أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد المهدي السقال - فتوى الشيخ عمر علوي ناسنا في نازلة سجين الرأي المغربي محمد الراجي














المزيد.....

فتوى الشيخ عمر علوي ناسنا في نازلة سجين الرأي المغربي محمد الراجي


محمد المهدي السقال

الحوار المتمدن-العدد: 2402 - 2008 / 9 / 12 - 09:57
المحور: كتابات ساخرة
    


من يتتبع تعليقات صاحب خبز الله، الأديب الصوفي وفلتة الإبداع بخالف تعرف، الشيخ عمر علوي ناسنا، حول نازلة سجين الرأي المغربي محمد الراجي ،فإنه قد لا يفاجأ بصوته النشاز خارج السرب كعادته، لأن الأمر هذه المرة يتعلق بواقعة تحقق الإجماع بشأنها، باعتبارها قضية رأي عام بامتياز، لا يمثل فيها محمد الراجي إلا نموذجا لما يطال الوعي المغربي المعاصر من تجاوز، في ظل شعارات يغازل البعض مضامينها بعناوين الديموقراطية والحداثة، بينما يغزل البعض الآخر ألوان خيوطها على وقع حوافر الحصان الذي تجره العربة، كما يحلو لشيخنا أن يشبه نفسه.

لكن المفاجأة تبقى واردة رغم سرعة الأخذ في التلاشي، مع ظهور مقولات شيخنا المفتي في النازلة، و قد اتضحت ملامح تفكيره وتوضحت أسباب موقفه ، ضمن أقل ما يمكن أن توصف به، وهو أنها تبحث عن بقعة ضوء بمعاكسة التيار، فقط من أجل لفت الانتباه لوجود الشيخ المتهاوي، إلى سديم يحفر فيه بالكلمات الجوفاء، مسار نبع لسراب ضوء كاذب بوهم أو توهم الحلول.
كل الناس بلا استثناء ضد حبس الرجل على ذمة مقالة صدح فيها برأي ،
وكل الناس على بينة مما يمكن أن يكون مع الرجل من اختلاف حول تفاصيل المحتوى أو شكل البناء، إلا شيخنا الوقور سابحا على ظهر موجة آيلة إلى السقوط، فوحده رأى غير ما رآه الناس في موضوع إدانة محمد الراجي بعد نشر المقال،
والسؤال المطروح هو: هل يعبر الشيخ عمر علوي ناسنا عن رؤية موضوعية ينسجم فيها مع تفكيره الموسوم بالارتدادية عن المبادئ العامة في القيم والأخلاق هذه الأيام؟
وفي هذه الحالة، فإن الحرج مرفوع عنه للعلل التي يضعها الفقهاء،إما لمرض لا تقبل معه شهادة ، وإما للوثة مس تسقط عنه القول.
أم أنه يعبر بموقفه الغريب والباهت، عن رؤية ذاتية يصدر فيها عن حاجة في نفس يعقوب، قد تكون من قبيل التماهي مع نزعة الميل إلى حسن الختام، ليس من أجل المصالحة مع الذات اقتناعا، ولكن من أجل المسالحة مع النظام نفاقا بالبهتان.
ومرجع السؤالين تحديدا، ذلك المنطق الذي حاول به الشيخ المداراة على فتواه ردا على تعقيب يستغرب منه ذاك الموقف المخجل، من حبس المدون المغربي محمد الراجي ، حين قال:
" قرأت المقال وإذا أردت رأيي لم يكن مقنعا ."
دون أن يحدد للقارئ مجال الإقناع والنسبة فيه ، متخذا من رأيه بالنفي المطلق ما يمكن وصفه بفتاوى البلاطات حين تكون بصدد تبرير ردة الفعل من الفكر المضاد ، كأنه أراد بلوغ المقالة مستوى الإقناع الذي يوصل إلى الإعدام بدل السجن لسنتين.
أما حين يحس شيخنا بأنه في فتواه معزول بالقوة عن السياق ، وأن صوته المملوح برائحة الصوفية المتهالكة قد صار ممجوجا في خطاب الدراوييش الذين يتزعمهم بالوهم والإيهام ، فإنه لا يتورع عن الهروب مرة أخرى إلى الأمام ( يمكن كسر الهمزة لبيان الاتجاه الذي يدافع عنه بلغة سيميائيي هذا الزمان ) حين يقول:"إنني أطالب بأن يتمتع بكافة حقوقه كمتهم وأن يجد حقه في الدفاع ،ولكن مقاله سطحي ومبني على مغالطات كثيرة"
فمحمد الراجي عند الشيخ عمر علوي ناسنا متهم ، ومقاله سطحي ومبني على مغالطات، وهكذا يلبس المفتي قميص القاضي والجلاد حتى قبل صدور الحكم بالحجة والبرهان.
آه يا زمن، صار فيه أشباه المثقفين ممثلين للنيابة العامة، وحتى من غير توكيل، صار الفقيه منهم يقدم فتواه بالحكم المسبق، بدعوى السطحية والمغالطة، أتساءل عما تركت لهم يا شيخنا الوقور من أسانيد نسيها من أوكلت نفسك للدفاع باسمهم عن الحقيقة التي تقول عنها بأنها لا تقبل التحايل.
كان بإمكاني السكوت عما يأتيه شيخنا وهو على حافة الافتقار لما تبقى لديه من ذرة عقل،
لكنني وجدت في تنبيهه على ما يسير فيه من اتجاه،أمرا بالمعروف في حقه على نفسه، حتى لا يجرف التاريخ آخر ما تبقى له من الممكن في كرامة التدارك، عساه يتسمع للنصح بالانسجام مع أبسط قواعد التفكير عند من يوصف بالإنسان، بدل التمادي في الغي مغالطا وعيه أو متغالطا فيه، كي لا يشار إليه بالأصابع بدل الإشارة كما يتوهم بالبنان .
وليت شيخنا سكت كما سكتت شهرزاد عن الكلام المباح، فقد كان يحتفظ لنفسه بما تبقى من ماء الوجه، فيما يتحفنا به من عجائب الأنوار التي أصبح بها آخر صوفية هذا الزمان، وقد نزع عنه رداء الخوض في الواقع بجد، ليلبس مسوح الرهبان، من يدري ؟ ربما بحثا عن جوقة تسير خلفه من حاشية السلطان، بعدما فقد الأمل في أن تسير خلفه الركبان.



#محمد_المهدي_السقال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصاصو الدماء
- المؤذن و تبكير صلاة العصر
- ثلاثية الانعكاس
- جنازة رجل كان ملكا
- تجريب
- أنا لا أفكر إذن أنا موجود
- ورقة في الحب
- شقوق حزيران الأطلسي
- النزيل
- خلف الصمت
- اعترافات عاشق من زمن الرصاص
- المحاكمة
- المسألة الأمازيغة /من الأصل إلى القضية
- العراف
- ملحق حول :ممارسة النقابات للإضراب تعبر عن دكتاتورية عدوانية ...
- - أفول الليل -يوميات من سنوات الرصاص
- حكاية وزير مرتعب
- لعنة - بن لادن
- العرافة
- فراغ من زجاج


المزيد.....




- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد المهدي السقال - فتوى الشيخ عمر علوي ناسنا في نازلة سجين الرأي المغربي محمد الراجي