أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أسعد أسعد - مصر .... صورة متناقضة بين الخيال و بين الواقع















المزيد.....

مصر .... صورة متناقضة بين الخيال و بين الواقع


أسعد أسعد

الحوار المتمدن-العدد: 2409 - 2008 / 9 / 19 - 03:15
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


كان من أجمل أحلام المصريين عن بلدهم هذا البيت الرائع :أنا إن قدر الإله مماتي ...لا تري الشرق يرفع الرأس بعدي
و هذا الشعر الراقي يعكس الحُلم الجميل و الدّغدغة العاطفية اللذيذه و الشعوربالفخر القومي و الوطني ...المشاعر التي أثارتها قصيدة حافظ إبراهيم و صوت أم كلثوم و موسيقي –علي ما أعتقد - السنباطي ... أناشيد قوميه تفتخر بمصر التي لم تكن في أي يوم من أيام تاريخها القديم أو الحديث مِلكا لشعبها بل كانت مصر دائما بشعبها و أرضها و بهائمها و نيلها و ثروات مناجمها مُلكا خالصا لمن يغتصب حُكمَها و يجلس علي كرسي عرشها.
بل و لم يكن الشعب المصري يوما من الأيام سيد قراره... بل تاجَر فيه و في مقدّرات حياته أسياده من الطبقة الحاكمة الذين لم يكن الشعب المصري في نظرهم إلا مجرّد فلّاح مُحتقر مملوك للباشا صاحب الأرض ...أو علي أكثر تقدير صنايعي أرزقي يتعايش من حرفة يدوية و علي الأحسن موظف حكومه بسيط يَمسح به رؤساؤه بلاط مكاتب المصالح الحكومية التي تستعبده كل يوم و هو واقف يرتعش أمام رئيسه الذي يشخط فيه كل يوم و ينتهك آدميته بكل الكلام اللاذع... لأن المثل الشعبي يقول "إن فاتك الميري إتمرّغ في ترابه" ...أما أصحاب المهن الحرّة كالأطباء و المهندسين و المحامين و التجار الكبار و الصغار فهم معلقين بين السماء و الأرض يلهثون للحفاظ علي ما وصلوا إليه من معيشة يحسدهم عليها العامة المطحونة و يرقبهم بعين الحذر أسياد البلد من الطبقة الحاكمة... الحاكم المصري أيّا كان سواء كان محتلا أجنبيا أو من أبطال مجلس قيادة إنقلاب العسكر علي أسرة محمد علي باشا الألباني ...أو مَن ورث التكية عنهم لا يعتمد علي مساندة القاعدة الشعبيه لحكمه و سياسته ... بل يعتمد علي سحق و تجويع و إذلال المصري و التحكم في كل مقدّرات حياته من رغيف العيش الذي يتلذذ الحاكم و هو يري الشعب المصري يتقاتل من أجل الحصول عليه إلي رَشفَة الماء التي لا تخلو من الجراثيم و الميكروبات إلي نَفَس الهواء الذي تشبّع بالتراب و عادِم المداخن و المواصلات
و يقفز المصريون في كل يوم كالجرزان الهاربة من السفينة الغارقة الي مصيرهم المحتوم في بلاد أسيادهم العرب يتسولون لقمة العيش ليهرس هؤلاء بأقدامهم الحافية ما بقي للمصري من رمق في الحياة ...و تبيع وزيرة العمل المصريه بنات مصر خرّيجات الجامعات المصرية ليخدمن كملكات يمين أو راقصات و بغايا في قصور أرباب البترول من أحفاد الرسول الذي أثبتت الأبحاث العربية الصادرة عن دور الإفتاء الوهابية أنه كان سعوديا
و سعيدي الحظ من المصريين هم الذين يهاجرون إلي الغرب و يتركون الحطام الغارقة خلفهم و هم يتبرأون من جنسهم و من لغتهم و من طفولتهم و من إنتمائهم و لا يفتخرون إلا بما بقي لهم من الحجارة و التماثيل التي تركها آثارا قوم كانوا يعيشون علي هذه الأرض يوما ما من آلاف السنين
المصري يولد ذليلا و يعيش ذليلا و يموت ذليلا و يتغنّي بالعزّة و الفخار و الرّفعة و أن مِصره التي ولِد فيها هي بحسب الأفيون الذي خدّره به مُطربي السّلطان و الشعراء ماسحي أحذية حكّامه أسياد البلد هي أم الدنيا ...و أن بلده التي لم يعرف فيها طعما للكرامة يوما هي أحسن بلد في العالم ... المصري يولد ميتا لأن آباءه و أجداده و أجداد أجداده أرضعوه و علّموه أن يسعي طوال عمره لحياة ما بعد الحياة و أعظم ما تركه له أجداده من تراث عجائب الدنيا السبع هو ثلاثة أهرامات هي أعظم المقابر و أكبر المدافن التي شُيّدت علي وجه الأرض عبر تاريخ البشرية كلها
المصري يولد مغيبا و يعيش مغيبا ...حياته موالد الأموات من ماري جرجس إلي السيد البدوي و دينه كرامات الأولياء من الست دميانه إلي أم هاشم غفيرة مصر ... مرجعيته في الحياة هو ما يحلله له أبونا القسيس أو ما يحرّمه عليه سيدنا الشيخ ...و كُتُبه لا يفقه منها غير الحرام و الحلال و تفاصيل الجنة و عذاب القبر و دخول النار ... الله عنده لفظ إستحسان و طرب أو لفظ غضب ... لفظ يقسم به مهما كان كذّابا أو يحلف به إذا ما ضبطوه في مأزق ...أو هو لفظ شتيمة و لعنة
المصري يحتقر ذاته و كيانه و يفتخر أن أمه تركيه أو يونانيه أو حتي لبنانيه أو شاميه أو من العربان البدو الرّحل...جميع الأجناس من حوله خواجات بلاد بَرّه أرقي من الجَلَف الذي يعيشه و البدائية المتخلفه التي يحياها و التي يسمّيها عيشة أهله و يفتخر بها و ينتقد كل من يخرج عنها و كل من يحاول الرّقي ليخالف شريعة البدائية و لا يعيش عيشة أهله.
وانحدر المصري إلي قاع الوجود الآدمي فغيّر جنسيته و قوميته من مصري إلي عربي و صار يتمسّح في بدو الصحراء الذين خرجوا علي العالم كالجراد في غفلة من التاريخ فأكلوا الأخضر و اليابس من حضارات العالم و حبسوا الشعوب التي سيطروا عليها في بئر من ظلام الجهل و التخلف... و حصد المصري لنفسه العار لتمسّحه في قومية بدو الصحراء فصارت بلاده و أحواله منهم بعد أن ترك مسيرة أجداده التي نشأت في منف و ترعرعت في طيبه و حتي في زيها الهيليني أنارت العالم من الإسكندرية التي كانت عاصمة حضارته فأحرقها العرب و أقاموا القاهرة التي طول تاريخها ما قهرت أحدا بل قهرها الأتراك و الفرنسيون و الإنجليز ...و لما صارت عجوزا شمطاء منهارة ضجيجها صاخب و ترابها خانق و الفوضي نظامها الدائم هرب منها وارث مصر الأخير إلي منتجع شرم الشيخ و ترك المصريون فيها يهرسون بعضهم بعضا في لهثهم اليومي خلف لقمة العيش التي حرمهم منها و ذهب هو و حاشيته ليتمتع بالإستاكوزه و الجنبري و ما أدراك من فاخر العيش
لقد انفصلت مصر عن التاريخ منذ الف و ربعماية سنة ...نعم لقد مرّت بمصر الفرعونية فترات من الضعف و الوهن لكنها كانت تنهض دائما نافضة غبار القهر و الجَور فصَرَعَها التاريخ بالعرب فأباد لغتها و قوّض حضارتها و محا ثقافتها فانتهت مصر إلي حالها اليوم مستَعمَرة عربية تئن تحت وطأة أطول إحتلال عرفه التاريخ دام حتي الآن الف و ربعماية سنة حتي إن العربي في شكل من أشكال إحتلاله لمصر أحضر لها عبيد أوروبا الذين سباهم من بلادهم و غيّرهم الي سفّاحين و قطّاع طرق علي شاكلة العربي و نصّبَهم أمراء علي مصر ...هؤلاء العبيد نكِرات البشرية أسماهم المماليك و وكّلهم علي حكم مصر سلاطين و أمراء فحكم مصر حتي العبيد الأغراب
و أنا فقط أريد أن أنبه ذهنك و فكرك يا قارئي العزيز ... فكّر معي و حلل التاريخ ...لقد قضت الإمبراطورية العربية علي الإحتلال البيظنطي و تربعت علي عرش البلاد مكانه... ثم منذ أن فتح عمرو ابن العاص مصر ... ألم تسقط مصر إلي دولة الخلفاء ثم إلي الأمويين ثم إلي العباسيين ثم إلي الفاطميين ثم إلي الأيوبيين ...و هكذا حتي انتهينا إلي العثمانيين ... الذين تحت سطوتهم سلّم شيوخ مصر و علماؤها وأكابرها سلّموا الوطن إلي محمد علي باشا الألباني ...و كأنه إنعدم الرجال من مصر ليحكموها ...إلي حين أن قام العسكر بمساعدة أمريكا و نفذوا انقلابهم الشهير و استولوا علي مصانعنا و أرضنا و مزارعنا و شركاتنات و بنوكنا ...و اليوم فإن آخر من ورثنا من شلة العسكر قد باع ما اغتصبه له أسياده السابقين من ثروات الشعب المصري تحت إسم الخصخصة ... و ضاعت مصر بتراب الفلوس .... و اليوم يقولون إن حسني مبارك يريد أن يورّث التكية إلي إبنه جمال الثاني من بعده ... و أنا أشك في ذلك ... أشك إن جمال مبارك يريد الوراثه... لأنه ماذا سيرث... الخراب في كل مكان ... شعب جائع و مريض و مكتئب نفسيا ... أرض خربه يأكلها البحر من الشمال و تطفح فيها المجاري في كل مدنها و قراها و المستوطنات الأجنبية التي أسموها منتجعات سياحية لا يستطيع لا جمال و لا أبيه أن يسيطروا عليها لأنها خط أحمر للإستثمارات الأجنبية.
و أبيات هذه القصيدة يا قارئي العزيز التي اخترت لك منها هذا البيت عنوانا لهذا المقال هي مظهر من مظاهر هذه الحضارة الموءودة التي يتغني أحفادها بالكلمات و الابداع الكلامي اللغوي و يفتخروا بما ليس فيها و تقول ثقافتهم ما لا تعنيه... إنها لغة التعاظم و الفخر الأبله ... ويكفيك أن تعرف يا صديقي إن أم كلثوم تغنت بهذه القصيدة بينما رأس مصر تدوسها أحذية الجيش الإنجليزي ...لأن الثقافة التي أتت لنا بهذه اللغة إنما هي ثقافة تغييب العقل و التَرَنُّح اللفظي عن الواقعية ... ثقافة الفخر الخيالي و ثقافة هِجاء الإفتراء...و ببساطة فهي ثقافة تحشيش الوجدان الساقط في اللاوعي.
لقد غزا مصر جراد الظلام الفكري العربي فالتهم أخضر حضارتها و يانع تاريخها و لم يترك فيها سوي الرمال و الحجارة و صبغها بصبغة الادّعاء الكاذب فهي أم الدنيا مع أنها مقبرة الآخرة ...و هي تاج العلاء في مفرق الشرق مع أنها صارت حذاء في أقدام حفاة العرب ...و درّاته فرائط عقدها مع أن جيدها قد إلتف حوله حبل الذل و المهانة و سحبوها منه إلي صحراء البادية الجرداء ...و أخيرا المضحكات المبكيات من السفاهة و التفاهات إذا قدّر الإله مماتها وهي لا تدري أنها قد ماتت و شبعت موتا فإن الشرق لن يرفع الرأس بعدها و يا للهول... فمصر اليوم هي أفقر بلد يعيش أكثر سكانه تحت خط الفقر في الشرق العربي ... و هي البلد الوحيد في الشرق العربي الذي يعيش مليون من أطفاله في الشوارع بلا أب بلا أم بلا دار تسترهم و بلا طعام يسد جوعهم... و هي البلد الوحيد الذي يسكن عدة ملايين من عائلاته عشوائيات سكنية و عشش الحالة فيها يندي لها الجبين
لقد صفعتنا سوريا علي قفانا بعد أن بدد أبو خالد عليها بضعة ملايين من الجنيهات من قوت الشعب المصري لأن أبو خالد و مشيره أرادا أن يركبا الشعب السوري كما ركبا الشعب المصري فأثبتت دمشق أنها ليست يغمة كالقاهرة و أن اللاذقية ليست مصيفا خاصا للطغمة الحاكمة كالإسكندرية و أن المشمش الحموي ليس طريا كالمشمش البلدي و سوق الحميدية ليس رخيصا كسوق الموسكي
و اليمن التي بددنا عليها إحتياطي الذهب المصري لم نجد فيها حتي خُفّي حُنَين لنرجع بهما ...و طردت جيشنا الباسل منها حثالة من البدو ساكني مغارات الجبال و مدمني القات ... الجزائر القتنا نحن و قوميتنا العربية -التي هاترنا بها من المحيط إلي الخليج - وراء ظهرها بعد أن ألقي عبد الناصر لها ببضعة ملايين من الدولارات و أمدها بالسلاح الذي ورثه من الجيش البريطاني بعد أن رحل من خط القناة و ترك له البلد بعد أن تأكد أنه سيفلسها و يخربها ...فمضت الجزائر و القت نفسها في أحضان فرنسا و تزوجت الفدائية المجاهدة جميله بوحريد الجنرال الفرنسي الذي كان يعذبها و عاشت معه في التبات والنبات في باريس مدينة النور و لا عزاء للفنانه ماجده
لقد نادي عبد الناصر بالوحد العربية و هو يوقّع مع الإنجليز إتفاقية إنفصال مصر عن نصفها الجنوبي أي السودان... ربما لأن لقب ملك مصر و السودان كان لقبا من العهد البائد فأباد معه عبد الناصر أوّل وحده حقيقية طبيعية في تاريخ الشرق الأوسط لذي سماه بالأمة العربية و ترك السودان إلي دسائس الطامعين فيه يقسّمونه فيما بينهم و لا عزاء للناصريين الوحدويين... فكّر يا قارئي العزيز و انظر إلي خريطة الشرق الأوسط ...إذا لم تصر مصر و السودان دولة واحدة فكيف توحّد سوريا و مصر أو اليمن و مصر أو الجزائر و مصر ... و عجبي و ألف عجبي علي الوحدة العربية ...أما فلسطين فهي أرض مصرية سلمناها للصهاينة بأيدينا العربية...و إستخرجنا العقيد الأخضر من صحراء مصر الليبية ليثبّت الهوة بيننا و بين ليبيا و يحلم باليوم الذي سيغزو فيه مصر ليضمها إلي الجماهيرية الشعبية الإشتراكية الوحدوية التقدمية و أي كلام فيه إيّه
يا قارئي العزيز هذه المقدمة المُرّة و الحزينة لا مبالغة فيها بالمرّة و أرجوك أن ترجع إلي التاريخ ...إنها مقدمة ضرورية و نحن ندير رؤسنا من النظر في الماضي إلي التطلع في المستقبل و نحن نتساءل ... مصر إلي أين... هل من سبيل إلي الرقي... هل من طريق لأن تلحق مصر بركب الحضارة.... من هو القادم علي مصر ... ما هي نواياه ... هل قاربت سفينة مصر من الإرتطام بصخور الإنهيار التام
الهلال ضد الصليب و المئذنة ضد المنارة ... الصخرة التي سترتطم عليها سفينة مصر
بكل المقاييس الإسلامية و حسب تاريخ الغزوات العربية و سُنّة النبي محمد و سيرة الخلفاء الأربعة فإن مصر الآن تعتبر أرضا فتحها العرب المسلمون ... و ظلت مصر تدفع الخراج إلي بيت الخلافة أيا كانت دولتها طيلة ما يقرب أو يزيد قليلا عن الألف سنة (الف سنة من الذل و المهانة للعرب و قبلها أكثر من ستماية سنة للرومان) حتي تمَرّدت أسرة محمد علي باشا علي الإمبراطورية العثمانية و أوقفت دفع الخراج إلي الباب العالي العثماني
لقد إحتل العرب مصر و نهبوها ثم استوطنوها و تكاثروا فيها إلا أن العديد من الأقباط سكّان مصر الأصليين بقوا علي ديانتهم الأصلية المسيحية و لم يقبلوا التأسلم أو التسليم للعرب المسلمين الغزاة ...و ضحوا بأموالهم أحيانا بدفع الجزية و أحيانا أخري بأنفسهم و دمائهم زودا عن ديانتهم الأصلية ثم استسلموا للسيف العربي و دخلوا في دين الله العربي أفواجا ...و تقلص عددهم علي مر عصور الإحتلال العربي القاسية... لقد فشل العرب في إستئصال الأقباط المسيحيين من مصر التي أسلموها و بقيت الديانة المسيحية المصرية متمثلة في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تحكي تاريخ الصراع الإسلامي المسيحي و غزو العرب و إحتلالهم لأرض مصر
و يشكّل الأقباط الآن في مصر حوالي عشرة بالمائة من تعداد سكان مصر البالغ خمسة و سبعين مليونا ...و بالاضافة إلي الإضطهادات التي عانوا منها علي مر عصور التاريخ حتي من مسيحية الدولة البيظنطية المختلفة عنهم في العقيدة ... فقد ظهرت في مصر أخيرا جماعات الإسلام السياسي و علي رأسها جماعة الإخوان المسلمين التي أهم أهدافها القضاء علي أقباط مصر ... و تحوم فوق رأس مصر الآن سحابة الإضطهاد و التطهير العرقي ليفيض نهر الدم القبطي مرة أخري بأيدي العرب المتأسلمين
و تشكل أجهزة الأمن المصرية الآن مجموعة من العصابات التي تحرص علي إرهاب مصر بتطبيق قانون الغاب و شريعة الذئاب في خدمة الإحتلال الوهابي كمجموعات من المرتزقة تمولها البترو دولار لفرض الشريعة العربية التي شعارها لا يجتمع في أرض الإسلام دينان
و من المضحكات المبكيات هي تلك التهمة التي يوجهها العرب المتأسلمين إلي الكنيسة المصرية بأن الأقباط يرغبون في إقامة دولة لهم منعزلة في جنوب الوادي... و كأنهم يحلمون بأن تعود مصر إلي ما قبل عصر موحدها ملك القطرين مينا الفرعون الأول
إقتلوا الأقباط و أفنوهم أو هجّروهم أو القوا بهم إلي خندق في جنوب الوادي فهل ستنحل مشاكل مصر ...هل سينصلح حال التعليم و الزراعة و الصناعة و الصحة بغياب الأقباط ... إذا فالأقباط هم الحل...هل سينصلح حال حكامها و يتغيّر نظام إستبداد حكومتها و ينتعش إقتصادها و تعلوا بين الدول مكتنتها فقط إذا ألقينا بالأقباط جميعا إلي بلاد المهجر أو إذا أسلموا بأن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله... إذا فالاقباط هم الحل... لقد أسلم العرب مصر إلي الفاطميين القادمين من شمال أفريقيا لأنهم مسلمين ...و أسلموها إلي عبيد أوروبا المتأسلمين المماليك لأنهم مسلمين ... ثم أسلموها إلي الترك العثمانيين لأنهم مسلمين ...و مهدي عاكف صاحب العبارة المشهورة طظ في مصر يريد أن يسلمها حتي إلي ماليزيا لأنهم مسلمين... فهل هذا هو الحل
نموت و تحيا مصر... شعار المظاهرات ضد الإنجليز في العصر البائد الذي يحلو للبعض أن يسميه عصر الحرية الجميل ... عصر يسقط النحاس و يحيا صدقي و يسقط النقراشي و يحيا عبد الهادي ...يسقط أي شئ و يحيا أي شئ ...
و فّروا حناجركم و هتافاتكم فلا يوجد اليوم من يسقط لأن الكل ساقطون و لا يوجد من يحيا لأنه قد ماتت مصر ولا حياة لمن تنادي...لقد قدّر الإله مماتها و لا عزاء لشيوخها ... من سينقذ مصر... الجيش أي العودة إلي الوراء خمسة و خمسون عاما ...ثم إن الجيش ها يسرق إيه المرّه دي ..ثم إن الجيش عايش في يغمه أمريكاني و مش فاضي يعمل ثورة... الأحزاب.. لا توجد عمليا علي الساحة السياسية... بطل فرد من ذوي الكاريزما الشعبية ... و من أدرانا أنه لن يكون نسخة أخري من بطل 1967 ... جمال مبارك... سيكون مشغول بالطرمخة علي ما فعله والده ... و لن يرضي عليه الجيش... الإخوان المسلمون ... الله حي عاكف جي و طظ في مصر و اللي جابوا مصر... ثورة شعبية كثورة الباستيل في فرنسا... يا عم صهين خلينا في حالنا ...و ستنتهي بمذبحة بيد أشاوس الأمن المصري لمصلحة القطط السمان أعضاء الحزب إياه... طب أمريكا تخش البلد ... تخش ليه ... هو إحنا حيليتنا حاجة تنفعها... لا بترول و لا يحزنون... ثم إن نص جيش أمريكا هنا ضيوف علي الجيش المصري بس ما حدش بيجيب سيرة....
أقول لك يا قارئي العزيز ... خليها مستورة و أهي ماشيه... و كل اللي يجيبه ربنا كويس ... ما حدش بياخد أكتر من نصيبه... و المكتوب علي الجبين لازم تشوفه العين... و قوم بينا نلحق المسلسل أحسن ها يبتدي... الواحد مش عارف من غير الدش كنا هانعمل إيه... و فين أيام الست... و سلم لي علي شعبولا...و حتي اللي قالت مصر واجعاني ما حدش سامع لها حس ... يا خساره يا مصر





#أسعد_أسعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيادة العقيد محمد خلف الرشدان يهاجم الكتاب المقدس و يفتح الن ...
- الشرطة في خدمة الشعب
- رسالة إلي أخي المسلم الذي سألني... هل تعتقد أن المسيح هو الل ...
- الإنجيل بحسب الاستاذ محمد الشهابي... سمك لبن تمرهندي
- رد علي الأستاذ محمد الشهابي : قضية صَلب المسيح... الفِكر الع ...
- قضية صلب المسيح – الحرف الغائب الذي يقودنا إلي التفسير الصائ ...
- قلب نظام الحكم في مصر... الواجب الوطني لكل المصريين في الداخ ...
- المهرجان السنوي للغناء و البكاء علي أمنا حواء ... و كل سنه و ...
- آدم و حوّاء و الشيطان بين الكتاب المقدس و القرآن (1)
- في شوارع مصر
- الإسلام هو الحل... الدم المسلم في خدمة الإقتصاد الأمريكي
- أخطاء الفكر العربي في تفسير القرآن العربي _ قضية صلب المسيح
- جمال مبارك يحلم برئاسة الجمهورية ... فماذا لو أيدناه ...حتي ...
- إنكار صَلب المسيح مثال آخر لعدم صحّة التفسير العربي للقرآن
- أزمة فتوي رضاع الكبير .....مثال صارخ لسوء فهم العرب للنصوص ا ...
- الشريعة و الاسلام و الدستور بين دولة مبارك و دولة الاخوان ال ...
- في مصر تحوّلت الأمة إلي جارية و الحكومة إلي مالك اليمين ... ...
- في قضية هويدا ... أعترف بأني قد خَسِرت الرهان ... و لو مؤقّت ...
- نهرو طنطاوي يبدأ سياحة رُوحية في خُطي الاسكندر الاكبر ...فهل ...
- نهرو طنطاوي يبدأ سياحة رُوحية في خُطي الاسكندر الاكبر ..... ...


المزيد.....




- دام شهرًا.. قوات مصرية وسعودية تختتم التدريب العسكري المشترك ...
- مستشار خامنئي: إيران تستعد للرد على ضربات إسرائيل
- بينهم سلمان رشدي.. كُتاب عالميون يطالبون الجزائر بالإفراج عن ...
- ما هي النرجسية؟ ولماذا تزداد انتشاراً؟ وهل أنت مصاب بها؟
- بوشيلين: القوات الروسية تواصل تقدمها وسط مدينة توريتسك
- لاريجاني: ايران تستعد للرد على الكيان الصهيوني
- المحكمة العليا الإسرائيلية تماطل بالنظر في التماس حول كارثة ...
- بحجم طابع بريدي.. رقعة مبتكرة لمراقبة ضغط الدم!
- مدخل إلى فهم الذات أو كيف نكتشف الانحيازات المعرفية في أنفسن ...
- إعلام عبري: عاموس هوكستين يهدد المسؤولين الإسرائيليين بترك ا ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أسعد أسعد - مصر .... صورة متناقضة بين الخيال و بين الواقع