محمد علي ثابت
الحوار المتمدن-العدد: 2406 - 2008 / 9 / 16 - 00:40
المحور:
الادب والفن
تقول السطور في كتاب الزمن
بأن أرضنا كانت يوماً لنا
وأن وجهنا كان يعرف الابتسام
وأن شمسنا كانت تضيء للأنام
وبأننا ما كنا نتلعثم في الكلام
***
تقول السطور في كتاب الزمن
بأن أرضنا قد سلبها الغزاة
وأن وجهنا اكفهرت به القسمات
وأن شمسنا فقدت اللهب والحياة
وأن دواءنا بات خوفاً أو ممات
***
تقول النقوش في كتاب المكان
بأن المكان ما عاد لنا
وأن الحياة اختفت من هنا
وأن الذكريات اختفت كلها
ولم يبق منها سوى ورقة بعنوان
***
أمر على السطور، أتحسس النقوش
لا أرى أثراً لشعب، لا أثر لجيوش
لا أثر لحاكم أو محكوم
الكل اختفى؟ أهكذا في يوم؟؟؟
***
أمر على الطرقات، أتطلع للشرفات
الشوارع باقية، الحواري ضيقة
الزحام والضجيج والعراك
كل شيء مازال هناك
أتراني فقدت البصر؟
أتراني أخطأت الكتاب؟
أم تراني أصبت بلعنة الاغتراب؟
أبين الأهل وفي الوطن يكون الاغتراب؟؟؟
***
أعود للسطور وأحتضن النقوش
الزمان والمكان
الحجر والإنسان
أين ذهب الجميع؟
مازال بعضهم هناك، والبعض شاء الرحيل
لكن لا فرق، فالطريق بيننا في الحالتين طويل
ولا أمل في قطار سريع
***
تقول الحروف في كتاب الوطن
بأن المسافر والمقيم مغترب
وأن السعيد والشقي منتحب
وأن الوطن ما عاد لنا
وأن المكان قد ضاع للأبد
وأن الإنسان قد تاه للأبد
لا رجل ولا امرأة، لا بنت ولا ولد
ضباب يكتنف كل المكان
وأنا، وحيداً على المحطة، تعتصرني الأحزان
***
يقول الرواة بأن التصفح في كتاب التاريخ
به من العبر ما يفيد اللبيب
ولكن اعذروني.. لا أود التصفح
مللت التحسر والبكاء والتبجح
عذراً ومهلاً، لا أريد القراءة ولا المطالعة
أريد وطني، أريد ناسي، أو أروني صورة المبايعة
#محمد_علي_ثابت (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟