أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - إبتهال بليبل - اعترافات عاطل بدون عمل














المزيد.....

اعترافات عاطل بدون عمل


إبتهال بليبل

الحوار المتمدن-العدد: 2417 - 2008 / 9 / 27 - 03:12
المحور: كتابات ساخرة
    


الطرقات تعج بالمارين.. متعجلين أو متمهلين، لكنهم يسيرون، بكل الأحوال إلى هدف معلوم.. سواء كان هذا الهدف عملاً أو بيتاً أو عشقاً.والحركة في الشوارع آمنة وغير آمنة.. ضحكات، ربما دمعات، اوحزن ، وقد يكون سخط ، هم أذكياء أولا. .ونقول إنها الدنيا، والوعد والموعود، إنها الحركة والبركة، وسوق الخضار ومحلات الفاكهة.. إنها الأم والطفل والمدرسة.. المكتبة.. الأحلام.الأحلام؟.؟ من الصعب أن نتحرك كثيراً ونحن نفكر بأحلامنا ، أحلامنا، التي قد تحركها كلمات ربما تكون أغنية أو قصيدة ، تصيبنا بعشق الربيع ..
وضمن حركة هذا الكون الشاسع نجد مكاناً لصمتنا، أو ندخل، ربما، لنستريح من عناء سير طال بنا نفتش عن أمل لحلم او ظل أمل.. عن طريق أو دالة ، عن مكان.. مكانين.. أو أكثر، ولكننا في صدفة! ندير ظهورنا المتعبة للدنيا ونكتفي بارتشاف قطرات ربما هي ماء.. مفتشين في أعماق الحياة عن فجوة نضع فيها أمنياتنا المكلومة؟!
نحن وحيدون إذاً أم ننتقي مكاناً مضيئاً بالنور والظل، فوقنا تراكمات من القش، وأمامنا الناس، الذين، من الممكن أن يصبحوا ذات يوم أصدقاء لنا.. أو أعداء.وننتقي مكاناً ثابتاً نفتش فيه عن أنفسنا وعن الآخرين، ونحلم أننا نتسلق جبالاً لنصل إلى قمم خضراء.. لنقول:.. فُرِجَتْ علينا.. وقد وصلنا ..!
إنها البطالة إذاً أم أننا نتقدم شبه مهندمين.. شبه صاحين، شبه نائمين، نحمل على ظهورنا التي انحنت قليلاً أو كثيراً، ثقل أضابير الأيام، ومفاتيح أسرار أقفلنا عليها في طيّ درج النسيان.. ندخل إلى مناطقنا ، ونفتش عن أصدقائنا القدامى ذوي الجاه العتيق وما أن نجلس معهم في عتبات الابواب حتى نصفق متقمصين شخصياتنا القديمة، لنطلب أحلاماً اندثرت وولت ....
وتمتلئ الشوارع والمقاهى بأمثالنا.. وبأمثال الوحيدين ومن أصابتهم حمى البطالة.. فترنّ في الأجواء الدافئة أو المبَّردة حسب الفصول أصوات متلاحقة… متكاثرة.. صاخبة.. .
هاهي الحياة ، تتركنا في وهج التنافس والتناحر والرغبة في الفوز والانتصار وتحقيق النجاح في مسيرتنا الدراسية .. ولما لها من المشاعر التي رافقت البشرية بدرجات متفاوتة عبر الأزمنة. اليوم لم أعد وحيداً ومستنداً على الجدار العتيق أفصص بزر خيبتي ، وأطلب ورقة وقلماً لأدون ديوني التي أحفظها عن ظهر قلب.اليوم . لم أعد وحيداً، فالوحيد هو من لا يجد وحيداً مثله على ظهر الكرة الأرضية، أما وقد وجدت منكوباً مثلي..بل الآف المنكوبين العاطلين وبدون عمل او لقمة عيش ، فإني اليوم عندما ارى ذلك وبشكل تلقائي أكون قد تقاسمت همومهم وتقاسموا همي.. حتى أن انتصاراتنا وهزائمنا في لعبة الحياة سوف... تصبح مضحكة ودون أية روح وثابة للمغامرة: ففي كل رمية من الحياة الى سخطها .. في كل انتصار بسبب قيامنا من هذا السخط دون خسائر ، أمر ويمر غيري بلحظات انتظار.. انتظار ليس وحيداً، ليس كمن ينتظر موته ولو كان بين عشرات الأشخاص.. وفي لحظة الهزيمة أو الانتصار يتجدد لدى الوحيد أمثالنا هذا الشعور المثالي القديم - الشعور بالرهان - بإثبات الذات بشكل من الأشكال.ونضحك.. ونتواعد للغد.. للعبة نرد جديدة.. وعندما نسير عائدين أو مبتعدين نشعر بالهدف، الهدف الذي خلقناه من تسلية وعدم.. لن يضع الواحد الوحيد أمانيه واحلامه المتكسرة في فجوة الحياة - وليعرف أن إنساناً مثله.. يحتاج إليه، ويكسر سلبيته، ويجدل شعره الأبيض الذي عاد به إلى الاغتسال مرة أخرى.....
البطالة نعم انها البطالة.. نحن اللاشيء.. ونحن شيء بالتأكيد.. مخلوقين ونجلس في الطرقات والمقاهي ، مشّكلين ظاهرة استثنائية، فالعاطلون عن العمل في بلادي لا يقبضون رواتب تقيهم شر السؤال والحاجة.. ..
يفتشون في الاماكن .. عن امثالهم ، زائغين النظرات كئيبي الملامح ، متثاقلي الحركة، مصابين بأمراض لا يستطيعون معالجتها، فنجد الكثيرين - وأغلبهم من الشباب الذين غلبتهم الدنيا وأثقلت عليهم.
يقررون التكلم !! ليس مع انفسهم بالطبع.. لماذا إذن لا نقلص من أهدافنا ، وان نحددها؟. لماذا نعتبر انفسنا شيئاً ونحن مجرد عاطلين عن العمل. وما أجمل العمل، إنه ذروة السعادة



#إبتهال_بليبل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهجومية والشراسة
- من أنتِ .... احتمال يكون القصد بها ( أنا )
- جهاز كشف الكذب
- الدهر
- شهادات للبيع
- منظمات أمريكية تُجنِّد الشباب المصري للعمل بالعراق
- من انتِ ؟؟ من تكونِ ِ ؟؟
- خلف الذاكرة
- (أبو حقي ) يمس كرامتنا ويسقط الزمن منا
- ( 2) ثقافة العنف وجذوره / الدين لا يشجع على العنف وسفك الدما ...
- الحب وسيلة البقاء والخلود
- ثقافة العنف وجذوره ( الجزء الأول )
- شبكة الإنفاق تهدد المسجد الأقصى
- حجاب الطفلة جريمة وعدواناً على طفولتها
- إلى الرجال عذراُ هذه معاناتي كأنثى
- أيها الكُتاب كفاكم عبثاً بأحلامنا
- مأساة الوطن والذات
- شيزوفرانيا
- محراب جنونكَ ..
- أحاول الآن ، أن أترك لكم الاختيار ؟؟؟


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - إبتهال بليبل - اعترافات عاطل بدون عمل