أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - حميد طولست - °°°عن تاريخ مدينة يتحدثون














المزيد.....

°°°عن تاريخ مدينة يتحدثون


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 2416 - 2008 / 9 / 26 - 09:22
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


في‮ ‬زمنٍ‮ ‬آخر‮ ‬غير هذا الزمن الرديء،‮ ‬كان اسم مدينة فاس حين‮ ‬يرد إلى الذهن تنبعث معه أجمل الصور عن مدينة جميلة ترتاحُ‮ ‬مطمئنة بين" تغات و زلاغ " الجبلان المتيمان بها اللذان يحرسانها بشراسة،‮ ‬مدينة تطوقها‮ البساتين الخصبة وتعمدها الجنان الغناء التي‮ ‬تطبعها بروحٍ‮ ‬هي‮ ‬منذورة لها‮.‬ ففاس في‮ ‬الذاكرة الشعبية إلى جانب العلم والعلماء وجامعة القرويين حاضنة الحضارات الإنسانية، هي مدينة الجنان والعراصي، ملهمة الفاسيين في مختلف الإبداعات وشتى صنوفها، ومبعثا لبهجتهم، حتى عرفوا بالإحتفاء بجمال الحياة من خلال " النزايه" التي ينظمونها في فصل الربيع خاصة بعراصي الزيات، وجنانات باب الجديد، وبساتين زواغة، وغابة عين الشقف، وحامتي سيدي حرزم ومولاي يعقوب و فضاءات بو ركاييز وشلالات صفرو.. وغيرها من المؤهلات التي أعطت المدينة بعدها المدني..
فاس في ذلك الحين،‮‮ ‬على أرضها نشأت الحركات الفكرية والفلسفية والسياسية في‮ ‬التاريخ المغربي الأمازيغي العربي‮ ‬الإسلامي،‮ ‬و‬أضفت على المغرب والأندلس وعلى الحضارة العربية الإسلامية ما عُرفت به من خصوبة في‮ ‬الفكر،‮ ‬و احتكامٍ‮ ‬إلى العقل وارتقاء به إلى المصاف المتقدمة ‮. ‬ومن‮ ‬يرغب في كتابة تاريخ المقاومة والنضال عليه أن‮ ‬يتوقف طويلاً‮ ‬في فضاءاتها التي‮ ‬ أعطتنا علماء ورجالات كباراً‮ ‬من وزن وأحمد ميارة و المختار السوسي و علال الفاسي و بلحسن الوزاني عبد السلام جسوس؟ الذين‮ ‬جعلوا التضحية ‬ذاكرة‮ ‬يعرفها القارئ العربي‮ ‬ في‮ ‬أبعد زنقة من زنقات المغرب الكبير‮.‬ كان يمكن أن نستطرد في‮ ‬سرد مزايا وشمائل فاس وأهلها،‮ لو أنها ظلت هي‮ ‬فاس كما عرفها التاريخ‮.‬ لكنها لم تعد كذلك،‮ فلم‮ ‬يعد بالوسع قول شيء آخر، ‬فهي‮ ‬مستباحة اليوم ممن‮ دفعت بهم المصادفات وسخريات القدر إلى صدارة المشهدها السياسي‮. من مرتزقة النضال و‬ميليشيات المذهبية التي‮ ‬تتزيا بأسماء شتى،‮ ‬وتضفي‮ ‬على صراعها التطرفي هالات زائفة من القداسة لتبرير وتسويق صراع رخيص على السلطة في‮ ‬المدينة،‮ و‬التي‮ ‬يحسب كل من‮ ‬يمسك بها يستطيع السيطرة على البلاد كلها‮، إيمانا بالمثل القائل" فاس والكل في فاس ".‬ أو لعل المتصارعين هذا الصراع الدامي‮ ‬في‮ ‬فاس،‮ ‬يريدون من‮ امتلاكها ووضعها تحت ‮‬أياديهم أن‮ ‬يجعلوا منها ورقة تفاوضٍ‮ ‬في‮ ‬الصراع العبثي‮ ‬الجاري‮ ‬في‮ ‬البلد كله ‮.‬
كان‮ ‬يمكن لفاس،‮ ‬لا بل كان‮ ‬يجب،‮ ‬أن‮ ‬يصبح لها حاضر‮ ‬غير هذا الحاضر البائس الذي‮ ‬قاده إليها المحتلون الآتون من اللامكان‮.‬ وكان‮ ‬يمكن لفاس،‮ ‬مدينة المولى إدريس التي‮ ‬أعطتنا الفن والعلم والملحون و الطاجين،‮ ‬أن‮ ‬يصبح لها حاضر‮ ‬غير حاضر الصبية المفسدين الذين‮ ‬يعيثون خراباً‮ ‬في‮ ‬تراثها،‮ ‬مؤتمرين بأوامر رؤوس خاوية تارة وخرفة تارة أخرى،‮ ‬مسكونة دوما بشهوة السلطة.
وكما هو معروف أن الله سبحانه وتعالى يبعث على رأس كل مئة عام من يصلح ما فسُد من أمور الناس، فها هو ملك المبادرات يلتفت لمدينة فاس لينقذها من براثين العفن ويعيدها لأمجادها الغوابر بمباركته لفكرة رائعة، وخطوة جريئة فريدة متفردة في القرن 21.. فكرة مبعثها شباب المدينة غير المتخصص الوطني البريء من كل زيف، فكرة نبتت مع التجربة والمحبة لتصبح واقعا بمجهود فردي وتعاون مؤسساتي إعلامي ..
فكرة تكشف الكثير من حقائق تاريخ المدينة الذي مر بمراحل تاريخية ساهمت في تغيير الكثير من بناءاتها الاجتماعية المكونة لذات الإنسان المغربي و سلوكه الاجتماعي وتأثيره في حركية تاريخ المجتمعات.



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المقاهي !!!!
- الحرشة والملاوي في بيبان القهاوي
- لاعذر للنساء...
- كل النساء جميلات
- حتى واحد ما هاني
- نزاهة القضاء وعدله ضمانة لحقوق المرأة
- رضاعة الكبار
- °°°الاغتصاب
- بريئة من ذنبها!!!
- °°°ماذا لو حكمت النساء العالم؟
- المرأة ضحية جمالها
- وراء كل إمرأة عظيمة رجل يستحق الاحترام والتقدير
- الضامة ملجأ مسني مدينة فاس
- °°° بسطاء يرفَعهم الفساد إلى طبقة الأثرياء!
- أندية للمتقاعدين؟‮!‬
- الألقاب الطريفة والمثيرة للسخرية
- الواقع شيء والمرتجى شيء آخر
- رقابة الانتخابات
- .فرخ الوز عوام
- بنك الزواج للمزلوطين!!


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - حميد طولست - °°°عن تاريخ مدينة يتحدثون