علي عقيل الزعبي
الحوار المتمدن-العدد: 2407 - 2008 / 9 / 17 - 03:39
المحور:
الادب والفن
تمرُ الثواني كطيرٍ حزين
وفيها شجونٌ... فيها أنين
تُأمٍّلُ أنّا سنبقى معاً
على مقعدنا جالسين
تمرُ كنسمةِ صبحٍ جديد
كلسعةِ بردٍ في كل حين
وترقصُ ما بين أعيننا
فنهوي معاً في بحورِ حنين
تمرُ لتسمع أسرارنا
وتفشيها للفجرِ... للياسمين
تمرُ كضوءٍ يداعبنا
وفيها كل مآسي السنين
وفيها ابتسامنا طفلٌ وليد
وفيها افتراقنا موتٌ مهين
*****
تمرُ الثواني وأنتِ جمالٌ
وفيكِ تذوب الثواني جمالا
فتصبحْ عيونكِ برقاً ورعداً
وتشردُ كحلاً بصدري... اعتلالا
تمرُ وفيها هوى وأماني
فنصبحْ سراباً ونجثو خيالا
فترسمكِ في سمائي شمساً
وترسمني في سماكِ هلالا
وتجعلنا في خريفها ورداً
وتجرينا في الصيف زُلالا
تمرُ كسربِ حمامٍ مسافر
الى شفتيكِ ليغدو مقالا
فلا تتلعثمي امام اندفاعي
وموتي في شفتيّ اغتيالا
*****
تمرُ الثواني وصمتي عليل
وصمتي أمامكِ خير سبيل
لِ ألا يثور جمالكِ سحراً
وحتى يظل كطفلٍ جميل
وحتى يكون كشهدِ الزهور
وحتى يظل كخيلٍ أصيل
وحتى يكون بصدري اشتعالا
وحتى يظل بأذني هديل
ويبقى بجفني تعابير حلمٍ
ويغفو على وجنتيَّ أسيل
فلا أسمعكِ كلاماً رقيقاً
لأن شفاهي كساق النخيل
يفضلُ أن لا يبدي جمالاً
ليزهو بأعلاه ورقٌ نحيل
*****
تمرُ الثواني وقلبي صبور
ويكبتُ شوقي لِ ألا يثور
تمرُ وفيها تطولُ الليالي
فتصبحْ دهراً طويلَ الشهور
تمرُ كموجٍ فيكِ، كعصفٍ
فتدفق عيناكِ ماء البحور
ويرقصْ على شفتيكِ ابتسامٌ
ويحّمرُ في خديكِ الغرور
فيكبرُ شوقي فيكِ ويكبرْ
شوقكِ فيَّ كنسرٍ جسور
فيصبحْ هوانا بداية عمرٍ
حياة تجوبُ بجوفِ القبور
وتغدو دمائي حبراً لشعري
فأكتبُ فيكِ أحلى السطور
30/5/2008
#علي_عقيل_الزعبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟