أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سعد نزال - الديمقراطية الدون كيشوتية














المزيد.....

الديمقراطية الدون كيشوتية


سعد نزال

الحوار المتمدن-العدد: 2415 - 2008 / 9 / 25 - 02:31
المحور: كتابات ساخرة
    


ما أن هوى النظام الدكتاتوري وبفعل خارجي (ولا فضل لأحد في ذلك) حتى كثر الحديث عن الديمقراطية وكأنها لفظة ولدت في نيسان عام 2003 وتناسل الديمقراطيون تناسل القطط (ولا نقول غير ذلك) وانتشر المحللون السياسيون انتشار السبايروجيرا في البرك الراكدة لان وضعنا السياسي( راكد).
فما أن يسأل البعض عن الديمقراطية حتى ينبري الكل بشرح وتفصيل الكلمة بأنها مكونة من مقطعين , (ديمو) و (قراطية) وانها يونانية الاصل وانها خلاص الشعوب المضطهدة وإنها .... وإنها.... ويكمل الأفندي حديثه فيما عباد الله يستمعون فاغري الأفواه ولا حول لهم ولا قوة إلا الإعجاب بهذا الفطحل المثقف والذي لا يمشي خطوة الا وهو حامل مجموعة من الكتب الأنيقة والاصدارات الحديثة أو يحمل أضابير تحوي حلولا ناجعة لكل مشاكل العرق السياسية والثقافية والاجتماعية والكهربائية والميكانيكية.
ولان الكرسي والمايك هما صاروخا المجد وسيدا السياسة الآن, ولان (الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك) , فعليك الآن أن تسرع في التحرك بهيئة وملابس فرسان القرون الوسطى رافعا شعارهم الأزلي البراق (الواحد للكل والكل للواحد) ولابأس بإحالة أخلاق الفرسان والفروسية على التقاعد لسببين لا يستطيع احد الاعتراض على ايٍّ منهما,السبب الأول إننا نعيش في القرن الحادي والعشرين والأخلاق اختلفت بسبب اختلاف المذاهب والتفاسير والثاني اننا نعيش في العراق ولفظة الأخلاق صارت كجهاز( الرسيفر) يمكن تغير قناتها بالرموت كونترول وانت مسترخ على مقعدك.
وبعد اجتياز مرحلة التحليلات السياسية والتنضيرات الثقافية والفستوقيات الاجتماعية, وبعد أن اجتاز صاحبنا المحلل كل هذا لا بأس الآن من الانتقال إلى المرحلة الثانية وهي مرحلة البحث في الباحات الخلفية والسكرابات المنسية للحصول على ما يشبه السيف ,ان كان أنبوبا (ابو النص انج) او رجل كرسي معدني مكسور بل حتى (يدة جفجير) اخرج من الخدمة تفي بالغرض المطلوب.
أما الرمح فلا مشكلة في العثور عليه فـ (يدة) مكناسة او ماسحة (تكعد وزن وي طوله الحلو) والخوذة جاهزة أصلا حيث أن (طاسة الخلاص) متوفرة ولا بأس بها فهي برونزية لامعة وان كساها بعض الصدأ. ويمتطي صهوة قصبة وما أكثر القصب الذي زحف حتى غطى مياه الأنهر التي سميت فيما مضى بالجارية.
وحتى تصبح الصورة جد واقعية لابد من العثور على سانشو بانزا بنسخته الجديدة ومواصفات تتلاءم والعصر الحديث فيجب ان لا يكون شكاكا كسابقه, بل مؤمنا بكل ما يقوله فارسه, وان يتحلى بالرذيلة والدونية والخسة والغدر للكل وان كان صديقا مقربا, وفي الطرف الآخر أن يتحلى بالذيلية والخنوع والتبعية لسيده وولي نعمته دون كيشوت العصر الحديث.
وينطلق الفارس في العراق الجديد وتكون الصدمة الأولى أن لا طواحين هواء هنا, ويستشير خادمه الذي يقم له النصائح المدفوعة الثمن مسبقا ويأخذ بها دون كيشوت النسخة الحديثة (سكوب ملون) لأنه يؤمن بالمثل القائل (اخذ الشور من راس الثور) ويتجه لمهاجمة نخيل العراق وأشجار الفاكهة وسط تهليل خادمه المطيع وتبريراته وتحليلاته السياسية لأنه وبعد ترقية سيده إلى رتبة دون كيشوت يستلم الخادم مهام التحليلات السياسية طبقا لقانون ,المحلل السياسي لا يفنى ولا يستحدث.
وتستمر معاناتنا ونحن نرى هذا الكم الهائل من الدون كيشوتات (واحد رايح يمنه واحد رايح يسره) والكل يدعي وصلا بليلى وليلى غادرتنا بجواز مزور.
تخيلوا معي وارض العراق تغص بالدون كيشوتات والواحد يخاطب الكل , انتم مزورون !! والكل يخاطبون الواحد , انت مزور!!
وعباد الله ترفع كفيها حاسرة الرؤوس كاشفة الديوس متضرعة خاشعة داعية, ربنا اليك الأمر والنهي , ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.



#سعد_نزال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشيوعيون يخلقون( مدنيون), الحزبية الضيقة لبعض الأحزاب الديم ...
- فن كوميديا الزواحف
- قراءة في المادة (407) من قانون العقوبات العراقي
- نسيان العنبر
- ( قومي روؤس كلهم أرأيت مزرعة البصل)


المزيد.....




- إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا ...
- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...
- مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
- مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن ...
- محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية
- فنان مصري ينفعل على منظمي مهرجان -القاهرة السينمائي- لمنعه م ...
- ختام فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي بتكريم الأفلام الفلسطي ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سعد نزال - الديمقراطية الدون كيشوتية