أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبتهال بليبل - (أبو حقي ) يمس كرامتنا ويسقط الزمن منا














المزيد.....

(أبو حقي ) يمس كرامتنا ويسقط الزمن منا


إبتهال بليبل

الحوار المتمدن-العدد: 2402 - 2008 / 9 / 12 - 01:35
المحور: الادب والفن
    


يقال إن ( الغابة لا تبكي قتلاها الذين سقطوا في الشتاء وإنما تنصرف إلى تعويضهم في الربيع ) ، أنني اطمح حقاً أن يكون وطني أقل سخرية يوم أنتقل إلى العالم الثاني مما كان عليه يوم وَلدتُ فيه ، صحيح أنني أعي حقيقتي كقشة صغيرة بائسة في كومة هائلة من القش ، وربما أنا كالطير الهارب لا أعرف هويتي ، إلا إني كقشة صغيرة أصر على أن أهبط على الأرض التي اختارها ، وبالاتجاه الذي أومن بأنه الأفضل من أجل وطني ، وخلال هذا الشهر الكريم ، تعرض قناة الشرقية ( ذات الجذور العراقية ) مسلسل ( أبو حقي ) الذي صيغ بطريقة سخرية ساذجة بأحدث ما ابتكرته الدراما العراقية في فن الكوميديا ، الحقّ أنّ متابعة هذا المسلسل لا يضحكُنا فقط بل ويبكينا من الضحك ، أنه ضالة حجم الإنسان العراقي بالقياس إلى العالم ليس سببا للهروب فقط ، من البؤس ، وإنما هو سبب آخر للعبث والسخرية بواقع مرير هزلي لا بل سخفا بوجع ..
وضمن هذا المجرى أتمنى أن تتدفق عباراتي ، وأن تساهم في كشف التفاهة وغسل البشاعة في سرد دراما تنهش من عراقنا الجريح بطريقة ، تجعل مآسينا محط سخرية للآخرين ،لا يبدو على هذا المسلسل أيّ فن تمثيلي ، بل هو مجرد محاولات في استعراض أمور كان وجب علينا كأبناء هذه الأرض أن كانت موجودة ، حقيقة ، البكاء والحداد وليس الضحك والسخرية ..
هذا هو على ، الأرجح ، التفسير المنطقي والصحيح ، لكن الأمر لم يحدث على هذا النحو ، أو بشكل واعي على الأقل ، وبعبارة أخرى ، أيها الفنان مادامت مهمتك هي المساهمة في تغيير العالم ، فأن وجودك بهذا الشكل ماهي الآ ادعاءات فارغة اقل صدقا ، وأكثر تمزيقاً لوجع كل أم فقدت وليدها وكل زوجة تحتضر من تداعيات الأمور وكل طفل يتم ، ربما كلماتي هي إيقاع عتيق لا يرغب الكثيرين سماعها ، إن ارتباط الفنان الحقيقي بالجوهر يجعلهُ بمأمن من السقوط إلى الهاوية ، الفكرة الأساسية التي تستوطن علينا هو كوننا مواطنين ، ولنا الحق في التصدي لهذا الدور الإرهابي الذي تفعله السخرية في حياتنا ..
ارجوا أعادة النظر في هذا الركام الهائل من مفاهيمكم الكوميدية وغربلتها ونبذ ما يمس كرامتنا ويسقط الزمن منا ، ومحاولة التمسك بما يمكن أن يكون أنساني في جوهره في الثقافة والوعي وإسقاط كل ما يخدر عقولنا ويهدرها نحو التخلف ..
الشاشة الصغيرة تستعبد المواطن وتحرمهُ من أي حرية ذاتية ، كما وهي أيضا تحرره من العذاب اليومي ، لكنها في نفس الوقت تمزجهُ بالعذاب الجماعي ، وتنقله إلى مكان النزف وصورة النزف ليكون هو والنزف واحد ..
إن الفنان ينتهي حين يفقد صفة التواضع أمام الوجع ، وحين تنتهي صرختهُ أمام العطاء الواعي الذي يحفظ كرامة أهله وأرضه ...
كثيرة هي القوى التي صارت مكرسة لجعلنا محط سخرية الآخرين ، من تلك القيم الجميلة السامية التي يحاول زمن الانكسارات قطع جذورها وآبادة بذورها ..
وبعبارة أصح هذا النوع من المسلسلات ماهو إلا عقاقير محملة بجراثيم الداء ، الذي تحاول أن نداويه ..
قبل أن يكون هناك وضوح في أسلوب الدراما لهذا المسلسل ( أبو حقي ) وهدف بناء من طرحها ، لن يكون هناك طرح وسيظل كل ما يبثهُ ، مجرد ثرثرة تقليدية ساخرة ومن ذلك النوع من النكات التي تطلقها تفا هات الحديث ، ولكي لا نتابع حلقة جديدة من ثرثرتنا المؤلمة ، أتمنى طرحاً جاداً محدد المعالم لهذه القضايا ، إذا كان الغرض من طرحها جاداً ، ولا تظنون إن مثل هذه المسلسلات تبعث التسلية فينا ، إنما هي تزرع الوجع لأننا نصبح محط لسخرية الجميع ..



#إبتهال_بليبل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ( 2) ثقافة العنف وجذوره / الدين لا يشجع على العنف وسفك الدما ...
- الحب وسيلة البقاء والخلود
- ثقافة العنف وجذوره ( الجزء الأول )
- شبكة الإنفاق تهدد المسجد الأقصى
- حجاب الطفلة جريمة وعدواناً على طفولتها
- إلى الرجال عذراُ هذه معاناتي كأنثى
- أيها الكُتاب كفاكم عبثاً بأحلامنا
- مأساة الوطن والذات
- شيزوفرانيا
- محراب جنونكَ ..
- أحاول الآن ، أن أترك لكم الاختيار ؟؟؟
- وزيرة المرأة الدكتورة نوال السامرائي ترفض التطرف المقيت لمفه ...
- أسطورة وثنية لرجل قديس ..
- برلمانية تهدي للعراقية..اكاليل من الأمل ينسكب بمنحنى الودق و ...
- رسامو الجدران .... فنانون أم مخربون ...
- من أنا؟! ماذا أريد أن أكون؟! وكيف؟!
- هموم أمراة ( الليلة الثانية )
- العدالة المطلقة
- أرهاب سحري ...
- من المسؤول .....عن جرائم القتل والخطف


المزيد.....




- صور| بيت المدى ومعهد غوتا يقيمان جلسة فن المصغرات للفنان طلا ...
- -القلم أقوى من المدافع-.. رسالة ناشرين لبنانيين من معرض كتاب ...
- ما الذي كشف عنه التشريح الأولي لجثة ليام باين؟
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...
- روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال ...
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- -الأخ-.. يدخل الممثل المغربي يونس بواب عالم الإخراج السينمائ ...
- عودة كاميرون دياز إلى السينما بعد 11 عاما من الاعتزال -لاستع ...


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبتهال بليبل - (أبو حقي ) يمس كرامتنا ويسقط الزمن منا