خالد عبد القادر احمد
الحوار المتمدن-العدد: 2415 - 2008 / 9 / 25 - 00:23
المحور:
القضية الفلسطينية
في بيانها الذي اصدرته اليوم , الجبهتين الشعبية والديموقراطية وحزب الشعب , والذي يدعو لاستعادة الوحدة الداخلية , ويبدي الحرص عليها , جاء في البيان الصيغة التالية ( وحذرت الفصائل الثلاثة في هذا المجال من أي تناغم مع المسعى الإسرائيلي والأمريكي الرامي إلى الإعلان عن وثيقة تخفض سقف الحقوق الفلسطينية وتخلق مرجعية بديلة عن مرجعية قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة . ) وكما هو واضح فان هذه الصيغة من البيان انما تشير الى عزلة هذه الفصائل عن الاطلاع على مستجدات عملية التفاوض , بل وقد تمتد الاشارة الى احتمال انقطاع الصلة بين المستويات القيادية لهذه الفصائل والمستوى القيادي في السلطة الوطنية الفلسطينية , والا فما الداعي لهذا التحذير الذي لا بد وان يجلب الارتباك للتقدير السياسي الجماهيري الفلسطيني ,
ان هذا السؤال نطرحه على اصحاب البيان السياسي , وبهدف تحديد موقف لنا من ما يجري داخليا اعتمادا على وضوح رؤيا لا على توقع احتمالي , فاذا كانت قيادة السلطة الوطنية الفلسطينية , تعزل باقي قيادات الفصائل الفلسطينية عن الاطلاع على تطورات المفاوضات , فاننا نخطيء قيادة السلطة بهذا السلوك , وندعوها الى التراجع عنه والتزام جادة الثقة , بباقي قيادات الفصائل الفلسطينية بما فيها قيادة حركة حماس ولو عبر طرف ثالث, اما اذا كانت قيادة السلطة تبقي قيادة الفصائل الفلسطينية على اطلاع كامل على تطورات المفاوضات فاننا وهذه الحال نعلن ان هذا البيان يعاني من خلل في مهمته الاعلامية وعلى اللذين اصدروه ان يعيدوا اصدار توضيح تحديدا حول هذه الفقرة وعلى وجه الخصوص ان الملاحظة التي احتواها البيان مؤسسة على رؤية ( تناغم ) في العلاقة التفاوضية الفلسطينية الصهيونية الامريكية
ان من واجبنا جميعا وقف ضخ ماء الاشاعة على بلل حالة الوعي السائدة في الساحة الفلسطينية والتي لها اثرا خطيرا في ترسيخ الفصائلية ورفع مستواها فوق مستوى الولاء للوطن , بل وضرب الوحدة الداخلية وتعميق الاستقلالية الفصائلية من مستوى تعميق تشظية الشرعية وعدم الثقة بالمركزية الوطنية ,ومما لا شك فيه ان قيادات الفصائل ( وهو امر مفترض طبعا ) يجب ان تكون على مستوى المتابعة الدائمة لاصداراتها السياسية الاعلامية , وان تكون دقيقة في ما تحمل من وعي للجماهير , فلا تجعلها دوما رهينة الشك وفقدان الثقة , فان الخطورة التي تحملها المرحلة الراهنة على وجود واستمرارية الموقف الوطني باتت عالية جدا وعلى اعلى مستوى من الخطورة حتى لم تعد تحتمل مزيدا من الاعلام السياسي الخاطيء , فان القضاء على الموقف الوطني لن يبقى ولن يذر شيئا , بل سعيدنا الى حالة الحرمان من القول ( انا فلسطيني) التي كانت سائدة قبل عام 1967 , فهل من مجيب؟
#خالد_عبد_القادر_احمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟