صباح حسن عبد الامير
الحوار المتمدن-العدد: 2417 - 2008 / 9 / 27 - 03:14
المحور:
كتابات ساخرة
يتفق الجميع ( على الاقل بعد حصول التغيير ) على موزائييك الشعب العراقي و طبل الكل في البداية على الحفاظ عليه و احترامه ، ففي العراق القديم وفي الالف الثالث قبل الميلاد كان الكلدان و الارمن و اليهود ( عند حملات السبي الشهيرة ) وجود كبير و هم اقدم من سكنوا فيه و توالت الهجرات الى ارض الخير ( العراق ) و هناك علامات قديمة للصابئه والسريان بعدها انتقلت اليها من الصحراء العربيه موجات العرب و عندما وصلوا كانت المسيحية و اليهودية و الموحدين و الصابئة اديان و قوميات متوطنة فيه لهم اثارهم و تراثهم المعروف وتوالت الهجرات و الحروب و الامصار و كان للعرب سطوة و كثره و جاء الاسلام ليزيد ارتباطهم و دخلت هذه القوميات و ساهمت في اغناء التراث الاسلامي – العربي فكان للسريان دور مهم في حركة الترجمة و الطب و للصابئة في الوزارة و الفلاحة و اليهود و الارمن في التجارة و الاقتصاد ، و لتارخنا المعاصر اسماء لامعة لهم منهم ساسون حسقيل اول وزير للمالية و عبد الجبار عبد الله اول رئيس لجامعة بغداد و انستاس الكرملي و جمع كثير من الفنانين و الادباء و العلماء و المبدعين منهم.
واليوم و بعد دخول العراق في العصر الامريكي وبدل ان ناخذ من استعمارنا الذكي ادواته و حضارته الثرية ، اخذنا منه قشوره و تقمصنا صوره القبيحة في لبسنا و زينتنا وحلق رؤسنا و في تصرفات الاجهزة الامنية في دورياتهم و تفتيشهم وفي غمطنا للقيم الديمقراطية و اخيرا في اضطهاد موزائيكنا الذي كنا نتشدق بتنوعه و صحته و تنكرنا ، في غمرة صراعاتنا القومية السمجه و المذهبيه ، لهم و نحرنا في بحر ديمقراطينا التوافقية حقوقهم و احترام تاريخهم و قلدنا الصديق الامريكي في حملاته على الهنود الحمر و اضطهادهم و محاولة مسحهم من الوجود ، وخفنا على حصصنا من ان نفقد كرسي هنا او هناك نقدمه لاقلياتنا احتراما للتاريخ و الانسانية و النسيج الوطني .........
رحم الله السيدة العظيمة ام كلثوم وهي تنصحنا في (فات الميعاد)
يفيد بأيه يا ندم و تعمل أيه يا عذاب
طالت ليالي الالم و تفرقوا الاحباب
ما كفاية بقه تعذيب و الم و دموع و فراق
#صباح_حسن_عبد_الامير (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟