|
التنمية البشرية
ضالح الفرياصي
الحوار المتمدن-العدد: 2418 - 2008 / 9 / 28 - 00:54
المحور:
كتابات ساخرة
التنمية البشرية في غرفة الإنعاش بمدينة بويزكارن 1_حي المسيرة: بعد 14 شهرا كيف ستصبح الحالة الصحية لسكانها؟ بعد انتظار طال أمده بدأت أشغال تطهير السائل ببويزكارن، بعد أن نعمت المدينة بالزيارة الملكية السنة الماضية، إذ قام جلالة الملك بإعطاء انطلاقة العديد من الاوراش التنموية التي لم نرى منها سوى هذا المشروع. وكانت البداية من حي المسيرة، الحي الأكبر من حيث السكان والمساحة وحتى التهميش. هذه الأشغال التي ستدوم 14 شهرا والتي وصلت تكلفتها الإجمالية 22 مليون درهما. إلا انه رغم أهمية هذا الورش في توفير جو ملائم للعيش، فانه صاحب معه العديد من المشاكل العويصة التي لن يجني ثمارها إلا الساكنة. إذ أصبح الضجيج يعم كل مكان من حي المسيرة، فأصبح العديد يشتكي من الضرر الذي لحقهم من قبل ضجيج الآلات، وأصبحت بعض المنازل مهددة بالسقوط نظرا لبنائها البسيط، جراء شدة اهتزاز ألآت الحفر، بل أكثر من ذلك سيتم حفر وجرف ذاك الخيط من الإسفلت أو ما سموه بتعبيد طرق وشوارع الحي. فحينما كان على المسؤولين تهيئة الحي منذ ذي قبل، فضلوا لعب دور المتفرج. كما يعاني الكثير من السكان خاصة المتقدمين في السن من ضيق في التنفس وظهور بعض الأعراض نظرا لتطاير الغبار في كل الأرجاء. ونحن نتساءل وننتظر الأربعة شهرا القادمة، كيف ستكون الحالة الصحية لهذه الساكنة؟ وكيف سيكون هذا الحي؟ 2 _ الأسلاك الكهربائية العارية: السكان يشتكون والمسئولين غير مبالون. إن المار في شوارع مدينة بويزكارن سوف يرى أن أعمدة الكهرباء ذات الأسلاك العارية لا تزال منتصبة على طول أهم شوارع المدينة خاصة شارعي محمد الخامس ( طريق تيزنيت)، والشارع الذي يؤدي في اتجاه طاطا، وكذا أسلاك التيار العالي التي تعبر أهم الأحياء وأكثرها كثافة سكانية ( حي المسيرة وحي الأمل 1والأمل 2)، وقد راسل السكان وبعض جمعيات المجتمع المدني الجهات المختصة قصد استبدالها بأسلاك حديثة مؤمنة بالمطاط للوقاية من الحوادث الخطيرة، دون أن تحرك تلك الجهات ساكنا، مما عرض إحدى الشاحنات الكبيرة إلى الاحتراق عن آخرها اثر اصطدامها بأحد أعمدة الإنارة العمومية ووقوع تماس أثناء سقوط العمود الحديدي واصطدامه بالأسلاك العارية، ونجم عنه انقطاع التيار الكهربائي أزيد من 10 ساعات ببعض الأحياء. ولولا قدرة قادر لكانت الإصابات أكثر لو لم يكن الحادث وقع فجرا والشارع خالي من المارة. 3_ البطالة : الدخول بالافواج و الحل مستحيل. يعد ملف البطالة من بين الملفات الساخنة في الساحة البويزكارنية، إذ دخل المعطلون حاملي الشهادات منذ يناير الماضي في اعتصامات وأشكال نضالية غير مسبوقة في تاريخ المدينة. إلا أن المعطلين تبخرت آمالهم نظرا للوعود الزائفة من طرف المسئولين المحليين، حيث لم يجنوا من اعتصاما تهم تلك أي نتيجة ماعدا الصمود والأيمان بالتشبت بملفهم المطلبي، إن ما نستغرب له هو عدم رغبة المسئولين التعامل مع هذا الملف بجدية. فليس من المعقول أن يبقى حامل شهادة جامعية يذوق مرارة العطالة ويكون عالة على أسرته في وقت تنتظر منه عائلته أن يكون معيلا عنها. وليس من المعقول أن لا يستفيد المعطل البويزكارني حامل الشهادة من الامتيازات التي يستفيد منها زميله المعطل في بعض المناطق الأخرى. أم أن المسئولين المحليين طبقوا مضمون الآية القرآنية (وفضلنا بعضكم على بعض). فيا ترى هل سيدخل المسئولين في نقاش جاد مع المعطلين حاملي الشهادات لإيجاد حل لهذا الملف؟ خاصة وأن أفواجا أخرى من المعطلين تنضاف إلى القائمة، أم أن الحل يبقى مستحيلا؟ 4_ القروض الصغرى : هل لإنعاش المقاولات الصغرى ، أم لغرق الساكنة في المديونية؟ إن الدولة المغربية عملت على تشجيع الشباب لأجل خلق المقاولات تماشيا مع الإصلاحات الكبرى التي شهادتها المملكة، وذلك عن طريق تبسيط المساطر ومنح قروض بفوائد تفضيلية. إذ رصدت ميزانيات لهذا الغرض بتعاون مع بعض المنظمات الدولية. إذ قامت بإحداث مؤسسات للقروض. وبويزكارن تتواجد به العديد من مؤسسات القروض الصغرى ( الأمانة+ البنك الشعبي للقروض الصغرى + زاكورة)، إلا أن هذه المؤسسات لم تلعب دورها الذي يجب أن تلعبه. إذ كان عليها استقبال طلبات إنشاء المشاريع ثم دراستها لمعرفة مدى فعاليتها وقدرتها على الاستمرارية، ثم تتبعها. إلا أن هذه المؤسسات تقدم القروض لكل من طلبها، ولا تعرف إلا استرجاع الثمن المتفق عليه في أول كل شهر دون مراعاة الوضعية الاجتماعية للساكنة. وأصبح القارضون يستغلون هذه القروض لقضاء بعض الأغراض البسيطة (الأعراس، شراء بعض المستلزمات المنزلية...)، ليجدوا أنفسهم بداية كل شهر في تفكير عن مكان الحصول على ثمن "الكر يدي"، وأصبح مخطط الدولة الداعي لمنح القروض لأجل إنشاء مقاولات في خبر كان. فحينما كان على هذه المؤسسات أن تشرح للساكنة أهمية هذه القروض والتشجيع على خلق المشاريع، أصبحت تغرق الساكنة في المديونية.
#ضالح_الفرياصي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الفنان جمال سليمان يوجه دعوة للسوريين ويعلق على أنباء نيته ا
...
-
الأمم المتحدة: نطالب الدول بعدم التعاطي مع الروايات الإسرائي
...
-
-تسجيلات- بولص آدم.. تاريخ جيل عراقي بين مدينتين
-
كيف تحافظ العائلات المغتربة على اللغة العربية لأبنائها في بل
...
-
السكك الحديدية الأوكرانية تزيل اللغة الروسية من تذاكر القطار
...
-
مهرجان -بين ثقافتين- .. انعكاس لجلسة محمد بن سلمان والسوداني
...
-
تردد قناة عمو يزيد الجديد 2025 بعد اخر تحديث من ادارة القناة
...
-
“Siyah Kalp“ مسلسل قلب اسود الحلقة 14 مترجمة بجودة عالية قصة
...
-
اللسان والإنسان.. دعوة لتيسير تعلم العربية عبر الذكاء الاصطن
...
-
والت ديزني... قصة مبدع أحبه أطفال العالم
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|