أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - فلاح علي - 11/سبتمبر 2001 وما بعده















المزيد.....


11/سبتمبر 2001 وما بعده


فلاح علي

الحوار المتمدن-العدد: 2399 - 2008 / 9 / 9 - 02:23
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


أن أحداث 11/ سبتمبر 2001 لا يمكن النظر لها كحدث أو مغامره عابره وقعت في ذلك اليوم وراح ضحيتها قرابة 4000 إنسان .إنها تحمل دروس هامه للبشرية جمعاءالضرورة تقتضي إستخلاص نتائجها لتجنب أضرارها المستقبلية على صعيد الشعوب والدول ومن أجل أن يتمكن المجتمع الدولي بوسائل إقتصادية وإجتماعية وسياسية وثقافية وعلمية إضافة للأمنية من معالجة أسبابها . إنها حدث غير عابرويشكل بداية لمرحلة عاصفه في العلاقات سواء كانت بين المجموعات أو الدول وتعميم إستخدام العنف والأرهاب في الحياة السياسية بوسائل غيرسليمة ومدانه دولياً . وقد عمم الأرهابيون هذا الحدث للعديد من دول العالم وبوسائل متنوعه والذي نتج الخراب والتدمير و الموت الجماعي للناس الأبرياء في هذه الدولة أو تلك . كما أن 11/ سبتمبر يعد إنعطافه في توتير الوضع الدولي وعدم إستقراره وإستخدام القوة في العلاقات السياسية والدبلوماسية وترسيخها .
أن المجموعات المتطرفه التي نظمتهم ودربتهم وسلحتهم CIAالوقدمت لهم المساعدات اللوجستيه والدعم المالي وبدعم من بعض الأنظمة العربية . لغرض محاربة التدخل السوفياتي في إفغانستان وإسقاط نظامها بالقوة العسكرية وسمتهم مجاهدون زيفاً وبهتاناً. هم نفسهم الذين قاموا بهذا العمل البشع الذي لايغتفر والمدان عالمياً وإطلق عليهم تسمية إرهابيون ( تنظيم القاعدة) إنهم بحق إرهابيون في الفكر والسلوك والممارسه منذ إنبثاق تنظيمهم إلى اليوم. وإرتباطاً بحدث 11/ سبتمبر حيث في صباح ذلك اليوم قد إختطفوا طائرات مدنية وحولوها لأسلحة فتاكة في قلب نيويورك وواشنطن مستهدفه مركزي التجاره العالمي والبنتاكَون وأنزلوا الرعب بالأرض الأمريكية , وإستفزوا الدولة الأمريكية . وأرغموا دولة الرأسمالية على إتخاذ إحتياطات وأحدثوا هزه في البلد وكان المؤشر هو الفوضى والهلع الذي أعقب الحدث إضافة لدمار المركزين قتل آلاف الناس الأبرياء . إن العمل الأرهابي في 11/ سبتمبر هو يعد إنتهاك لسيادة الدولة الأمريكية . ولم يعد من السهل التسامح مع الأرهاب أو التغاضي عنه من قبل المجتمع الدولي أوحكومات العالم .

القاعدة والمتطرفون من كل الأديان منذ 11/ سبتمبر إلى الآن قدموا خدمات كبيره لليمين المتطرف في الأدارة الأميركية لتنفيذ إستراتيجيته على الصعيد الدولي :
أن أحداث 11/ سبتمبرأعطت مبرراً لأدارة بوش ليس فقط للرد السريع وبعد أسابيع قليله من وقوع الحدث من خلال الماكنة العسكرية والتكنولوجيا المتطورة الذي إبتدأ هجومها بالقصف الجوي لأفغانستان بطائرات بي- 52 وأف-14 في صباح 8-10-2001 وأسقط نظام طالبان وخضعت إفغانستان للأحتلال من منطلق الدفاع عن النفس حسب القانون الدولي . وإنما أن أحداث 11/ أيلول ساعدت الأدارة الأميركية على التفرد في قيادة العالم ومكنت أمريكا من زيادة إنفاقها العسكري بزيادات كبيرة لميزانياتها العسكرية منذ 2002 إلى الآن والزيادة في تصاعد وطورت قوتها وتكنولوجيتها العسكرية حيث أصبحت هي الأقوى في العالم والقادرة على إدارة حربين في آن واحد .وهيأت أحداث 11/ أيلول الأرضية المناسبة للتوسع الأميركي والأطلسي شرقاً وقادة حملة عالمية ( لمحاربة الأرهاب ) . فوصلت إلى حدود إيران وإلى بحر قزوين وإلى منطقة الشرق الأوسط وقادة حملة عسكرية لمحاربة ما يسمى (بدول الشر ) وإحتلت العراق وخضعت منطقة الشرق الأوسط بالكامل لهيمنتها وبسط نفوذها . وخلقت توتراً في الوضع الدولي وأدخلت دبلوماسية القوة في العلاقات الدولية وعززت الأحادية القطبية لتؤكد مقولتها أن القرن الحادي والعشرين أصبح قرناً أميركياً وقامت بأجراءات إحادية فاجئت العالم بها .حيث إتخذت في أوائل كانون أول/ 2001 قرار بالأنسحاب من معاهدة الأنظمة الدفاعية المضادة للصواريخ البالستية وإختبرت أنظمة جديدة للصواريخ النووية الأستراتيجية للحصول على دفاعات صاروخية قوية وشكلت محاكم عسكرية تنعقد سراً لمحاربة إرهابيين مشتبه بهم وأهملت السلام في الشرق الأوسط وحل الصراع بين الفلسطينين والأسرائلين ..... إلخ .وفي ظل غياب تعريف دولي للأرهاب فأن إرهابيو القاعدة والمتطرفون من كل الألوان قد صادروا حق الشعوب في النضال من أجل نيل الحقوق في السيادة والأستقلال حسب الميثاق الدولي للأمم المتحدة وعقدوا النضال الوطني الداخلي لبناء الدول الوطنية الديمقراطية.وهم يساهموا في إطالة أمد الأحتلال وإضعاف المقاومة السلمية له وتجربة العراق هي تعطي الدليل القاطع لكل شعوب المنطقة والعالم على صحة ذلك الأستنتاج حيث لجأ إرهابيو القاعدة والمتطرفون الأرهابيون على إبتكار وسائل جماعية لقتل الناس وإستخدموا السيارات المفخخه والأحزمة الناسفة وتفجيرها وسط التجمعات السكانية وذبح المختطفون هل هذه هي مقاومة وطنية إنها في الأدب السياسي يحق لي أن أطلق عليها ليس فقط وصف أصحاب المشروع العدمي الظلامي وإنما إنها بحق (فاشية القرن الحادي والعشرين) . إنهم ليس فقط لا يريدون إستتباب الأمن والأستقرار وتطبيق سلطة القانون بل وإفشال العملية السياسية والأتيان ببديلهم الذي يرفضه الشعب . وإنهم رصيد وإحتياطي قوي لليمين الأميركي المتطرف لمساعدته لفرض إستراتيجيته الجديده على العالم وبسط النفوذ والهيمنة والتوسع والسيطرة على منابع النفط . ماذا يفسر إغتيال المثقفين الوطنيين مثل الشهيد كامل شياع وإغتيال الكفاءات العلمية والشخصيات السياسية ويسعون بالقوة للسيطرة على الشارع وأسر الجماهير وعرقلة نمو البديل الديمقراطي المؤهل لأنقاذ البلد من أزماتها وبناء الدولة المدنية الديمقراطية . إن هؤلاء جميعاً يعطون مبرراً قوياً لبقاء قوات الأحتلال ويشكلون عاملاً مساعداً لدفع الدول الضعيفه لطلب مساعدات أميركية بما فيها أمنيه وعسكرية . والمثال الآخر هو متطرفي حماس حيث شوهوا النضال الوطني الفلسطيني الذي إبتدأ منذ الثلاثينات قبل ظهور فكرهم المتطرف وقدم الشعب الفلسطيني البطل آلاف الشهداء من أجل الخلاص من الأحتلال الأسرائيلي وإقامة الدولة الوطنية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف ففي الوقت الذي بدأ الشعب الفلسطيني إنتفاضته الثانية السلمية وكسبت أوساط واسعه من الشعب الأسرائيلي للتضامن معها كما كسبت في الوقت نفسه الرأي العام العالمي كشعوب وإعلام ومؤسسات دولية ومنظمات إنسانية . قام متطرفوا حماس بأعمال إرهابيه بعيده عن النضال الجماهيري ومدانه محلياً ودولياً بأستخدام الأحزمه الناسفه للتفجيرات العدمية الأنتحارية في المدن الأسرائيلية . مما أدى إلى رد فعل قوي من قبل الرأي العام الأسرائيلي بدلاً من كسبه لخلق موجه من التعاطف لأيقاف بناء المستعمرات والضغط من أجل سحب القوات من المناطق الفلسطينيه كما خسرت الأنتفاضه تعاطف الرأي العام الدولي معها وتراجعت الأنتفاضه وتحاصرت وأعطى متطرفوا حماس المبرر للولايات المتحدة الأميركية من أجل إعطاء الضوء الأخضر لأسرائيل لقمع الأنتفاضه وبناء الجدار العازل . أن المتطرفون من كل الأديان والألوان هم متحجرون منغلقون ثقافياً متخلفون لا يقرأون واقع بلدانهم بشكل صحيح وهم يكرسون تغييب الوعي الجماهيري وهم من أشد معرقلي النضال الوطني للشعوب وبناء الأوطان وأضعاف الوحدة الوطنية .

ظروف نشأة القاعدة مشابهه لظروف نشأة الفاشية في أوربا في أوائل القرن العشرين :
إن الأزمة الأقتصادية للرأسمالية في عام 1939 والركود الأقتصادي وغياب التنمية وتنامي الفقر والبطالة والجوع شكلت هذه الظواهر وغيرها أسباب إقتصادية وإجتماعية لتنامي التطرف القومي والفكر الفاشي في أوربا إضافة لعوامل سياسية وثقافية منها كبت الحريات ... إلخ . أما في الشرق الأوسط فأن أواخر السبعينات من القرن الماضي شهدت ركود إقتصادي وتنامي البطالة والفقر والجوع وإهمال لقطاع التعليم وإنتشار الأمية إضافة لحكم بلدان المنطقة من قبل أنظمة عسكرية دكتاتورية إستبدادية وممارسة البطش والملاحقات وكبت الحريات وغياب الديمقراطية إن هذه تشكل بيئة لنمو التطرف إضافة إلى عوامل إقليمية ودولية منها سياسة الولايات المتحدة الأمريكية في تلك الفترة ساعدت على ظهور التطرف .
إن تنظيم القاعدة وكل المتطرفون هم ظلاميون إنهم يدعون محاربة السياسات الغربية ولكنهم في الواقع هم يحاربون الحداثة وأهم مبادئهاهو التنوير و التسامح الديني والفكري والتعددية الثقافية و الفكرية والديمقراطية ويكرهون الواقعية والأعتدال والعلمية ويسعون لشرعنة الأرهاب الداخلي والدولي أن تنظيم القاعدة وكل المتطرفون هم ( الفاشيون الجدد في القرن الحادي والعشرين) أن آيدلوجيتهم جميعاً منبعها واحد هو الأنغلاق والتطرف و العنف فهي في تناقض أخلاقي دائم . لهذا فأن آيدلوجيتهم لاتنطبق عليها مقولة أن الأفكار لاتموت . لأنها لم تعد فكراً حياً يرتكز إلى العلم والحداثه والثقافة والواقعيه فهي لم تكن فكراً جذاباً نيراً إنها تشرع الفوضى والأرهاب والتكفير فهي ضد القانون والسلم الأهلي وضد مصالح البشر و تدعوا إلى العنف لقتل الأنسان الذي كرمه الخالق . لهذا فأن فكرها سرعان ما يموت ليس فقط بالضربات العسكرية وإنما بعمليات التنمية والأعمار والقضاء على البطالة والأمية ونشر العلم والمعرفة والثقافة وترسيخ الديمقراطية في المجتمع . إن فكرهم يسهل إجتثاثه من الجذور في كل المجتمعات بما فيها الأسلامية الذي نشأ فيها لعوامل عديدة إنهم منعزلون ومنهزمون محلياً وعالمياً .

المتطرفون يخشون الديمقراطية ودولة القانون :
إنهم يسبحون في مياه راكده آسنه ويسعون لأشاعة الرعب والأنتقام والقتل و يمارسون الأرهاب بأنواعه لأنه سلاح الضعفاء . لذا فهم يخشون الديمقراطية والعلمانيه . لأنها الفكر والممارسه و الأدات والنظام التي تتجنب من خلالها المجتمعات الأستبداد والتطرف والأحادية الثقافية . الديمقراطية هي الضمانه للتنوع الثقافي والفكري والديني وإحترام الأديان وضمان قيمها الجوهرية الروحيه السماوية . وفي نظام الحكم العلماني الديمقراطي تسن قوانين لضمان الحريات وهذه القوانين تنقي الدين من تجار السياسة ذوي المصالح الخاصه والمشاريع السوداء والذين يمارسون كل المحرمات التي حرمها الخالق ( سبحانه وتعالى) من أجل الهيمنه على السلطة وبسط النفوذ وتنفيذ مشروعهم الظلامي العابر للحدود والقارات والمسيئ للدين الأسلامي وكل الأديان السماوية. فالديمقراطية تخلص الدين من هؤلاء الأدعياء الظلاميون الجهله وإن النظام الديمقراطي يقرر أن السلطة للشعب وهو صاحب الحق فيها وليس السلطة بيد حفنه أو نخبه ضئيله أوأفراد يعملون لمصالحهم ويشهرون سلاحهم بوجه الثقافة والعلم ويحكمون بروحية العصور الوسطى المظلمة . لهذا فأنهم يخشون الديمقراطية ويحاربونها في الفكروالسلوك والممارسه .
وأن خلاص الدين من هؤلاء المتطرفون هو ضمانه لحرية الأديان والمعتقدات وحرية العبادة وإعلاء للقيم الدينية ودوام السلم الأهلي في المجتمعات وتحرر الشعوب وتقدم الأوطان. وهذا ما أكدته التجربه الأوربيه التي تعد رصيداً ومناراً للبشريه جمعاء ما خرجت به من تجربه ناجحه . هو فصل الدين عن الكنيسه التي كانت هي الحاكم والتي تدعي حكم الله في الأرض زوراً وبهتاناً . حيث كان رجال الكنيسه يحكمون من أجل ضمان مصالحهم الخاصه ودوام سلطتهم . و كانت الطوائف المسيحية يذبح بعضها بعضاً دون رحمه ( مثال حرب الثلاثون عام في 1640 ) . وأصبح فصل الدين عن الدولة ضرورة لأقامة المجتمع المدني ودوام السلم الأهلي وإقامة سلطة القانون وضمان حقوق الأنسان وتطورالمجتمع وتقدمه . لهذا أقامت أوربا وكل شعوب العالم المتحضر دولها الديمقراطية العلمانية . نتيجة تجاربها الداميه ونزاعاتها الدينية . وأكدت التجارب المريره للشعوب أن السياسة إذا إرتكزت إلى الدين سوف لن يكون هناك سلام وإستقرار في المجتمع .
أن تجارب شعبنا المؤلمه إسوتاً بتجارب شعوب العالم المريره ويضاف لهافشل أنظمة الحكم الأسلامية في تحقيق العداله والمساواة وبناء دولة القانون وضمان حقوق الأنسان . يتطلب منا اليوم أن نقف نفس الوقفه التي وقفتها الشعوب الأوربية خلال حرب الثلاثين عام وخلصت شعوبها من صراعات دينية لا نهاية لها . هو أن يلتقي كل المؤمنون بالديمقراطية ويوحدون قواهم لبناء الدولة المدنية الديمقراطية . التي تحترم وتضمن حرية الأديان والمعتقدات الدينية وتشيع التسامح الديني وتحكم من خلال القانون المستمد من دستور ديمقراطي للبلد. وتقيم المؤسسات الديمقراطية والفصل بين السلطات وتضمن الحريات العامه والشخصيه وتحقق الضمان والعدالة الأجتماعية . الدولة الديمقراطية هي الضمانه للسلم الأهلي ولا مجال فيها للأرهاب والأرهابيين ولا للأحتلال والتدخل الخارجي وهي التي تضمن الوحدة الوطنية والسيادة التامة وإستقرار البلد وتقدمه وإزدهاره .
وما يبعث في الأمل هو ظهورحركات إسلامية معتدله ليبرالية في عدد من البلدان الأسلامية تؤمن بالديمقراطية وإن كانت في دور التأسيس لكنها البداية الصحيحة . وهذا بفضل الديمقراطية والتقدم الذي حققته الدول الديمقراطية العلمانية والمثال تركيا دولة إسلامية أقامت دولتها العلمانية . لأن الحكم الأسلامي لا يستهوي الشعوب وقد فشل وما هو قائم الآن كأيران والسعودية والسودان إلى حد ما فأن هذه الشعوب تعيش تحت ظل دكتاتورية خانقه وتعاني من مشكلات الفقر والركود الأقتصادي وغياب الضمان الصحي والأجتماعي...إلخ . أن البديل الأصلح للشعوب هو بناء الدولة الديمقراطية التي تضمن الأمن والأستقرار والسلم الأهلي والتنوع الديني والثقافي وضمان حقوق القوميات وتطبيق حكم القانون .

الدروس المستخلصة من أحداث11/أيلول :
أدعوا كل الكتاب ودعاة الحرية والتعددية الفكرية والثقافية والمناضلين من أجل الديمقراطية وكل من يريد الخير لوطنه أن يوثقوا آرائهم في هذا الموضوع الهام ( الدروس المستخلصه من أحداث 11/أيلول) لأن كل الشعوب تعاني من الأرهاب وتداعياته الذي ليس له حدود وقد تكون له نتائج وخيمة في المستقبل . صحيح هناك كتاب لامعون كتبوا عن الحدث في حينه ولكن تنامي الأرهاب وإتساعه وتنوعه وأصبح خطر يواجه الشعوب والأوطان فهو بحاجه لأعادة قراءه وتقييم جديدتين إرتباطاً بتطوراته وتداعياته التي تعاني منه شعوب المعموره وبالذات في منطقة الشرق الأوسط :
من وجهة نظري المتواضعه :
- أن الولايات المتحدة الأميركية رغم حملتها العالمية على الأرهاب وردها الماحق السريع في إفغانستان فأنها صحيح قد أسقطت نظام طالبان ووجهت ضربات قوية لتنظيم القاعدة التي كانت له قواعد في إفغانستان فأنها لن تتمكن من القضاء على حركة طالبان وتنظيم القاعده حيث لا يزال الملا عمر حي وكذااسامه إبن لادن وقد إنسحب ما تبقى من مقاتلي الحركتين إلى الحدود الباكستانية الأفغانية حيث هناك مياههم الراكده الآسنه وبيئتهم التي يتحركون من خلالها .
- أن الولايات المتحدة قد همشت المجتمع الدولي والأمم المتحده في قضية محاربة الأرهاب وإنفردت لوحدها وبتحالف نفعي محدود من بعض الدول ومن خلال إجراءات عسكرية وإستخباراتيه فقط بعضها محلية. وهذه الأجراءات لا تجفف منابع الأرهاب في شمال أفريقيا وغربها وجنوبهاالفقيروفي آسيا ومناطق أخرى من العالم . حيث لا تزال هذه المناطق غارقه في المنازعات والحروب الداخلية والأثنيه والدينية والطائفيه مع تنامي تجار الحروب وتجارة المخدرات ودورالشركات الأمنيه الدولية التي تسلح وتدرب الجماعات من خلال أموال وإنعدام التنمية في هذه البلدان وإنتشار الجهل والأميه والتهميش الأجتماعي ..... إلخ . فأن هذه بمجموعها تشكل بيئه لنمو الأرهاب وأن الأجراءات التي تقوم بها الولايات المتحدة الأميركية لا تجفف منابع الأرهاب وأن هي قصة بعض السيقان والأغصان والفروع في هذا البلد أو ذاك فأنها لم تتمكن من قلع الجذور الحقيقية للأرهاب .
- الحاجه لأصلاح نظام الأمم المتحدة وتطبيق الميثاق الدولي وزيادة عدد أعضاء مجلس الأمن وتعزيز دور المنظمة الدولية والجمعية العامة للأمم المتحدة وإعطاء دورللدول الأعضاء غالبيتهم من البلدان النامية في المساهمة في الشأن الدولي والسياسة الدولية .
- أكدت تجارب الشعوب أن العالم بحاجة لتعدد الأقطاب حيث يعيد التوازن في الوضع الدولي ويبعد العالم عن هيمنة القطب الواحد وسياسته القائمة على الأبتزاز والتهديد بأستخدام القوة ودبلوماسيته القائمة على القصف الجوي . أن التعددية القطبية هي القادره على تخليص العالم من خطر الأرهاب الدولي والمحلي وهي القادره على حفظ السلم والأمن الدوليين .

أما على الصعيد المحلي :
أنطلق من العراق كنموذج تعرض شعبه لأرهاب الدكتاتورية وحكمها المقيت ولأرهاب القاعده وميليشيات الجماعات المتطرفه الطائفيه من كل شكل ولون وقدم التضحيات الجسام .سأتناول العوامل المشجعه لنمو الأرهاب بأختصار شديد :
- المحاصصه الطائفيه والقومية المقيته هي تشكل بيئه خصبه لعرقلة إقامة دولة القانون الحاجة إلى نضال جماهيري ضاغط على القوى المهيمنه في العملية السياسية للتخلي عن هذه السياسة التي هي تلبي مصالحهم الفئوية الضيقه وتقف بالضد من طموحات الشعب وبناء الوطن على أسس سليمة كما أن نهج المحاصصه هو معادي للديمقراطية ويشكل أرضيه للنفعيه والأحتراب وتنامي العنف .
- إني أخجل عندما أذكر ( ضرورة إنجاز مشروع المصالحة الوطنية) . لأن الكتل المهيمنه أسهمت مع القوى المعادية للعملية السياسية في إضعاف إنجاز هذا (المشروع الوطني) بدوافع مختلفه منها الهيمنه على السلطة وهذا قصر نظر مدان . إن المصالحه بحاجه لوقفه وطنيه مسؤوله من أجل إنجازها بروح الحرص الوطني وإنها مهمه لا تقبل التأجيل .
- الضغط على الحكومة لتنفيذ برنامجها في فرض سلطة القانون والقضاء الكامل على كافة الميليشيات . صحيح أن الدولة قد نجحت في بسط الأمن والأستقرار ولكن لن تتمكن من القضاء بالكامل على الميليشيات التي لا تزال تنشط تحت هذه الواجهه أو تلك وتعمل في الظلام وتمارس الأغتيالات والتهديد إذاًطالما أن هذه المجاميع المسلحة لا تنالها سلطة القانون فأن الوضع الأمني سيبقى غير مستقر واقف على رمال متحركة وهذه هي تساعد على بقاء الأرهاب لأن الميليشيات المسلحة هي أحد المصادر الأساسية للأرهاب وإنها خارجه عن سلطة القانون .
- رغم النجاح الكبير الذي حققته الحكومه الحالية .إلا إنها أخفقت في إيقاف التدخلات الخارجية وبالذات التدخلات الأيرانية والسعودية وتركيا وغيرهما حيث تتداخل أجندة ومصالح هذه الدول المتغطرسه والمعتديه على أمن العراق مع مصالح بعض قيادات المجموعات المهيمنه على الدولة . وأن التدخلات الخارجية تساهم بعدم إستتباب الأمن والأستقرار للعراق وتعيق بناء نظامه الديمقراطي . وأن وقف التدخل الخارجي هي من مهام الحكومة وئيس الوزراء ومجلس الرئاسة والبرلمان .
- أن ترعى الحكومة الثقافة والمثقفون وتقدم كل أشكال الدعم لبناء المسارح ودور السينما والبيوتات الثقافيه وأن تحمي المثقفين ونشاطاتهم من الأرهاب وأن تسهم في تنمية الثقافة الوطنية الديمقراطية في المجتمع . لأنه لايمكن فصل بناء الدولة الوطنية وإقامة سلطة القانون عن الثقافة و الديمقراطية ودورهما في المجتمع .
- وضع حد لأنعدام الخدمات ومعانات الناس من عدم توفر المياه الصالحة للشرب وإنقطاع التيار الكهربائي سواء كان في فصل الصيف الحار أو باقي الفصول وتوفير الوقود والمواد الغذائية ...... إلخ . والقضاء على البطالة من خلال تنفيذ برنامج الحكومة بأقامة المشاريع في الريف والمدينة وتوفير فرص العمل وسن قوانين تضمن حقوق المرأة ودورها في المجتمع .
- وضع حد لأحزاب الأسلام السياسي التي تعتبر الدولة ومؤسساتها ملك خاص لها وتمارس نفس نهج حزب البعث في التعينات وملئ الشواغر في دوائر الدولة وفي الدورات والدراسات في خارج البلد .... إلخ إن هذه الأحزاب لا تعين الخريجات والخريجين إلا بعد أن يجلبوا ( كتاب تأييد أو تزكية ) من مكاتب هذه الأحزاب . إنها سياسة سيئة تهدف إلى الأسلمة من خلال ضغط الحاجة للتعيين وهم إستورثوها من سياسة التبعيث . مهمة الحكومة وضع حد لهذه الأحزاب في عملها المشين هذا والأسراع بتأسيس مجلس الخدمة ليأخذ على عاتقه هذه المهمه في التعينات حسب الدرجات والكفائه والأختصاصات وحاجة فروع الأقتصاد الوطني ودوائر الدولة للكوادر وذلك للحد من البطالة والتهميش الأجتماعي .
- بالطبع الأحتلال هو أحد أسباب الأرهاب الرئيسية والحديث عنه يطول .ولكن إطلاع الشعب ومجلس النواب على بنود الأتفاقية الأمنية مع الولايات المتحدة الأمريكية لغرض الأطلاع عليها والمصادقة عليها وتكون بنودها بالأتجاه الذي يخدم المصالح الوطنية وتضمن الأستقلال والسيادة الوطنية للبلد على أرضه ومياهه وأجوائه والخروج من الفصل السابع ووضع جدول زمني لأنسحاب القوات المتعددة الجنسية وبهذا تغلق الأبواب أمام الدعاة والمتربصين بالعملية السياسية .
- النقطة الأخيرة من وجهة نظري تتعلق ببقايا حزب البعث التي لها دور سلبي كبير في تنامي الأرهاب والعنف في البلد من خلال تحالفهم مع القاعدة وبعض الميليشيات و المجاميع الأرهابية . إن كانوا وطنيون حقاً عليهم فك إرتباطهم مع القاعدة وهذه المجاميع الأرهابية . وعليهم الأنخراط في العملية السياسية لمصلحة الوطن وضمان إستقراره وتطوره ويأتي في مقدمة ذلك هو بأصدارهم بيان للشعب يخطأوا سياستهم السابقه ويتحملوا مسؤلية كل مالحق بالشعب والوطن وأن يمتازوا بالشجاعه في تحملهم المسؤلية ونقد فترة حكمهم وتخطأة ممارساتهم . ولكن المشكلة التي تواجه بقايا البعث هو إنهم التنظيم الوحيد الخالي من المفكرين والمثقفين لهذا يصعب عليهم ممارسة هذه العملية . وأن صعود الدكتاتور صدام حسين وزمرته لقيادة حزبهم يعود لهذا السبب لقلة المثقفين والمفكرين في هذا الحزب وزيادة أعداد النفعيون والوصوليون كما إنه كان حزباً بوليسياً. وأن الدكتاتور قام بعملية تصفية لما عندهم من أعضاء مثقفون بارزون وهذا مرض عضال إلى الآن يعاني منه بقايا البعث . لذا فهم في تخبط وتشرذم موزعون ما بين المجاميع الأرهابية وهم فاقدي للرؤيه الواقعية السليمه . وعليهم معالجة هذا التخبط من خلال الأستعانه بما تبقى لهم من مثقفين ومفكرين إن كان موجود معهم لكي يرسموا لهم خطاً سياسياً جديداًو يفكوا إرتباطهم بالقاعدة و الأرهابيين ويعودوا للعملية السياسية ويساهموا في بناء الوطن إن كانوا هم وطنيون حقاً.



#فلاح_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النخب المهيمنة ما بين تنافر المواقف وسياسة الحمق
- قوى اليسار والديمقراطية وإنتخابات مجالس المحافظات
- المفاوضات العراقية الأميركية والتوازن المفقود
- رؤية حول ملامح التجديد في اليسار العراقي الحزب الشيوعي نموذج ...
- قوى اليسار والديمقراطية ودورها المرتقب
- يساريون وديمقراطيون بوصلتهم مصالح الشعب والوطن
- هل سيتوقف التدخل الإيراني في الشأن العراقي
- رؤية نقدية حول المادة الثانية في الدستور العراقي (2-2)
- رؤية نقدية للمادة الثانيه في الدستور العراقي (1-2 )
- العلمانية الديمقراطية ومشاريع الأسلام السياسي
- المشروع الوطني الديمقراطي للحزب الشيوعي العراقي هو مشروع واق ...
- القوى اليسارية والديمقراطية العراقية دورها وتأثيرها الجماهير ...
- رسالة للسيد هوشيار زيباري وزير الخارجية المحترم
- الفيدرالية كخيار ديمقراطي لحل القضية القومية في العراق - ماب ...


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - فلاح علي - 11/سبتمبر 2001 وما بعده