أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامح عوده - حينما يكون العزل إجبارياً ..(..!!..)..














المزيد.....

حينما يكون العزل إجبارياً ..(..!!..)..


سامح عوده

الحوار المتمدن-العدد: 2412 - 2008 / 9 / 22 - 03:40
المحور: القضية الفلسطينية
    


مدينة قلقيلية كنموذج حي ..


شكل العزل الاختياري " الجيتو " حجر الأساس في العقيدة الصهيونية حينما تواجد اليهود كأقلية إثنيه في المجتمعات الأوربية ، حتى أن اللفظ " جيتو " يشير للحي أو عدد من الشوارع لإقامة اليهود، لذلك فقد أصبح يطلق على شكل من أشكال الحياة اليهودية الانعزالية وسط الشعوب التي عاشوا بينها، ولان فلسطين الأرض المقدسة لم تكن يوماً أرضاً يهودية، ولم يشكل شعبها يوما أقلية ..!! فما هو مبرر العزل الذي قام الاحتلال به على ارض لم تعرف يوماً إلا الطهارة والنقاء، تلك الأرض التي صمدت رغم القهر، وشمخت رغم العواصف ، وحافظت على كل شيء نقي فيها رغم الظلم الذي جعلها أسيرةً بين قضبانه، تلك الحالة التي تليق بالوضع الفلسطيني الآن، وهي تصادر أرضها يوماً بعد يوم تحت سنديان الاستيطان ومطرقة جدار الفصل العنصري الذي يتلوى داخل الأرض الفلسطينية كأفعى تقتل بسمها كل شيء..!!



لقد بني جدار الفصل العنصري على مساحات شاسعةٍ من الأرض الفلسطينية، مدمراً بذلك أرضاً نزرعها وزيتوناً سقيناه من دموع المُقلّ، وما هي إلا عدة أعوام وبضعة أشهرٍ منذ العام 2002 حتى وجدت المدن والتجمعات السكانية الفلسطينية داخل معازل اجبارية " جيتوهات " كما يطلق عليها في علم السياسة ..



قلقيلية المدينة الفلسطينية الشامخةُ منذ فجر التاريخ، ومنذ أن عرفت أرضها طعم الحياة كان الإنسان القلقيلي نموذجاً في العمل، فقد حاول وبعزيمةٍ تفوق حدود الخيال وهمةٍ كالأسطورة ان يغرس الغرس ويزرع الزرع، ويسخر كل ما في الطبيعة من إمكانيات كي تكون في خدمته فقد حفر الآبار وزرع الزيتون والبرتقال وقاوم الحصارُ فكان ومازال الصخرة التي ركعت المستحيل..



قلقيلية .. تلك المدينة الفلسطينية الوادعة الواقعة على تله مرتفعة قليلاً عن الساحل الفلسطيني تطل من موقعها على مدن الساحل يافا .. وعكا .. وحيفا ووو وكأنه القدر وهبة الله التي حباها إياها كي تكون حلقة الوصل بين ساحل ٍ من أجمل سواحل الدنيا غرباً وسلاسل جبال تتربعُ على قممها مدن من أقدم مدن الدنيا كالماسات أعلى التاج ..!! هي قلقيلية مكان الراحة وأرض البرتقال الحزين الذي أصبح جزءً كبيراً منه في خبر كان، فقد ابتلعته أسنان الجرفات وسرطان الاستيطان والمعازل التي فرضها الجدار ..



قلقيلية تلك المدينة التي أصبحت محاطةً بأسوار وأسلاك شائكة وجدار احتلال مقيت شاهقُ الارتفاع ، وعلى مدخلها الوحيد يقبع الجند والعسكر، يسجنون داخلها أكثر من خمسين ألف فلسطيني قدرهم أن يكونوا في هذا المكان المعزول إجبارياً، مرابطون حتى قيام الساعة، سجناء لمزاج الجند الواقفين على البوابة ، ففي كل لحظة يتغير مزاجهم ويغلقون الأبواب على العجائز والشيوخ والمرضى وكل الطيبين ممن أرادوا أن يكونوا أوفياء للأرض وللأجيال التي سوف تأتي من بعدهم، هذه هي قلقيلية وهذا هو جدار الفصل العنصري الذي يطوقها كقيد سجان..



لم تكن قلقيلية خبراً عابراً في الذاكرة بل إن تراكمات الأحداث جعلتها تتصدرُ الواجهة بين كل عام وعام ففي النكبة الأولى 1948 م فقدت الجزء الأكبر من أرضها السهلية الزراعية في اتفاقية رودوس، أرض ٌ كانت تعانق طيف البحر وتنتعشُ من نسائمه، ولان الإنسان القلقيلي لا يعرف الكلل ولا الملل مما دفعه لاستصلاح الجبل وحفر في الصخر حكمة القدر، جعلتهم قساوة الظروف كي يحولوا الصخر إلى تراب، والأرض البور مزرعةٌ بكافة الشجر والثمر، لكن الحلم َ لم يدم طويلاً فالاحتلال ُ جاثمٌ على الصدور وما هي الا سنوات قليلة ..!! حتى ألقت حرب 1967 بظلالها التي إستولت إسرائيل على بقية أراضيها و حولوها إلى مستعمرات، و جاءت نكبة قلقيلية الثالثة في العام 2002 م حيث أقامت اسرئيل مرة أخرى الجدار العازل إجبارياً، فعزلت آلاف الأسر وحرمتهم من اتصال مع العالم الخارجي إلا عبر بوابة واحدة تستخدم للدخول والخروج معا تحت رقابة مشددة..



هذه هي الصورة في قلقيلية وما قلقيلية الا نموذج لمدينة من مجموع المدن التي تأن تحت سلاسل العزل ، حينما يكون العزلُ إجبارياً فلا بد من أن تتوجه أنظار العالم الحر والمؤسسات الرعاية والمدافعة عن حقوق الإنسان إلى تلك المعازل التي تقام على الأرض الفلسطينية ، فلا يعقل بعد انهيار جدار برلين، وسقوط سياسة العزل في جنوب إفريقيا أن تعود الجدران والمعازل من جديد لتكون وصمة عار على جبين الضمير الإنساني الذي طالما تغنى بحرية الإنسان وكرامته وحقه في الحياة ..








#سامح_عوده (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حنين ..(..!!..)..
- لله يا محسنين وطن ..( .. !! ..)..
- عندما كنتُ حماراً ..(..!!..)..
- نهركِ .. العذب ..(..!!..)..
- طفولة مُزّمِنةْ - قراءة في مجموعة ناصر الريماوي القصصية ..(. ...
- دلال المغربي أسطورة لن تنسى ..(..!!..)..
- الشهداء .. يرحلون إلى الجنة وتبقى ذكراهم خالدة فينا ...!!
- كامل نصيرات ( والمقال .. ) .. الصباحي الساخر..(..!!..)
- ستون عاماً نموت
- .. (..!!..)..شخابيط
- لا بد للقيد أن ينكسر .. (..!!..) ..
- قراءة في قصيدة -مروان- للشاعر د. متوكل طه..
- يزرعنهم أشجاراً .. ويودعنهم شهداء
- آمنة منى .. والقانون الدولي الإنساني المنسي..(..!!..)..
- غرباء ..(..!!..)..
- غرباء .. (..!!.)..
- امرأة لا تشبه النساء...
- فيروز .. الظاهرة الإنسانية التي لن تتكرر .. ( .. !! .. ) ..
- أغنيات .. تحت .. ( المطر ّ .. ) .. ( !! ) .. ( الجزء الثاني ...
- ملائكة خلف القضبان .. ( .. !! .. ) ..


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامح عوده - حينما يكون العزل إجبارياً ..(..!!..)..