|
الفيس بوك وحركة التدوين مدخل فى قراءة واقع مأزوم
عصام شعبان حسن
الحوار المتمدن-العدد: 2416 - 2008 / 9 / 26 - 09:18
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
كانت البداية الأكثر وضوحا في ظهور التدوين وانتشاره وجود عدد كبير من الشباب يقبلون على فكرة أنشاء مدونة متزامن مع الفترة التي شهدت حركة احتجاجية تكونت من نشطاء من تيارات متعددة حيث بدأت هذه التيارات في تكوين أشكال احتجاجية ولجان استخدمت آليات التظاهر والاعتصام والإضراب وكانت تلك حركة تلك اللجان والتكوينات في الأغلب تقتصر على النشطاء السياسيين على تنوع ارضيا تهم وانتمائهم السياسي وكان مجال عمل تلك التشكيلات فى القاهرة ثم بدات فى تكوين علاقتها فى بعض المحافظات خارج العاصمة والتى تعتبر مركز الحركة السياسية ،وكانت ترفع تلك الحركات شعارات تتمركز حول مطالب التغير السياسي والديمقراطي وإطلاق الحريات العامة ورفعت ولأول مرة بشكل واضح ومباشر مطالب اتسمت برفع السقف السياسى للمطالب التى رفعتها تلك القوى والنشطاء السياسيين من قبل وكانت ابرز تلك المطالب تدور حول " لا للتجديد ولا للتوريث " حيث ظهرت الحملة الشعبية من اجل التغير و حركة كفاية الى جانب اشكال اخرى كعمال من اجل التغير وغيرها من الحركات والتكوينات المشابه وسبق كل هذا بالطبع حدثين مهمين جدا الا وهما الانتفاضة الفلسطينية وغزو العراق وكان الحدثين سبب فى الكشف عن حالة من حالات السخط العام فى مصر ظهرت عبر هذة التحركات . ونظرا لان الكيانات السياسية والتنظيمات السياسية القائمة على اختلافها فى قدرتها التنظيمية وتأثيرها الا ان هذه التنظيمات لم تستطيع استيعاب الشباب والإعداد التى بدأت تتحرك معبرة عن حالة السخط المكتوم واخذ التعبير يتسع عبر أشكال التدوين على البلوج اسبوت وبلوج سبرت وورد برس وغيرها من المواقع التى تمنح المستخدم القدرة على انشاء موقع شخصى "مدونة " والتى لا تكلف احد عبئى مادى وتسمع له بالحركة والتعبير وامكانييات الدعاية بشكل سريع وايضا تخلق حاله من التحقق والرضا والشعور بالقيام بدور فاعل ومشارك بعيد عن فكرة المواجهة المباشرة والتى تحمل مخاطر الصدام المباشر مع اجهزة الدولة البولسية كما ان فكرة التدوين اعطت الاحساس بشخصية افتراضية مرتبطة بحركة التدوين والنشر على النت والفضاء السيبرى فيخلق المدون شخصية يبنيها مع المدونة خاصة وان وجدت المدونة صدى او فرص اوسع من التفاعل مع الاخرين فى العالم الافتراضى و يضيف الناشط السياسى الالكترونى /المدون الى شخصيته عبر المكون الافتراضى الذى يبنى عن طريق التدوين فيخلق قيمه جديدة لمى يقوم به الإنسان حتى وان كان مجرد فضفضة ، يقول ما يريد ولا يكلف بالمواجهة او عناء بناء او المساهمة فى بناء وتكوين الحركة على الارض/ الشارع /الواقع ،واستمرت حركة التدوين فى مصر مع اتساع حركة الاحتجاج وخاصة مع رفع راية الفعل الاحتجاجي المطلبى فى اوساط عديدة بشكل واضح شملت العمال والفلاحين والموظفين والطلاب واهالى المناطق العشوائية واصبحت الحركة الاجتماعية المنظمة على الارض تقابلها حركة اجتماعية- افتراضيه فى معظمها - منظمة على الانترنت والفضاء السييبرى .، فاصبح هناك شباب يتحرك بشكل جماعى ويقوم بتأسيس روابط بين المدونات حسب القضية او التوجة وظهرت شعارات مثل أدون من اجل الحرية او أدون من اجل الاشتراكية او مدوني الإصلاح او غيرها من الشعارات وبقى الجميع فى الفضاء السيبرى ينسق فى بعض القضايا حيث يقوم بالتخديم الاعلامى عليها . ثم اتى الفيس بوك فى ظل تفاقم الازمة الاجتماعية والاقتصادية وفى ظل تواتر للتحركات الاحتجاجية ولكن الذى ميز الفيس بوك انه يمتلك امكانية تنظيمية عالية حيث يعمل كالشبكة التى تمتد بامتداد عضويتها فإذا ألقيت بدعوة او أنشئت جروب ستجد حتما من سيشترك فيه عبر الشبكة الواسعة ، وأصبح الفيس بوك ادة للاحتجاج والتضامن وذلك جعل عدد اكبر ينخرط من الشباب داخل منظمة العمل العام والاهتمام بالعمل العام ونظرا لسهولة استخدام الفيس بوك كتقنية انتشر بسرعة شديدة وتم توظيفه كأداة إعلامية ودعوية وتنظيمية من بعض الشباب ، ولكن كل ذلك يضعنا امام سؤال وماذا بعد ، وهل الفيس بوك وقدرته على تجميع اعداد من المتظاهرين او المتضامنين واعلامهم بخبر او دعوة او تحرك هو نهاية المطاف هذة الاسئلة هى وغيرها من الاسئلة التى طرحها نشطاء الفيس بوك او بمعنى ادق الاكثر صدقا فى ميولهم للعمل والانخراط فى حركة سياسية واخذ بعض الشباب فى البحث عن أدورا على الأرض تستبعد العالم الافتراضي وتستلزم فى ذات الوقت المواجهة مما يعنى ازدياد فى الخبرات ومعرفة حقيقة للواقع القليل جدا هم من بداوا فى محاولات جهيدة للالتحاق بعمل يومى مستبعدين احادية الحركة فى الفضاء الافتراضى ولكن فى ذات الوقت عملت المديا على تضخيم ما تم فى أحداث مثل 6 ابريل وأعطت للفيس بوك أهمية قارب البعض من ان يضعها موضع القوى المناط بها التغير على الصعيد السياسى والاجتماعى فذهب البعض الى تسميتة بحزب الفيس بوك وثورة الشباب وغيرها من العبارات التى تبالغ فى تقيم الاوضاع وتقدس اى شى عفوى وافتراضى رغبه فى الخروج من حالة العجز السياسى التى وصلت لها مصر فى ظل اوضاع اجتماعية واقتصادية متفاقمة ،والبعض وقف ضدهم واتهمهم بانهم مسطحون وتافهون وفى اعتقادى ان كلا الموقفين غير موضوعين ولا تتسم الرؤية فى كليهما بالموضوعية حيث يمكننا تفهم ما يتم عبر فهم مجمل الظروف الاجتماعية والاقتصادية وضرورة ظهور حالة احتجاجية من الشباب سوف يفرزها الواقع في أشكال بالضرورة ستكون قريبة من الشباب وبالضرورة ستكون مغايرة عن الإشكال التقليدية وعلى كل كيانات المجتمع إن تتفهمه وتطوره وتعمل على اجتذاب هؤلاء نحو عمل جاد يدفع بحركة التغير والحركة الاجتماعية عامه.
#عصام_شعبان_حسن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مدخل لعلم الاقتصاد السياسي
-
حول الاضراب ….
-
صيف حافل بالاحتجاجات العمالية
-
مشاكل عمال النقل بالغربية واضراب عمال السويس
-
الاضراب كحق وسلاح للطبقة العاملة
-
هل تراجعت الحركة الاحتجاجية للعمال فى الشهرين الماضين ؟
-
صلاح حسين - شاهندة مقلد ثنائى الحب والثورة
-
لماذا اضرب عمال المحلة ..... !! ؟؟ تتنوع الاسباب والقهر واحد
...
-
فلاحى مصر تحت وطاة القهر الطبقى و البوليسى
-
مصنع النصر للتليفزيون حالة من حالات تصفية القطاع العام
-
اضراب عمال السامولى وتجربة تاسيس لجنة نقابية
-
مات اليسارى الجميل
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل
...
/ حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
-
ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان
/ سيد صديق
-
تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ
...
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
المثقف العضوي و الثورة
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
الناصرية فى الثورة المضادة
/ عادل العمري
-
العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967
/ عادل العمري
-
المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال
...
/ منى أباظة
-
لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية
/ مزن النّيل
-
عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر
/ مجموعة النداء بالتغيير
-
قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال
...
/ إلهامي الميرغني
المزيد.....
|