من هو الشللي والمناطقي يا سيادة الرئيس !؟

محمد كليبي

الحوار المتمدن-العدد: 2398 - 2008 / 9 / 8 - 09:49
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    

كثيرا ما يردد الرئيس اليمني علي عبد الله صالح في خطاباته الركيكة الهزيلة , تلك العبارات الرنانة والطنانة من قبيل : الشللية والمناطقية والطائفية و ... محذرا المجتمع اليمني والشباب منهم على وجه الخصوص من مغبة الوقوع في أحضان تلك الأمراض الاجتماعية التي تؤدي الى الفرقة والتناحر والاقتتال وتمزيق المجتمع والوطن والوحدة الوطنية على حد تعبيره .
لكن الرئيس صالح ينسى أو يتناسى , يغفل أو يتغافل , يغالط نفسه قبل أن يغالط الشعب اليمني , أنه هو ونظامه الحاكم والمتحكم في اليمن من يمارسون تلك السلوكيات والتصرفات المناطقية والشللية والطائفية , بل وفوق ذلك الطبقية الاجتماعية , وباسلوب ممنهج ومخطط ومدروس , وعن سابق اصرار وترصد . واليكم بعض الأمثلة :
أولا : النظام الحاكم والمتحكم في اليمن قائم أساسا على فكرة الشللية والمناطقية من خلال سيطرة الأسرة الواحدة والقبيلة الواحدة على مقاليد السلطة عموما وعلى المؤسستين العسكرية والأمنية على وجه التحديد . فالجميع في اليمن يعلم أن اليمن مقسمة عسكريا الى مناطق خمس , يتولى قيادتها عسكريون من أسرة الرئيس ومن خاصة الخاصة , على رأسهم ابن الرئيس العقيد أحمد الذي يتولى قيادة المنطقة المركزية , أي منطقة العاصمة صنعاء , اضافة الى توليه قيادة الحرس الجمهوري وقيادة القوات الخاصة . وأخو الرئيس غير الشقيق العميد علي محسن الذي يتولى قيادة المنطقة الشمالية الغربية , أي منطقة في منطقتين اكراما لشخصيته القوية في الأسرة الحاكمة وفي النظام الحاكم عموما , اضافة الى توليه قيادة الفرقة الأولى مدرع . وهكذا بقية المناطق الجنوبية والشرقية والوسطى ( وهي غير المركزية ) يتولاها قادة عسكريون من أسرة الرئيس أو قريته أو قبيلته. وهؤلاء القادة العسكريون هم الحكام الفعليون للمحافظات , حتى بعد الانتخاب الشكلي للمحافظين الذي تم مؤخرا . وكذلك هو الحال بالنسبة للمناصب القيادية التنفيذية في القوات المسلحة والأمن التي يتولاها أفراد من الأسرة الحاكمة , كالألوية العسكرية الهامة والأمن المركزي والأمن السياسي / المخابرات الداخلية والأمن القومي / المخابرات الخارجية , كلها خاضعة للأسرة الحاكمة .
ثانيا : اتبع النظام الحاكم والمتحكم في اليمن سياسة جديدة كل الجدة , على الأقل بالقياس الى الحكام السابقون لليمن شماله وجنوبه , وان كان موجودا في الأنظمة العالمية في العهود الشمولية . هذه السياسة الجديدة تتمثل في " نظام المصاهرة بين النظام الحاكم والأسماء والعائلات الكبيرة في المجتمع " بالزواج المتبادل بين الجانبين فيما يمكن أن يطلق عليه " الزواج السياسي " . ويتم من خلال تلك المصاهرة توزيع المناصب القيادية في الدولة وتوزيع الثروة / المال العام على الأسر المصاهرة للأسرة الحاكمة , حتى أصبح التسابق على أشده بين اليمنيين والنظام الحاكم , يتسابقان باتجاه الآخر . وحتى أصبح لدينا في اليمن مثلا متداولا يقول " الصهر المناسب في المكان المناسب " بدلا من المثل المعروف الرجل المناسب في المكان المناسب .
ثالثا : يمارس النظام الحاكم والمتحكم في اليمن سياسة ذات بعد طبقي اجتماعي , حيث يتم التعامل مع الفرد اليمني بناء على انتمائه القبلي والأسري والطبقي . فقد عزز النظام الحاكم الحالي مسألة الطبقية الاجتماعية , وأعاد احياءها من جديد بعد أن كان نظام الرئيس ابراهيم الحمدي في الشمال ونظام الحزب الاشتراكي في الجنوب قد عملا على تقليصها نوعا ما . فأعاد النظام الحالي النفوذ القبلي المشائخي المتخلف لتمارس القبيلة نظاما أشبه بأن يكون دولة داخل الدولة .
. وليس ذلك فحسب , بل لقد أنشأ النظام الحالي مؤسسة طبقية حكومية رسمية تعنى بشؤون المشائخ يطلق عليها " مصلحة شؤون القبائل " مهمتها صرف مرتبات شهرية للمشائخ , فقط لكونهم ينتمون الى هذه الطبقة ؟؟؟؟؟
رابعا : أن النظام الحاكم والمتحكم في اليمن لم يقضي على الحزب الاشتراكي , شريكه في تحقيق الوحدة , عسكريا الا باستخدامه للعصبية القبلية المناطقية والتحالف المناطقي الجهوي . حيث تم في حرب 1994 المشؤمة التحالف بين أحزاب الشمال ذات البعد القبلي , وفي المقدمة حزب المؤتمر الشعبي / حزب الرئيس وحزب الاصلاح الاسلامي القبلي . اضافة الى بعض العناصر الجنوبية " الناقمة " على الحزب الحزب الاشتراكي وقيادته كأحد آثار الحرب الأهلية الجنوبية عام 1986 .
ختاما , لا أملك الا أن أقول : اذا لم تستح ( فقل ) وافعل ما شئت .

#محمد_كليبي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات