|
فئران الدين إلى أين..!!؟
كريم كطافة
الحوار المتمدن-العدد: 2413 - 2008 / 9 / 23 - 10:03
المحور:
كتابات ساخرة
(الفئران تلك الكائنات الممقوتة صارت عند الأطفال حاجة عظيمة ومحبوبة...!! يعني ميكي ماوس هذا شخصية عظيمة مع أن ميكي ماوس هذا شرعاً يُقتل في الحل والحرم..!!) انتهت هنا نصيحة أو فتوى أو موعظة الشيخ السعودي الجليل (محمد المنجد) حامي الدين والحامل على أعداءه من الفئران.. لكن مشكلتي لم تنته بعد.. لأن أبني الصغير ولا أدري ما الأسباب (احتمال مؤامرة) وفي نفس يوم ظهور الفتوى الجليلة تحيون (من حيوان) وركب رأسه وقرر جرجرتنا أمه وأنا من أنوفنا تارة بالبكاء وأخرى بالدعاء وثالثة بالتهديد والوعيد بترك المدرسة وإهمال الدروس إلى حيث تباع الحيوانات المنزلية لشراء فأرة.. نعم فأرة لا غيرها.. ليدعنا نشاهد هناك العجائب التي يشيب لها شعر الشباب قبل شعر شيوخ الدين، لأن المحل الذي قصدناه كان مخصصاً للحيوانات المنزلية مع مستلزماتها.. شاهدنا غرف النوم المجهزة من الباب للمحراب للقطط والكلاب والأرانب والجرذان والفئران والطيور بأنواعها والأسماك بأنواعها.. شاهدنا كذلك قسم التغذية الخاص بكل حيوان مع وصفات مطولة بأنواع الفيتامينات والعناصر الغذائية في هذا الغذاء أو ذاك.. شاهدنا كذلك موظفات وموظفي المحل كأنهم طيور (الجنة) في النظافة واللطافة وسعة المعلومية بمجال عملهم.. وصغيرنا فرح مرح مثل تاجر يدلل على بضاعته: انظروا.. شوفوا كم هي جميلة.. الأمر الذي بلبلنا وجعلنا نبصبص تارة بعيون بعضنا وأخرى بعيون الفئران اللعوبة.. رغم أننا كنا قبل هذه الغزوة التي قام بها صغيرنا فرحين سعداء بقراءة نص الفتوى.. حتى أننا كنا نتفاوض حول الطريقة المثلى التي نقدم بها الفتوى لأبننا عله يرتدع، خصوصاً وأن الفتوى كانت تحمل سلاحها بيدها ولم تكن عزلاء لأن الشيخ الجليل أردف وقال(أن الفأرة تضرم على أهل البيت النار وأن الشيطان يسيّر هذه المخلوقة لأنها من جنود أبليس..) وهل هناك أخطر من هذا الأمر.. تضرم النار من جهة وهي من جنود إبليس اللعين المكروه.. لذا قر قرارنا أن نصل إلى صغيرنا هذه المرة من باب إبليس.. نعرف أنه يكره الشيطان لسبب هو نفسه لا يعلمه.. لكن هكذا لأن كل ألعابه وأفلام ألعابه قدمت له الشيطان على أنه شرير.. لكننا اختلفنا أنا وأمه حول الأولويات، أمه أصرت؛ أن إترك الأمر لي سأوضح له أن عندي حساسية ضد الحيوانات البيتية وأعرف أن أبني يحبني وسوف يقتنع بالإقلاع عن هذه الرغبة الشيطانية. لكني أفحمتها وقلت لها ولماذا اللف والدوران، سيجيبك: طيب اترك فأرتي وبيتها في الحديقة وليس داخل المنزل وأنا من يقوم برعاياتها وتلبية احتياجاتها لا أنت.. ثم أنت تريدين الوصول إلى الشيطان أخيراً.. طيب دعينا ندخل من باب الشيطان مباشرة وليس من الشباك.. لهذا السبب تجهمت ولبست وجه العبوس والجد وقلت له: ـ اسمع يا أبني..!! اليوم قرأت في الأخبار أن شيوخ ديننا اكتشفوا وبالدليل الملموس أن الفأرة هي من جيش الشيطان..!! وحتى شريعتنا سمت الفأرة بالفويسقة.. هل تريدنا أن نستضيف فويسقة في بيتنا..!!؟ كنا حينها في المحل ذاته المحل المكتظ بأنواع البشر إضافة إلى أنواع الحيوانات.. أدار أبني رأسه يميناً وشمالاً وكأنه يبحث عن نجدة لا يدري من أين يلتقطها.. لم تكن واضحة لي نواياه هل كان حائراً بتفسير معنى (الفويسقة) وهذا ما أرعبني لأنه لو سألني سوف أفشل في الإجابة أو هو يبحث عن طرف ثالث يحل المشكلة بيننا.. الحمد لله لم يسألني عن الفويسقة لكنه هرع إلى موظفة كانت قد انتهت تواً من مساعدة أحد الزبائن وجلبها لنا.. وصلت هذه مبتسمة فرحة كأن أحدهم قدم لها تواً باقة ورد مع قنينة شمبانيا من النوع الفرنسي الممتاز، لتسألنا: هل لي أن أساعدكم.. أجابها اللعين: نعم. وكانت الـ(نعم) قاطعة باترة لذا هي أهملتنا وتوجهت له. قال لها: ـ أبي يقول أن الفأرة من جيش الشيطان.. هل هذا صحيح..!!؟ تفضل؛ انفضحنا.. من أين لي بجلب دليل هذا الإتهام الخطير.. هل أحيل الموظفة إلى قسم الفتاوي في قناة المجد السعودية أو أدخل باب الكذب بالإدعاء أن قصدي كان.. وقصدي هو.. وقصده وقصدنا وقصدهم لأبلبل الموظفة في القاصد والمقصود وأجعلها تنسى السؤال والسائل والمسؤول.. لكن زوجتي لم تتركني هكذا مشلولاً حائراً مغلوباً على أمري لبست هي الأخرى وجه العبوس والتقطيب وانهدت على الصغير وهي تقصد الموظفة بطريقة (ابهذلك يا بنتي واسمعي يا جارة) نزلت عليه تقريعاً وهي متسلحة بالربو وضيق النفس ونصيحة الدكتور الحاسمة الذي حرم عليها مجرد التقرب من الحيوانات المنزلية.. الحمد لله تحلحلت العقدة بانسحاب الموظفة وهي تجرجر أذيال الأسف والاعتذار وكأنها كانت (الفأرة) المتهمة بالشيطنة ونكس الصغير رأسه معلناً انسحابه من الموقف.. رغم أني أشك أنه ارتدع.. لعله يعاود صولته في وقت آخر..!!! لمن له مشكلة مع ابنه أو بنته سببها فأرة ليدخل هذا الرابط ليجد فيه الفأرة اللعينة مربوطة من عقبها: http://nl.youtube.com/watch?v=bnhQjk7T478
#كريم_كطافة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
دراجة السيد رامسفيلد..!! (*)
-
إعادة تحوير أمخاخ النساء
-
قبر لكل صحفي..!!!
-
الحاجوز
-
العراق بين ظهر النص وصدره..!!؟
-
من اللثام إلى الشفافية
-
محنتنا مع سارق الأكفان وولده
-
أخيراً.. أحدهم قد خجل
-
بيروكوست وحكايات صدام حسين
-
فاقد الشيء لن يدافع عنه..!!؟
-
كرة الدين في ملاعب المسلمين..!!؟
-
إلى قناة -الشرقية- حصرياً..!!؟
-
عن حكمة إله الدماء...!!؟
-
لا تزعجوهم.. أنهم يتحاصصون
-
تحولات العالس والمعلوس ..!!؟
-
ماذا يحدث في سومرستان وأنباريا!!؟
-
نسخ الله المتكاثرة..!!؟
-
داء الذئب السياسي ومصائد الخرفان
-
تجحيش الديمقراطية
-
قل لي ما لون قميصك قبل عشرين سنة.. أقل لك من أنت
المزيد.....
-
فيلم ’ملفات بيبي’ يشعل الشارع الاسرائيلي والإعلام
-
صرخات إنسانية ضد الحرب والعنف.. إبداعات الفنان اللبناني رودي
...
-
التراث الأندلسي بين درويش ولوركا.. حوار مع المستعرب والأكادي
...
-
الجزيرة 360 تعرض فيلم -عيون غزة- في مهرجان إدفا
-
من باريس إلى عمّان .. -النجمات- معرض يحتفي برائدات الفن والم
...
-
الإعلان عن النسخة الثالثة من «ملتقى تعبير الأدبي» في دبي
-
ندوة خاصة حول جائزة الشيخ حمد للترجمة في معرض الكويت الدولي
...
-
حفل ختام النسخة الخامسة عشرة من مهرجان العين للكتاب
-
مش هتقدر تغمض عينيك “تردد قناة روتانا سينما الجديد 2025” ..
...
-
مش هتقدر تبطل ضحك “تردد قناة ميلودي أفلام 2025” .. تعرض أفلا
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|