ثائر الناشف
كاتب وروائي
(Thaer Alsalmou Alnashef)
الحوار المتمدن-العدد: 2417 - 2008 / 9 / 27 - 03:12
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
يا لها من صورة تشيب شعر الرضيع في مهده، صورة دأبت إيران على استفزازنا بها كل عام، العام الذي تستعرض فيه عضلاتها أمام أعين العرب،
مذكرة إياهم بذكرى اندلاع الحرب العراقية - الإيرانية المريرة .
لأن العراق تحول إلى بؤرة تطرف وساحة فوضى وفقد بعضاً من وزنه، بفعل الوجود الأجنبي الكثيف على أرضه، فإن للاستفزاز في هكذا ظرف له أثره البالغ في نفوس العرب قاطبة، فصدام حسين الطرف الأساسي للحرب لم يعد موجوداً، فقد خلت الساحة لإيران ولأتباعها وصار لذكرى الحرب مشهداً مستحباً يعيد نفسه رغم ويلات العراق ونكباته .
أخلاقياً كان من الأفضل على إيران الكف عن استرسال هذه الذكريات المشينة التي تضرب في عمق الخلافات وتوسع هوتها بدلاً من تجسيرها، فالمفروض أن تطوى صفحة الحرب بذكرياتها وصورها وحتى أزلامها لا أن تعاد في وقت بات فيه العراق كالبعير المنحور وسط حَمَلَة السكاكين من الطائفيين والخرافيين.
لكن إيران تصر على استفزازنا في كل زاوية وعند كل مناسبة، فمرة تستفزنا بحرب العراق، كما جرى ذلك قبل أيام حينما استعرضت فرقة مسلحة من العرب وأظهرتهم بزيهم العربي وكأنهم أذلاء وأسرى حرب منذ عهد كسرى.
ومرة تعدم وتخون ما يحلو لها من الزعماء العرب، مثلما فعلت مع الرئيس المصري الراحل أنور السادات الذي خاض الحرب والسلم مع إسرائيل، في حين أنها خاضت في نبش ماضينا، ولو أننا نبشنا ماضيها، لذكرناها بذكرى معركة ذي قار ما قبل الإسلام وما بعده وغيرها كثيرة، وربما لكثرتها تولدت لديها عقدة النقص تجاهنا في كل ذكرى .
عقدة نقص إيران هي ما يبرر ويفسر استفزازها لنا، وهو استفزاز لا حدود له، وعقدة نقصها هذه تريد الظهور دوماً بمظهر الغالب لا المغلوب، الغالب بكل شيء في النووي والعسكري والثقافي، وإن كان على حساب أمن واستقرار جوارها.
أخيراً.. لتستمر في استفزازها ما شاءت، ولتعلم أن لا غالب إلا الحق، فهل عندها من الحق ما يغلب ؟ .
#ثائر_الناشف (هاشتاغ)
Thaer_Alsalmou_Alnashef#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟