أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - تحسين كرمياني - ربّاط الكلام














المزيد.....

ربّاط الكلام


تحسين كرمياني

الحوار المتمدن-العدد: 2399 - 2008 / 9 / 9 - 00:44
المحور: كتابات ساخرة
    


سمعنا حكاية تقول أن عاملاً على ظهر باخرة،رصد ذات ليلة الربّان وهو في حالة سكر شديد،يمتلك رغبة أن يلتحم بمن هي زوجته على الهواء الطلق وتحت سماء البحر الرطب،عبثاً ظلّ يستدرج ويستنجد بما يمتلك من وسائل أغراء كي ينال(فرصته)،راح يذهب إلى نهاية الباخرة ويعود كالثور الجامح،والمسكينة متمايلة على حاجز الباخرة ، مستسهلة له الوضع الذي يريد،تمكن عامل الميناء أن يتسلل من منامه بعدما فقد أرادته وركب الشيطان رأسه ويدنو بهدوء من زوجة الربّان التي كانت متناعسة وثملة أيضاً،فعل ما أراد وأنسحب كي يدس نفسه تحت الغطاء بين رفاقه الغارقين في سابع النوم،أنتبه الربّان لنفسه بعد مشادة ليلية بين الزوجين،تقدم من العمّال النائمين وراح يجس نبضهم قبل أن يهتدي لمن قلبه أشد نبضاً،تقول الحكاية أنه أتى بمقص وقص جهة من شاربي الفاعل،كي يتمكن من معاقبته نهاراً،بيد أن(المتنائم)كان أكثر دهاء وفطنة،أتى بمقص وقص شوارب رفاقه،في الصباح ضاع(الخيط والعصفور)كما يذهب المثل،ما أشبه حالنا اليوم بتلك الحكاية،تحديداً تلك الصفوة التي أهلتها الظروف كي تكون في موقع المسؤولية،يدعون بجهر القول أنهم يمتلكون زمام الأمور،وما يجري في الخفاء من ذبح علني وتهجير قسري رهن إشارتهم،لهم تأثيرات مركزية وفاعلة على خطط وتوجهات المسلحين،زد على ذلك منهم من يعلن بإمكانه أن يجعل دماء العراقيين أن تجري كالأنهار لو لم تستجب الكتل السياسية والبرلمانية لمطاليب حزبه، هؤلاء يشتغلون باتجاهين متضادين،ويكيلون بمكيالين،هم الحراس وهم(……)،هم يطفئون النار بيد وهم يلقون الحطب باليد الثانية،يقيناً لا خير يرتجى منهم إن تمكنوا من الوصول إلى مواقع مهمة في سلّم السيادة الوطنية،طالما الحس الوطني معدوم في هذه المرحلة الحرجة ورغبات الشعب ليس من أولوياتهم المهنية،منشغلون بأقصى ما يمتلكون من حرص وعناد كي يدقوا إسفين المحاصصة في جسد البلد،هؤلاء يعلنون عن أنفسهم بكل وضوح كونهم محصنون من مخالب القانون،وربما بسبب أصواتهم العالية فرضوا شيئاً من الرهبة لدى الباحثون عن الحلول السلمية السليمة،مستغلون حكمة وفطنة الكيانات السياسية الهادئة والمحبة للسلام والتآخي وحقن الدماء والتي(طوّلت من خلكها)كي تمهلهم المزيد من الوقت آملين أن تتهيأ فرص مناسبة لتحقيق الهدف الأسمى هو الوحدة الوطنية وسيادة دولة القانون وتبسيط نفوذ مؤسسات المجتمع الوطني كي يجني كل فرد ثمرة كفاحه وصبره،بسببهم تعطلت عجلة السيادة عن السير وتوقف قطار أعمار البلد وفقدان مصل العافية لإنقاذ المجتمع من مثلبة الخراب،كونهم نقلوا معارك اللسان إلى (قلب)البرلمان أو على أدق تعبير(رئة)العراق الجديد،هؤلاء القلة فعلت مثلما نقل ذلك الجاني على ظهر الباخرة تهمته ووزعها على زملاءه وأضاع بشيطنته حق الربّان في القصاص منه،ما أشبه مضمون تلك الحكاية بما يجري،اتهامات متبادلة ومتناقضة بين الكتل البرلمانية والكيانات السياسية،في محاولة خلط الأوراق وضياع خيط الحلول كلما بان رأسه،جراء المناوشات الكلامية ضاع المصير أو تأخر لوقت غير معلوم،وما عدنا نعرف من يقف وراء قتل(الشيعي والسنّي)بعدما كانا يد واحدة تحمل راية بلاد واحدة ويتجهان في وقت واحد باتجاه ثاني القبلتين وأوّل الحرمين كي يؤديّا الشكر والصلاة ويدعوان دعاءا واحداً في قنوتهم(اللهم أبعد هذه الغمة عن هذه الأمة)،ما يجري واضح وصريح من غير الحاجة إلى تشكيل لجان تقصي الحقائق أو نصب عيون للتربص والتلصص من أجل الوصول إلى ممولي ومغذي الرهانات الخاسرة ونافخي أبواق التفرقة بين أطياف شعب متكاتف تعلّم أن لا يعيش إلاً عيش الورود المتجانسة في حديقة حياة أسمها(عراق)..!!



#تحسين_كرمياني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أين موقع أنكيدو
- شاعر البلاط الرئاسي
- من كتاب اللعنات
- تحقيق الرغبة في رواية(غسق الكراكي) لسعد محمد رحيم
- إلى ذلك نسترعي الإنتباه
- الأوراق لا تأتي في خريف الرغبات
- رب نافعة ضارة أيضاً
- امرأة الكاتب العراقي
- الصديق الأخير
- فن النصر
- بيت كاميران
- أصطياد فأر....مونودراما
- غريب الدار
- حتى انت يا جمعة
- موت الواقع في رواية (موت الأب) لأحمد خلف
- السيرة الدرامية للمبدع(محي الدين زه نكنه)في كتاب ل(صباح الأن ...
- جمال الغيطاني في(حرّاس البوابة الشرقية)هل دوّن ما رأى أم سرد ...
- بين دمعتي(احمد خلف)و(حسين نعمة)دمعة كاذبة
- القارة الثامنة
- الرجل الذي أطلق النار


المزيد.....




- تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
- حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي ...
- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...
- تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر ...
- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
- -المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية ...
- أموريم -الشاعر- وقدرته على التواصل مع لاعبي مانشستر يونايتد ...
- الكتب عنوان معركة جديدة بين شركات الذكاء الاصطناعي والناشرين ...
- -لي يدان لأكتب-.. باكورة مشروع -غزة تكتب- بأقلام غزية
- انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - تحسين كرمياني - ربّاط الكلام