتشقق وجروحي اللتي لم يتركوها لتندمل وأنا أنقل من معتقل لأخر معصوبُ العينين, كنت أهزأ بداخلي بهم في كل مرة وهم يشدون وثاقي ويتاكدوا وبعد مرور عامين من اعتقالي, مخطئون باني من الممكن أن أهرب بعد إعياء السنين والجوع واليآس والتعذيب وطمس الكرامةِ وتشوه عدسة العين لقلةِ النوم وفقداني نظاراتي من أول صفعة للعملاق الغبي الخشن واللذي كُنت أتخيل أنه بعد كل مرة يضاجع فيها ضحيتهُ الزوجيةِ يعرق جسدها دما لنفور شعر جسده ,وأتيقن إمكانية عَيش سُربٍ من الصراصر في شعرِ رقبتهُ الخلفي بدون إكتشافها.
بَعد قدومي هُنا بِعام كان اليوم هو الأخير قبلَ تقديمي قرباننا تزلفٍ لنهمهُ اللذي لا ينضب للدم وساكون رقمأً يقدم من آلالاف البشريهِ من هناك عَرفتُ أن الزمن يستمر وسيستمر بعدي بسيل الدماء وسيُحضر أيضا آخرين أبرياء وسياسيون ومشتبه بهم ماديون علمانيون وروحانيون حد اللعنة وسيُحكم أكثرهم بالموت أفواجا .ربما غدا ساخلص من تعداد الساعات وترديد آلحان حفضتها سابقا لم يبق منها في داخلي غير وشالة أسعفتني الذاكرة الصدأةُ بها للمطربه فلانه والمطرب فلان وووو ممزوجة بصياح مطربون غير مطربين او مطربين غير مطربون بالدعاء له.
اليوم بعد الذكرى السادسة عشرة لموتي وروحي ترفرف منهكة بين جنبات ذاك المكان الرطب الهواء وجدرانه المنزوعة الجبسين باحثا عن مكان اريح به الروح التعبة تلك الروح اللتي لم ترى فرحا او راحة فمن الجنديةُ وسواتر الموت لم يكتفوا فقد جاء الازلام بعد يوم من العرس كُنت أعرف إنهم سيأتون وكانت هي الاولى والاخيرة اللتي التقي الحبيبة في خلوة المحبة.
أرواحنا معلقةٌ في الجدران والأسقف وبحبات الدماء وقابلوات التعذيب وأسلاك الصعقات الكهربائية تبحث عمن يريحها .
منذ تأريخ موتنا لم يمر بغرف وزنزانات ذاك المكان غير صنف واحد من الناس ولم تمارس فيه غير أعمال التعذيب والقتل والهتك وإضافة قضبان وجدران كونكريتيه وقاعات وقواطع جديده.
في ذاك اليوم شيء ما شد انتباهنا كان اصوات احذية الرجالات الامنية المقيته وملابس الكاكي المميزه وهي تتنقل لحمل ما خف وغلى انه هروب كل الجلادين والازلام في تلك الليلة النيسانيةُ الواهنة , بعدها بليلتين كان الطرق على جدران وسقوف الزنزاننات الارضية وسراديبها يزادد ولليالي طويلة مرعبة كان صراخ ونحيب وعويل ورجاء من كانوا تحت السجن الارضي, يصرخون بعد العطش والجوع خَلف ابواب لا تفتحها طَلاسم علي بابا ابواب ضخمة من الفولاذ اللذي حشي بالخرسانة, كانت أصابع السجناء الواهنة تنهش بهستريةُ الجوع والرهبةِ الحديد المسطح اللذي لا يخدشه شيء , تتحرك الموجةُ البشرية كل مرة بإتجاه بين تلك القاعات والاماكن كتلة واحدة من بشر واهنون من ابناءالوطن الاكثر محبة له تنتقل للخلاص في ذاك المكان المهول, بعد سماع صوت آمل من جهة الى أُخرى, لحين الموت سارت الكتلة البشرية وكان بعضهم يحاول ان يواسي الاخر ويساعده في ذاك الجو الجحيمي اللذي تنسى به الام وليدها, لقد هرب السجانون ولم يكلفوا أنفسهم فتح الباب كان ارواحنا تتنقل معهم الى ان سكن اخر نفس لاخر نزيل فيهم و هديء الأمر.
بعد سنوات عاد الى المكان سخونتهُ المعهودة زادت الحركة سجانون وقيود وصخب المكان لكن بشكل أخر هذه المرةُ فقد عرفنا من كثافة التحضير لهيبته أنه زائر فوق العادة لقد حدثنا مريدوه سابقا قالوا عن عادته في النوم في ملاجيء الجنود في الجبهة على الاقل مطربيه رددوا هذا كثيرا ولم يكن الامر حقيقة امااليوم فلا نتوقع أيضاً .
وفي قدومه الميمون هذا ايضا قالوا وكما يقول محاموه الالفين وممرضيه الستة عشرعلىالاقل أنه شاركناالموت كقائد يبكي على موت عصفورأمام الكامرة في خطاباته في اشد ايام الحرب قتلاً وايلاماً,وكان بيننا جالساً على سريره المعدني اللماع سلطانناًً متوجاً يقرأ في كتابهِ نهماً,كنا لا نميز حروف الكتاب لطول إنقطاعنا عن الشمس نقترب قليلا مستغلين إنشغاله برياضته وسقيهِ أعواد ورود البارود اللتي أينعت على يديه مُفكراً بإشعال حروبٍ أُخرى متاكدً أن احد لا يجروء على حلاقة لحية عبد الله المؤمن كما يحلو له ان يسمي نفسه, رغم إقترابنا الوجل لم نقرأ من كتابهِ شيء رغم الضجة اللتي انفجرت من محطته القطرية وغيرها ممن مولها بسخاء من المكنسة الى الهوائي وحذاء المدير واللتي نلتقطها بدون هوائي او شبكة او تلفازلصخب إرسالها حتى في ابعد الفنادق في القطب , قالوا كتابه كتبه بحروف من نور ربانية الصنع كتب عليها طلاسمه الشعرية المشعشعه و المزهرة لصنع يوم النصر وخسئنته الاخرين واعتقاداته الراسخة بالنصر حتى بعد هروبه المدوي ومجاميعه الهائلة وحتى اللذين لم يبيتوا منذ اعوام في بيوتهم ولم يخلعوا احذيتهم وملابسهم الكاكيه مع أول دبابات المارينز.
نقل الرجل بالهليكوبتر كان من صاحبه في رحلته الاخيره الجنرال الباكي مشرف خدمته والمعجب جدا بطريقة كلامه في الطائرة عن كيفية الكشف عن خيانة معاونيه بارسال من يدعوهم الىالانقلاب وثم الاعدام ان وافقوا,
كان يشير من النافذة الى قصورهَ العديدة المتناثرة بين جنان النخيل الباسقة في عاصمة جنونه والى سجونه الاكثر إيلاما وصرامة كأماكن مدللة لديه.
الزنجي ممرضه الضخم اللذي عينه للسهر عليه اعداءه المفترضون, يجلس مستسلماً للذته الفائقه أمام سخاء الرجل المليوني له, خجلا من علم بلاده الملصق بكتفه الضخمة ,معجبا بالرجل اللذي احرق بلد وشعل المئات من الحروب و حقول النفط ولم يزل الكثيرون يبكونه , بيد الممرض مروحة من ريش الطواويس يهوي بها المهيب والأخير يزدرد حبات الشكولاته الداكنة ويوعده بالعديد من الملايين الاخرى باعطائة أرقام حسابات وبنوك وجزر هانئة لقاء خدماته, عدة ملايين لجلب العصير الفلاني المفضل, كذا مليون ليثير شهية الممرض ليخبر الطبيب بموعد أخذ الحقنة المهدئه وتقريبها , مليون لتلبية رغبته بتمسيج ظهره .
في تلك الليلة طلبها مضاعفة لعدة مرات كي يعيش سلطنته الكيميائية مستبعداً انهم سيعدموه ,كان متيقننا ان الخطة المُحكمة واللتي كَلفت بما يعادل ميزانيات بلدان عدة غير فقيرة ,وأن الرجال المدربين تدريبًا هائلاً منذ بدء محاكمَتِه سيحرروه الليلة فقد ثبت ذالك بالاستفتاء اللذي اجراه موقع االصمود للمقاومين بامرته بأن الرجل سيُحرر وقد إستمر الاستفتاء لما بعد اعدامه فهو لا يمكن ان يموت أبدًا وسيعود دائما منتصراً مثل كل مرة بحروبه المهزومةحينها ركبوا صورته وهو يحمل المصحف على صورة القمر تحضيرا للافصاح عن معجزاته اللتي لا تنتهي
ورَدوا في تلك الليلة بتفجير طابور نساء حاملات اطفالهن على المناكب وعلب الصفيح القديمه بيدهن الاخرى لمليء وقود الطبخ ,جلب مُدافعوه الصور موثقةٌ بصور جماجم ابناء فقراء الوطن الرضع وهي تتناثر كحبات برتقال على الرمل, ليعيدوا ضحكته المقطعة الساخرة المعهوده علىالاقل.
ليلتها طلب وجبته من الدجاج المسلوق بماء بشري وحبة البركه ورز امريكي المنشأ ,أحضروا له مقص شوارب وعطر فرنسي وصبغ شعرلا يصدا اويذوب بالماء, ومُنع النزلاء ليلتين متتاليتين عن الدخول للحمام كي يبقى بحالةٍ من الاستعداد لدخولِه الموقر المتكرر.
نساء عمان وغزة وقطر وتونس تتظاهر حينها في شوارع بلدانها ومدنها متمنيتا استنساخ العديد منه وإرضاعهم حليب ابل بحبوب الفياكرا وإنهاء إنتظارهن الطويل وهن يتشهنَ أن يوضع لَحمهن في الطَبق الرئاسي لكي يزدردهُ المهيب ويعلق بشواربه قبل أن يَرحل غير مُدركات إصابته بالعِنة الكلية المبكرة .
توسل أحد النزلاء قبل عشرون عام خلت في نفس المكان ماداً وجهَه الممتقع من فتحة البوابة المتسخه لقد ضمر كل شيء في جسده لخمس عشر سنة قضاها متنقلا بين كل مديريات الامن ومتوجاً آلمه بلقاء رئيس المحكمة الخاصه اللذي أدخلهُ بكتاب دنيس للارقام القياسيه بمدة محاكمَتهُ اللتي لم تتجاوز نطقه الكلمتين الاوليتين لإسمه ليحكمه بالموت ,أخرج وجههُ من الفتحة الصغيرة تلك طالبا من مأمور التغدية الانيق ان يمنحه فرصة ليشبع مرةً واحدة برغيف إضافي كونهُ لم يشبع منذ عشرة أعوام,شجعهُ إنتقال العديد من الزملاء الى الموت في ذاك اليوم متخيلاً ان الوقت لم يكن كافٍ للمأمور لكي يذكر موقف احصائي بالعدد الجديد للسجناء ولا بالمعدومين وعدد الأرغفة وحبات التمر.
صرخ علينا حينها بحده طالباً أن نتجمع أمام الباب وفتحهُ ,مسك بكلتا يديه مجموعة الخبز الفائضة ورماها في الممر الرطب المظلم وأغلق الباب,نظر صاحبنا الى ارغفة الخبز وهي تبتل بماء المجاري الطافحة وبكى بهسترية مُرة لقد كان الرجل شبة منوم من يوم عرى الازلام زوجة أمام الجمع من السجناء واندفاعهُ الى الجدار بكل ما يملك من قوة ويداه مربوطتين الى الخلف لضرب رأسه ,بعدها بأيام و بنفس الملابس المنزلية عندما سحلوه امام اطفاله و اللتي التصقت بجلده و تحمل طبقات من دم جف لسنوات عديدة, لفظ نفسهُ الأخير وهو معلق من قدميه وأنفه يقطردماً مثل سمكة معلقة من ذنبها.
المهيب يحدث ممرضه الزنجي اللذي حمل له مناديلاً معطرةً وسجائر كوبية وكانت ممرضَةُ فاتنة فع بصرها لتراه وتحسسه بالامان, تسحب عينةٌ من دمه للتاكد من سلامته البدنيه,كان يتحدث عن انجازاته الكبيرة للوطن وتغيير التركيبة التشريحية لاقدام سكانه بعدما كانوا يتقاسمون أنصاف الأحذية بينهم,وعن تفلطح اقدام نسائهم من طول الوقوف أمام المعسكرات والسجون وطوابير الغاز وحصة الغذاء الشهرية .
أخبره ان الوطن بدونِه لا يساوي شيء ولَن تنساه محطات الاعلام وانه لم يغادر الوطن فهو لا يعرف ان يشتغل غير رئيس له ولن يأتي أحد قبلهُ او بعده.
حَضر ممثلوا الامم المتحده مع مُحاميته العجوز المتصابية حاملين طرودا له وهدايا قَدموها على طريقة الأحترام الدبلوماسي أو قرابين الآله جاؤا لهُ بمشط اخفاء الشيب السحري واحجار طلسمية زرعوها بكتفهُ الايمن بمساعدة طبيب التجميل الخاص به، وملابسه الداخلية القديمه وجواريبه الطويلة , أخذوا منهُ اشعاره كمن يحمل كتابا مقدسا فهم حتى لو عرفوا اللغة اللتي كتبت فيها فلم يدركوا انها مجرد كلمات أسنةٌ لا تعني شيء ,حينها صَرخت العجوزالمحامية الله الله لمجرد رؤيتها الوريقات من الظهر الغير المكتوب مستجدية قطرة من هرمونها الانثوي الناضب تلك اللحظة ليظهرها بمظهر امراة لا حصان عجوز نافق ,كسَرت خجلها المتنامي من سيادته بالزغراريد والتصفيق.
كان في الليلة الاخيرة يلقي بلهجتة الدارجة في مدينته الغير مستقيمة ولحَد الدقيقة الاخيرةُ خطاباً تاريخيا عن وجوب الموت للجميع, فقد خلق لحروبه الدائمة.
من فرط الجرعة المهدئة كان يتخيل الرجل الذي يضع الحبل في عنقه حلاقهُ الخاص وهو يناقشه أن شفرة الحلاقة من النوع الامريكية أيسر وأنعم من مثيلتها العراقيةُ,يصلون الى حل سريع مرضٍ فيضع الخرقة السوداء حول رقبته الغليضة يعقبها الحبل السميك اكثر من اللازم بعقدة لتحميل دبابة باعتقادهم ان المهيب ثقيلٌ لدرجة غير ممكنة, فرجلٌ أدّرَ نهر من الدم والدمع لابدَ إلا ان يكون بوزن غير طبيعي.
تمنى حينها المهيب ان يرشدهم كيفية ربط الحبل للمرات القادمة ليكون أكثر إيلاما لغيره لكنه نسي لفرط تاثير الحقن المهدئة واجب الكياسة كبطل قومي يعُدم.
حرص أن يبقي أخر نفسٌ للتحدي الدائم لأعداء يصنعُهم بنفسهِ أويصادفهم, فتلاسن مع جاهل من الموجيدين حوله ومن معرفتهِ بواجب إرجاع الروح لمحطاته الفضائية اللتي أخرست أول أيام تقاسمه الحفر مع الزواحف , ولا بد من الاستمرار بدور الشجاع بعد شراء تلك الجرعة الهائلة من المهدئات بأغلى صفقة في الارض ,على الاقل لكي يستمر مريدوه في النضال اللذي بدأه هو وعدم إفلات رقاب ابناء الوطن من براثنهم وبناء جمهورية أخرى بديلة من قيادته الهاربة ومن القنابل البشريه البهيمة الغبية المغرر بها لنثر الاجساد البريئة على أرصفة ساحات إنتظار الطوابير الباحثون عن رغيف لابنائهم.
إرتدى ليلتها كل ثيابة الثقيلة ولَبس بسطال من جلدٍ بحواف حديدية ثقيل معتمدا على خبرته في تلك الغرف المعتمة ملايين المرات كون المعلق وحسب نظرية الجاذبية يكون موته أسرع لو زاد كتلته ,زادها ايضا باكياس رمل وملح في جيوب معطفه الكبيرة ,رغم تاكده على حد قول ممرضه ومعرفته ان الدكتاتور العتيد لا يقتله الشعب بل يموت في الفراش من الشيخوخة او يهرب بحقائب من الدولارات
وقد خالف القاعدة ايضا هنا ليصنَع في موتهِ ميتات بشرية متسلسله سرطانية التكاثر.
كان اعدامة مثل محاكمِهُ لخصومهَِ سريع
ولم يترك غير وصية واحدة لرفاق دربه وعشيرته متوسلا ان يقتلوا المزيد من الشعب اللذي يكرهه راسما صورته المهيبه وهو يقبل احذيتهم كنايتاً عن توسله المستميت لتحقيق امنيته تلك,أوصاهم ان يستوردوا اشد الذباحين قسوة في الارض بدم سلاحف في عروقهم,مشددا على توزيع صوره وتوزيع الاقمشة السوداء دون الاكتراث للثمن أمرهم أن يوزعوا كل شيء وخصوصا على الشعوب الاعرابية المحكومة من قبل رابطة الحكام الدائمه وأولادهم اللتي أسسها بنفسه و اللذين يعرفوا لذة الحُكم على خلاف ما تتخيله عقول الفقراء.
أخبرهم الارض المحتلة سنحررها بزيادة اعداد المقتولين في الساحات في الوطن اللذي يكرهه اكمال دورته الطويله الغير مستقيمه مرورا بسحق اعداءه في عواصمه اللتي لا تقع على الخط المستقيم الأقصربدءً من عاصمته.
وعندما مات فزعت الارواح المعلقة في المبنى بصرخات غبية وهو يتدلى , تيقنت تلك الارواح الموت الدائم,لقد تبخر الحلم الذي انتظرتهُ تلك الطوابير من اشباح ضحاياه حلمها المتواضع بأن تراه يتعذب بجزء بسيط من عذاباتها وإعدامه بطريقة إعدامها, و ليس بطريقة موتهُ التكريميه بملابس جنرال حاكم الى الأبد.
ماجد الشنون
#ماجد_الشنون (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟