تغريد كشك
الحوار المتمدن-العدد: 2407 - 2008 / 9 / 17 - 05:45
المحور:
الادب والفن
1
لا أدري عزيزتي
هل أسرعتُ في خطواتي والتهمتُ المسافات
هل كان علينا أن نتحاورَ خلسةً
هل كان علينا أن نُلَمِحَ إلى مشاعرنا تلميحاً
وأن نعيشَ روعة انتظار البوح والمجاهرة بلواعج القلب؟
حين غادرتِني البارحة
كدتُ أصرخ لكِ
أنتِ مخطئة
لا تتركيني لتساؤلاتي
لا تقتليني، لا تتركيني
فريسة أوهام العمر
لكنكِ غادرتِ
تأملتُ خطواتك وأنتِ تغادرين
تُعيدين قبلها ترتيب بعض لحظاتك فوق الطاولة
لم تتركي ملاحظاتك لي
كنتِ ساهمة قليلاً
2
أتَذكرُ عزيزيي
تلك الحروف الأربعة
التي جاءتني
مع بوحِ أصابعك؟
حدثتَني طويلاً
قالت " أحبكِ "
كان خيالُك يرقصُ
حيناً
ثم يغيب
ينامُ طويلاً
وأنا أنتظر
يمضي الوقت طويلاً
وأنا
لاأملك غير الانتظار
يقتلني انتظارُك
أحاولُ دائماً
أن أقتلَ الوقتَ
بأن أنتظر
أحلمُ أن يستمرَ المطرُ
وأن يأتيَ الظلام
وأن ينتهيَ الانتظار
أشتاقُ لكَ
وبضعةُ موجات لاسلكية بيننا
وتمضي عنا مسافةُ الزمن
كلما اقتربت عقارب الساعة
يقسو عليَ الانتظار
وأحاولُ أنا أن أقسوَ عليك
كلما التقت عقاربُ الساعة
يسألني الباب عن طرقاتِك
وتذوب الشموع رويداً رويداَ
ثم تنطفىء
يخبو بريقُ الأقداح
أقداحنا الفارغةُ
من رائحةِ النبيذ
يتناثر العطر فوق الوسائد
فوق المقاعدِ
فوق الأرائكِ
وأبحثُ عن زجاجةِ عطركَ
بين أشيائي
وأبحثُ عن صورةِ وجهكَ
في مرآتي
قبلَ أن تغادر
لم أقل أني أحبك بعد
كنتُ
أحاورُ صوتي ليصمِت
وأمنعُ عن وجداني رنينَ الصدى
وأنت أيضاً
كنتَ
تحاولُ أن تصمت
أن تقتلَ في داخلك
احساس اقتراف الجرم
جرمِ الكلامِ عن الحب
لكنك
تفشلُ في أن تتكلم
وتفشل في أن تصمت
وتعتقد أنك قد نجحتَ
في إخفاءِ الحبِ عني
تضيقُ نفسي
لا يبقى فيها متسعٌ
للمزيد من الهموم
أحاولُ أن القيَ برأسي
على كتفِك وأبكي
يفصلُ بيننا الوقت
يلبسُ رداءَ الظلام
ويبدأ رحلةً لا تنتهي
يقتلعني الزمن من بين يديك
ويمضي مسرعاً
ليلقي بي
بعيداً عن باقة زهراتك
ما أجملَ أن نبقى معاً
في كلِ ليلة
أحلمُ بأنا سنبقى معاً
سؤالٌ يسكن نفسي
متى نكون معاً؟
أقكرُ في صمتك
أحاولُ تحديد الموقع
أحاول إعادة الاتصال
لماذا تتركني أحاورُ صمتي
وتغادر؟
ما الذي يشغلك عني؟
أغفو
تحاولُ يدي أن تحتضن وجهك
أن تتحسس شعرك
تصطدمُ بالظلام وبالفراغ
وأقول أني سأبقى أحاول
#تغريد_كشك (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟