أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - مصطفى محمد غريب - كاتم الصوت جريمة لإغتيال المثقفين العراقيين الوطنين














المزيد.....

كاتم الصوت جريمة لإغتيال المثقفين العراقيين الوطنين


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 2407 - 2008 / 9 / 17 - 04:59
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


قد يبدو لأول وهلة إضافة أدوات القتل بأسلحة كاتمة الصوت شيء غير مستغرب وأمر اعتيادي في ظروف العراق الحالية لان القتل والاغتيال الفردي وبالجملة ووجود الجثث برؤوس أو دون رؤوس في الشوارع والمزابل والحدائق، رجال أو نساء أطفال أو شيوخ أصبح ظاهرة معروفة متداولة وفيها من الإلزامية التي اخذ المواطنون يتوقعونها بشكل يومي لا بل قد يثير استغرابهم عدم وجودها وبعد مرور الحدث يبدأ المواطنون بالتساؤل ، لماذا يحصل ذلك؟ ولمّ الحكومة عاجزة عن حماية الناس ؟ ولماذا يضاف جهنم ألاغتيال بكاتم الصوت إلى شحة المياه الصحية وانقطاع الكهرباء ودرجات الحرارة التي لا تطاق؟ لكن قضية الاغتيال بكاتم الصوت على الرغم من معرفتها في الأفلام الأمريكية حصراً وببعض الحوادث القليلة جداً أصبحت تدريجياً تثير اهتماماً خاصاً لان القتل فيه بدون صوت، فقط مجرد حركة من جلاد صغير يأخذ أوامره من جلاد أكبر أكثر إجراماً مثلما حال المعتقل الذي يعذب فلا يسمع صوته سوى جلاديه الصغار الذين يأتمرون من قبل جلادين أكبر وأكثر خبرة في التعذيب وهذا الأمر له إلزامية أخرى مثل التشخيص المبكر للذين يجب اغتيالهم فهم بالتأكيد مثقفين وعلماء وسياسيين وصحافيين ومواطنين مخلصين لوطنهم ومن خلال التحقيقات التي جرت وتجري حيث كشفت البعض من التفاصيل والمفاصل أن دولة في الجوار ارتأت بعد تعثر مشروعها في الحرب الأهلية الطائفية والمليشيات المسلحة الخارجة عن القانون إلى تدريب القتلة المجرمين الصغار على كاتم الصوت وتزويدهم بالمخططات والأسماء وبخاصة الذين يختلفون معها فكرياً ويعارضون تدخل دولتهم في الشأن الداخلي واتهامها بأنها تشجع القتل والتخريب على طريقتين الأولى دعم ومساعدة القوى التكفيرية الإرهابية بكل ما تستطيع إليه سبيلا وثانية إرسال السلاح والمتفجرات إلى المليشيات المسلحة التي تدرب معظمها على أراضيها وهذه التحقيقات لم تقم بها جهة واحدة بل عدة جهات منها مشاركة في العملية السياسية إما الحكومة فهي صامتة عنها كصمت القبور والسبب معروف لأنه ليس بالسر العسير هذا الصمت الذي يفسر من قبل الحس الشعبي هو التبعية المطلقة لهذه الدولة، اللجوء إلى كاتم الصوت عملية خطط لها كما تفعل المافيا في الأفلام الأمريكية وهذا المخطط أخذ أبعاداً جديدة بعدما كان الاغتيال بواسطة لعلعة الرصاص وأمام أنظار الشرطة والقوى الأمنية المخترقة من قبلهم أو وضع المتفجرات في الأماكن التي يرتادها المواطنون مثل الأسواق والمناطق الشعبية أو دوائر الدولة ودور العبادة وغيرها، هذا الطور في اتجاه معاقبة المخالفين في الرأي هو امتداد للعقلية الدكتاتورية والإرهابية والطائفية التي ترى في مخالفة الرأي جريمة يعاقب صاحبها بالموت أو السجن والتعذيب لكن هذه المرة ليس بيد الدولة كدولة بل بيد أولئك الذين يشغلون مناصباً وزارية وإدارية ويتحدثون عن الديمقراطية واحترام الرأي الآخر وحقوق الإنسان لكن ذيولهم المخفية راحت تعمل ليل نهار من اجل تشكيل فرق اغتيال مدربة بشكل جيد وبالحجة نفسها " مقاومة الاحتلال " لكن توجيه كاتم الصوت لصدور المثقفين ومنهم كامل شياع الذي ليس له ارتباط لا من قريب أو بعيد بالأجنبي ولا يشغل منصباً سياسياً وإدارياً كبير هو احد أهداف المخطط الذي اشرنا له وسوف يستمر في اغتيال المثقفين والعلماء والمفكرين والسياسيين والصحافيين الوطنين الذي يعملون فعلاً من اجل عراق ديمقراطي تعددي مستقل ويقفون بالضد من الذين يريدونه هامشياً يتدخل في شؤونه خارجياً للتأثير عليه وجعله تابعاً مضطرباً بدون جيش قوي أو مؤسسات أمنية وطنية مخلصة وهذا ما سعى القتلة وأسيادهم إليه خلال السنوات المنصرمة وبمختلف الوسائل والأساليب إلا أن الجديد في الأمر وبشكل علني في التهديد والوعيد والتحريض والتنفيذ قاد ذلك إلى كاتم الصوت الذي سوف لن يشبع رغباتهم الدموية المعادية للإنسانية، لن يشبع حقدهم وكراهيتهم وعدوانيتهم في الانتقام ممن يخالفونهم الرأي ويحاججونهم على أفكارهم المشبعة بالجهل والتخلف والرجعية لكن ذلك لن يشفع لهم فمكانهم التاريخي بجانب تاريخ كل القتلة الفاشيين والدكتاتورين والمتطرفين بجانب كل الذين بصقت عليهم الشعوب ووضعتهم في أماكنهم القذرة، لن يشفع لهم مهما حاولوا وقف عجلة التقدم والديمقراطية كي يتحرر الناس من الأوهام والضلالات والعادات المتخلفة ومثلما كان مصير أسلافهم في مزبلة التاريخ فسوف يتلقون النتيجة نفسها.
إن عوامل التغيير البديهية وتأثيراتها على الوعي الاجتماعي وقضايا التقدم والتطور لا بد أن تأخذ طريقها إلى أمام ولا بد أن يشيع العدل وتشيع المساواة بفضل القوى التنويرية التي ترى في الإنسان اثمن رأسمال وتعمل من اجل مستقبله واحترام توجهاته الفكرية والعقائدية والدينية ولن يقف أمام عجلة التقدم أي شيء ولا يمكن إرجاع الناس لا في العراق ولا في أي مكان آخر إلى عصور الظلام والتخلف والتبعية المطلقة والأوهام التي تنال من حريته وموقفه تجاه التطور القادم...



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ظاهرة تجنيد النساء الانتحاريات إفلاس حتمي
- تصريح ديك تشيني عن - الغير شرعية - نكتة مبكية
- غريب الوطن المفقود
- الذين غنوا والذين طبلوا لاغتيال كامل شياع عرّة القوم
- مسلسلات تلفزيونية لتغيب الواقع وتشويه الوعي
- كتابة المقالات مسؤولية أخلاقية أولاً
- قانون تقاسم النفوذ الجم السيد ساكاشفيلي وحلفائه
- الدرويش في رحلته الطويلة
- الحرب الجديدة وزرع الكراهية بين الشعوب
- التحالفات الطائفية طريق مظلم لا مستقبل له
- العراق - خان جغان - لكل من هب ودب
- إحياء المناسبات بالبدع والتهريج الإعلامي الطائفي
- مساء الخير يا منديلا الحلم عسير
- التصويت السري مخالف للدستور وليس التصويت
- الانتخاتبات الأخيرة لنقابة الصحافيين العراقيين
- تطور الأزمة وتصدّع العلاقات والفيلم الإيراني
- الحكمة في برامج التأهيل
- التغيير حالة ذاتية وموضوعية في 14 تموز 1958
- لن تكون المرأة إمعة بدون حقوق إنسانية
- العودة إلى حنين الخلاص


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - مصطفى محمد غريب - كاتم الصوت جريمة لإغتيال المثقفين العراقيين الوطنين