أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عدنان شيرخان - ورش المجتمع المدني














المزيد.....


ورش المجتمع المدني


عدنان شيرخان

الحوار المتمدن-العدد: 2408 - 2008 / 9 / 18 - 03:07
المحور: المجتمع المدني
    


بسبب سنين طويلة من الحكم الشمولي في العراق، وديمومة سيطرة ثقافات الخوف والحزب والرأي الواحد على كامل المشهد السياسي والاجتماعي والثقافي، ظل مفهوم المجتمع المدني غير معروف تماما عند البعض وغائما ضبابيا عند آخرين. وبعد التغيير تطلب الامر عملا خالصا متواصلا ومكثفا للتعريف بالمجتمع المدني، ولكن فئة طفيلية موجودة دائما في جميع المجتمعات فهمت من انشاء منظمة مجتمع مدني على انها فرصة تجارية رابحة وسريعة المردود، فظهرت مئات منظمات المجتمع المدني الشكلية والعائلية والكارتونية، عينها بالمقام الاول على دولارات ويوروات الممولين، ولكن الامر لم يستمر طويلا، كان ضغط الاوضاع الامنية وانكفاء الممولين امتحانا حقيقيا، فزالت يافطات، وهجرت وبيعت مقرات، ولم يبق في الساحة الا شجعان مؤمنون مخلصون للمجتمع المدني وقيمه. دأبت منظمات المجتمع المدني (الفاعلة والشكلية) ومن ورائها الجهات الداعمة منذ العام 2004 باقامة المئات من الورش التدريبية والندوات والمؤتمرات ودراسات الحالة داخل وخارج العراق، لغايات مختلفة، كان منها النبيل، وهو ما يتعلق بردم الهوة التي تفصل العراق بمقدار يقارب القرن عن العالم المتحضر، ولتكون تلك الورش تدريبا مكثفا للعاملين في المجتمع المدني والمساندين له في مختلف القطاعات، وبعض الورش كانت غايتها اظهار النفس وتقديم كشف حساب للجهات المانحة املا بمزيد من الدعم والاموال، وكانت فنادق بغداد الرئيسة وبقية المحافظات مسرحا شبه يومي لتلك الورش والندوات.وغالبا ما تعرضت وتتعرض هذه الورش والندوات والمؤتمرات لانتقادات شديدة وحتى السخرية والتهكم، ووضع القائمين عليها موضع الشكوك، خاصة فيما يتعلق بالمبالغ الضخمة التي تصرف على اقامتها، فمثلا يتم التندر عن مغزى اقامة ورشة عن الفيدرالية في مدينة البندقية الايطالية الساحرة، او مؤتمر عن المصالحة في اليابان او ندوة عن الديمقراطية في اسبانيا وبيروت وعمان وغيرها من الامثلة، او دعوة ومشاركة نواب او مسؤولين كبار في الدولة او قضاة في هذه الورش، تخطب المنظمات ودهم وتسعى لارضائهم، يعودون كما ذهبوا بدون ادنى تغيير في القناعات والطروحات، وعلى ارض الواقع تشير الدلائل الى استحالة مشاركتهم الكاملة في الورش، لوجود ما يشغلهم حتما في الدول التي تقام بها. ثمة انتقاد آخر يشير الى ان اسماء المشاركين في هذه الندوات غالبا ما تتكرر ويتكرر، وان شبكة من العلاقات والمصالح تقف وراء فوز هذه الاسماء بالترشح الدائم، مع استبعاد وتجاهل وتهميش متعمد لفئة الشباب، وتسابق محموم وتفاخر يتعلق بالجوازات التي تزخر بعشرات الاختام وفيز لدول في مشارق الارض ومغاربها، وان عديد الورش والتدريب الذي حصل عليه بعض العاملين في المجتمع المدني يفوق كثيرا ما حصل عليه اقرانهم في الدول المتقدمة، ولكن بلا فائدة مرجوة، لان واقع المشاركة يشير الى ان 80 بالمئة من المشاركة تذهب الى شؤون سياحية وتسوق محموم و20 بالمئة مشاركة فعلية وتركيز واهتمام، والصحيح هو قلب النسب لجني اكبر فائدة، واخيرا يفيد انتقاد ببطلان ادعاء جماعة المجتمع المدني بأن عملهم تطوعي لا ربحي، لان اشخاصا وعوائل كاملة كانت في الحضيض الاقتصادي اغتنت واصبحت تتكلم بالملايين من وراء اربع سنوات عمل ومشاركة وتنفيذ ورش ومشاريع لحساب منظمات المجتمع المدني، فما علاقة الملايين بالعمل التطوعي المزعوم. بالامكان الرد على العديد من هذه التهم، ومناقشتها بهدوء وشفافية، ولكن الاماني والرجاء ان يكون الكلام عن وجود فساد مالي او اداري في منظمات المجتمع المدني باطلا ولا اساس له، وان يكون مثل الجماعة الاعلى وقدوتهم شخصيات مثل : غاندي والام تيريزا ومانديلا بدلا من اوناسيس وروكفلر وكبار اثرياء العالم، واذا فسدت منظمات المجتمع المدني ماليا واداريا فسنقرأ على دولتنا السلام، ستنهار الثقة بمن يدعون انهم مهتمون بمحاربة اصل كل فساد .



#عدنان_شيرخان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحت التكوين
- ثقافة الاستقالة
- العدالة الانتقالية
- ثقافة الاعتذار
- اضطهاد وضحايا
- المرأة والبرلمان
- المصالحة في جنوب افريقيا : مهارات التفاوض وبناء الثقة أعادت ...
- مواجهة الوحش
- سرطان السلطة
- مانديلا : 90 عاما
- خيبة امل المنتظرين


المزيد.....




- إسرائيل توسع عملياتها في الضفة.. قتلى واعتقالات في نور شمس
- المنتدى العراقي لمنظمات حقوق الإنسان يدين خطط التهجير القسري ...
- مع نكوص ترامب.. رايتس ووتش تدعو لخطة احتياطية أممية لإنقاذ ا ...
- إسرائيل توسع نطاق عمليتها العسكرية في الضفة الغربية لتشمل مخ ...
- ألمانيا.. اعتقال رجل بعد إطلاق النار على الشرطة في هامبورغ
- وزير الدفاع الإسرائيلي: ندمر البنية التحتية في مخيمات اللاجئ ...
- استنكار فلسطيني لـ -ازدواجية- التعامل الدولي مع الأسرى
- الداخلية السعودية تنفذ الإعدام بمواطن ووافد بقضية مخدرات وتك ...
- غاتيلوف يشير إلى -اختفاء- مفاجئ للوفد الأمريكي في جلسات الأم ...
- السلطات الإندونيسية تسعى لحماية الأطفال من مخاطر الاستغلال ا ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عدنان شيرخان - ورش المجتمع المدني