أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - أمنية طلعت - نساء الدرك الأسفل وإشاعة تمكين المرأة














المزيد.....

نساء الدرك الأسفل وإشاعة تمكين المرأة


أمنية طلعت

الحوار المتمدن-العدد: 2404 - 2008 / 9 / 14 - 07:24
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


ننام ونصحو على معلقات تمكين المرأة التي يستند إليها كل مسئول في مصر والوطن العربي، فقط كي يبلغ المراقبين في أمريكا وأوروبا، أننا شعوب محترمة تعطي لنسائها الحق في الحياة بحرية وقوة واعتمادية!. لكن على أرض الواقع الذي نعيشه سنجد أن قصة تمكين المرأة ومظاهرها لا تتخطى كونها ديكور لتزيين أروقة الحكم العربي، متمثلة في كوتة نسائية في البرلمان هنا ووزيرة هناك، جمعية تناصر المرأة هنا ومركز حقوقي يبكي على النساء المضروبات حتى الموت هناك ...إلخ.
لقد فجرت داخلي قصة نادية عبد الله شاهين، التي نشرت مأساتها جريدة "البديل" منذ فترة وجيزة، سؤال مهم جدا؟ هل مازال هناك نساء لا يقرأن ولا يكتبن في مصر؟ أي هاربات من صفوف التعليم الأساسي، الذي من المفترض أن يقع على عاتق وزارة التربية والتعليم، بحيث تلاحق إداراتها في أنحاء مصر المعمورة، الأطفال الهاربين من صفوف الدراسة، لتلزمهم من خلال أولياء الأمور بالانتظام في الصف التعليمي. عندما كنت طفلة في مرحلة التعليم الابتدائي، كان أبناء وبنات الفلاحين يهربون من التعليم كي يساعدوا آبائهم في الزراعة، لكن مندوبي الإدارة التعليمية كانوا يحضرون هؤلاء الأطفال دون إرادة أولياء أمورهم ويجبروهم على الالتزام بالصف التعليمي، وفيما يبدو لي أن هذا لم يعد يحدث الآن وربما لم يعد يحدث على الأقل منذ عشرين عاماً، لتتجلى النتيجة في نادية وغيرها من النساء بل وبالتأكيد الرجال في كل مكان بمصر.
لقد اضطرت نادية أن تضع أبنائها في الملجأ لأنها لا تعرف كيف تتصرف وهم معها، بعد أن تم إلقائها في الشارع على يد زوجها العزيز بعد أن نقلها إلى منزل إيجار، أوهمها أن مدة عقده ست سنوات، لكنها بعد ستة أشهر وجدت نفسها في الشارع، وبعد أن رفقت بها المحافظة ومنحتها منزلا حجرة وصالة، ضحك عليها واحد من الموظفين وجعلها توقع على عقد تنازل له وهي لا تعرف القراءة والكتابة.
في عام 2008 مضطرة أن أعود بالزمن إلى الوراء على الأقل مائة عام، وأرفع عقيرتي وأطالب بحق المرأة في التعليم، حتى لا تقع بين فكي الزوج القاسي والموظف النصاب، حتى تتمكن وحدها من إعالة أطفالها حيث غالباً ما لا يكترث الرجل كثيرا لمسألة الأبناء حتى لو كانوا ذكورا ويحملون اسم سعادته. في القرن الواحد والعشرين مضطرة أن أؤجل قليلا مسائل المساواة الرفيعة الشأن التي كنت أتخيل أنها أصبحت مطلب العصر الحديث بعد أن حققت المرأة نجاحات عدة على مدار العقود الماضية، وأطالب فقط حكومتنا الغراء بأن توفر السبل اللازمة لمحو أمية المرأة وتعليمها، على الأقل مرحلة التعليم الإلزامي حتى تتوفر على القراءة والكتابة التي ستحميها من عدم التعرض إلى النصب والاحتيال وتمكنها من التصرف جيدا في مواقف حياتها الصعبة، عندما يدير لها الذكر ظهره ويلقي بها إلى قارعة الطريق.
إن موضوع تمكين المرأة الفضفاض، يجعلني أطالب مسئولينا بأن يكفوا عن تعليق الزينات والكهارب المتمثلة في الوزيرة ورئيسة مجلس الإدارة والقاضية .....إلخ، إلا إذا كن وصلن إلى تلك المناصب بمجهودهن، ويلتفتوا قليلا إلى الطبقات التي تعيش في بئر السلم الاجتماعي ويمكنوا نساء تلك الطبقات، لأن من بئر السلم تخرج كل المصائب التي ترغب الحكومة قبلنا جميعا في القضاء عليها. نحن لا نهتم بالست النائبة في مجلس الشعب أو الشورى في الوقت الذي تعتقد فيه المرأة أن جسدها حرام وأنها مواطن درجة ثالثة عليها أن تعيش كخرقة بالية، يستخدمها الجميع في مسح أمراضهم وأقذارهم وتخلفهم!
من فضلكم توقفوا عن مضغ "لبانة" تمكين المرأة، ومكنوها بالفعل دون صوت عالٍ يحاصرنا في الجرائد والمجلات والفضائيات، ودون حفل شكر لهذا الأمير وهذا الوزير وهذا الشيخ وهذا الرئيس، الذي سجل هدفا جديدا في عارضة تمكين المرأة، وقام بتعيين مائة في شركة أو أولى مهام منصب ضخم لامرأة ....إلخ. إن تمكين المرأة لا يعني سوى النزول إلى الدرك الأسفل الذي أعلم تماما أنه ليس محجوزا لكم، والنظر بصدق لحال نساء "الدرك" لتمكنوهن بالفعل، وصدقوني إن الجعجعة في الصحافة والإعلام من خلال تمكين نساء الدرك الأسفل، أكثر بريقاً وزهواً وبإمكانكم أن تكسبوا من خلالها أبناطاً أعلى عند حكومات أمريكا وأوربا.



#أمنية_طلعت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بطولات نسائية في بكين ..والعربيات في خدور الحريم
- النقاب فضل وليس فرض!
- إسلامهم أم إسلامنا؟ رفض تجريم الختان ورفع سن الزواج في قانون ...
- من يمتلك جسد النساء؟
- الفاعل والمفعول به ... إنتقالا من علم النحو إلى النشاط الجنس ...
- من ذات الهمة إلى إسراء عبد الفتاح ...المرأة العربية تُبعَث م ...
- ثقافة الحور العين والخطاب الذكوري المفروض حتى على الجنة
- الحجاب حرية شخصية...... وماذا عن السفور؟
- مع الله أم ضده؟ ...مجتمع الفضيلة العربي يحرم الزنا ويعادي ال ...
- الفتاة العربية في دبي... مرفهة اقتصاديا لكنها عانس
- لماذا يعبر الرجل العربي عن الهزيمة السياسية بالفعل الجنسي مع ...
- هل كان رمضان السبب في ترهل مصراوية؟ أم أن السيناريو مترهل من ...
- الحجاب........كلاكيت مليون مرة
- يا نساء العالم العربي اتحدن...جداتنا الأوائل لم يقرن في البي ...
- قانون الغاب الذي يحكم ما تسره الضمائر ( حول المتنصرين والعائ ...
- لم أقصد أن يكون عن نوال السعداوي .. لكنه كان
- الخلطة السحرية للقنوات الفضائية
- العنصريون العرب
- هل دخلت مصر عصر الميليشيات؟ الإخوان يستعدون لتحويل الشارع ال ...
- الأمطار الغزيرة فضحت الإمارات .. وغرقت في شبر مية


المزيد.....




- جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
- رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر … ...
- دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
- السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و ...
- دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف ...
- كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني ...
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- تتصرف ازاي لو مارست ج-نس غير محمي؟
- -مخدر الاغتصاب- في مصر.. معلومات مبسطة ونصيحة
- اعترف باغتصاب زوجته.. المرافعات متواصلة في قضية جيزيل بيليكو ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - أمنية طلعت - نساء الدرك الأسفل وإشاعة تمكين المرأة