أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فارس البصري - الآلهة ولعبة الديمقراطية















المزيد.....

الآلهة ولعبة الديمقراطية


فارس البصري

الحوار المتمدن-العدد: 2418 - 2008 / 9 / 28 - 05:24
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


هل من حق اللآلهة أومن يمثلها من الكهنة ورجال الدين والسحرة التحكم بمسار العملية الديمقراطية ..؟
هذا السؤال الطريف يقودنا الى أقدم نموذج انتخابي في تاريخ البشرية ، وبرغم من اسطورة هذا الحدث، فان نتائجه ستكشف عن أطرف سرمن أسرارالديمقراطية وهو تغييب الصوت الآخر ان لم يكن الغاءه. تقول الأسطورة : " في صباح يـوم من الأيام ، وقبل أن يطلق على مدينة - أثينا - اسمهاالمعروف ،أفاق أهل المدينة على حادثة غريبة ، فمن باطن الأرض نبتت في ليلة واحدة شجرة زيتون ضخمة ، لم يروا لها شبيها ً من قبل ،وعلى مقربة منها انبثق من جوف الأرض نبع ماء غزير، لم يكن هناك البارحة ، كما لم تكن الشجرة .
وقد أدرك الناس أن وراء ذلك سرا ً إلهيا ً ، ورسالة تأتي من الغيب فأرسل الملك الى معبد " دلفي " يستطلع عرافته ، ويطلب منها تفسيرا ً فجاء الجواب أن شجرة الزيتون هي الإلهة أثينا( إله الحكمة والقوة وإله الحرب وحامية المدينة )، وأن نبع الماء هو الإله بوسيدون (إله البحر في الميثولوجياالإغريقية) ،وأن الإلهين يخيران أهل المدينة في أي من الاسمين يطلقون على مدينتهم ، عنـد ذاك جمع الملك كل السكان واستفتاهم في الأمر ، فصوتت النساء الى جانب أثينا ،وصوت الرجال الى جانب بوسيدون ،ولما كان عدد النساء أكبر من عدد الرجال كانت الغلبة لهن ،وتم اطلاق اسم الإلهة أثينا على المدينة.. وهنا غضب بوسيدون ، فأرسل مياهه المالحة العاتية فغطت أراضي المدينة، وتراجعت تاركة أملاحها التي حالت دون زراعـة التربة وجني المحصول ، ولتهدئة خواطر الإله الغاضب فرض رجال المدينة على نسائها ثلاث عقوبات :
أولا ً: لن يتمتعن بحق التصويت العام بعد اليوم .
ثانيا ً: لن ينتسب الأبناء الى أمهاتهم بل الى آبائهم .
ثالثا ً : لن تحمل النساء لقب الأثينيات ، ويبقى ذلك وقفا ً على الرجال . "
حياة الريس صاحبة كتاب- جسد المرأة من سلطة الأنس الى سلطة الجان- تعتبرهذه الأ سطورة أقدم انقلاب ذكوري في هذه المدينة الاغريقية " العريقة في الديمقراطية" ومن ثم فان أهميتها تكمن في زيف الوجه الديقراطي الذي يتجمل به الرجل ،وسقوط قناعه ،والكشف عن أغراضه الحقيقية ،وهي الانفراد بالسلطة ، واحتكار الحكم مهما كان الأمر. كما تشيرهذه الأسطورة الى سلبية المرأة تجاه العقوبات التي لحقت بها ظلماً وجورا ً . واستسلامها لها ، إذ لـم تذكر الأسطورة مقاومة من طرفها ، رغم أن عدد النساء كان أكثر من عدد الرجال ..ولماذا نستغرب ذلك ؟ ألا نشهد - ومن ذاك التاريخ- احتكاراً للسلطة من طرف الرجال ، واستسلاما ً من طرف النساء .
ان هذه الأسطورة التي تؤرخ لانتزاع حقوق المرأة المدنية والسياسية والاجتماعية عند جذور التاريخ الاغريقي ، ستترجمها لنا الفلسفات والأديان والحفريات التي أقرت واقع اللامساواة وقننته وذهبت في تعليله شتى المذاهب.وصار على المرأة ان تواجه العقلية الذكورية الشاملة التي لايختلف فيها الخيـال الشعبي عن الفكر الفلسفي ،إنها لمأساة أن يلتقي الرجل العامي مع الفيلسوف في ان المرأة مخلوق من درجة ثانية . ان تعريف أرسطو للمرأة أنها " رجل ناقص" لايختلف كثيرا ًعما يتداول اليوم من أن المرأة "ناقصة عقل ودين "، أو أنها الضلع الأعوج " استوصوا بالنساء خيرا ً فانهن خلقن من ضلع أعوج ، وان أعوج ما في الضلع أعلاه ، فان ذهبت تقيمه كسرته ، فاستمتع بها على عوج ". وقــال أحد الكتاب المهتمين بشؤون الضلع الأعوج ذات مرة :" على المرأة أن تتذكر دائما ً أن الرجل قد يزل فلا يضار من الناحية المادية بزلته ..ولكن زلة المرأة تعقب آثارا ً مادية وجسدية قد تقضي على مستقبلها وآمالها ".
اذن اسطورة "أثينا " ورغم وجهها الديمقراطي ، الا ان السلطة الذكورية للآلهة شرعت من خلالها مفهوم تفوق الرجل على المرأة الذي لم ولن تلغيه تلك النماذج النسوية البارزة في تاريخ البشرية سواء كانت في الديانات السماوية أو الأرضية. والمرأة هي حواء (رمز الخطيئة ) والرجل هو آدم (من طينة مباركة ) فهل ستقبل
الآلهة في ملاعبها الديمقراطية في بلادنا الاسلامية فوز المرأة التي سيكون من حقها التحكم في سلطة المجتمعات الذكورية وتراثها الديني ؟ .انـه مجرد تسأول أطرحه على نفسي قبل أن أذهب الى النوم للعيش مع أحلام النساء. وأقول ان المرأة في أحلامي رمز مجهول ورؤيا لا أجد لها تفسيرا ً الا عند جاري وابن مدينتي " محمد ابن سيرين البصري " . يوم أمس زرته وأخبرته بآخر رؤية لي فقلت : ياجاري ومولاي رأيت في منامي كأنني أتجول في سوق العشار(في البصرة) أريد شراء نعال جديد ودشداشة وكان الزحام في ذلك السوق على أشده وأكثر الناس كان من النساء.
قال ابن سيرين : ياجاري ..الموضوع المهم في هذه الرؤية هو النعال أوالنعل عليك أن تسمع ما أقوله : " اذا رأى الرجل أنه ملك نعلا ً ولم يمش فيها ملك امرأة . فإن لبسها وطئ المرأة . فإن كانت غير محذوة كانت عذراء ، وكذلك إن كانت محذوة لم تلبس ، وتكون المرأة منسوبة الى لون النعل ....ولبس النعلين مع المشي فيهما سفر في بر، فإن لبسها ولم يمش فيها فهي أمرأة يتزوجها . فإ ن رأئ أنه مشى فيها في محلته وطئ امرأته" .
قلت وأنا أبتسم : ياجاري أطال الله في عمرك كيف يكون النعل أمرأة والمرأة نعال ونحن في بلد الدمقراطية ...ألم تشاهد على شاشة التلفاز كيف تتجول النساء في باحة
مجلس النواب ؟
ابتسم ابن سيرين وقال : المرأة كما نشاهدها هنا وهناك هي ظل الرجل ليس الا أما عندما تقف أمامه وجها ً لوجه فهي الضلع الأعوج وحرمته وهو القائم والمقووم أليس كذلك ..؟ على كل حال مادمت تطرقت للديقراطية دعنا نتسلى : كماتعرف أنت اللعبة الديمقراطية على الأبواب وأهل هذه اللعبة ومن يريد دخولها تكثرلديهم الأحلام والكوابيس وبشكل عجيب ... قبل بضعة أيام زارني( فلان الفلاني) وكما تعرف هومن أهل الحل والعقد في مدينتنا وطلب مني تفسير آخر أحلامه وقال لي بالحـرف الواحد : ياشيخنا رأيت في منامي كأن الرئيس (....) نكحني .
قلت له : الرئيس في بلادنا هو كخليفة المسلمين أيام زمان والتفسير يقول : من رأى الخليفة نكحه نال ولاية كبيرة ونعم هذه الولاية.. فرح صاحبنا وهرول مسرعا ً الى زوجته التي تريد الدخول الى ميدان هذه اللعبة لأول مرة ... ولكن اسمع ماذا حدث في بيته. حسب الأخبار التي وصلتني من هناك انه أخبر زوجته بتفسيري هذا، وكانت هي الأخرى أشد فرحا ً منه وعندما سألها عن فرحها قالت له : أنا رأيت نفس الرؤية الليلة الماضية فماذا تقول ولمن ستكون الولاية ؟ وحسب الأخبار أشتد غضب صاحبنا وقال لها : يا حرمتي عليك ان تعرفي جيدا أنا الرأس وأنت الذيل وليس من حقك أن تحلمي بغيري وتزني .. عليك نسيان أمور هذه اللعبة والاختيار مابين المطبخ وتربية الأطفال ومابين غضب الآلهة وسحرتها وسيوفهم المسلومة ليلا ً ونهارا ً.
ودعت جاري ابن سيرين وأنا أضع نعالي القديم فوق رأسي سائرا ً نحو بيتي ولا أدري أية رؤية في انتظاري .. ومن بعيد تخيل لي زمان غير زماننا فيه رجال مدينتي يمشون في شوارعها حفاة ونعولهم فوق رؤوسهم والى جانبهم تسيرالأضلع المعوجة مرفوعة الرؤوس والابتسامات تطفوا على الوجوه ... لا أدري ماذا حدث هل هو عودة الى ماضي ما ..؟



#فارس_البصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنا ولميس ورب العالمين
- 45عاما ًوعبدالجباروهبي (أبوسعيد) في عالم الشهادة
- الماضي والحنين اليه....
- عبدالجباروهبي(أبوسعيد) قلم اليسارالعراقي اللاذع


المزيد.....




- وزيرة الخارجية الألمانية: روسيا جزء من الأسرة الأوروبية لكنه ...
- الوكالة الوطنية توضح حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في المن ...
- ما حقيقة اعتقال 5 متهمين باغتصاب موظف تعداد في بابل؟
- مركز حقوقي: نسبة العنف الاسري على الفتيات 73% والذكور 27%
- بعد أكثر من عام على قبلة روبياليس -المسيئة-.. الآثار السلبية ...
- استشهاد الصحافية الفلسطينية فاطمة الكريري بعد منعها من العلا ...
- الطفولة في لبنان تحت رعب العدوان
- ما هي شروط التقديم على منحة المرأة الماكثة في البيت + كيفية ...
- الوكالة الوطنية تكشف حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في البي ...
- تحديد عيب وراثي رئيسي مرتبط بالعقم عند النساء


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فارس البصري - الآلهة ولعبة الديمقراطية