أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم البهرزي - حَيثُ تَغيبُ حدائقنا.....سيكونُ الورد















المزيد.....

حَيثُ تَغيبُ حدائقنا.....سيكونُ الورد


ابراهيم البهرزي

الحوار المتمدن-العدد: 2412 - 2008 / 9 / 22 - 06:52
المحور: الادب والفن
    


قَلـبي يوجِـعُني هذي الليلةَ ,وجهُ جلال الدين الرومي يخفقُ في ماساتِ الفجرِ المتَسَللِ,
في أعطافِ الوردِ ألجوريِّ دمٌ أتذكَّرهُ منذُ اغرورقَ تالي الليل الحارسُ بالخنجرِ ,كانَ
الوقتُ يلاءمُ عاشقةً سَكرى , ومعي سربُ ظلامٍ يسترُ كل أميراتِ العفَّةِ , كانَ معي
طاسةَ نعناعٍ تُسْكرُ سيفَ الحاجبِ, ومعي في الطَل ضفائرَ جنيّاتٍ يشنُقنَ الحراسَ على
بابِ القلعةِ ,كانَ معي وجهَ جلال الدينِ الرومي وخفقةَ ذكرى , وشَميم ُامراةٍ من بُهرزَ
ساعةَ عادَ الملاكونَ إلى المقهى وانفتحَ البُستانُ على عُقبانٍ تَختَزلُ النَخَلَ الوجلَ لبضعِ
مراصدَ اطلاعٍ , كانَ معي وجهَ جلال الدينِ الرومي يغيضُ دموعاً ومعي صُحبةُ عيّارينَ
يَشيلونَ المُتساقطَ مِنْ زَهْرِ الليمونِ على عسلِ الشهواتِ , معي ما يوجعُ أثداءَ الخَفِراتِ
ندىً يتسللُ من بُرُداتِ الغيم ِ الى خَفَرِ التفاحِ , معي ذكرى وسلاحٌ وطريقُ حريرٍ يَتَعقبُ
شَهَواتِ البازِ الحائرِ في الليلِ,معي وجهُ جلالِ الدينِ الرومي وَمِحرَمِها , ومعي انسابَ
مَحارِمِها , اتَخَفى واعفُّ , وارجفُ في الليلِ السبعينيِّ المرَّ ,يخادعُني فوّالونَ عن الحبِّ
وقَوّالونَ عن المعنى وأضيعُ ثلاثينَ فلا احْطِبُ في طرق الثَلجِ سوى وَجَعِ الفَقَراتِ ,
وانظرُ في مرآةِ المخلوقاتِ فلاغيرَبياضٍ في الّلحيةِ وشتائِمَ غُلمانٍ سوداءَ ,واحكامُ مرائينَ
انتَهَبوا حتّى انتَبَهوا,ومَخاليطَ ادّخَروا حتّى اشتَهروا ,وعجائبَ مخلوقاتٍ بَهَرتْ نَفَسَ
الخالقِ ,قدّيسونَ حواةً,جسمانيّونَ وروحانيّونَ,اُلُعْبانيّونَ يفُكّونَ الطلُّسُمَ ويَرتعِدونَ امامَ الجِنِّ
البَشَريِّ ,طلائِعُ نَهبٍ عَجَبٍ,يبتَكرونَ الجنَّ من الاُنْسِ ويَجتَرحونَ الشَهَواتَ من الزُهْدِ ,
خِفافاً وثِقالاً يبتدعونَ الأصنامَ ويتَّبعونَ سواها.........
قَدْ
أوجعني قلبي هذي اللّيلةَ:
كُنتُ اطاردُ تحتَ المطرِ البيزنطيِّ عمامةَ مولايَ جلال الدّينِ ولمْ اكُ صوفيّاً بلْ خاطِفَ
لذّاتٍ تتخاطَفني الّلَعَناتُ ,ازُقُّ كؤوساً وشِفاهً واُطاردُ في غَسَقِ المنبوذينَ امراةً واحدةً
تتَكَرَّرُ كالحصباءِ برَجمِ العَقَبةْ
في صَلَواتي المُضْطربةْ....
أطاردها في ليلي المخبولُ ,بغَيرِ رداءٍ اتَمَسَّكُ في عِتْرَتِها واهزُّ التَعَبا
ليتَ الذكرى يا ابنةَ(ملا محمّدَ) كانت لَعِبا!!!
لكنّا نَتَورَّطُ بطفولاتٍ ماكرةٍ...
تتوالى شَغَبا...
(ما ضَرَّ إذا ألححتُ بهذا شَغَبي
حتّى اهلكَ دونَ الأمر
او
أساقطُ مضطرباً
طَرِبا !!)

-حيثُ تَغيبُ حدائقنا .....سيكونُ الوردُ-
حيثُ يكونُ النِسيانُ يكونُ ربيعَ النْسوةِ
حيثُ يقلُّ كلام الحكماءِ يكونُ الليلُ اشدَّ صباحاً
حيثُ يكونُ أخي وصديقي ابعَدُ عن كاسي
تَتَّضحُ بأقصى الوردِ فحولةَ أمسي
حيثُ نكونُ وحيدينَ تماما
يكونُ نصيبُ الوردِ
تحتَ وسائِدنا
ماءاً أعذبْ
فمتى ما انفتَح النسيانُ
ستورقُ أخشابَ الذكرى ....
يا خشّابونَ!!
لَكم َ ْ قاسٍ هذا الخشبُ,
ولانَّى –هذا النجّارُ الغِرُّ يُعَذَّبْ؟



لُغَةُ الأخرسِ تَتَهجّى موسيقى البَحَّةِ,لُغَتَهُ وهو ينامُ على خريفِ عينيها
حينَ تبكي بِجَهشَةِ البِئرِ القديمْ:
بَحّاءَ النَظَرِ تشبهُ المنادي في أسواقِ الجواري
وهو يَتَشهّى ما يبيعُ
مناديا على اللذّةِ الأخيرةِ في حلمهِ الحيوانيُّ
منادياً على فُتُوَّةِ الموتِ الأنيقةِ:
بيضاءَ لا يكتُبُها الكلامُ
بيضاءَ شديدةُ البياضِ تتأوهُ.....
تتاوَّهُ فَحَسب!!
يا بيضاءَ شديدةُ البياضِ...يا من تتاوَّهُ فَحسبْ
تتَلصَّصُ كلُّ الأشياء العنّينَةِ على سرِّنا ونفْضَحُ البرقَ الذي ينسى
كأميرٍ مُفَلَّتَ العنانِ قميصَ نومهِ الأسفلَ على أعالي البَنات....
السؤالُ طويـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلٌ
كم السؤالُ طويلٌ؟
(هاتها لغةً يا أصلَ المعرفةِ)
النشيدُ الحقيقيُّ لا يُرنّمهُ غيرَ الجسد المُشاغبِ
وحالَما يَلْطِمُني الغناءُ بكفّهِ اليمنى تلكَ
كفُّ الشغيلِ العنيدِ
ساجدُ الموسيقى مُتَغَنّجةً كأطيافِ ِ السُكارى
لا تتأكدُ بغير ِصُداعِ الصباح:
قَدَحُ الشايِ الصغيرِ
ويدُ المرأةِ الناعمةِ وهي تتلمَّسُ جُرحاً
لن تفطِنَ لهُ قَطْ
جُرحاً مِنْ ماضٍ تَحَمّلَتْهُ واحْتَلَمَتْ
ولمْ تَحْمِلْهُ في طوافكَ قَطْ
جُرحَ المحرومينَ الذين ماتوا
قبلَ ضمادِ الحياة.....

لأجلِ عينيها فقطْ أمارسُ معاركي بشَكلِها الإغريقيِّ القديم
اضربُ القيصرَ نفسهُ!
وان ْقالَ:
حتّى أنتَ يا بروتُس!
أقولُ مُفاخرا :
اجَلْ...حتى أنا....
لأنكَ ما منَحتني حقَّ أنْ أقولَ .محْضَ أقولْ:
حتّى أنتَ يا يوليوس! ..أيّامِ المِزاح القديم!!!
ولأجلِ ِ عينيها فقطْ أكونُ مؤدباً أحياناً..
ولأجلِ أنْ نكونَ إغريقاً ولمرَّةٍ واحدةٍ
ولأجلِ هذا العبدُ الذي ينظرُ للنساءِ بقوّةِ الزِنا
ليكن الملك الحقيقيُّ صديقي حين يخجلُ الأسدُ المرَوَّضُ عن التهامِ عُزلتي
ليكُنْ صديقي
لأننا سنُؤْكلُ يوماً معاً
إما بحُكمِ القوانينِ
أو بحُكمِ الفائضِ
أو بحُكمِ آلامِ الأسنان..............


قلبي يوجعُني هذي الليلة َجداَ
وأريدُ الموتَ قبيل الدَنَسِ بأسلحةِ الذُؤْبانِ
الشِعر ُكَسيفٌ هذي الليلةَ
لا شَهواتَ ولا مَرَحٌ غَجَريٌّ,لا تِحنانَ ولا عاصفةٌ مِنْ سُكْرٍ
كان الشِعر أليماً هذي الليلةَ مثلَ مُشاغَبةِ القلبِ
كانَ ألهاً يبكي
كانِ الشِعرُ ألهاً ِمن حِملانٍ يبكي فوقِ الأشجارْ
وتحتَ هنالك إما شَعبٌ , أو شُبهةَ ذئبْ
قلبي هذي الليلةِ يعوى ...

قلبي كلبْ!!

*(حيث تغيبُ حدائقنا ..سيكونُ الورد)
*(هاتها لُغةً يا أصل المعرفة )
من تراث جلال الدين الرومي



#ابراهيم_البهرزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المراثي لمن ؟؟
- نَشيدٌ مُرْتَجَلْ
- كَلبُ الزَمان
- ألعبة هي ..ام لعنة ايها الجنرال السفاح؟
- وحيثما يممت وجهك فثمة الاستاذ مضر بن السيد طه مديرك العام !! ...
- استشهاد المناضل كامل شياع , اول الغيث .....وفي الافق دم ورعو ...
- على شفا حفرة من بلاد
- وحدة تيارات اليسار العراقي ...الاستحالة والامكان
- الكتابة من داخل العراق وديمومة التواصل.......انها لمحنة حقا ...
- قصائد الى مايا ......(2)
- قصائد الى مايا .....(1)
- بغداد -بيروت .......جرحان وخنجر واحد
- اطردوا (قمي ) من بغداد ...تعجلوا باستقلال واستقرار البلاد
- تطييف الثقافة العراقية ...يبدا بالمربد ...فاغسلوا اياديكم من ...
- عن بشتآشان .......الصامتان : الذئب والنعجة !!!
- فضاء متسخ .....فضاء انيق ....2)مواجهات الدكتو حميد عبد الله ...
- عِطرها الغامضُ في دروبِ التوتِ البَرّي ٍ
- فضاء متسخ ...فضاء انيق 1-(فواصل) بخار سعودي عفن في الفضاء
- وردة النيك
- انه واد غير ذي زرع..


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم البهرزي - حَيثُ تَغيبُ حدائقنا.....سيكونُ الورد