أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - بلقيس حميد حسن - ما بين العصبية القبلية والحوار المفتوح














المزيد.....


ما بين العصبية القبلية والحوار المفتوح


بلقيس حميد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 2411 - 2008 / 9 / 21 - 08:34
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


منذ ان كان العرب قبائلا , لم يكونوا مؤمنين يوما بالحوار ولا بالديمقراطية , حيث كان السيف هو الفاصل في كل النزاعات وهو العزّة والبطولة والمجد الذي يفتخر به وقد أكد الشاعر ابو تمام على عقلية ذاك الزمان حينما قال
السيف أصدقُ انباءً من الكتب ِ
في حدهِ الحدّ بين الجدّ واللعبِ
فالحوار والكتب بنظر الاعراب قديما, تعتبر لعب وليس جد, والحرب والقتل بالسيف هو الجدّ والعزم والشكيمة.
ولم تختلف نظرتهم اليوم بخصوص الحوار والعقلانية , فقد بقوا على نهج اجدادهم فكل قبيلة- او دولة عربية اليوم- تظهر قوتها لامن خلال الحوار والمحاججة وكسب الرأي العام انما من خلال المقاطعة وكسر رجل كل من يقترب من مرابع الاعداء وخيامهم , والتوقف المهلك والتفتيش بين حدود الدول العربية والمنع من السفر للملايين شاهد على ما أقول , فالحوار عندهم تخاذل وجبن وضعف, ومن حكمة العرب ان من يستعمل عقله عاجز عن الاختصام بالسيف , وعلى هذا الاساس قاطع العرب اي حوار مع اسرائيل منذ اغتصاب فلسطين حتى الان, وكل من اراد الحوار واستخدام العقل لصالح الناس والأرض فالشك والرمي بالخيانة العظمى تهمته الجاهزة وقد يقتل كما قتل السادات .. وكم تشرد الشعب الفلسطيني وتعذب وأبيد بمجازر مرعبة ,واغتصبت ارضه قطعة بعد اخرى حتى لم يعد لهذا الشعب أي أمل في حياة طبيعية مثل بقية البشر على هذه الارض بعد ان أهدرت اسرائيل ابسط حقه في الحياة, والحكام العرب كانوا ومازالوا يقاطعون العدو ويتفرجون على مصائب ابناء فلسطين, والشعوب العربية المغلوبة على أمرها تبكي وتتبرع وتتطوع للشهادة ..
ومنذ اكثر من ستين عاما وحكام العرب يتشدقون بالتضامن مع الفلسطينيين ويتوعدون اليهود بالموت والفناء -على حد قولهم- لانهم لم يفرقوا بين اليهودية كديانة سماوية اقرتها كل الكتب والاديان التي آمن بها العرب جميعا, وبين اسرائيل ككيان غاصب ومعتدٍ. ومنذ ان اعلنت دولة اسرائيل في عام 1948 حتى الان والشعوب العربية تشد الاحزمة على البطون وتدعي كل الحكومات العربية صعوبة مهماتها وتتباكى بسبب العدو الصهيوني الذي اجبرهم على الحروب وشراء السلاح من لقمة الناس , حتى القصور التي شيدها المجرم صدام حسين وعددها اكثر من مائة وستين قصرا فاخرا كانت موقفا ضروريا للوقوف مع الاخوة الفلسطينيين , و حرب الثمان سنوات مع ايران التي حصدت ملايين الشباب ودمرت اقتصاد البلد وبناه التحتية والفوقية كانت من اجل فلسطين , وكل المجازر التي ارتكبها بحق الكرد في حلبجة والانفال كانت دفاعا عن فلسطين والمجازر ضد الشيعة ايضا من اجل عيون الفلسطينيين وغزوه الكويت وقتله اهلها ونهبه البلاد وتعذيبه ودفنه العباد كلها من اجل سواد عيون الفلسطينيين .
مساكين اهل فلسطين الذين رماهم حظهم العاثر بهكذا أهل وقربى وقوم , ومسكينة القضية الفلسطينية حين تصبح ورقة لعب لكل مقامر وكاذب ومحتال و حجة للضغط على الخصوم وان كانوا محقين في مايذهبون اليه .
البرلمان العراقي الذي انتخب بعد سقوط النظام على يد الولايات المتحدة وحلفائها , يريد ان يثبت موقفا قوميا عربيا للفلسطينيين الذين يضربونه بحجر ويعيبون عليه الوقوف مع عدوتهم امريكا , فيضرب هو بذات الحجر عضو البرلمان مثال الالوسي .
عجبا من برلماننا العراقي الذي يرى على الشاشات يوميا ان رجل الفلسطينيين الاول عباس يتصافح ويلتقي مع رجل اسرائيل الاول أولمرت لمناقشة امور عداواتهم العتيقة والتي دارت شعوب العرب عليها وافقرت حالها ورضيت بالخنوع للدكتاتوريات لما يقارب قرنا من الزمان, فلماذا لم يعلن برلمان العراق مقاطعة عباس واعتباره خائنا للقضية وللشعب الفلسطيني؟
لماذا يؤمن عباس الفلسطيني بالحوار مع اسرائيل , ويؤمن معه جميع الفلسطينيين بما فيهم حماس المتطرفة ونقاطع نحن أهل العراق المنكوب النقاش مع اية جهة في وضع عراقي حتى لو كان مع الشيطان , وبذات الوقت الذي لا نستنكر اللقاء وقبول كل ماجاء من الامريكان بحق بلادنا وامريكا معروفة انها هي الداعم الاول والاخير لدولة اسرائيل وسندها في جميع حروبها معنا نحن العرب ؟
هل يريد اعضاء البرلمان ان يثبتوا انهم احق بفلسطين من الفلسطينيين واحرص عليها منهم ؟
وهل على البرلمان العراقي مقاطعة دولة قطر ومصر والمغرب والاردن وغيرها من جميع الدول العربية والعالمية التي تقيم علاقات مع اسرائيل ؟
ام يحاولوا فقط التغطية على مايحصل في العراق من فساد الذمم وضياع الاموال وإبعاد الناس عن التفكير بالامراض المنتشرة والمياه غير الصالحة للشرب والكهرباء المقطوعة ووضع العراق الذي اصبح خربة بعيدة كل البعد عن حضارة العالم في هذا الزمن ؟..
يا أعضاء برلماننا العراقي الموقر , لم يعد الزمن زمن المقاطعات انما هو زمن الحوار والمحاججة واستعمال العقل في المناظرات, انه زمن المنطق وليس زمن العنف والهتافات والمواجهات بالأيدي او السلاح الأبيض وشن الحروب .. لقد التقى الفلسطينيون بعدوهم بعد ان جربوا اخوانهم العرب وجربوا حظهم في حروب كثيرة مع اسرائيل التي لم يفلحوا بها ولم يسترجعوا حقا واحدا من حقوقهم السليبة, فدعوا خناجركم في اغمادها يا أعضاء برلماننا العراقي الكرام وانتبهوا لمايحصل من خفافيش الظلام واتركوا ورقة فلسطين التي اصبحت غير صالحة للعب , لقد كشفت هذه الورقة البائسة من قبل العراقيين بل هي مكشوفة لجميع الشعوب العربية وباتت مضحكة جدا ولا تليق ببرلمان منتخب من قبل شعب مقهور يتصارع من اجل البقاء , لقد سقطت هذه الورقة وانتهت صلاحياتها فابحثوا لنا عن حجة اكثر وجاهة لاستبعاد الالوسي ..



#بلقيس_حميد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فاقد الشيء لايعطيه, رئيس البرلمان العراقي نموذجا
- فضائيات المسابقات الغبيّة
- أوروبا تدخل العراق ..
- النار تخلّف رمادا, بين فرض القانون وحقوق الانسان
- مرحى ليوم المرأة في العراق
- مسامير بذاكرةِ الياسمين ؟
- المرأة العربية في -دنيا جات-
- الحوار المتمدن, الاجمل في الاعلام العربي
- تعالوا انظروا , الدم في الشوارع..
- صوت المسافات
- في هذه البقعة من الأرض
- العرب واشكالية الانتماء والاستقلالية
- ماذا سنكتشف بالعراق بعد؟
- جنازة الملائكة
- وجاء الهولُ
- أين البرلمان من الذبيحة ؟
- ألا مِن ذاب ٍ عن العقل في اعلامنا العربي؟
- قُتلت دعاء!
- مجموعة مسلحة مجهولة في الناصرية تهدد الطائفة المندائية
- جائزة اليونسكو وحقيقة الأمية في العراق


المزيد.....




- جوائز غرامي الـ67.. قائمة بأبرز الفائزين
- الشرع يغادر المملكة العربية السعودية.. ماذا دار في حديثه مع ...
- تصعيد عسكري في جنين ومجموع القتلى بغزة يصل 61 ألفا ونتنياهو ...
- مهرجان -بامبلونادا ريمنسي- يحاكي سباق الثيران الإسباني في لي ...
- إجلاء أطفال مرضى من غزة بعد إعادة فتح معبر رفح
- مذيعة سورية تجهش بالبكاء وتناشد الشرع المساعدة في الكشف عن م ...
- القوات الروسية تواصل تقدمها وتكبّد قوات كييف خسائر فادحة
- قادة الاتحاد الأوروبي يجتمعون مع ستارمر وروته لبحث تحديات ال ...
- بيسكوف: الرئيس الأوكراني المنتهية ولايته فلاديمير زيلينسكي ...
- السعودية.. تنفيذ حكم القتل تعزيرا في مواطن بتهمة -تهريب المخ ...


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - بلقيس حميد حسن - ما بين العصبية القبلية والحوار المفتوح