|
منظمات أمريكية تُجنِّد الشباب المصري للعمل بالعراق
إبتهال بليبل
الحوار المتمدن-العدد: 2408 - 2008 / 9 / 18 - 09:38
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
أخبار طالما أثارة فضولي .. ونحن نعيش وسط عالم مجهول وغامض .. كنت دائماً اسأل عنها فيقال لي : تلك أخبار الصيادين ، وأنا أتأمل هذا الخبر وذاك الملاصق لمصيرنا المزروع غموضاً ، والموازي لواقع نعيشهُ وسط الزحام وصخب الوجوه القبيحة ، وضجراً قررت " للبحث عن تلك الإخبار ، عن هؤلاء الصيادين فوق أسفلت أمواج الحياة في شواطئ العراق " .. أجدها أخبار مبعثرة تتلاشى وتختفي مع خيوط الفجر الأولى وتعاود الظهور ليلاً تحت ظلمتهُ ، وكنا دائماً نشم من الخبر رائحة المجزرة ، وحين يكون الخبر في طريقهُ للوصول إلينا وكأنما نحن في طريقنا إلى المسلخ ، أحيانا نتوهم إن المجزرة تقتصر على الخراف التي يتم ذبحها وسلخها يومياً ، لكننا نكتشف دائماً إن الذين يذبحون الخراف في تلك المجازر هم الذبيحة الحقيقية ، أن الخراف التي يذبحونها تموت مرة واحدة ، أما هم فيتابعون موتهم المستمر ألف مرة ... واليوم نطلع على خبر يؤكد أنهُ بعد رفض أغلب الأمريكيين التطوع للخدمة بالعراق، بدأ الجيش الأمريكي حملة لتجنيد مئات المصريين من حملة الجنسية الأمريكية أو حق الإقامة الدائمة بالولايات المتحدة ، للعمل كمترجمين وجنود ضمن وحداته العاملة بالعراق ، وفق مضامين مغرية كبيرة، وأن المهارات والخبرات التي سيحصل عليها الشباب المصري من عملهم هذا قد تؤهلهم للعمل مستقبلاً في وظائف حكومية داخل الولايات المتحدة أو في جامعاتها أو في السفارات الأمريكية حول العالم ، كما أن العمل بالجيش الأمريكي سيجعل حاملي الـ (جرين كارد) أو من لهم حق الإقامة بالولايات المتحدة مؤهلين للحصول على الجنسية الأمريكية ، وأن شركة (بلاك ووتر) الأمنية الأمريكية التي تعد من أبرز شركات الجنود المرتزقة في العالم، تقوم بتجنيد شباب عاطل مصري للعمل في العراق براتب يبدأ من 700 دولار ويتدرج حتى 2500 دولار شهريًا، موضحة أن مهمتهم هي حماية قوات الاحتلال وآبار البترول والمنشآت الأخرى بدلاً من القوات الأمريكية التي تتكبد عشرات القتلى أسبوعيًا بسبب الهجمات عليها من قبل العراقيين . إذا أردت أن تعرف مدى بشاعة أمريكا وقسوتها وفضيحة الإنسان فيها أقرا هذا الخبر وستعرف لماذا ستنصب المجازر وتساق الخراف نحو المسالخ ، إنهم يعبثون بدماء الكادحين النازفة ، والأخبار والأحاديث كل يوم ماشية على جرحهم ، وفي نهاية الطريق يطل علينا من الأعالي وجه أحدهم ربما هو زعيمهم في لوحة فنية رائعة يبتسم وينظر إلى الأعلى ولا يرى البؤس من حولهُ الذي يلف تلك الذبائح ، ووسط هذه الاحتفالية للبؤس اليومي ، وإيقاع الركض الموجع في ساحة الحياة ، بدت لهم نافورة حولها زهور امتداداً لأسطورة الخلاص والرفاهية ، بدت شيئاً مضحكاً وفي غير مكانهُ ، وهناك إعلان كبير على واجهة السماء كتب عليه باللون الأحمر ( حلم الشاب العربي ) ! تشعر كأنهُ فلم حقيقي يدور على واقعنا لا داخل دور السينما ، هذا حلم شبابنا العربي ، وخلف هذا الإعلان الكبير هناك سماء مهترئة يقع عليها حلمهم في الخلاص ، فيها وجوه بائسة لعلهم فرغوا للتو من عملهم المقزز في بالوعات الصرف الدموي الإنساني ! يغمرني ضيق لا حدود له ، وأنا أتطلع لشبح يلاحقني وهو يردد (جرين كارد) والجنسية الأمريكية ، ربما هو سمساراً ، بات شبابنا يكثروا الحلم فيه للخلاص من البطالة والفقر وليرحلوا هاربين من عذاب اللحظة ، دوماً يفكرون بهذا الحلم ، كما يفكر محتضر في رحم أمهُ ، تذهلهم عقدة النقص أمام شباب الغرب المجسدة في أسماء وعناوين وشعارات ، إنهم ينطقونها بالانكليزي ويكتبونها باللغة العربية ودونما خجل ، من يقول لشبابنا إنها أمريكا وأمريكا وليست ( أمكم الحنونة ) ،أحلامكم سوف تغلق أبوابها ، سترميكم خارجاً متعبين بائسين .. وماذا عن المجزرة حيث مدينة الموت ؟ ستجرجرون إلى المجزرة ( المسلخ ) ، ليأتي الناس إلى زيارة ذبائح أمواتهم سراً في الليل ، والمجزرة هادئة وساكنة لا ساهر فيها ولا كادح ، ومن على رصيف التاريخ كتبوا أسمائهم وعناوينهم ، يحذق بهم المارة من كافة العصور والأزمان بذهول ، لقد اعتادوا هؤلاء المارة ، أن يمروا فوقهم وأمامهم ويبصقوا عليهم . شباب يحملون أثقال زمانهم ، ليتهم يكونوا أول من يعلنوا الحرب على تسخير الإنسان لحمل الأثقال ، حتى لا تمتلئ حياتنا بالقمامة ، وما أكثر القمامة لدينا من تلك المجازر التي ترميها على أرصفة تاريخنا .. أبناءنا من الشباب العربي وخاصة ( المصري ) اعلموا إن الليل في وطننا كاذب ، لا يروي لكم حكاياتهُ بصدق ، الفجر أكثر صدقاً ، ستبدأ أمريكا بمذبحة لمبادئكم وعروبتكم وأجسادكم وتنتهي بمذبحة الأمة العربية ، إنهم يمارسون قمعنا ، والمحزن تنفيذ هذه الفكرة على أيدي شبابنا العربي ، ويتبادر إلى ذهني الآن ، هل أمريكا تستطيع حوار شبابنا والسيطرة عليهم أكثر منا نحن العرب ؟ وهل ياترى شباب مصر سينجرفون وراء أحلامهم في الحصول على إقامة أمريكية وعمل مدى الحياة مقابل حماية أمريكا في العراق ؟ وربما ستنجح هذه المقترحات وتقوم أمريكا بتعميمها على باقي بقاع وطننا العربي !!! أنا أقترح أن يوافق شبابنا العربي في مصر للخلاص من الفقر وتحقيق أحلامهم ، كما اقترح أن يعمم هذا الاقتراح الاميريكي الخبيث على كافة شبابنا في سوريا والأردن وووغيرها ، وبذلك يتخلص الشاب العربي من مشكلة البطالة ، ويعم الإزهار والرفاهية ، كما واقترح تهجير الشاب العراقي إلى مصر للعمل بالسخرة بالأجر وترك ارض العراق التي تفتقد إلى أي سبيل للعمل ، واقترح أن نضع خطة لصيغ اقتتالنا فيما بيننا ( اقصد الشاب العراقي والشاب العربي " مثلا المصري " ) ونصبح فريقين كلاً يحارب بنفس الساحة على ارض العراق ، ونعلن عن حاجتنا لتطوع شباب آخرين من دول عربية أخرى ، فمن يريد الانضمام مع الفريق المصري ربما سينجح لان أمريكا ستمول انضمامه من خزائن العراق ، أما من ينضم إلى الفريق العراقي حتما لن يحصل على مميزات كتلك التي يحصل عليها من أمريكا ، ولكننا نسينا أمرا مهماً هو شباب إيران ياترى مع من سيكونون ، وجماعة القاعدة هي الأخرى مع من ؟ وغيرهم كثيرون !! عجباً كيف ستكون أحداث هذا الفلم الشيق ؟ وماهية النهاية ؟ حتماً ستكون الآجابة عند شباب مصر ...
#إبتهال_بليبل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من انتِ ؟؟ من تكونِ ِ ؟؟
-
خلف الذاكرة
-
(أبو حقي ) يمس كرامتنا ويسقط الزمن منا
-
( 2) ثقافة العنف وجذوره / الدين لا يشجع على العنف وسفك الدما
...
-
الحب وسيلة البقاء والخلود
-
ثقافة العنف وجذوره ( الجزء الأول )
-
شبكة الإنفاق تهدد المسجد الأقصى
-
حجاب الطفلة جريمة وعدواناً على طفولتها
-
إلى الرجال عذراُ هذه معاناتي كأنثى
-
أيها الكُتاب كفاكم عبثاً بأحلامنا
-
مأساة الوطن والذات
-
شيزوفرانيا
-
محراب جنونكَ ..
-
أحاول الآن ، أن أترك لكم الاختيار ؟؟؟
-
وزيرة المرأة الدكتورة نوال السامرائي ترفض التطرف المقيت لمفه
...
-
أسطورة وثنية لرجل قديس ..
-
برلمانية تهدي للعراقية..اكاليل من الأمل ينسكب بمنحنى الودق و
...
-
رسامو الجدران .... فنانون أم مخربون ...
-
من أنا؟! ماذا أريد أن أكون؟! وكيف؟!
-
هموم أمراة ( الليلة الثانية )
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
/ المنصور جعفر
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
-
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|