أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - نجيب غلاب - لماذا يُقدّر السياسي المثقف الانتهازي والداعية المُزوّر؟















المزيد.....

لماذا يُقدّر السياسي المثقف الانتهازي والداعية المُزوّر؟


نجيب غلاب

الحوار المتمدن-العدد: 2414 - 2008 / 9 / 24 - 10:12
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


في اليمن سنجد أن المثقف بوجهه الحديث أو التقليدي أصبح حجابا مناقضا لمصالح الجماهير، أولا: لأنه يوظف إمكاناته لأخفى حقيقة الصراع السياسي الذي يتمحور حول غنائم الدولة بين قوى سياسية تهيمن عليها نخب أنانية، وثانيا: لأنه بدل أن يستخدم عقله لتفكيك الواقع وإعادة بنائه بما يخدم حاجات الناس فأنه يوظف قدراته في تجميل صورة السياسي البشع، والمشكلة العويصة أن المثقف في صراع المصالح لا يحصل إلا على فتات الموائد، بل أنه قد لا يجد ما يسد رمقه.
والمتابع مثلا للمنتج الإعلامي في صحافة المتنازعين على ثروة البلاد وغنائم الدولة سيجد إعلاء للجانب السياسي وهذا أدى إلى تسييس لكل القضايا، وهذا التسييس خطير ومدمر ففهم قضايا ومشاكل السياسية والمجتمع يتم بطريقة سطحية وساذجة ولا يتعمق في جذور المسائل، وغالبا ما يتم تناولها بلا منهجية واضحة، وعادة ما يقوم بعض المثقفين ببناء خطاب مثالي مؤسس على قيم حديثة ومن خلالها يحاكموا الواقع، ورغم أن الخطاب مهموم بقضايا الناس إلا أن التناول لا يعطي تفسيرات بل انطباعات والأخطر من ذلك أن الخطاب لا يعالج المشاكل بل يتم توظيفها في الصراع السياسي، ومهما حاول بعض المثقفين المحترفين أن يكونوا محايدين ونزيهين إلا أن خطابهم في نهاية التحليل ليس إلا أداة موظفة لصالح السياسي الأناني.
والمشكلة لمن يعرف الوسط الإعلامي مثلا واخترنا هذا الجانب لأنه الأداة الأكثر توظيفا في صراع السياسة بما في ذلك منابر المساجد، سيلاحظ أن أغلب الأدوات الإعلامية مؤيدة للحاكم أو معارضة له لا تملك إرادتها، بل أنها مرتهنة لإرادة السياسي وغالبا ما يتم توظيف الخطاب في مسارات خادمة لمصالح السياسي، وأغلب السياسيين عندما يستغلوا المثقف مهمومين بتعظيم مصالحهم الخاصة وتقوية مراكزهم السلطوية وبمنازعة الآخرين خصوصا المنافس أو العدو وتشويه صورهم. وتصبح الأداة الإعلامية والمثقف وسيلة دعائية لمصالح النخبة المهيمنة على العمل السياسي، والملاحظ أن القيادات الحزبية لا تهتم بالفكر ولا بالتغيير الثقافي بل بإعادة صياغة العقول بما يخدم مصالح من يهيمن على الحزب، لذا فأن الأدوات الإعلامية في كل تيار لا تفتح المجال إلا لمن يخدم هدف الزعماء بما يعني أنها أدوات نابذة للمثقف أن لم يتحول إلى بوق لتبرير مصالح النخب المهيمنة بأدواته المعرفية التي يملكها.
والمتابع لابد أن يلاحظ أن المثقف الناقد والمجدد الباحث عن مصالح الناس والمعتمد على المعرفة في فهم الواقع يضيع في معمعة الصراع السياسي، فأغلب القوى المهيمنة على الأحزاب لديها أمية وعي وأمية فكر وأمية ضمير، فالمؤتمر مثلا أكثر واقعيته في التعامل مع الواقع كما هو بحيث أصبحت المصلحة الخاصة حتى بوجهه القبيح محدد جوهري في بناء قوته في المجتمع، وهذا ربما يفسر عدم تحبيذه للمثقف الواعي الذي يعمل من أجل ترشيد الفعل وتطويره، وهذا يدفع مثقفيه للانخراط في خطاب هدفه تزيين الوجه البشع للسياسي، ومع اعتماد المؤتمر على قيم حديثة وايجابية فأن تلك القيم تفقد معناها وتتحول بواسطة المثقف وبشاعة السياسي إلى ديكور لتزيين مصالح القوى المهيمنة.
ونشير هنا إلى أن أغلب السياسيين في المؤتمر لا يقدروا المثقف الحر والواعي مالك إرادته بل المطيع والخائف والجائع، حتى يتمكنوا من انتهاك إنسانيته بخبث وأحيانا بحقد أعمى، ورغم أن المثقف يبذل طاقته ويجتهد في تحسين صورة السياسي إلا أنه يظل منبوذ في المنظومة ومشكوك في ولائه ليس للوطن بل للنخبة التي أصبحت مراكز متصارعة فيما بينها. والمتابع لحال النخب المثقفة لابد أن يلاحظ أن المثقف في المؤتمر يأكله القهر واليأس فهو يبرر شرعية السياسي بفجاجة، ولكنه كلما أمعن في تزوير الواقع أمعن السياسي في ظلمه وعادة ما يتجاوزه عند توزيع موارد الدولة لصالح الجاهل القوي غير الأمين.
فيما يخص المعارضة كحزب الإصلاح الإسلاموي، فهي بدورها تقاتل الحزب الحاكم باسم القيم وتصور للجماهير ان القيمة منتهكة ومن يدمر وجودها هو المؤتمر وأن الحزب ونخبته هي المعيقة لمصالح الشعب. والحقيقية التي لا يجرؤ المثقف في المعارضة الحديث عنها أو فضحها هي أن المصالح الخاصة للنخب السياسية المعارضة هي المحدد الجوهري للصراع، لذا سنلاحظ أن المعارضة نتيجة عجزها عن مواجهة منافسها أو بالأصح خصمها اللدود تطرح فكرة التوافق من أجل البناء والتعمير، ورغم إدراك المثقف أن المعنى الخفي للطرح المثالي هو التوافق من أجل قسمة المصالح بمعزل عن الشعب إلا أنه يبرر الطرح ويُجمّل من صورة السياسي ويقاتل بخطابه الحاكم الرافض لتوزيع الغنائم بين النخب.
ويمكن القول تجاوزا أن أغلب مثقفي المشترك يعانوا من بلوى مركبة، فهم في بلوى الغباء يصرخوا ليل نهار من أجل القيم الإيديولوجية وشعارات العدالة والمساواة ومقاومة الظالم، لكن بوعي مزور فالمثقف الإخواني مثلا منتهك عقله بعد أن زورته النخبة المؤدلجة، ومنتهكة إنسانيته بعد أن تحول إلى قوة مقاتلة لتدمير نخبة لصالح نخبة بديلة أغلبها يعيش حالة رفاه وهو يتلوى من الألم باحثا عن مستقبله الذي نثره في غضب الكلمات الخادمة لمصالح النخب التي غالبا ما تتجاوزه لصالح القوى الفاعلة في المجتمع؛ كالأمي القوي والمبهرر أو الداعية الغوغائي أو التاجر المالك للثروة أو المالك للقوة القبلية، والسياسي في أحزاب المعارضة يُعلي من شأن المثقف لفظا لا فعلا وبذكاء تستغل النخبة حاجته لتقدير ذاته معنويا وتبالغ في مدحه، وربما تصنع منه رمزا لتشجيعه في معاركة، إلا أن السياسي يرى أن المثقف في لحظات الحسم جبان بل أن وعيه مدني أن لم يضر فأنه لا يقدم ولا يؤخر ووظيفته الأساسية كما يعتقد السياسي والتي ربي عليها في خلايا المنظومة الحزبية هي التبرير والتزيين وتوسيع دائرة الأنصار.
والمتابع للأدوات الإعلامية التابعة للحزب أو المسيرة من وراء ستار سوف يلاحظ كيف يتم تسويق الجاهل القوي ويتم نفي المثقف الأمين المخلص للمجموع. فالمثقف العضوي المنفعل مع واقعه أو من يحمل مؤهلات عالية وإنتاجه الفكري يعمل من أجل تطوير الحياة لا يمثل في ميزان السياسي الأصولي المعارض إلا قوة إضعاف لأنه ربما يثير الجماهير بإبداعه وقوته في مواجهة الثقافة الميتة التي يستند عليها في تحريك الناس، وفي المقابل يصبح قديسا الشيخ القبلي القوي أو التاجر الثري أو الداعية السطحي والمتماهي مع مقولات الأصولي والمتصارع مع الحاكم وغالبا ما يتحول أولئك إلى زعماء في بنية الحزب.
فالمثقف الشاب رداد السلامي مثلا والمنتمي إلى فئة الفلاحين والمؤمل أن يلعب دورا فاعلا في مستقبل اليمن الثقافي أن لم يقتله الواقع التعيس، تحرر من الايدولوجيا الأصولية ولم يعد قادرا على استيعاب الخداع في بنية حزب الإصلاح ولم يعد قادرا على التوائم مع استبدادية الفكر والتنظيم وقد حاول جاهدا من خلال موقعه التنظيمي ترشيد الفعل لصالح الفكر والثقافة ولصالح ليبرالية متحمسة فأغضبتهم رؤيته الثورية رغم أنها حاسمة في مواجهة الحاكم، فلعن وطرد وشرد من كل مكان للإصلاح فيه نفس، بل أن البعض يتعامل معه بحقد حيث يحاول البعض قتل طاقاته المعنوية بهدف تدميره مستغلين مرحلته العمرية وظروفه الصعبة ومصداقيته مع نفسه، متناسين أن المواجهة القذرة عادة ما تجعل المبدع أكثر إبداعا، وعندما يمارس رداد حريته في نقد المعارضة يعامل كمرتد.
ولابد أن نشير هنا أن حزب الإصلاح الإخواني يملك المثقف الداعية وهو قوة جبارة قاهرة في صراع السياسة لأنه يوظف مواهبه الدينية في السياسة وهذا الداعية هو المفضل لدى النخبة المهيمنة بسبب قوته الجماهيرية في مجتمع أغلب أعضائه أميين والمتعلم منهم وعيه السياسي ضعيف، والدين هي اللغة التي يفهمها الجميع بوضوح، وعادة ما يكون الداعية سطحي وحاسم في المقاومة ومحترف في تزوير الواقع وطبيعة الصراع لذا فهو المفضل في صراع المصالح حتى عن المثقف العميق والتابع للحزب، وهذا المثقف الدعوي المعتمد على خطاب تسطيحي غالبا ما يعيش حالة رفاه مقارنة بالمثقف العصري.
والنتيجة أن السياسي الانتهازي في الحكم والمعارضة يتحول إلى رمز قوي بحكم ما يملك من مال ونفوذ لا بما يقدم من خدمة للناس، ومن يصنع رموز السياسة هو المثقف.
وفي ظل هيمنة السياسي وتفضيله للمثقف المستعد لتقديم خدماته فأن المثقف الواعي في لعبة السياسة يعاني الأمرين من الواقع ومن وعيه المرفوض فالمثقف في الغالب مشرد يبحث عن قوت يومه، لأن الجميع يحاربه وأعظم أعدائه السياسي الجاهل والمثقف السطحي الانتهازي الذي يعيش في بحبوحة من العيش. لذا سنجد عصام القيسي كمثقف حقيقي يعمل لصالح التغيير الثقافي الخادم للمجتمع وتقدمه إلا أن الإصلاح يتعامل معه كعدو فيحاصر وينبذ ويلعن لأنه لا يخدم مصالح النخبة رغم استناد خطابه على رؤية دينية، وبعد طرده من مؤسسات الحزب التجارية، تُوظف السطحية الثقافية والمعرفة المباشرة المنتجة في الماضي الغابر لتدمير المثقف الواعي خوفا من أن يخترق خطابه البنية المنغلقة للفكر الأصولي جوهر شرعية السياسي وأداته في بناء نفوذه وهيمنته.
وهنا يمكن القول أن أزماتنا العديدة والمتفشية في كل جوانب الحياة يشارك في تعميقها وإعادة أنتاجها سياسي أناني ومثقف تابع، فالحروب والمظاهر المختلفة للصراع في الساحة السياسية مثلا تديرها نخب متناقضة مصالحها وهي في صراعها يخدمها مثقف أو داعية وعلى الرغم من قناعة المثقف أن هاجس النخب السياسية الوحيد في الحكم والمعارضة هو مصالحها لا مصالح الشعب إلا أن المثقف هو من يلون صورة قيادته بالقيم، ويبرر أدعاتها بأنها تمثل مصالح الشعب حتى وأن كانت نتائج أفعالها مناقضة لمصالح الناس وفي المقابل يبذل كل طاقته المثقف لتشويه صورة الخصم وينفي تمثيله للشعب حتى وأن كانت أفعاله إيجابية وخادمة للتطور والتقدم.
فالمثقف في المؤتمر يرغم واقعه التعيس كما ذكرنا آنفا إلا أنه يواجه بحزم وقوة كل من يتحدى هيمنة حزبه ويصور من يطالب بغنيمة أنه انتهازي لا يمثل إلا نفسه رغم قناعته أن السياسيين في المؤتمر هاجسهم الغنيمة، ومثقف المشترك ومعارضي المؤتمر يؤكدوا ان المؤتمر مستأثر بالسلطة والثروة بلا حق وان المؤتمر ليس إلا مجموعات انتهازية مخربة سارقة لحقوق الشعب وحق الوطنيين في الحكم، ورغم أدراك مثقفي المشترك خصوصا مثقفي اليسار للعبة إلا أنهم ينخرطوا في هوس السياسي المعارض الباحث عن نصيبه من الغنيمة وليذهب الشعب إلى الجحيم.
والمشكلة الغير قابلة للفهم أن بعض مثقفي الأصولية المعارضة لديهم قناعة أن تعظيم مصالح قادتهم ومصالحهم الذاتية هي سبب نضالهم ومواجهة الحاكم، والخطاب الغير متداول يعتبر ذلك مسألة ضرورية ومهمة فتحقيق المصالح حتى الأنانية بطرق غير مشروعة مسألة مقبولة، فالقوة المكونة لسياسي قبلي أو أصولي سوف تسهم مستقبلا في تدعيم المجال المناصر للأصولية، ويؤكدوا أن القوة المنتجة بفعل الفساد واستغلال الدولة والمجتمع مسألة مقبولة طالما والغاية نبيلة وهي غاية السيطرة على الدولة الأداة الأكثر جدوى لهيمنة الفكر الأصولي وتغيير المجتمع من خلالها، وعندئذ ربما تتمكن القوى المثقفة من نيل نصيبها في الثروة والسلطة التي سرقها المؤتمر وأنصاره.
ويمكن القول أن الواقع يؤكد أن السياسي والمثقف في اليمن مهمومان بهاجس المصالح الخاصة، مع ملاحظة أن المثقف يخرج من اللعبة بالقليل أن لم يخرج صفر اليدين خصوصا من كان في روحة بقية حياة، فالمراقب سيلاحظ عند توزيع الموارد أن السياسي باسم الشعب والقيم يبتلع الدولة والمجتمع والمثقف، والمثقف عموما غالبا ما يكون مهمش ومقصي وإذا طالب بنصيبه فأنه يحتقر من السياسي ويطالبه أن يكون أكثر نقاءً، والسياسي المحترف يدرك ان أبقاء المثقف محتاج بشكل دائم مهم جدا، حتى يكون السياسي قادرا على توظيفه لمخادعة الجماهير، فالسياسي اليمني يعتقد أن تجويع المثقف كفيل بجعله رهن إرادته كما أن فقره يجعل خطابه أكثر مصداقية أمام الجماهير.
كما أن السياسي معارض كان أو حاكم يحتاج بشكل دائم لمثقف ولكن كتابع لذا فأنه يحرمه من الغنائم ويعمل على أخفاء المعلومة عنه خصوصا حجم الفوائد التي يحصل عليها محترفي السياسة حتى لا يكتشف السر فينفجر منتحرا في وجه زعمائه، السياسي يحول المثقف إلى أداة سياسية لا لتطوير الوعي في المجتمع بل لتشويه وعي الناس بما يخدم السياسي.
ورغم هذا الوضع السيئ فأن المثقف لا يتجه نحو الفاعلية المطلوبة للتغيير، بل على عكس ذلك يقتل التغيير من خلال تزوير وعي الجماهير، فالمتابع لمنتج المثقف المعارض عندما يواجه الحاكم سنجد أنه لا يبني معرفة بل يتحول خطابه إلى سلاح عنيف لتدمير وتشويه من يحكم لذا فأنه غير مهتم بالواقع وحاجاته وبالنزاهة والموضوعية بل بتقديم تحليلات مزورة وحلول غامضة وظيفتها تعبئة الناس في معركة السياسي المعارض، ولا تستغرب أن وجدت في المعارضة مثقف تلقى تعليمه في أرقى جامعات الغرب أو الشرق لكنه يعمل كأجير لدى سياسي مغموس بالأمية والجهل.
وفي المقابل تجد المثقف المجند في زمرة الحكم لا يقدم ثقافة تنويرية خادمة للواقع والناس بل ثقافة مشوهة مدمرة لوعي الجمهور تزيف وتزور الواقع وتبرر الظلم بلغة إنسانية راقية وتشكك بكل خطاب مناهض للحاكم ولمثقفيه، وهنا تفقد القيم معناها ويتولد يأس شامل بإمكانية أصلاح الواقع. المثقف في السلطة والمعارضة أداة لتجهيل الجمهور وأداة لتبصير السياسي في تضخيم مصالحة بمعزل عن مصالح الجمهور.
وهذا الوضع السيئ للمثقف اليمني والذي جعله سلعة في صراع الأقوياء وفريسة سهلة للسياسي هو في أحد جوانبه نتاج للأمية والفقر ونتيجة لهيمنة الدولة على المجتمع الذي يقدس القوة المادية، ونتيجة لانعدام المؤسسات المستقلة عن هيمنة السياسي ولأن الدولة هي المجال المتاح لتحقيق الطموح.
فالمثقف في واقع اليمن التعيس أن لم يوالي السياسي يفقد مكانته وإذا قاوم تشوه صورته ويهان ويتم تعذيبه بنار الواقع التعيس، ولأن أغلب المثقفين من أبناء الطبقة الوسطى الذي حولها التطور الاقتصادي والهيمنة السياسية إلى طبقة يملؤها الفاقة والحاجة، فأن المثقف يحاول بذل قصارى جهده لخدمة السياسي ويخضع لعنفه وأنانيته ومع الوقت تتراكم عقد المثقف أبرزها أنه أصبح يعاني من عقدة نقص تجاه السياسي، ورغم أن السياسي بدون مثقف صفر على الشمال، فالمثقف هو الوجه الإنساني الذي يحسن صورة السياسي القبيحة وهو من يصنع له الخطط والبرامج وهو من يبصره حتى كيف يخدع الجمهور، ـ لاحظوا مثلا كيف يتم تحسين صورة الأصولي الحوثي بتبريرات وهمية من قبل بعض مثقفي المعاصرة وكيف يصبح العسكري المنافح عن مصالحه بالعنف والخداع صاحب مشاريع إنسانية عظيمة بل وإسلامية لدى المثقف الأصولي ـ وبدل أن يحتقر المثقف جهل السياسي وانتهازيته وغبائه، أصبح السياسي يحتقر المثقف ويجنده لصالح مشاريعه الخاصة.
وختاما يمكن القول أنها مصيبة ما بعدها مصيبة على المجتمعات عندما يتحول المثقف إلى حثالة في مزبلة السياسي والسياسي الحثالة يتحول إلى ملاك في عيون الناس بفعل حذلقة وفذلكة المثقف.



#نجيب_غلاب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإرهاب مهزوم وتبريره جريمة في حق الدين والوطن
- الايدولوجيا الحزبية الاسلاموية وصناعة الاستبداد والمصالح
- وحيد في بحر من ضياع
- ما علاقة قانون الانتخابات اليمني بأزمات حزب الإصلاح الاسلامو ...
- العلاقة بين أوهام إيران الخمينية وفشل ويأس الإسلاموية السنية
- هذيان
- جدلية الصراع بين السياسة والثقافة .. من أين يبدأ التغيير؟
- العشق في شقاوة أنثى من خيال
- دور الوعي القبلي التقليدي والمناطقي في تخلف اليمن
- خواطر شوقي التائه
- ضاع في عيون ساحرة
- الاسلاموية بين تخريب السياسة وتشويه الدين
- جسد الغياب
- رسالة لكل حر متمرد على ثقافة الموت
- اليمن ... تحالف هيئة الفضيلة وصراع المصالح المتناقضة
- الصراع في بنية الإيديولوجية الخمينية
- لبنان .. الطائفية وصراع المصالح
- ديني الوطن ... لكم دينكم ولي دين
- الوعي القبلي في مواجهة المجتمع المدني
- المثقف ودوره في إحداث التغيير


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - نجيب غلاب - لماذا يُقدّر السياسي المثقف الانتهازي والداعية المُزوّر؟