أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي رشيد - خرائط مدبوغة بالذعر















المزيد.....

خرائط مدبوغة بالذعر


علي رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 740 - 2004 / 2 / 10 - 06:36
المحور: الادب والفن
    


للذي مكنته الرياح أن يوشوش كربها
للخروج الملثم مثل الفراغ ,
يواري النهار الثقيل
وهو يردّد أسماءكم كالنواح
تتثاءب المدن عابرة فجور النعاس
إلى هاوية تفسد مودة الأسماء
تتعقب ظل نبي لم يعد واهما
فيما تنابزته النسوة في ضلالة أشدّ نبوءة .
أبي
 كان هناك... في ليلة الحلم
شارعاً بالخروج إلى يقظة البحث
ماسكاً شاهدة القبر
أنيقاً بأكفانه
وهذا الغبار المرمّم
طاعن في ملامحه .

أيّ ملاك سيرفع رأس الظلام عن قبره ؟
وهو يوشوش حنينا ,
لأوجاعنا أن تستريح
يتوسّل فاتورة الحرب
أن لا تستعير دم بنيه

هذا الزمان خرافة ,
بدء غارق في ملذاته
أتمسح بعض  أوجاعنا
في صلاتك ؟
أتشرب شاي الغروب على عادة ,
تصير كبوح  الياسمين ؟ .

هنا نستعيد تمائم الوقت
نناشد الحلم
أن يستزيد من ضجة البيت
حتى الصغار ,
رهان لألفتنا
والمساء الأخير ,
رهان تلمظه كأس الغواية
فجور سكرة
لم تميز بين درب وهاوية .

عتقني أيها النادل بنبيذك
عتقني
بما قد يتيح لي ولك
سكرة نخوض بمتاهتها
صواب نسياننا
سكرة تترنح بهذيان يخدش تجلدهم
إنهم هنا
وهناك ,
ساهمون كالحصى
يتساقطون كتلال تقتلع الريح وداعتها
لكنني وأنا المتلصّص على سماوات
عارية إلا من بكاء .
سماوات تفصح عن فكرة
يرطن بها النازحون
إلى متاهة عزلاء تجرها الخيول
 تترجم موت الكلام ,
وما أباح به المغرضون لآبائهم
الكسالى
يمضغون مخارج القصد
بأفواه تتسربل بخرس مهمل .

سماوات تتهجى فرائس المسافة
تجتاح عبورا يكشف عن خرائط مدبوغة بالذعر
غاص بها المحاربون بأجسادهم الممهورة بالخذلان
تاركين آثارهم ,
ندوب صدورهم العارية ,
ورايات معصوبة الأهداب
لا يحملون سوى
أجسادهم ,
وملابس موتى ,
وضمادات
 يختزل الليل متاهتهم
يصطدمون بأشلاء الفارّين
من لغط يتهجاه المتمترسون
في شوارع مدن مسكوبة في الخراب .
هل أمدّ لهم ترنيمة
تجترح ذعرهم
المتعثر ؟ .

وطن هنا
وطن هناك
و السماء أبدية في عتمتها
نقترب من الموت حالقين رؤوسنا
راجمين فحولة الوطن
المترنم بأهازيجه اللعنة
منشغلا عنّا بهتافات الله ,
ماسكاً رأس ملائكة
 تندلق أطيافها كنعاس أسود ,
ترتديه الشوارع العارية إلا من أنين
يمطرها الحرس الماكث في رهبته
رصاص ,
وبيانات ,
وشظايا .

تتئد الأرض ,
تتلمس فرارها المتصاعد كأراجيح منهكة
تتلمس سخونة الرصاص بأجسادنا المعصوبة اليقين
هاهو الصخب يجتز أحلامه
محلّقا بجناحين من صدف الحكاية
في أقاليم و ممالك فوضى
يرتهنها قادة مقدّسون بعقيدة النار ,
وشعراء أميون .

ممالك
 لا يمكث فيها غير المسرف في ضراعته ,
أو الندابون لذكرى
تؤوّل خرافة السائر إلى حتف تشيده الزخارف .
تحيط به عربات مراثي ,
وجوقة عزف ,
و أزهار عويل ,
تذوب ملامحه في هذيان آلهة من خطيئة
وتعاليم يتندر الماكثون
في صواب هفواتهم
من وشايتها
يصحّحون سلالات تساق إلى مجمرة الخطيئة
بتكلف فج .

رأيت
مشيئة تتلمس عجيزة الشهوة
_ بمحارم من وصايا وأضرحة ذبيحة _
تصطاد طرائدها

رأيت
نسوة يتسلقن رواجهن
أفضين
بكتمان شرس
عمن يفضي إلى خلاصة
لذّة تتأوه في دنس محرم  ,
 تمسك هذا الخفوت الصدىء
الذي تنحته ال (آه) في تكتم لزج  ,
تستمنيء عرائش الجسد المنضب
بمخاض يتربّص رائحة الخطيئة .

هاهي الريح تقتلع آختراقها
يستنفر الفراغ ثقله الجامح
كي يستعين بحكمة ممالك لا تبيح التأويل .
هكذا تستبطن الحكاية
مسترسلة فداحة الخروج بعكاز مرصع
بالمراثي ,
و الخيارات تلتهم كبد الأزقة
التي غادرها أبناؤها بسلاسة دامية
وبأجساد هضمت بدائيّة الموت
تستدرجها السماوات لعبور
يمسح لمعانها .

وطن ,
 كالليل يبطل خصوبة الغيوم
وهي تهوي متوسدة عربدة القذائف التي
أحتكمت مشيئة السماء
لتمطر الأرض بلاغة ,
تتلعثم في قراءتها
المدن الممهورة بالخذلان
وبيوت الجوع
و أحفاد لشهداء ,
هدمت مقابرهم بعصبية الطوائف
تناهشتهم صحف وريث مدنّس
تناسله الحاكم في صلافة ماكرة .
 

 وطن
 يبحث عمن يرث هزائمه
عمن يعبر في متاهته إلى حيث
تكبل أحلامه بالمواثيق وأحبار خيمة
تباكى لذلّها العراقيون ,
جنود منسيون , ونساء ثكلى , عمال , فلاحون ,بدو
قاطعو طرق , وسابلة , معتوهون , جامعيون ,آثاريون
أرامل , أطفال , وشيوخ , وكتبة , قوالون , مطربو حانات ,
وسفلة , راقصات غجريات , وشعراء , متصيدو متعة , ومتصوفة , عقائديون , ومرتزقة
شيوعيّون , شيعة , أكراد , آشوريّون , أرمن , كلدان إسلاميّون ...
كانوا يتساقطون في جحيم وطن يروّض
في أن يمتهن الخانعون قيامته .
بكل هذا الظلام نتوجس مما لم نره بعد ,
يرشق ذنوبنا وهي محصيّة بنزاهة المخبرين
وقارئي كفّ أحلامنا .

تتبعثر مواعظهم في سلال خيباتنا ,
وهي تبصر عين المسافة بين موت وصوت

وطن
أعزل إلا من بساتين مرايا , وحكايات ,
ورهان ممدّد في عريه .
كان يهرول في خرافة عزلاء , كي يستعير كنايته
ساعيا  لعبور مفترض
 يرجم فيه تبرج الرماد 

نازعته الوصايا
أيعبر في نسيانه أرض الوشاية ؟
كي لايعيد اصطفاف غربته .

ينازعه أنين متكتم بوشايته ,
هكذا دونته المساءات في صمتها
يترجل عن شبهة النائم في جرح ,
تتدلى وصاياه بحثا عمن ينجّم شكل قاتليه .
استبعدته المخافر  وهي تلتمس سياق احتضاره
وما يتكرّر من الشبهات في براءة الجوع
مدهش في الغياب ,
عار في السكون ,
نازف في الخروج , معنى لا يستبيح الدلالة .

ستنجز دلالتها الريح
تتلمس أثره المتبعثر في قسوة الظلال
تتلمسه , ربما عاد من ذهاب سيفضي إلى
خطيئة .
لا يرتب الموت فوضاه
كان أكثر تأويلاً في استدراجه , كي يفصح
عن معارك هتكت ظلاله ,
وهي تثرثر فجورها في وسامة الضحية ,
تجتث نهاراته ,
أحاديثه ,
استذكاراته ,
 وما تبقى من خرائط ترجم طرائدها
بالمتاهة ,
وما يتندر به الغزاة من محارق
ودواليب سبي .
وبشفاعة مقلّة الحياء
 تضرم  الحرب تضاريسها بحداد
ومكائد بتذكارات
ومراسم هتك وخرائب تتداول كالأناشيد .

وطن ,
الخارجون منه يمتدحون
خياله المتناغم في خواتم الفتية ,
وهم يلتمسون المنافي ,
يستبدلون عرق الظهيرة ببرودة الأختام
فوق آسمائهم .
يأذن المحقق لاستذكاراتهم أن تهمس بالمخفي
ولكن بنسيان متقد .
لا حاجة لأجوبة تفتعل الصارخ من الموت
هاهو عار من مراياه
تتلبسه المسافات بتقصّد يجترح جراحه
المسوّرة بالكتمان .
لا ينكشف العري إلا للعاصبين نوافذهم ,
متنزهين بلملمة أنينه .
 
عائد
من مكمنه
, منتظر أن يحين زمان
متناثر كمشيئة يحجبها الطغاة ,
وهم يرسمون شكل أضحية
 بملامح تنين
 واستعارات لأضرحة
ومنابر للبكاء
  ليعيدوا الحكاية إلى موتها .

2002




#علي_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ناصر مؤنس.... توق يتخطى السائد
- حسن عبود الكائن عالم يؤرق المخيلة
- هامش الصورة
- زمن الوأد وجاهلية المرأة العورة
- تركي عبد الامير قراءة لقيم جمالية تتلمسها الرؤيا
- محمد مهر الدين دلالة الأغتراب وفاعليته
- محمد صبري أجندة لذهالة الوجوه
- حسني أبو المعالي ترنم يكسر حدة الأشكال
- جان دمو والصائغ حياة باسلة ... أم بسالة التزويق وتبييض السوا ...
- الحوار المتمدن ... قدسية المفردة ونصاعة البوح
- الى جان دمو في زمن الفجيعة
- أي زمن رديء هذا ...
- العهر الأخلاقي والثقافي 6
- العهر الأخلاقي والثقافي 5
- سلاما لسعدي يوسف وهو يستعير صوت العراق
- العراق الذي نريد
- العهر الأخلاقي والثقافي 4
- الليل بلاغة عمياء
- العهر الأخلاقي والثقافي 3
- هل هو طهر حقا ؟


المزيد.....




- صحفي إيرلندي: الصواريخ تحدثت بالفعل ولكن باللغة الروسية
- إرجاء محاكمة ترامب في تهم صمت الممثلة الإباحية إلى أجل غير م ...
- مصر.. حبس فنانة سابقة شهرين وتغريمها ألف جنيه
- خريطة التمثيل السياسي تترقب نتائج التعداد السكاني.. هل ترتفع ...
- كيف ثارت مصر على الإستعمار في فيلم وائل شوقي؟
- Rotana cinema بجودة عالية وبدون تشويش نزل الآن التحديث الأخي ...
- واتساب تضيف ميزة تحويل الصوت إلى نص واللغة العربية مدعومة با ...
- “بجودة hd” استقبل حالا تردد قناة ميكي كيدز الجديد 2024 على ا ...
- المعايدات تنهال على -جارة القمر- في عيدها الـ90
- رشيد مشهراوي: السينما وطن لا يستطيع أحد احتلاله بالنسبة للفل ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي رشيد - خرائط مدبوغة بالذعر