ثائر الناشف
كاتب وروائي
(Thaer Alsalmou Alnashef)
الحوار المتمدن-العدد: 2403 - 2008 / 9 / 13 - 02:47
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بحلول العام القادم تمضي أربع سنوات عجاف على الشرق الأوسط ، سنوات ملأها احمدي نجاد بصخبه وضجيجه الذي أفلس جيوب الإيرانيين وعرّض كرامتهم للبيع على حد قول حسن روحاني المفاوض السابق للملف النووي الإيراني .
الاعتراف بالذنب فضيلة ، وجلد الذات من ضروريات البقاء ، لكن الفضيلة المبتغاة ، ألا تكتفي إيران بالاعتراف على لسان ملاليها بذنبها وأخطائها بحق شعبها ، بل عليها الاعتراف بذنوبها التي اقترفتها بسبب مغامراتها الطموحة للشعوب والدول المجاورة لها ، بدءاً من العراق المنكوب إلى أفغانستان المدمرة .
قبل السؤال ، متى تعود طهران إلى رشدها ، هل بقي ثمة رشد لديها ، بمعنى متى تصبح إيران عاقلة ، تكف عن لهولها ومجونها ، وترتضي حدودها الطبيعية ،وتقتنع أن حدود الدول الأخرى خطاً أحمر توجبه قوانين الدول المتعارف عليها عالمياً ؟.
تظن إيران وهي غارقة في وحول الوهم والخطأ أن سياستها على صواب ، وأن تحديها لقوى الغرب ، هو للحد من نفوذه في بقاع مصالحها ، بما يخدم أهدافها أولاً ، بينما الواقع ، فإن الغرب يستدرج إيران ويستفزها ويستثيرها منذ قديم الزمان ، لأنه يعرف مدى مصدر القلق وحالة التشنج التاريخي بين إيران وجوارها العربي ، لذا ، فهو يلعب لعبته الذكية المستمرة بأشكال مختلفة ، لغرض تحفيز قوى مجتمعه الحية من البعبع الإيراني ، وبالتالي الحفاظ على مستويات التقدم والتفوق ، كما تفعل أميركا حالياً ، ولغرض إقلاق العرب من النوايا الإيرانية الدفينة في زوايا الهيمنة والغلبة .
إذن ، إيران ليست سوى بيدق على رقعة الشطرنج العظمى ، مهما ناورت وعرضت عضلاتها ، سيأتي الوقت الذي سيقال لها كفى ، وطبعاً لن يقوله العرب ، فالعرب ليسوا أحسن حالاً طالما بقيت إيران غير عاقلة ، عيونها خارج حدودها ، وأذرعها تؤذي من حولها .
فكل يوم يمضي يزداد الشرخ عمقاً والتهاباً بين الشعب الإيراني وشعوب الشرق كافة ، والعلة ليست لدى من يدير دفة الولاية في طهران ، بقدر ما هي موجودة لدى الشعب نفسه الذي لم يبلغ بعد سن الرشد ، ومازال يعيش أيام مراهقته الطويلة ، التي لا يريد الخروج من شرنقتها ، مَن يخرج يقال عنه بأنه راشد ، فهل من راشد في إيران ؟.
#ثائر_الناشف (هاشتاغ)
Thaer_Alsalmou_Alnashef#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟