آه ٍ...يا أرض السواد .. كم أنتِ عطشى لدماءَ أبناءكِ !
ألا يكفيكِ دماءَ شهدائنا وضحايانا طيلة أربعة عقود ؟ ألا تكفيكِ مقابرنا الجماعية على يد الدكتاتور العاق ؟ حروباً همجية على الشعبِ والجار بأسماءٍ مختلفة .. أعدامات لمعارضي مسيرة "الحزب والثورة" , القادسية , الأنفال والغازات السامة , أم المعارك , صفحة الغدر والخيانة , تنظيف السجون , أم الحواسم ...الخ
يا أرضنا الحنونة أبشري فالدكتاتوريون القدامى الجدد , والفاشيون الجدد يوعدونا بمقابر جماعية جديدة , ولكن هذهِ المرة َ بأسماءٍ , ومسمياتٍ خبيثة , وعجيبة .. فهؤلاء يكرهون الحياة , و يبحثون عن جنتهم من فوق َ دماءِ وأشلاءِ ضحايانا , وطريقهم الى الفردوس المزعوم يمرُ عبرَ اللحَم ِ والدم ِ العراقي .... آه ٍ .. يا دمَ العراقي كم أنتَ رخيص ...!
أهداكِ أوباش القرون الوسطى قبل فترة قصيرة ثلاث مقابرَ جماعية ً جديدة الأولى في أربيل , والأخرتين في بغداد , وقبلهما كانت في مدينة النجف , ومقر الأمم المتحدة , والصليب الأحمر , ومراكز الشرطة في مدن العراق المختلفة , وغيرهما من مقابرنا الصغيرة طيلة العشرة شهور المنصرمة , وهم يسعونَ الى المزيد .
ألم يحن الوقت لكَ أيها العراقي , والذي كنت َ الضحيةَ َ سابقاً و ربما تكونَ الجلادَ لاحقاً , أن تفكرَ بقلبٍ وعقلٍ عراقييّن , قبل ان تُفكرَ بعقلٍ أمريكي أو إيراني أو تركي أو سعودي أو قومجي عروبي..الخ
ألم يحن الوقتُ لكَ أيها العراقي أن تُدركَ أن للإنسان ِ حقٌ في الحياةِ , والتفكيرِ , والمعتقدِ السياسي , وليس هناك من وصايةِ لأحد ٍ على أحَدْ .
ألم يحن الوقت لكَ أيها العراقي أن تفُكر بعراقيتكَ أولاً قبل ان تفُكرَ بقوميتكَ , و دينكَ , و طائفتكَ ؟ فتركة الدكتاتور أيها السادة ثقيلة وليس بوسع أحدكم ان يتحملها , وهذا ليس وقتَ توزيع الحصص والغنائم , وجيش الاحتلال جاثمٌ على الصدر ِ ! انهُ آوان وقفَ نزيف الدم , وزرع الأمن و الورود بدلاً من زرع ِ الكراهية ِِ والأشلاء .
السويد في 14-2-2004