أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - دانا جلال - السودان - قوة الحضارة وحضارة القوة














المزيد.....

السودان - قوة الحضارة وحضارة القوة


دانا جلال

الحوار المتمدن-العدد: 745 - 2004 / 2 / 15 - 07:51
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


 تذكر المصادر التاريخية ان المصريين القدامى قد سموا السودان(  بارض الارواح) و (ارض الله ) وقد فسر البعض ذلك بكثرة خيراتها ولكن التمعن بتسميات اكثر عمقا ومن قبل مفكري ومؤرخي حضارات قديمة يطرح تساؤلات وتفسيرات اخرى قد توصلنا الى حلقات مفقودة من حضارة وتاريخ السودان ،حيث ذكر هوميروس( ان الالهة يجتمعون في السودان في عيدهم السنوي) كما ذكر عاصمتها مروي وذكر ديودورس (ان السودانيين اول الخلق على وجه البسيطة وانهم اول من عبد الالهة وقدم القرابين وانهم من علم المصريين) ، اما جالينوس فقد اشار الى طرب السودان وغلبة الفرح عليهم .ان ذكر السودان كونها بدء الخلق ونشوء فكرة الالهة فيها لم يأتي من فراغ  فالعناصر الاساسية للاوصاف التاريخية للسودان تؤكد:-
1- ان ارض السودان كانت مهد الديانات
2- ان ارض السودان كانت مهدا للبشرية
3-ان ارض السودان كانت مهدا للعلوم
اما وصفها بانها ارض الارواح وارض الله فقد يكون بسبب مناعتها على الاعداء اضافة للمفهوم الميثولوجي تفسيرا للوصف المصري القديم. اماالتسمية الحديثة ( السودان ) فهي تسمية عربية حديثة حيث يمكن اعتبار الحديث النبوي ( خير السودان لقمان وبلال ومهجع ) مدخلا لمعرفة جذر التسمية ، والمقصود بلقمان هو لقمان الحكيم حيث يقول ابو الفداء في المختصر في اخبار البشر ص61 ( ان لقمان الحكيم الذي كان مع داود النبي عليه السلام من النوبة ). ولم تكن فكرة البعث بعد الموت الذي تطلب بناء الناووس وضم حاجات الموتى الضرورية فيه بعيدة عن مفاهيم السودانيين القدامى حيث يذكر ابن بطوطة في ( رحلة ابن بطوطة ص325 ( اخبرني الثقات ببلاد السودان ان الكفار منهم اذا مات ملكهم صنعوا له ناووسا وادخلوا معه بعض خواصه وخدامه ) . فهذا النص اضافة الى اخرايتها يؤكد ان الحضارات السودانية القديمه ( حضارة كرمه 2600 ق.م – 1500 ق.م ونبته 760 ق.م – 653 ق.م ومروي 350 ق.م وحضارة دنقلة المسيحية 710 -1317 م) كانت متداخلة مع الحضارة المصرية القديمة بشكل كبير ويبقى مهمة الكشف  عن انجازات الحضارات السودانية القديمة ليست المهة الوحيدة للباحثين بل قصة انتشار الدين الاسلامي الذي يلفه الغموض والتناقض ايضا بحاجة الى البحث والتقصي الجرىء ففي تبريرللجرائم المرتكبة اثناء انتشار الاسلام في السودان وفي صفحة  الدين النصيحة للشيخ الامين الحاج محمد
Islam  advice.com
يتم تمرير فكرة فتح السودان عنوة وذلك لتبرير هدم  كنيسة ( دنقلا ) ( العجوز ) وتحويله الى مسجد اعتمادا على الحديث النبوي ( لاتصلح قبلتان ببلد ) ، ولانعرف كيف يفسر المدافعين عن هدم الكنيسة بحجة اخذ السودان عنوة في حين ان الرسول حينما فتح خيبر عنوة اقرهم على معابدهم ولم يهدمها ويقول الخليفة عمر بن عبد العزيز ( لاتهدموا كنيسة ولابيعة ولابيت نار ) . ان الاختلاف في هدم بيوت العبادة وفق طريقة الاستيلاء على الاراضي الجديدة لايبرر تلك الجرائم.
 اما اخذ السودان عنوه او ادخالها ضمن الدولة الاسلامية بعقد امان  فهو ايضا بحاجة الى البحث ففي تاريخ الوثائق العربية ( الوثائق السودانية  يتم الحديث عن بدايات الاتصال الاسلامي بارض النوبة في ولاية عمرو بن العاص 21 هجرية والثانية في عهد عبد الله بن ابي سرح في عام 31 هجرية الذي قاد جيشا قوامه نحو خمسة الاف مقاتل ولكن جيوش النوبة حالت دون سقوط مملكة علوه المسيحية وعاصمتها دنقلا وتم ابرام الصلح بين الطرفين بمعاهدة  البقط ( كلمة لاتينية يعني مجموعة الالتزامات المتبادلة ) . ان المصادر التاريخيةالتي تتحدث عن شجاعة السودانيين وبأسهم يجعل من فكرة فتح السودان عنوة مسألة بحاجة الى الدراسة حيث عرف اهل النوبة ب ( رماة الحدق ) حيث فقىء عيون العديد من قادة الجيوش الاسلامية اثناء  الاستيلاء عليها ،ومن الجدير بالذكر ان عمر بن العاص تمكن ب 4الاف جندي وخلال 5 اشهر من فتح مصر في حين انه حاول فتح النوبة لمدة عشر سنوات من 640 – 650 م فلم يستطع لشهرة النوبيين برماة الحدق اي رمي السهام من  الاقواس والنيشان في حدقة العين وهناك 150 قائدعربي فقدوا عيونهم في تلك المعارك ويقول البلاذري في فتوح البلدان  ص96 ( حدثني الواقدي عن ابراهيم بن جعفر عن عمر ابن الحارث عن ابي قبيل حسي بن هاني المعافري عن شيخ من حمير قال :( شهدت النوبة مرتين في ولاية عمر بن الخطاب ، فلم ار قوما احد في حرب منهم . لقد رأيت احدهم يقول للمسلم اين اضع سهمي منك ؟ فربما عبث الفتى منا فقال في مكان كذا. فلايخطئه......،حتى ذهبت الاعين فعدت 150 عينا مفقوءة فقلنا ما لهولاء خير من الصلح ، ان سلبهم لقليل وان نكايتهم لشديدة. فلم يصالح عمرو ، ولم يزل يكابلهم حتى نزع وولى عبد الله بن ابي سرح فصالحهم ) . وكان ذلك من خلال معاهدة البقط التي توكد عناصرها الاساسية انها كانت معاهدة بين طرفين متكافئين .
ان السودان وكما قالوا ليست فقط ارض الله ، ارض الارواح ، ارض الالهة. بل هي ارض ( حكمة الشجاعة وشجاعة الحكمة )



#دانا_جلال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النص والثورة - تحليل لاستراتيجية العمل السياسي الكوردي
- الكورد والاخربعد احداث 1 شباط
- العمامة المعقوفة
- من اجل برلمان وحكومة كوردستانية
- جمهورية الحجاب
- قراءة في مستقبل القضية الكوردية في العراق ج 2
- قراءة في مستقبل القضية الكوردية في العراق ج1
- قاسم لم يقتل وصدام لم يعتقل
- الشيوعيون ومفهومي (الزمان والمكان) النضالي
- من اجل علمانية تنتقد زوايا المثلث الديني/ج الاخير
- بيان شوفيني وتهديدغير ديموقراطي في بيان التيار الوطني الديوق ...
- من اجل علمانية تنتقد زوايا المثلث الديني ج2
- من اجل علمانية تنتقد زوايا المثلث الديني - ج1
- شذوذ سياسي وبطل التحرير القومي ينتظر من يحرره!
- أينما نضع اقدامنا يكون المنفى
- تحية واحترام بمناسبة اكمال العام الثاني لحوارنا المتمدن الذي ...
- زنادقة ام ثوار
- الى الاستاذ زهير كاظم عبود .. دعوة للتواصل والضحك
- حدود الحرية ... خطوة الى الامام وخطوتان الى الوراء
- نزعات عنصرية في الفكر والحياة الاسلامية - الجزء الاخير


المزيد.....




- إيطاليا: اجتماع لمجموعة السبع يخيم عليه الصراع بالشرق الأوسط ...
- إيران ترد على ادعاءات ضلوعها بمقتل الحاخام الإسرائيلي في الإ ...
- بغداد.. إحباط بيع طفلة من قبل والدتها مقابل 80 ألف دولار
- حريق ضخم يلتهم مجمعاً سكنياً في مانيلا ويشرد أكثر من 2000 عا ...
- جروح حواف الورق أكثر ألمًا من السكين.. والسبب؟
- الجيش الإسرائيلي: -حزب الله- أطلق 250 صاروخا على إسرائيل يوم ...
- اللحظات الأولى بعد تحطم طائرة شحن تابعة لشركة DHL قرب مطار ا ...
- الشرطة الجورجية تغلق الشوارع المؤدية إلى البرلمان في تبليسي ...
- مسؤول طبي شمال غزة: مستشفى -كمال عدوان- محاصر منذ 40 يوم ونن ...
- إسرائيل تستولي على 52 ألف دونم بالضفة منذ بدء حرب غزة


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - دانا جلال - السودان - قوة الحضارة وحضارة القوة