أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نضال نعيسة - 11/9 جديدة: اللهم شماتة















المزيد.....

11/9 جديدة: اللهم شماتة


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 2399 - 2008 / 9 / 9 - 07:32
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


مع حلول الذكرى السابعة لغزوتي نيويورك وواشنطون، والعالم أصبح أكثر خطراً ودموية وإرهاباً، ورعباً، وخوفاً بسبب وجود الإدارة الحربية المغامرة لجورج بوش وزمرته اليمينية الشوفينية المحافظة. ففي تلك الأيام المأساوية وقفنا بكل ما نملك من قوة وطاقة وإرادة، ضد هذا العمل الغادر الجبان الذي طال أبرياء، وآمنين، ونساء وأطفال، ولم يسقط فيه ولا رسمي أمريكي، أو جنرال، أو عسكري، أو جندي، أو حتى مخبر صغير من فئة "كاتب تقارير"، ولكن أمريكي.
غير أن إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش تعاملت مع ذاك الحدث بمزيج من الحماقة، والغباء، وعمى البصر والبصيرة. وتصرفت بهذه القضية الكونية كما كان يتصرف بطل الكاوبوي في أفلام الويسترن الكلاسيكية، بأن يسحب مسدسه ويبدأ بإطلاق الرصاص عشوائياً في كل اتجاه، "ويا رب تجي في عينو". وبدل أن تعمل الإدارة الأمريكية على تجفيف منابع الإرهاب مالياً قبل الفكري، ساهمت برفع سعر برميل النفط ليصل إلى مستوى قياسي في التاريخ بلغ المائة وخمسين دولاراً أمريكياً للبرميل الواحد حتى فترة قريبة، وكله من تداعيات الحرب على الإرهاب، (بينما يتراوح سعر البرميل الآن بين الـ 100-110دولارات للبرميل الواحد). وبذلك بات دخل المنظومة البدوية، الداعمة الأولى للإرهاب في العالم وحاضنته الرئيسية، يصل اليوم إلى الـ 1,1 تريليون دولار سنوياً حسب آخر التقارير( السعودية لوحدها 500 بليون دولار)، لن تستثمر طبع في نشر الفكر التنويري والعلماني الليبرالي وإطلاق الحملات الإعلامية والإنسانية ضد الفكر الضال والتكفيري، بل سيستخدم جله في تكريس الجهل، وترويج البدع الإسطورية، والخرافات والأوهام الغيبية، وتفريخ المزيد من القتلة والإرهابيين عبر الضخ والحشو والتحريض الطائفي الذي يأخذ طابع الدعاية الرسمية الموجهة في المنظومة البدوية الإسلامية العربية ودعم شيوخ السلفية عبر جعالات مجزية ( بلغ دخل عمرو خالد لوحده، مثلاً، حوالي مليونين ونصف المليون دولار كعوائد على ترويج الأضاليل الغيبية، وتنمية البذور التكفيرية، وكله حسب مجلة فوربس).
وبدل أن تتجه الدبابات والترسانة العسكرية الأمريكية ( رغم أننا نرفض كل أشكال العمل العسكري وندين الحروب والقتل والدمار ولا ندعو لأي نوع من أعمال القتال، ولكن الكلام من باب تحصيل الحاصل والأمر الواقع)، نحو منابع الإرهاب العالمي في البؤرة البدوية السلفية التي تصدّر القتلة وشيوخ التكفير وقطع الرؤوس وتدعمهم وترعاهم، اتجهت نحو الدولة الجارة العراق لتطلق العفريت السلفي بتنويعاته الشيعية والوهابية من قمقمه، ولتعود بالعراق آلاف السنين إلى الوراء، عبر تمكين ودعم السلفية الشيعية بنسختها الأمريكية الأشد سوءاً وظلامية من السلفية الوهابية التي كان لها الفضل في غزوة أمريكا، ووضعتهما في مواجهة بعضهما البعض.( عجزت السي آي أيه، بكل طنطنتها، عن إثبات أية صلة بين القاعدة والرئيس المعدوم "الشهيد" صدام حسين). وطبعاً نحن لا نروج، هنا، بأي شكل من الأشكال للنظام الفاشي الدموي القومي لصدام حسين بأي حال، ولكن السؤال المشروع هنا، كم يلزم من الوقت ليعود العراق إلى ما كان عليه اجتماعياً، على الأقل، إلى عهد النظام الفاشي. (هل جاء يوم نبكي فيه الفاشية القومية الدموية؟ الجواب طبعاً نعم إذا كان البديل هو السلفية البدوية الهمجية الهوجاء بتنويعاتها الشيعية والوهابية على حد سواء).
ورقص بوش رقصة السيف ورقصة النصر مع رعاة البدونة والتوهيب وعلى أشلاء المليون ونصف المليون بريء عراقي قضوا غدراً وغيلة وظلماً في أتون حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل. فيما لم تستطع الإدارة الأمريكية وفي حربها الفاشلة على الإرهاب النيل من أي من رموز القاعدة الكبار ومشايخهم وقادتهم، وما زال بن لادن، والظواهري، وأمير المؤمنين في إمارة أفغانستان الإسلامية الملا عمر، في عهدة القبائل البشتونية و"أمان الله"، ولم يمسسهما أحد بسوء، وما زالوا يرسلون أشرطتهم الثويرية التكفيرية إلى قناة الجزيرة، يتوعدون الدول، والحكومات والشخصيات والمنظمات بالويل والثبور، وعظائم الأمور، وقاصمة الظهور، ويستمتع بإطلالتهما البهية ضحايا الإرهاب البدوي العربي في عموم العالم العربي والإسلامي، وسط مزيج من مشاعر الدهشة والإعجاب والذهول.

وزادت الولايات المتحدة وإدارتها الرعناء من تعاونها وحلفها الوثيق مع المنظومة البدوية بصفقات أسلحة خرافية ودعم سياسي واقتصادي غير محدود، تلك المنظومة التي تعتبر اليوم بؤرة الإرهاب العالمي الوحيدة، والمصدّر الأول له، وتدعم وترعى الفكر التكفيري الضال لوجيستياً، ومادياً، وتربوياً، فيما تتوجه التهديدات والعربدة الأمريكية باتجاه روسيا، وإيران، وسوريا وكوريا الشمالية والسودان المفكك ومقطع الأوصال، وإلى أي مكان آخر باستثناء مداجن الفكر التكفيري المحمي رسمياً من أوثق حلفاء الولايات المتحدة. وبدل أن يتم القضاء على القاعدة واستئصال شأفة الإرهاب الدولي، أصبحت القاعدة اليوم، وبفضل العوائد البترولية الضخمة، التي تصب بشكل أو بآخر بقنوات "خيرية" تجد طريقها في النهاية إلى جيوب شيوخ القاعدة، أقوى من أي يوم مضى، وتضرب بلا هوادة في الجزائر، والعراق، ولبنان، والمغرب وباكستان. وخلايا القاعدة النائمة تعشش في قلب أوروبا المسيحية، ودول شرق آسيا، وحتى في أمريكا البروتستانتية، وكل ذلك بفضل التغاضي الأمريكي عن منابع الإرهاب الدولي، لا بل ذهبت الإدارة إلى أبعد من ذلك إلى العمل والتحالف الأوثق مع رعاة الإرهاب الدولي، ممن سمنـّوا عجول القاعدة وأطلقوهم حول العالم. كما أقدمت إدارة بوش الحربية مؤخراً على خطوة غاية في الحماقة والغدر، زادت من المفارقات الرمزية المرّة للحرب على الإرهاب، حين تخلت وبكل صفاقة وخسة وعار واستهتار، لا يخلو من إهانة وتحقير، عن حليفها الأهم في الحرب على الإرهاب الجنرال الباكستاني برويز مشرف الذي كان له اليد والباع الطولى في الحد من شرور القاعدة ومنع استطالاتها حيث يقبع زعماء القاعدة الكبار، وبكل ما في ذلك من دروس وعبر لمن سيتجرأ بعد اليوم على أي تعاون، ومن أي نوع، في ما يسمى بالحرب على الإرهاب. فمن سيقنعنا، بعد اليوم، بأن بوش يحارب الإرهاب؟
خطر القاعدة وفكرها التكفيري، ومن يقف خلفها ويدعمها بالمال وبالقتلة ويفرخ الإرهابيين والتكفيريين علناً وعلى عينك يا تاجر، ما يزال ماثلاً حتى اليوم وبعيداً عن أية تأثيرات واختراقات لحرب بوش على الإرهاب. وفي ظل هذا الواقع المؤرق الذي يزداد سوءاً وخطراً، ومع احتمال أن تفاجئنا القاعدة في أي صباح آخر بـ 11/ 9 أخرى جديدة أشد هولاً وفظاعة ومأساوية مما ظهر حتى الآن، نظراً للمعالجة الرعناء والخاطئة زماناً ومكاناً لما يسمى بالحرب على الإرهاب، فلا يسعنا، إزاء ذلك كله، إلا أن نقول اللهم شماتة، وسلفاً، وضد الأمريكيين بالذات، فيما لو وقعت الواقعة والفأس بالرأس. ولن يكون موقفنا ساعتئذ، ومعذورين، إلا موقف الشامت، الساخط والصامت، ضد كل من سيكون قد مهد، وعمل على إنضاج ذلك الفعل.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعارضة السورية وسياسة التضليل
- هل يكرهوننا حقاً؟
- هل انتهت مغامرة خدام؟
- لماذا سيخافون من الإسلام والمسلمين؟
- الحقيقة وطلاب الحقيقة في سوريا
- لبنان الكرامة والشعب العنيد: عذراً فيروز ومعذرة
- العرب وغربة الأولمبياد
- مذهب زغْلول النجّار
- موريتانيا: عودة حليمة لعاداتها القديمة
- الهروب إلى إسرائيل
- قراصنة الخلف الطالح
- فضائية خدّام
- الحوار مع القردة والخنازير: فاقد الشيء لا يعطيه
- التطبيع العربي العربي أولاً
- نعم لاتحاد من أجل المتوسط
- اعتقال البشير: ومن البترول ما قتل
- العربان دوت كوم
- حول تغطية أحداث سجن صيدنايا
- غسان الإمام: والشياطين البترولية الخرساء
- الحجاب كهوية عنصرية


المزيد.....




- لحظة لقاء أطول وأقصر سيدتين في العالم لأول مرة.. شاهد الفرق ...
- بوتين يحذر من استهداف الدول التي تُستخدم أسلحتها ضد روسيا وي ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جندي في معارك شمال قطاع غزة
- هيّا نحتفل مع العالم بيوم التلفزيون، كيف تطوّرت -أم الشاشات- ...
- نجاح غير مسبوق في التحول الرقمي.. بومي تُكرّم 5 شركاء مبدعين ...
- أبرز ردود الفعل الدولية على مذكرتي التوقيف بحق نتنياهو وغالا ...
- الفصل الخامس والسبعون - أمين
- السفير الروسي في لندن: روسيا ستقيم رئاسة ترامب من خلال أفعال ...
- رصد صواريخ -حزب الله- تحلق في أجواء نهاريا
- مصر تعلن تمويل سد في الكونغو الديمقراطية وتتفق معها على مبدأ ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نضال نعيسة - 11/9 جديدة: اللهم شماتة