أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد علي محيي الدين - بغلة القاضي














المزيد.....

بغلة القاضي


محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 2416 - 2008 / 9 / 26 - 09:23
المحور: كتابات ساخرة
    


حكايات أبي زاهد
السلطة والجاه والهيمنة والغطرسة والكبرياء والتعالي والنظر إلى الآخرين من فوق،صفات ماثلة في المسئولين العراقيين في كل زمان ومكان،وما سأشير إليه في هذه الحكاية،فيه من العمومية ما يجعلني بمنأى عن الظن بالقصد لهذا أو ذاك،وأخشى ما أخشاه أن ينطبق المثل الشعبي(اللي بعبه صخل يمعمع) فيحتج أحدهم،بأنه المقصود في قولي هذا لانطباق الحالة عليه،وأنا أطمئن هؤلاء ،بأن التراب الذي على رؤوسكم،هو على رؤوس الآخرين،لذلك لا تتطيروا من قولي،ويفاجئني أحدكم ذات يوم بالعتب أو اللوم،أو يندفع أكثر فينالني من عبواته ،ما يجعلني مثلا للآخرين في الأدب وعدم التدخل في الشؤون العامة،ويشك أنه المقصود،لأنكم كما يقول إخواننا المصريون،(كلكم في الهوى سوا) لذلك أطمئنوا ولا تخشوا المسؤولية، أو تخافوا شر العقاب،فيد القانون أقصر من أن تنالكم ،بما تحتمون به من بروج مشيدة لا تعبأ بالقاصفات،فالعقاب للصوص الصغار ،والثواب لكبارهم،وهذه طبيعة الأمور في هذا الزمان.
لقد لاحظنا في العهود السابقة،إن الشارع أو الحي الذي يقطنه أحد المسئولين،يحظى بالعناية والرعاية والاهتمام،فلا انقطاع في الكهرباء،ولا شحه في المياه،ولا تقصير في الخدمات،ويعيش سكان ذلك الحي بالخير والرفاه،بفضل ذلك المسئول الكبير،وينعمون بما لا ينعم به غيرهم من عباد الله البائسين.
وعندما ولى النظام المقبور، ورفرفت رايات الحرية والديمقراطية والمساواة والتعددية والشفافية،وغيرها من المصطلحات الجديدة الرائجة في عراق اليوم،توقع الكثيرون خيرا،وتنفس الفقراء الصعداء،فقد ولى عهد المتنفذين والطواغيت،وجاء عهد الكادحين والمستضعفين وأصبح الجميع سواسية أمام القانون،وشركاء في هذا البلد الذي كان حكرا على جهة دون أخرى،وأصبح عراق اليوم للجميع،كما هي الشعارات المرفوعة التي أصدعت رؤوسنا،وأصبحت على لسان القادة الجدد في العراق الجديد،فما أن يخرج المسئول الجديد على الشاشة الصغيرة،حتى تنداح المصطلحات الحديثة على لسانه كأنها طلقات المدفع الرشاش، وهو يحشرها في كلامه بمناسبة أو غير مناسبة،كأنها محفوظة لطالب يلقيها أمام التلاميذ،و(يسوي الهور مرگ، والزور خواشيگ)رغم أننا لم نرى المرق ناهيك عن تذوقه.
سيداتي سادتي،لقد (عادت حليمة إلى عادتها القديمة) وهاهم المسئولون الجدد،الذين أصدعوا رؤوسنا بالشعارات البراقة،والعهود الخلابة،يعملون الأعاجيب التي زادت على ما عمله السابقون أضعاف مضاعفة،فقد كان في المدينة مسئول أو ثلاثة،واليوم تضاعفوا عشرات المرات،وكل منهم يقول للشمس قفي فتقف صاغرة ذليلة أمام سطوته وجبروته،فهو قادر على قلب الموازين،وجعل الأبيض أشد سوادا من حلكة الظلام،ويستطيع الوصول للقمر بما توفر له من صحون طائرة يركبها أنى شاء،لقد قام بعض المسئولين بتوفير الخدمات إلى مناطق سكناهم،وتركوا الآخرين لرحمة الأقدار،واليكم مثلا بسيطا عما جرى في ناحية(....)حيث قام الأخوة أعضاء المجلس البلدي،الذين انتخبوا في ظروف استثنائية،وانتخابات عقيمة لم يشارك فيها من أبناء هذه المدينة ،التي يصل تعدادها إلى أكثر من (200)إلف نسمة،سوى مئات ،بينما عزف الكثيرون عن المشاركة لأن طريقة تنظيمها والإعلان عنها،لم تكن بالمستوى الذي تجري بموجبه الانتخابات،لقد قام هؤلاء بتبليط الأزقة الموصلة إلى دورهم،وأحدهم حول التبليط إلى زقاقه بعد أن كان التبليط لشارع رئيسي في المدينة،يخفف الزحام المروري للسيارات بسبب الحواجز التي وضعت لأسباب أمنية،ولكن سيادته فضل حل مشكلته الشخصية،على حساب مصلحة المدينة،وعند مناقشته في الأمر أشهر سيف العضوية في البرلمان المصغر لهذه المدينة،الذي يمنحه الحق بأن يكون فوق مصالح الآخرين،..... عله كيفك ...عله كيفك قابل خرب القدر،صرخ سوادي الناطور وقد لوح بيديه(بويه أنتم مو گلتوا اللعبة الديمقراطية،هو هذا اللعب ،وليلعب حگه يزاغل،لنه يدور غلب"والغلب غلب لو چان لعب چعاب"وهذا وأمثاله لعبوا لعبتهم،وجابوا نقش،وعوافي للي يجيب نقش،وهاي فرصتهم حتى يلعبون على كيفهم،واليحچي يخلون بحلگه صم تراب،بحجة الديمقراطية،وهمه يمثلون الشعب،وأختارهم الشعب،وأنته وغيرك شنو محلكم من الأعراب ،أنتو نكره،وهو معرفه،والمعرفة ما ينراد إلها تتعرف،وإذا ما يعجبك طخ راسك بالحايط،لكن وروح أبوك أصبر وشوف تاليها،إذا طلع مثل أولها عاتبني،وگول سوادي كلشي ما يعرف بالسياسة،وهذا وربعه سالفتهم مثل بغلة القاضي،يگولون أكو قاضي بولاية من الولايات،عنده بغله مدلله،والبغلة بذيچ الأيام مثل سيارة الشبح،وهاي ألبغله وين ما تجي تأكل،ومحد يگدر يمنعها،لنها بغلة القاضي ،والقاضي قاضي ،راضي أنته لو مو راضي،يوم من الأيام ماتت ألبغله،ومن معزتها عد القاضي سوالها تشييع،وصاح المنادي:حاضركم يبلغ غايبكم باچر يشيعون بغلة القاضي ولازم تطلع كل الولاية للتشييع،صدگ طلعت الوادم لابسه هدوم السود،ومطينين روسها،وشيعوا ألبغله،ومشت بوراها كل الناس ودفنوها،ويوره ست أشهر مات القاضي،شالته الحما ميل ودفنته،ولا بوراه ولا جدامه،عاد ولا صاحبنه،إذا اليوم يگدر يشبط ويلبط،يجي يوم لا يهش ولا ينش،وتطلع كل سوالفه الموز ينه....وشوف تاليها...؟



#محمد_علي_محيي_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف يتحول الذئب إلى حمل وديع
- من وثائق النظام السابق
- البيانات الصاروخية والحقائق المخفية في المسامير المطيرية
- ملاحظات على مذكرات عدنان عباس (2)
- ملاحظات على مذكرات عدنان عباس
- تاريخ الأحزاب والجمعيات السياسية في الحلة 1908-1958(2)
- البعث يتسلل إلى السلطة من خلال كركوك
- تاريخ الأحزاب والجمعيات السياسية في الحلة 1908-1958
- رجال بلا قيادة
- هوامش على مذكرات حسين سلطان(2)
- حصاد العمر(15)
- هوامش على مذكرات حسين سلطان (1)
- صفحات من الماضي القريب ....المؤتمر الأول لنقابة المعلمين في ...
- وغابت شجرة وارفة من جديد
- الأمجاد العظيمة لنقابة الصحفيين في النجف
- حصاد العمر14 الحكم بالإعدام
- حصاد العمر13 المواجهة
- حصاد العمر(12) معركة الأهوار
- حصاد العمر(9)
- حصاد العمر(10)


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد علي محيي الدين - بغلة القاضي