|
9/11 بين الداعية الغبلزية و الوقائع
سامي يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 2399 - 2008 / 9 / 9 - 00:39
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
- طائرتان تضرب و ثلاثة مباني تنهارI 1 - هل يمكن أن تكون ضربة الطائرة و النيران قد تسببا في إنهيار كلا من مبنيي مركز التجارة العالمية ؟ تذهب الرواية الرسمية لتفسير أحداث 9/11 و التي وردت في تقرير لجنة التحقيق التي عرفت باسم لجنة: كين-هاملتون، و التي إعتمدت في تقريرها على تحقيقات "الوكالة الفيدرالية لادارة الطواريء"، الى أن برجي مركز التجارة العالمي قد إنهارا تحت تأثير ضربة كل طائرة و الى إحتراق الفيول. فضربة الطائرة قد ألحقت أضرارا في الأعمدة الفولادية التي تشكل هيكل كل برج الى حد إضعافه ، بحيث لم تعد البناية قادرة على إحتمال ثقلها فانهارت على بعضها. إن ما يلفت الإنتباه في تفسير إنهيار مباني مركز التجارة العالمي هو ما أغرقنا فيه الإعلام الأمريكي و الشبكات العالمية و العربية التي نقلت عنه كل التفصيل بدون تمحيص أو تحقيق ، من تأكيد مطلق بأن المباني إنهارت تحت مفعول ضربة الطائرة و النيران الناتجة عن الحادث و ذلك لفرط ما كررت مشهد طائرتي الرحلو 175 و الرحلة 11 و هما يضربان البرجان. فقد ظلت تكرر عرض ذلك المشهد لآلاف المرّات الى حدّ اليوم.بحيث صارت ضربة الطائرة و النار هما التفسيران الوحيدان و لا ثالث أو رابع لهما لسقوط الأبراج.فقد قامت كل الشبكات التلفزية بغسل أدمغة كل المواطنين الأمريكيين و العرب و المسلمين و باقي العالم.إذ لم تعد ثمة أي حقيقة خارج ذلك المشهد و ليس ثمة بالتالي أي تفسير خارج ذلك المشهد ، الذي تحول الى بداهة و الى قيمة مطلقة لم يعد أحدا قادرا على أن يفكر في الأحداث إلا داخلها و بها.صار ذلك المشهد الذي يدوم على شاشات التلفزيون لمدة ثوان معدودوة هو الذي يختزل كل الأحداث بدقائقها و ساعاتها و أيامها. و قد نجحت الدعاية الاعلامية بشكل كامل في شد إنتباه الجمهور و إقناعه بان تلك الثواني المعدودة تختزل فعلا حدثا تاريخيا برمته و تفسره و نجحت بشكل كامل في الترويج للخطاب الرسمي للحكومة الأمريكية في تفسيرها و فهمها للأحداث لدى المواطنين الأمريكيين كما أقنعتنا نحن العرب بالحقيقة ذاتها التي ظلت وسائل الاعلام العربية الرسمية أو تلك التي تدعي الاستقلالية و الموضوعية و الدقة في نقل الخبر من مكان الخبر تكررها على مسامعنا و عيوننا. و هنا نشير الى أن الحقيقة المفترضة للأحداث قد صاغها الاعلام الرسمي الأمريكي بنقله عن المسؤولين في إدارة الرئيس بوش و الوكالات الأمنية.و هذا يعني أن هذه الحقيقة التي يروّج لها الاعلام و المسؤولين الامريكيين في إدارة الرئيس بوش الابن ليست صادرة عن هيئة علمية رسمية أو مستقلة.لقد كانت إستنتاجات مبنية على المشاهدة الحسيّة المباشرة و ليس على تفسير علمي منهجي عميق، و هو طبيعيا الشيء ذاته الذي وقع فيه عامة الناس تحت تأثير قوة الصورة/المشهد الذي روجت له وسائل الاعلام.و هذا ما يجعل الرواية الرسمية للأحداث تفقد "مصادقيتها" فكأن الأمر خاضع للإجتهاد الشخصي لأفراد ليست لهم أهلية التفسير و التحليل. طبعا كان ثمة تحقيقات رسمية في الجوانب المادية للأحداث من قبل "الوكالة الفيدرالية لإدارة الطواريء" و"النيست"، إلا أن هذه الهيئات العلمية ذاتها لم تقدم الاستخلاصات تلك التي ذهب اليها مسؤولوا الإدارة الأمريكية.فهؤولاء دفعوا تحليلات "الوكالة الفيدرالية لإدارة الطواريء" و "النيست" أبعد لإعتبارات سياسية، سنظهرها لاحقا.فمثلا عندما نشرت "الوكالة الفيدارلية لإدارة الطواريء" تقرييرها في ماي 2002 لم تخلص الى نتائج نهائية لتفسير كيفية سقوط أبراج مركز التجارة العالمي، فقد ذكر التقرير المعنون بـ "دراسة في أداء مبنى مركز التجارة العالمي" "إن تسلسل الأحداث التي أدت الى إنهيار كل برج لم يقع تحديدها بشكل نهائي".و إذا كانت الهيئة العلمية التي إعتمدتها إدارة الرئيس بوش الإبن للقيام بالتحقيق لم تخلص الى شيء أخير و نهائي فلماذا خلصت هذه الادارة الى حقيقة أخيرة و نهائية؟. و قد تعرضت الرواية الرسمية التي نجدها في تقرير لجنة التحقيق كين-هاملتون الى إنتقادات شديدة من طرف عدة هيئات علمية و أكادميّة.ففي مقال لـ "بيل مانينق" نشر في "فاير أنجينيرينق" بعنوان "سالينق آوات ذي أنفستقيشن"(عدد جانفي 2002) قال"إن الضرر البنيوي الناتج عن الطائرات و الانفجار الناتج عن فيول الطائرات في حد ذاتهما غير كافيان لهدم الأبراج".لنتبين ذلك نسترجع أحداث ذلك اليوم. في الساعة 8:46 صباحا ضربت طائرة الرحلة 11 البرج الشمالي و بعد ساعة و 42 دقيقة أي عند الساعة 10:28 إنهار .و في الساعة 9:03 صباحا ضربت طائرة الرحلة 175 البرج الجنوبي من مركز التجارة العالمي و في الساعة 9:59 إنهار ، أي بعد 56 دقيقة.و في الفارق الزمني مابين الضربة و الانهيار نشبت نيران في البرجين. يمكن أن نلاحظ أن البرج الشمالي الذي ضرب ثانيا قد إنهار الأول.إذن لماذا إنهار البرج الشمالي أولا قبل 29 دقيقة من إنهيار البرج الجنوبي مع أنه ضرب بعده بـ 17 دقيقة؟. و إذا كانت الرواية الرسمية قد بنيت على أساس أن ضربة الطائرة و النيران الناتجة عن إحتراق فيول الطائرة هما سببا الانهيار فان هذه الواقعة تكذّب بشكل قوي ذلك التفسير.فرغم أن البرج الشمالي ضرب ثانيا بعد 17 دقيقة فانه إنهار أولا بفارق 29 دقيقة.قد يكون هذا الأمر معقول لو أن النيران التي نشبت فيه كانت أكبر من تلك التي إجتاحت البرج الجنوبي غير أن الواقع هو العكس تماما كما تثبت الوقائع ذلك. فالنيران فيه كانت أصغر بكثير. و هذا ما قد يدفعنا الى البحث عن أسباب أخرى غير الطائرة و النار التي تروج لهما الرواية الرسمية للادارة الامريكية و وكالاتها. 2-الخصائص الهندسية لمباني مركز التجارة العالمي إذا كانت الرواية الرسمية تصّر على أن مفعول ضربة الطائرة و إحتراق فيول الطائرة هما ما أدى الى إنهيار المباني فقد توجب علينا أن نحدد ما إذا كانت طبيعة تلك النوعية من البناءات قابلة لان تنهار تحت تلك الشروط.أي أن نحدد ما إذا كانت خصائصها الهندسية و الفيزيائية و الكميائية قابلة لأن تستجيب لضربة طائرة من نوع 757 و أن يستجيب هيكلها للخصائص الكيميائية و الفيزيائية لفيول الطائرة بحيث يمكن أن يذوب أو يضعف. تعتبر مباني مركز التجارة العالمي ناطحات سحاب و يتكون هذا النوع من المباني من هيكل فولاذي.هذا الهيكل هو الذي يحمل كل المبنى. و يتكون هيكل كل من البرجين من 47 عمود فولاذي أساسية تقع في مركز المبنى و تحيط بهذا المركز 240 عمودا ثانوية و تشكل الجسر الخارجي للهيكل.و يكون قطر كل عمود سميكا في الاسفل و يبدأ في التقلص كلما إرتفعنا الى أعلى.فقاعدة العمود أكثر سمكا لأنها تحمل الثقل العلوي للمبنى.و ترتبط هذه الأعمدة الممتدة عموديا بشبكة أخرى من الأعمدة الممتدة أفقيا على إمتداد كل طابق و تقع تغطية هذه الشبكة بطبقة من الاسمنت.وتغوص الأسس الفولاذية للأعمدة في الأرض الصخرية لمنطقة مانهاتن فتزيدها صلابة. أن الطريقة التي صممت بها مباني مركز التجارة العالمي جعلت منها قادرة على تحمل خمسة أضعاف حملها المفترض.إنها واحدة من أقوى البنايات إن لم يكن أقواها حيث أعتمدت فيها مقاييس زائدة لضمان القوة و المتانة. لقد قال "روبارت ماكنامارا مدير شركة الهندسة"ماكنامارا آند سلفيا" :"إن مركز التجارة العالمي كان واحدا من أقوى أطول البنايات" و ذكر "ماكنامارا" أن ناطحات السحاب حديثة التصميم لا تتوفر فيها تلك المقاييس التي صممت بها مباني مركز التجارة العالمي. و إذا كانت الرواية الرسمية تذهب الى أن ضربة الطائرة للبرجان من أهم العوامل التي أدت الى سقوط الأبراج فان هذه الفرضية لا تجد ما يدعمها في الواقع، فحسب المهندس "ليزلي روبارتسون" الخبير باحدى شركات الهندسة التي ساهمت في تصميم المركز، لقد وقع تصميم المباني بحيث "تكون قادرة على الصمود لضربة طائرة البوينغ 707" و كانت البوينغ 707هي الطائرة الاكبر سنة 1966 و هي بحجم طائرة البوينغ 757 الحديثة التي ضربت البرجان . و قد ذكر "هيمن براون" مدير البناء الذي أشرف على أشغال بناء الابراج "لقد تم تصميمها بكشل زائد عن اللّزوم بحيث يمكنها الصمود أمام كل شيء بما فيها الأعاصير القوية...و القصف و ضربة طائرة" هذه القوة و المتانة التي تسم مباني مركز التجارة العالمي هي التي جعلت عدة خبراء في الهندسة يشككون في صحة الرواية الرسمية و يؤكدوا عدم تطابقها مع الخصائص الهندسية و الفيزيائية للمباني.فهذا المهندس "توماس إيقار" يؤكد أن مفعول ضربة الطائرة غير مؤثر بالمرّة"لأن عدد الأعمدة التي فقدت في الضربة غير كبير و قد تم تحويل الثقل الى الأعمدة الأخرى المتبقية" فعندما ضربت كل طائرة منطقة معينة من كل برج فانها قد حطمت عددا من الأعمدة الفولاذية التي تساهم في حَمل ثقل المبنى و الميكانيزم الذي يَشتغل وفقا له هيكل المباني هو أنه في مثل هذه الحالات يقع تحويل تلك النسبة من الثقل الذي تحطمت الأعمدة التي تحمله الى المتبقي من الأعمدة. و هذا ما يجعل المبنى يحافظ على توازنه و يكون قادرا على حمل ثقل كل الطوابق. و قد أشار المهندس "إريك هوفشميدت" الى أنه "حتى يتسنى لطابق أن ينهار فيجب أن تنكسر مئات الأعمدة بشكل متزامن تقريبا" و هو ما لم يحصل عندما ضربت طائرتي الرحلة 175 و الرحلة 11 برجي مركز التجارة العالمي حيث ظلت أغلب الأعمدة و خاصة الركزية سليمة و بالتالي ظلت قادرة على حمل ثقل المبنى. و عمليا لم يحدث أن تسببت ضربة طائرة في سقوط مبنى.ففي سنة 1945 ضربت طائرة B-25 مبنى "أمباير ستايت بيلدنق" في مستوى الطابق 79 و أحدثت ثقبا بارتفاع 20 قدما و مع ذلك لم يسقط المبنى و لم تظهر عليه علامات التخلخل بل ظل قائما.و مع أن أبراج مركز التجارة العالمي أمتن فاننا شهدنا إنهيارها الدرامي تحت وقع ضربة طائرة حسب زعم الإدارة الأمريكية. و حسب خبراء الهندسة إذا كان ثمة إمكانية ضعيفة للحديث عن إنهيار في كل مبنى فانه إنهيارا جزئيا في الأجزاء الخارجية المحيطة بمركز المبنى التي تعرضت للضربة مباشرة.أما أن ينهار المركز المتكون من أعمدة فولاذية سميكة فهذا محال.فان قبلنا جوازه بنوع من التجاوز فقد يشمل الطوابق العلوية و هو مستحيلا بشكل مطلق في الأجزاء السفلية من أعمدة المركز نظرا لارتفاع سمكها الذي يمكنها من مقاومة كل ضغط و كل ثقل عليها، و مع ذلك فقد رأينا أنها إنهارت. و هو إنهيار لا يمكن للرواية الرسمية أن تفسره إلا بتغيير قوانين الطبيعة و الهندسة. كما تذهب الرواية الرسمية حول سقوط أبراج مركز التجارة العالمي الى أن النيران الناتجة عن إحتراق فيول الطائرة كان هو الذي أدى الى تسخين فولاذ المباني و هو ما أدى الى إضعافه. و حسب تقرير "N.I.ST" ، و هي هيئة علمية رسمية، إرتفعت درجة الحرارة داخل البرجان بحيث أدت الى إضعاف فولاذ المباني. و لنتبين صدقية ما ذهبت اليه الحكومة الأمريكية و لجنة التحقيق في الأحداث بناء على تحليلات "الوكالة الفيدرالية لإدارة الطواريء" و "N.I.S.T"، يجب أن نستنطق علماء و خبراء مستقلين. عندما إطلع "كفين راين"، و هو كميائي و يعمل مديرا بشركة"Enviromental Health Laboratories "، و هي الشركة التي أصدرت شهادة مطابقة حديد المباني للمواصفات، كتب "راين" رسالة مفتوحة الى "N.I.S.T" مستفسرا إياها عن ما ورد في تقريريها بان إحتراق فيول الطائرات أدى الى سقوط الأبراج . و قد طلب منها أن تراجع الموضوع و قد ذكر "راين" في رسالته أن حديد البنايات قد تم فحصه قبل إستعماله و هو مطابق تماما للمواصفات المطلوبة بما فيها قدرته على الصمود لمفعول إحتراق الفيول.فكيف تدعي "N.I.S.T" أن الفيول هو الذي أضعف فولاذ المباني؟. و هنا يمكن أن نتساءل حول ما إذا كانت فرضية الرواية الرسمية التي صاغتها كلا من "الوكالة الفيدرالية لإدارة الطواريء" و "N.I.S.T" تتفق مع الحقيقة العلمية أم تناقضها و تتعسّف عليها من أجل الترويج لخطاب سياسي معين؟ أي هل يمكن لفيول الطائرة أن يتسبب فعلا في إضعاف فولاذ المباني و بالتالي سقوطها؟ و هل كانت النيران قوية بشكل كافىء لاحداث ذلك؟. يقول "راين" " أن الشيء الذي يبدو مشتركا بين البنايات الثلاثة هو حرائق صغيرة و يمكن التحكم فيها " إن هذا الأمر يؤكده كل الشهود و كل الخبراء حيث لم تكن هناك نيران قوية في كلا البرجان.لم تكن هناك أي نيران كبيرة.أما الرواية الرسمية فقد روجت لفكرة النيران القوية عبر العرض المتكرر لمشهد إصطدام الطائرات بالأبراج و هي لحظة وقوع الأنفجار حيث إشتعلت النار و علت ألسنة اللّّهب.و قد غطت كتلة الّهب محيط إصطدام الطائرة فقط غير أن وسائل الإعلام المرئية ظلت تكرر مشهد الإصطدام و تقدم نار الانفجار و كأنها تغطي كل المبنى. و هذا غير صحيح.فبعيدا عن موقع الاصطدام لم تمن هناك ألسنة لهب.و الأهم من كل ذلك هو أن كتلة اللهب الناتجة عن الاصطدام لم تدم إلا بعض الثواني. ثم أن النيران التي إشتعلت تحت تأثير فيول الطائرة لم تدم لوقت طويل كما تحاول وسائل الاعلام الرسمية و غير الرسمية إقناعنا به.فهي لم تدم إلا 16 دقيقة.الفيول لا يظل يحترق مدة طويلة كما قد يتصور البعض أو كما تحاول الرواية الرسمية أن توهم الناس به. فالصور التي أخذت للبرج الشمالي أثناء الأحداث تظهر وجود دخان أسود و ذلك يدل على أن النيران كانت صغيرة و لم تغطي كل المبنى.أما صور البرج الجنوبي فتظهر نيرنا في محيط إصطدام الطائرة فقط. و بعد إحتراق فيول الطائرة فان النيران المتبقية مصدرها محتويات المكاتب من خشب و بلاستيك و قماش و ورق...الخ و هي نيران ضعيفة الحرارة. يحتاج الفولاذ لاذابته الى درجة حرارة تقدر بـC°1500 أو 2770 درجة فهرنهايت، و لايمكن إنتاج هذه الدرجة من الحرارة إلا بواسائل خاصة مثل an Oxyacetylinetorch أما النار الهيدروكربونية مثل تلك التي نحصل عليها بواسطة إحراق كيروزين مصفى و هو فيول الطائرة فهي غير قادرة على إنتاج كمية من الحرارة كافية لإذابة الفولاذ. و حسب بروفسور مواد الهندسة " ت. إيقا" إن الحرارة القصوى الممكن إنتاجها بواسطة مادة هيدروكربونية مثل فيول الطائرة تتراوح ما بين 1600 و 1700 فهرنهايت.و هنا يجب أن نؤكد على أن حرائق مباني مركز التجارة العالمي لم تكن كلها ناتجة عن إحتراق الفيول و إنما أغلبها ناتجا عن إحتراق محتويات المكاتب. و هذا يعني أن درجة الحرارة داخل المباني كانت أقل من الحرارة الناتجة عن إحتراق الفيول لوحده. ثم أن الفيول لم ينتشر في مبنى كل برج من أعلى الى أسفل بل إنه ظل مقتصرا على الطوابق العليا دون السفلى. فقد إحترق قبل أن يواصل تسربه الى باقي الطوابق. و قد قدر خبراء الحرائق الحرارة داخل كل مبنى بأنها تتراوح ما بين 1200 و 1300 فهرنهايت و هذه الدرجة من الحرارة هي اقل من نصف درجة الحرارة الضرورية لإذابة الحديد(F2770) أي هي بعيدة كل البعد عن أن تذيب الفولاذ الذي يطابق المواصفات المنصوص عليها أثناء تصنيعه فـ 1300 فهرنهايت هي "برد و سلام" على الفولاذ. و إن قامت بتسخينه الى حد ما فهي كذلك لا يمكن أن تضعفه الى حد كبير بالشكل الذي تم به يوم 9/11. و إذا إفترضنا جدلا أن الفيول قادر على أن يقوم بتسخين الفولاذ فان ذلك قد يحدث في حالة تعرضت الأعمدة الى الحرارة الناتجة عن إحتراق الفيول لفترة زمنية طويلة جدا قد تكون عشرات الساعات و هو ما لم يحدث يوم 9/11. نعلم أن البرج الشمالي إحتاج الى 56 دقيقة لينهار و إحتاج البرج الجنوبي الى ساعة و 42 دقيقة. و نعلم أن فيول الطائرات إحترق في ظرف 16 دقيقة. و إذا كانت النار حسب الرواية الرسمية تحتاج الى فترة زمنية لتسخين الفولاذ لإضعافه فان هذه الرواية تناقض الواقع كليا. و حسب هذا المنطق يفترض أن البرج الذي ضرب أولا و إشتعلت فيه النار لمدة أطول هو الذي ينهار أولا.غير أننا شاهدنا العكس تماما.فرغم أن البرج الجنوبي ضرب بعد 17 دقيقة من ضرب البرج الشمالي إلا أنه إنهار قبله بـ 29 دقيقة. و قد لا يثير مثل هذا الأمر أدنى شك لو كانت النار في البرج الجنوبي أكبر و أقوى. و غير أن الواقع يثبت أن النار كانت أصغر و أضعف بكثير من البرج الشمالي.و هنا نلاحظ بوضوح تعسف الرواية الرسمية على الوقائع و الحقائق العلمية.فهي تحاول أن تقنعنا بما هو مستحيل كميائيا و فيزيائيا و هندسيا لتروّج لأطروحاتها و برامجها السايسية. و لأن منطق الرواية الرسمية قد بني على أساس مغالطات تعتمد على عدم معرفة عامة الناس بالحقائق العلمية فقد دعى « T Eagar » الى كشف حقيقة ما حدث يوم 9/11 لأن الرواية الرسمية تضعنا في مواجهة إستحالة هندسية و كيميائية. و هذا يعني أن "N.I.S.T" كما هو شأن « FEMA » قد زوّرتا حقائق علمية لحساب الرواية الرسمية و بالتالي فقد أخلتا بمواصفات الحرفية و أخلاق المهنة.و لأن "راني" طالب بكشف الحقيقة فقد تم طرده من عمله بعد أسبوع من رسالته الى NIST » « و لم يحصل على رد منها على إستفساراته. و رغم ذلك واصل سعيه لكشف حقيقة ما حصل يوم 9/11.و حسب "راني"، إذا إفترضنا جدلا أن شيئا ما حدث ليخلق إستثناءا بحيث أدى إحتراق الفيول الى إضعاف حديد بناءا ما ليؤدي الى إنهياره، فان هذا الاستثناء لا يمكن أن يتكرر في ثلاثة بناءات منفصلة و صممت بشكل أقوى من المواصفات العادية.و هنا يتساءل "راني"، كيف يمكن لكل مواصفات مقاومة النيران في فولاذ البنايات أن تبطل كلّها و في اليوم ذاته و المناسبة ذاتها؟ فأي صدفة أو أي معجزة حدثت؟. و دائما حسب "راني" إذا أخذنا بعين الاعتبار درجة الحرارة الناتجة عن إحتراق فيول الطائرة و إحتراق أثاث المكاتب و غيرها من العوامل فان إمكانية إنهيار مباني مركز التجارة العالمي هي "لنقل ...واحد في التريليون " غير أن "النيست" الحكومية قد قلبت قوانين الطبيعة لفائدة كذب لجنة كين-هاملتون للتسويق لكذبة العصر. و في هذا السياق ذكرت "النيست" في تقريرها لسنة 2005 أن تسبب النيران في إنهيار مباني ظخمة ذات هيكل فولاذي "حدثا عاديا". طبعا لم تذكر "النيست" أية حالة سابقة لإعتبار بسيط هو عدم وجود أية حالة سابقة في تاريخ هذا النوع من المباني. بل إن تاريخ الكوارث و الحوادث يناقض كليا بداهة "النيست".إذ لم يحدث في التاريخ أن إنهارت بناية ذات هيكل فولاذي تحت مفعول النيران. ففي سنة 1988 إجتاحت نيرنا قوية مبنى بنك "فارست أنتار ستايت" بلوس أنجلس لمدة ثلاثة ساعات و نصف و أتت على أربعة طوابق من جملة 62 طابقا و بعد إخماد الحريق لم يظهر على هيكل البناية أيّ ضرر حسب تقرير "الفيما". و يقدم حريق مبنى "وان ميريديان بلازا" حجة أخرى ضد بداهة "النيست".و قد دام لمدة 18 ساعة أتى على ثمانية طوابق من جملة 39 طابقا. و مع ذلك فقد ذكر تقرير "الفيما" عن الحادث ما يلي"رغم تعرضها لنيران قوية ...فان الأعمدة تواصل تحمل الأثقال بدون أضرار تذكر". و في سنة 2004 إحترقت بناية من 50 طابقا بكاركاس بفنزويلا لمدة أكثر من سبعة عشر ساعة و ألتهمت النيران الـ 20 طابقا العلوية و مع ذلك لم تنهر البناية. و في أكبر حريق تقريبا بمبنى "إديفيسيو ويندسور" بمدريد في 02/12/2005 أستمرت الحرائق لمدة 16 ساعة و قد حدثت إنهيارات جزئية في الطوابق العلوية أما باقي البناية فقد شهد مرّة أخرى ضد تزوير "النيست" و الحكومة الأمريكية للتاريخ وللحقائق العلمية من أجل تبرير مشاريع سياسية.لقد كانت النيران في حريق كراكاس و فلادلفيا اشد بكثير و أطول بكثير من حريق برجي مركز التجارة العالمي و مع هذا فهي لم تنهار و لم يتضرر هيكلها. و إذا قارنا طريقة تصميم المباني الأخرى بمباني مركز التجارة العالمي فان هذا الأخير قد صمم بشكل أقوى منها و مع ذلك فان مصيرها كان أكثر مأساوية. و هنا حق للجميع أن يبدو دهشتهم من ما آل اليه أقوى مبنى في عصره، حيث صمدت مباني أضعف منه. و إذا لم تكن ضربة الطائرة مع نار الفيول غير قادران على إضعاف الهيكل الفولاذي لبرجي مركز التجارة فهذا يدفعنا للبحث عن اسباب أخرى وراء الانهيارات. 3 - هل إنهارات مباني مركز التجارة تحت مفعول المتفجرات؟ إذا جارينا الرواية الرسمية و إفترضنا أن النار الناتجة عن فيول الطائرة و محتويات البنايات هي التي أدت الى تسخين الفولاذ و بالتالي إضعافه، فان الفولاذ لن يضعف بشكل متواتزي في كل جزء من الهيكل الفولاذي. فالفولاذ الذي يكون جسم المبنى لم يترّض الى الكمية ذاتها من الحرارة لأن الفيول ذاته لم يغطي كل حيز من المبنى فثمة أماكن لم يصلها الفيول و لم تشتعل فيها النيران أصلا. فالرواية الرسمية تعتمد على مغالطة كبيرة.فكأن فيول الطائرة قد غطى كل جزء من المبنى و ظل يحترق للمدة الزمنية ذاتها حيث أنتج الكمية الضرورية من الطاقة لتسخين الفولاذ لإضعافه. و هذا غير صحيح تماما فالفيول لم يتسرب الى كل المبنى بل إقتصر على الطوابق العلوية. فهو مثلا لم يطل الطوابق السفلية حيث القاعدة الفولاذية السميكة جدا للهيكل.فاذا صدقت الرواية الرسمية فانها قد تصدق على الفولاذ الذي تعرّض الى نار الفيول مباشرة أما الأجزاء السفلية فقد ظلت بمنأى عنه و مع ذلك فانها قد إنهارت بالكيفية ذاتها التي إنهارت بها الأجزاء العليا و هذا ما هو غير قابل لأن يُقبل لأنهه مستحيل.فالأعمدة المركزية السميكة في مستوى الطوابق السفلى يفترض أن تكون قادرة على أن تحمل كل ثقل المبنى و قادرة على أن تحمل أي ضغط يسلط عليها في حالة إنهيار الطوابق العليا. و يتساءل المهندس "بيتار ماير" "لماذا لم تظل الأجزاء السفلى من الأعمدة الفولاذية السميكة واقفة بعد الإنهيار؟ فاذا كانت الرواية الرسمية صحيحة، أي أن الأضرار قد حدثت نتيجة لمفعول الضربة و النيران و قد حدث ذلك في الطوابق العليا و هذا ما أدى الى تساقط الطوابق على بعضها البعض لتشكل طبقة واحدة فاننا نَنتظر أن تظل الأعمدة الفولاذية السميكة واقفة" إن ما يمكن أن يحدث حسب تفسير الرواية الرسمية هو أن يحصل تسخين غير متكافيء لأجزاء مختلفة من الهيكل الفولاذي و بالتالي فان إضعاف الفولاذ لن يكون متكافئ التوزيع على جسم الهيكل. وهذا من شأنه أن يؤدي الى ألتواء الهيكل الفولاذي و بالتالي إنقلاب و سقوط المبنى من جهة واحدة هي الجهة التي رزحت تحت ضغط ثقل المبنى و لم يقدر الفولاذ الذي ضعف على حمله. ذلك ما يفترض وقوعه حسب منطق التفسير الرسمي. غير أن ذلك لم يحدث.فما شاهده العالم هو سقوط كل جيهات كل مبنى بشكل متوازي دقيق. حيث تهاوت الطوابق بعضها على بعض،أعلاها على أدناها.سقط بشكل عمودي مستقيم كما في عمل محتوف أخذت فيه كل القياسات الدقيقة. إن التفسير الذي تقدمه الرواية الرسمية لسقوط مباني مركز التجارة العالمي ليست له سابقة و هو مستحيل فيزيائيا. إنه تفسير يناقض لكيا المنطق العلمي و الخصائص الهندسية و التجربة التاريخية. و هذا ما جعل "راني" في رسالته الى "النيست" يقول "هذه الرواية غير معقولة. إذا حدث و أن ضعف و ذاب حديد البنايات، فأنا متأكد بأننا كلنا نتفق بأن ذلك مؤكّدا لم يكن راجعا الى نيران فيول الطائرة من أي نوع كان" إن الكيفية التي سقطت بها مباني مركز التجارة العالمي تبين أن الطوابق الدنيا قد هدمة و سُحقت قبل أن تسقط عليها الطوابق العلوية.حيث لم تقاوم الطوابق السفلى ثقل الطوابق العليا.و ذلك لأن الطوابق كانت تنهار بشكل متزامن. و يتساءل المهندس "أريك هوفشميدت":"كيف للنيران أن تنتج تلك الكميات الهائلة من الحرارة التي تستطيع هدم بناية من الفولاذ؟...إن الصور تُظهر أن النار لم تكن قوية بشكل كاف لكسر الزجاج" إن فرضية كون فيول الطائرة قام بتسخين فولاذ المباني ليجعل كل مبنى يسقط بشكل أن الطوابق كانت تتهاوى في إتجاه الأسفل بدون أي مقاومة غير ممكنة.فقد كانت الطوابق تسقط باتجاه الارض كأن لاشيء يحملها من تحت.فالبرج الجنوبي مثلا و هو ناطحة سحاب بارتفاع 1300 قدم و مكوّن من 95 طابق سقط في ظرف ثمانية (8) ثوان فقط و هي سرعة السقوط الحرّ. وتساءل "هوفشميدت" كيف يمكن للطوابق المصنوعة من الفولاذ و الإسمنت أن تسقط بعين سقوط الأجسام في الهواء؟.إن ذلك لا يحدث إلا لأن كل الطوابق كانت تنهار بشكل متزامن. إن التفسير البديل الذي يجمع عليه عدد كبير من علماء الفيزياء و الكمياء و هندسة البناء و المتفجرات و هندسة مواد البناء هو أن مباني مركز التجارة العالمي قد إنهارت بسرعة السقطة الحرة تحت مفعول المتفجرات. فهي التي تفسر تقطع المستويات السفلى من الأعمدة الفولاذية المركزية السميكة الى قطع صغيرة ممّا جعل الإنهيار كليا.و حسب "ماير" يعدو الإنهيار "مفهوما إذا كانت أسس أعمدة الفولاذ قد تحطمت بواسطة الإنفجارات في مستوى حجري الأساس.و بما أن تلك الأسس قد أزيلت و أعمدة الفولاذ الداعمة قد تحطّمت بواسطة الإنفجارات في مستويات عدة من البرجان التوأمان فان الطوابق العليا قد فقدت كل دعم فانهارت الى مستوى الأرض في عشر ثوان تقريبا"2 فاذا كان الفيول قد أضعف الفولاذ فان الإنهيار يكون بطيء بحيث يبدأ الهيكل في الإلتواء بشكل تدريجي.أما ما حدث فهو إنكسار سريع لأعمدة تحت مفعول الإنفجارات.فالإنفجارات هي التي تفسّر سرعة السقوط. و يذهب "جيف كينغ" الى أن "المشكل الأكبر و الأكثر إثارة للإنتباه الذي أراه هو، من أين جاءت تلك الكمية الكبيرة من الغبار الدقيق الذي شاهدناه أثناء الإنهيار...و من أين جاءت الطاقة الضرورية لتحول الإسمنت المسلح الى غبار". 3 عند إنهيار المباني غرقت في سحابة كثيفة من الغبار الدقيق.إنه غبار ناتجا عن سحق الإسمنت الذي يكوّن أرضية كل طابق. فعلى مستوى سطح الأرض حيث إنهارت الأبراج مشكلة طبقة واحدة من الركام لا تظهر إلا كتلا إسمنتية قليلة. إذن ماذاكان مآل آلاف الأطنان من الإسمنت التي صبّت في كل برج؟ لقد تشضت و سُحقت،فقد لاحظ "هوفشميدت" "أن قرابة مائة ألف طن (100.000)من الإسمنت في كل بناية قد تبخرت وصارت غبارا...و هذا ما يتطلب كمية كبيرة من الطاقة...فلتحويل الإسمنت الى غبار لابدّ من أستعمال المتفجرات". و ما يؤكد إستعمال المتفجرات لهدم الأبراج حسب "جيف كينغ" هو أنه لحظة الإنهيار تطاير الغبار بقوة من الأبراج بشكل أفقي و هو ما أغرق كل بناية على إمتداد 150 قدما، كما تطايرت الشضايا الإسمنتية على بعد أكثر من مائة قدم.أن مثل هذه الوقائع تدل على أن هناك قوّة دافعة هي التي سبّبت ذلك. و ثمة معطى آخر قوي يشهد على أن الأبراج قد إنهارت تحت مفعول المتفجرات ألا و هو مآل الأعمدة الفولاذية التي تجزأت الى قطع صغيرة متساوية الطول تقريبا، و حسب "هوفشميدت" "كل قطعة فولاذ في كل من البرجين قد إنكسرت تقريبا على مستوى الوصلات"2 و نجد دعما قويا لنظرية التفجير في الزلازل التي سجّلت اثناء إنهيار الأبراج.حيث سجل جهاز قيس الزلازل بجامعة كولومبيا بنيويورك و التي تبعد مسافة 21 ميل عن موقع الأحداث رجّة أرضية بقوة 2.1 عند إنهيار البرج الأول و أخرى بقوة 2.3 درجات.و قد بلغ كل زلزال أوجه عندما حدثت التفجيرات في مستوى قاعدة كل بناية لأن كمية المتفجرات كانت أكبر نظرا لشدة سماكة الفولاذ على مستوى القاعدة : 100مم. كما يعتبر إستعمال المتفجرات لكسر الهيكل الفولاذي لكل برج التفسير الوحيد علميا لبقايا الحديد الذائب، إذ أن كمية الحرارة و الطاقة الناتجتان عن التفجير هي العامل الوحيد الكفيل باذابة الفولاذ. 4 - سقوط الأبراج يظهر خصائص الهدم عن طريق التحكم إن الكيفية التي سقطت بها المباني الثلاثة لمركز التجارة العالمي تظهر أهم : (Controlled Dimolition) خصائص الهدم بواسطة التحكم فالأبراج إنهارت بشكل عمودي من أعلى في إتجاه الأسفل عبر هيكلها الذاتي .- - غرقت الأبراج في سجابة من الغبار الناتج عن التشضّي الدقيق للإسمنت و هو ما يفيد إستعمال كمية من المتفجرات أكبر من الكمية المستعملة في عملية هدم تقليدية. - تقطع فولاذ الأعمدة الى قطع صغيرة بالحجم ذاته لأن عملية زرع المتفجرات تمت وفقا لحسابات و قياسات منظّمة و دقيقة.هذا التقطع المتوازن لا يمكن أن تفسره فرضية تسخين الفولاذ و إضعافه في الرواية الرسمية و الذي يفترض أن تكون الأجزاء غير متساوية. - إن الأبراج إنهارت بشكل كامل. - إنهارت الأبراج بسرعة السقطة الحرّة تقريبا. - وجود فولاذ ذائب. و هو يدل على وجود كمية أكبر من الطاقة الناتجة عن إصطدام الطائرات و أكبر من كمية الحرارة و الطاقة الناتجة عن إحتراق فيول الطائرة. إن واقع إستعمال المتفجرات لهدم أبراج مركز التجارة العالمي تؤكده كل التحقيقات التي قام بها علماء فيزياء و كمياء و هندسة بناء و خبراء متفجرات من خلال المعاينة الميدانية لموقع الحادث و التحليلات المخبرية لعينات مأخوذة من عين المكان ، كما تؤكده شهادات أشخاص عاشوا داخل جحيم ذلك اليوم المشهود و عاشوا أقصى درجات الرّعب لأنهم بلغوا تخوم الموت و من هناك عادوا بعد أن كتب لهم عمرا جديدا لم يكتب لغيرهم.من شفى الموت عاد "ويليام رودريغيز"، من جملة من عادوا. و كان آخر من غادر البرج الشمالي قبل أن ينهار بعد أن ساهم بشكل كبير في عمليات الانتقاذ مع رجال المطافيء، و قد تم الإعتراف به رسميا من قبل الحكومة الأمريكية "بطلا" و تم تكريمه.و قد قال "رودريغاز" :"لابد أن أقول الحقيقة حول كيف إنهارت الأبراج وفاءا لاؤلائك الذين قضوا نحبهم و لأني وهبت عمرا جديدا. ليس لك خياران إما أن تقول الحقيقة أو أن تكون طرفا في اللّعبة.و أنا لا أرغب أن أكون طرفا في اللّعبة". يعمل "رودريغاز" موظفا بمركز التجارة العالمي و كان في البرج الشمالي عندما ضُرب و لأن له مفاتيح المبنى فقد رافق رجال المطافيء و ساهم في إنقاذ مئات من العاملين. و يومها أكد أنه سمع عدّة إنفجارات كبيرة.و قد صار "رودريغاز" ناشطا من أجل المساهمة في كشف خدعة الحادي عشر من سبتمبر. و أسس حركة للمطالبة بحقوق الضحايا الإسبان الذين قضوا في الحادث(الإسبان يقصد بهم ذوي الأصل الأمريكي الجنوبي أو اللاتيني)حتى يحصل أهاليهم على التعويضات الماديّة التي لم يعترف بها لأنهم عمّال غير شرعيين. و قد وصف "رودريغاز" أحداث يوم الحادي عشر من سبتمبر بأنها "خدعة سحريّة كبيرة ، إنها سراب". طبعا لم تكن شهادة "رودريغاز" يتيمة في هذا الموضوع فقد شهد بذلك الكثير من من كانوا في الأبراج قبل إنهيارها و خاصة من رجال المطافيء لأنهم آخر من غادر.و من ضمنهم "لوفي كاتشيولي" و عمره 51 سنة و عمل سنوات طويلة في إدارة مقاومة الحرائق. قال "كاتشيولي":"طابقا ، فطابقا بدأت الفرقعة...لقد بدى الأمر لي كما لو أن لديهم أدوات تفجير و قد خططوا لهدم البناية".لقد شاهد باب المصعد يتفجّر كليا و شظاياه تصيب الناس. و قال :"أتذكر أني فكرت ... كيف يمكن لذلك أن يحدث بهذه السرعة إذا كانت الطائرة قد ضربت في مستوى عال جدّا". فهو لم يقبل أن ينتقل مفعول ضربة الطائرة في أعلى الطوابق الى الطوابق الأرضية بهذه السرعة، أنه أمر غير ممكن حسب خبرته، مع العلم أن"كاتشيولي" كان في الطابق الأرضي. و طبعا لم يكن ذلك إنتقالا لمفعول ضربة الطائرة و إنما كان مفعول المتفجرات التي زرعت في كل مكان من المبنى. و قد ذكر"كاتشيولي" أنه عندما بلغ الطابق الرابع و العشرين مع رجل مطافيء آخر أنه"سمع... إنفجارا عنيفا كصوت القنبلة. لقد كان صوتا عاليا جدا. و قد إنطفأت الأنوار و تعطل المصعد". و بعد وقت قصير سمع إنفجارا قويا مثل الأول و هو ما جعله يقول:"يا ألهي هؤلاء اللّقطاء قد وضعوا قنابل هنا كما فعلوا سنة 1993...ثم سمعت إنفجارا آخر مثل الإنفجارين السابقين". و ذكر "كاتشيولي" أنه سمع بعد ذلك سلسلة من الإنفجارات الظخمة. و في السياق ذلك ترد شهادة الصحفي "ستيف إيفنس" الذي يعمل مراسلا لقناة "بي –بي-سي" و كان يومها في مكان الحادث.قال "ستيف":"كنت في أسفل البرج الثاني...كان ثمة إنفجارا...لقد إرتج أساس البناية...ثم حصل الإنفجار الثاني و بعدها بدأت سلسلة من الإنفجارات"1 و تؤكد شهادتي "كاتشيولي " و "أيفنس" شهادة "جيري توبين" الملازم بشرطة نيويورك و قد كان على عين المكان يوم الكارثة ، حيث قال :"كل ما سمعته هو إنفجارات عالية جدا لقد ضننت أننا نٌقصَف"2 إضافة الى الشهادات السابقة كانت هناك شهادات من عدة أشخاص من مشارب مختلفة تؤكد أنهم إستمعوا الى عدة إنفجارات قوية و شاهدوا مظاهر إنفجارات في البنايات قبل أن تنهار. و لم يكن لأولائك الأشخاص أي مصلحة في رواية ما لم يروه. و لا مصلحة لهم في الكذب.لقد كان هم الكثير منهم قول الحقيقة لكشف حقيقة ما حدث فعلا يوم الكارثة و هم مسكونين بالرّعب ممّا عاشوه فقد كادت الكارثة أن تبتلعهم.و شهادة العائدين أصدق. بقى أن نسأل: كيف تعاملت لجنة التحقيق الرسمية مع هذه الشهادات التي كان أصحابها في قلب الحدث؟. لقد تجاهلت لجنة كين-هاملتون في تحقيقها كل الشهادات من هذا النوع ، كما تجاهلت شهادات و وقائع أخرى تناقض الرواية الرسمية للإدارة الأمريكية، لأنها مكونة من جمهورين. 5- حول إنهيارمبنى مركز التجارة العالمي 7 إن المتابع للنقل الإعلامي لأحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 يشهد تركيزا مكثفا على برجي مركز التجارة العالمي الشمالي و الجنوبي، بحيث نشهد تغييبا نسقيا منظما لما حصل للبرج الثالث الذي إنهار في مساء اليوم نفسه و المعروف بإسم البرج رقم سبعة. و قد تكون الأغلبية الساحقة من الناس في الولايات المتحدة الأمريكية و في باقي العالم لا تعلم بأن هناك مبنى ثالثا شملته الأحداث. إنهار البرج رقم 7 في الساعة الخامسة و عشرين دقيقة من مساء الحادي عشر من سبتمبر 2001 . إنهار بشكل مفاجيء و غير متوقع. و البرج هو ناطحة سحاب ذات هيكل فولاذي كما هو شأن البرجان الآخران. و يتكون من سبعة و أربعين (47) طابقا.و ينتصب غير بعيد عن البرجين الشمالي و الجنوبي. وإذا كان البرجان الشمالي و الجنوبي قد ضربا من طرف طائرتي الرحلة 11 و الرحلة 175 فان البرج 7 يتميز عنهما جوهريا بأنه لم يتعرض الى ضربة طائرة. و هذا يعني أن هيكله لم يخضع لمفعول قوة الضربة بحيث إنكسرت أعمدة الهيكل الحاملة لثقل المبنى. كما أنه لم يتعرض لمفعول إحتراق الفيول و هو ما من شأنه أن يتسبب في تسخين الفولاذ و بالتالي إضعافه حسب الرواية الرسمية لأسباب الإنهيار في البرجين الشمالي و الجنوبي. و هنا جاز لنا أن نسأل: كيف عرف البرج 7 المصير نفسه للبرجان الشمالي و الجنوبي رغم إنعدام شروط إنهيارهما فيه؟. و كما أن وسائل الإعلام تجنبت الحديث عن البرج 7 فان لجنة التحقيق الرسمية لجنة كين-هاملتون، قد تجنبت بدورها الحديث عنه فلم تتعرض له إلا في مناسبات قليلة و بشكل سطحي. و تذهب الرواية الرسمية الى أن المبنى 7 قد إجتاحته نيران قوية ناتجة عن إحتراق خزانات وقود الدّيزل التي كانت موجودة في أحد الطوابق تحت الأرض و تستعمل لتشغيل مولدات الكهرباء.فالنار الناتجة عن إحتراق الدّيزل هي التي قامت بتسخين أعمدة الفولاذ و بالتالي فقد أضعفتها و هو ما أدى الى إنهيار المبنى.و إذا كان ذلك هو ما خلصت اليه بسرعة لجنة كين-هاملتون فان "فيما" الحكومية نفسها ليس لها الرأي ذاته.فحسب هذه الأخيرة ، إن نظرية كون محروق الدّيزل قد تسرب و أُحرق و بالتالي قام بتسخين فولاذ البناية الى حد إذابته، إن تلك النظرية حسب "فيما" مجرد فرضية ليس هناك ما يدعما "وأن نسبة حدوثها ضيقة جدا". في هذا المستوى من العرض يمكن أن نسأل : كيف أمكن لخزانات الدّيزل التي تقع في الطوابق تحت-أرضية أن تشتعل، ما الذي أطلق شرارة تلك النار؟ و إن ضن البعض أن نارا تسربت من البرجان الآخران فهذا غير ممكن و إن حاولت الرواية الرسمية الإيهام بذلك. تأكيدا لذلك لا أحد من الشهود الذين نقلوا ما جرى في المبنى ذكر أنه شاهد نارا متصاعدة من الطوابق تحت الأرض و لم يذكر أحدا أنه قد إشتم رائحة أي محروق خارجة من المبنى 7.و تؤكد ذلك الصور المأخوذة للمبنى حيث لم تظهر أي نيران في الطوابق السفلية و لا أثر لدوخان متصاعد منها.و ما سبق يفند الزعم الرسمي بوجود حرائق ناتجة عن إحتراق الدّيزل. و حسب شهادات من كانوا على عين المكان و التي تدعمها الصور التي أخذت للمبنى 7لم يكن هناك غير حريقا محدودا في الطابق السابع و الطابق الثاني عشر.و إذا ذهبنا مع الرواية الرسمية الى أن الدّيزل إحترق في الطوابق تحت الأرضية فانه لا يمكن أن يكون تسرب "الى فوق" ليغذي النيران في الطوابق العلوية.و إن أمكن قبول تسرب فيول الطائرات في الأبراج الأخرى الى الطوابق التحتية فمن غير المعقول قبول أن الدّيزل الذي يوجد في أسفل البرج 7 قد تسرب الى الطوابق العليا وإشتعل و قام بتسخين فولاذها. و مثلما سبقت الإشارة الى ذلك تشير الوقائع الى أن البرج 7 المكون من 47 طابقا لم تشتعل فيه النيران إلا في الطابقين السابع و الثاني عشر و لم تكن تلك النيران قوية لأنها ناتجة عن إحتراق محتويات المباني من خشب و ورق و بلاستيك و هي مواد لا يمكن أن تنتج عند إحتراقها كمية عالية من الطاقة يمكن أن تقوم بتسخين الفولاذ المكون لأعمدة الهيكل كما مر معنا سابقا. كل ما سبق يفرض علينا أن نتساءل : ما الذي أدّى الى إنهيار المبنى 7 من مركز التجارة العالمي هو الذي لم تضربه طائرة و لم يحترق فيه فيول أي طائرة كما كان شأن البرجان الآخران؟. قامت قناة "ب-ب- أس"الأمركية في شهر سبتمبر 2002 باجراء حوار مع مؤجّر مركز التجارة العالمي "لاري سيلفرستاين". و عندما سئل عن سقوط البرج 7 قال أنه "تلقى مكالمة من قائد مكتب مقاومة الحرائق قال له فيها أنه ليس من المؤكد أنه سيُمكن إحتراء الحرائق.فقلت له، لقد تكبّدنا خسائر فادحة في الأرواح، وقد يكون أنسب شيء هو سَحبُ البناية.و قد إتخذوا القرار بـ السحب و كنا قد شاهنا البناية تنهار".إن مصطلح "سَحَبَ" هو مصطلح تقني المقصود به هو عملية هدم متحكم فيها و ذلك باستعمال المتفجرات. و هي الطريقة التي قد يكون البعض قد شاهدها في بعض البرامج التلفزية الوثائقية حول هدم المباني القديمة.و هذه الشهادة من صاحب مركز التجارة العالمي بلحمه و دمه و على مرآى و مسمع من ملايين البشر لا يمكن أن يرقى اليها شكّ. فحسب "سلفرستاين" لقد تم "سَحب" البرج 7.و بذلك فقد قدم شهادة تكذب الرواية الرسمية كليا.و طبعا لم يقصد الرجل قول الحقيقة و إنما أخد على حين غرّة و قد حاول في مناسبة أخرى التراجع عن أقواله.و إن أمكن الحديث عن مؤامرة فان "سلفرستاين" كان أحد المتآمرين فقد قبض مبلغ 500 مليون دولار من شركة التأمين مقابل البرج 7فقط. و يقال أنه قبل مدة قريبة من تفجيرات 9/11 قد أضاف شرطا جديدا لعقد التأمين على المباني لم يسبقه اليه أحدا و ينص على أن تغطي شركة التأمين الخسائر في حالة وقوع هجوم إرهابي. و هو ما من شأنه أن يفيد بأنه كان ينتظر وقوع الأحداث.و كما سيتم بيانه لاحقا لم يكن "سلفرستاين" الوحيد الذي جمع مالا كبيرا من تفجيرات 9/11 لأنه كان يعلم بوقوعها قبل حدوثها. إذا كان المبنى 7قد تم "سحبه" كما شهد "سلفرستاين" نفسه فهذا يعني أنه قد تم وضع المتفجرات في عدة أماكن من المبنى.و حسب المهندسين و خبراء التفجير يقتضي إعداد أصغر مبنى "للسحب" عملا متواصلا لمدة أسبوعين على الأقل . و قد تتخذ عملية الإعداد أسابيع من العمل. إذن كيف تم إعداد البرج 7 "للسحب" بهذه السرعة العجيبة؟ كيف تم إتمام عمل أسابيع في ساعات في ظروف صعبة؟ فاذا كانت النار قد شبت في حدود الساعة العاشرة صباحا و نعلم أن المبنى 7 إنهار في الساعة 5:20 مساءا فكيف تم إعداده "للسحب" في ظرف أقصاه سبعة(7) ساعات و هو عمل عدة أسابيع في ظروف عادية؟ بل كيف تم العمل على وضع المتفجرات و ربطها ببعضها البعض في عدة طوابق و ربطها بجهار حاسوب و النار تلتهم كل المبنى حسب الرواية الرسمية. ألم ينقل "سلفرستاين" عن قائد مقاومة حرائق نيويورك أن النار كانت قوية بحيث يتعذر السيطرة عليها؟ كيف تم العمل في هذه الظروف التي عجز رجال المطافيء عن العمل فيها؟ إن التفسير الوحيد هنا هو أن المتفجرات كانت موجودة أصلا في المبنى قبل أن تضرب الطائرات البرجين الشمالي و الجنوبي و قبل أن تشتعل أي شرارة في البرج 7، لقد كان المبنى 7 معدا سلفا "للسحب" قبل يوم 9/11/2001. و إذا كانت المتفجرات مزروعة سلفا في المبنى 7 فلماذا لا تكون الطريقة ذاتها إعتمدت لهدم البرجان الآخران خاصة و أن الرواية الرسمية التي مفادها أن ضربة الطائرة و إحتراق الفيول قد تسببا في الإنهيار لا تصمد أمام الدحض العلمي مثلما تم بيانه سابقا.ثم أن وقوع إنفجارات في المباني تدعمه شهادات أشخاص كانوا على عين المكان. لقد تجاهلت الحكومة الأمريكية و لجنة التحقيق المنصبة من طرفها عدة وقائع و عدة شهادات حول الأحداث، و قامت بالتعسف على الوقائع لصياغة روايتها التي تتنافى مع ما حدث فعلا يوم 9/11/2001.و هذا ما يجعلنا نعتبر عن حق أن تقرير لجنة التحقيق لم يكن جهدا لكشف حقيقة الأحداث و المسؤولين عنها بقدر ما كان "عملية تغطية".إن لجنة التحقيق لم تقم بكشف الحقيقة بل قامت بحجبها وراء ستار من الإختلاقات و الأكاذيب من أجل التستر على الجناة الحقيقيين و من أجل إطلاق برامج سياسية في الداخل و الخارج و تبريرها. و هنا يمكن أن نتساءل عن هوية من قاموا بـ"سحب" مباني مركز التجارة العالمي و لماذا قاموا بذلك؟ و ما هي العلاقة بين من قاموا بعمليات "السحب" و مختطفي الطائرات من تنظيم القاعدة بقيادة أسامة بن لادن؟. كيف أمكن للطائرات "المختطفة" بلوغ أهدافها؟-II -1- حالة طائرة الرحلة 11 حسب خبراء الدفاع و الأمن في الولايات المتحدة الأمريكية و خارها لم يكن بأمكان أيا من الطائرات المختطفة أن تصل الى أهدافها لو وقع الإلتزام و إتباع المعايير و الإجراءات القانونية المفروض إتباعها في مثل هذه الحالات،لكن ما حصل يوم 9/11/2001 مناقض و مخالف كليا لتلك المعايير و الإجراءات فقد تمكنت ثلاث طائرات "مختطفة" من ضرب أهدافها بكل دقة و راحة و بدون أية تضييقات من أي نوع من أي جهة كانت. و عليه يصبح من المنطقي و المشروع التساؤل : لماذا لم يتم الإلتزام بتلك المعايير و الإجراءات ؟ هنا كذلك و مرّة أخرى نجد الحكومة الأمريكية و لجنة "تحقيقها" تصوغان فصلا جديدا من الرواية الرسمية مبني على إستغباء و إستغفال و جهل عامة الناس،أي بناءا على معرفتهما بعدم معرفة عامة الناس بالقوانين و الإجراءات المفروض إتباعها الى جانب عدم معرفتهم بالمعطيات و التفاصيل التقنية. فالحكومة تقوم دائما بإغراق عامة الناس في أفكار عامة و ضبابية مجارية و مستغلة الحس المشترك كما الكسل الذهني لدى العموم الذين لا يسعون وراء التفاصيل خاصة تلك التي ترتبط بمشاعر القلق و الخوف . و في التفاصيل تكمن الشياطين كلها. و الى حيث تكمن الشايطين نجد أن أول طائرة يقع "إختطافها" هي طائرة الرحلة 11 التابعة لـ"أمركان آرلينز" و التي غادرت مطار مدينة بوسطن في الساعة 7:59 صباحا.و بعد إقلاعها من أرض المطار قامت إدارة الطيران المدني الفيدرالي بالإتصال بها لتطلب منها البدء في عملية الصعود الى أعلى غير أن جهاز الراديو فيها قد إنطفىء و لم تقع عملية الإتصال.و عندما قام مراقب الطيران بأستكشاف وضع طائرة الرحلة 11 على شاشة جهاز ردار المراقبة لم تظهر له تلك الطائرة على تلك الشاشة.و في التفاصيل الشيطانية التقنية يعني ذلك أن جهاز "الترانسبوندر" الخاص بتلك الطائرة قد إنطفىء. و"الترانسبوندر" هو جهاز إلكتروني تجهز به جميع الطائرات التجارية و العسكرية و يرسل إشارات راديو بتردد محدد خاص بكل طائرة يلتقطها الرادار و تسمح بتحديد هوية كل طائرة في الجو.كما يسمح هذا الجهاز بتحديد موقع و إرتفاع الطائرة مما يسمح بمراقبة سير رحلة الطيران على إرتفاع و مسار محددان بدقة حتى يمنع إصتدام الطائرات في الجو. لذلك فان إنطفاء جهاز "الترانسبوندر" في الطائرة و هي في الجو يعني إعلان حالة الطواريء لدى إدارة الطيران الفيدرالي لأن الطائرة المعنية تصبح خطرا على نظام الملاحة الجوية. فقد يحدث إصطداما في الجو في أي لحظة.و في ظرف دقيقة واحدة أو بضع دقائق على أقصى تقدير يتوجب على إدارة الملاحة الجوية إعلام مركز القيادة القومية للجيش في النتاغون الذي عليه أن يعلم بدوره مباشرة فرع الجيش الخاص بالمنطقة التي تقع فيها الطائرة مصدر الخطر و في حالة الحادي عشر من سبتمبر كانت القيادة الشمالية للجيش هي المعنية. و حسب القوانين الخاصة بادارة الطيران المدني و قيادة الجيش يعني إنطفاء "الترانسبوندر"و في كل الحالات إعلان حالة الطواريء، سواء كان سبب الإنطفاء خللا فنيا أو مشكلا أمنيا مثل إختطاق الطائرة و تحويل وجهتها حيث يطفيء الخاطفون ذلك الجهاز وهو ما يجعل من غير الممكن إقتفاء أثرها و ملاحقتها. و في الساعة 8:20 صباحا خرجت طائرة الرحلة 11 عن المسار المحدد لها و في تفاصيل عمل مراقبي الملاحة الجوية يمكن أن يعني ذلك أن الطائرة يُحتمل أن تكون قد إختُطفت.و قبل هذا الوقت يفترض أن إدارة الطيران الفيدرالي كانت قد أعلمت مركز القيادة القومية للجيش في البنتاغون الذي يجب أن يكون بدوره قد أعلم القيادة الشمالية للجيش بحالة الطائرة و يُفترض أن تكون هذه الأخيرة قد بدأت الإجراءات اللازمة لمعالجة مثل هذه الحالات. و في الساعة 8:28 صباحا دارت الطائرة صوب نيويورك. و عند الساعة 8.46 صباحا ضربت طائرة الرحلة 11 البرج الشمالي. و كان ذلك بعد 32 دقيقة من إدراك إدارة الملاحة الجوية الفيدرالية للسلوك غير العادي لتلك الطائرة عند إنطفاء جهازي الراديو و الترانسبوندر فيها، وبعد25 دقيقة من التيقن من أن الطائرة قد وقع إختطافها. بالنسبة لأي إنسان "عادي" قد تبدو الرواية الرسمية ممكنة و جائزة أما بالنسبة الى أي مراقب أمني و عسكري فان تلك الرواية غريبة جدا و لا يمكن أن تصدق. لا يمنك قبول أن طائرة مختطفة في المجال الجوي الأمريكي ظلت تطير نحو هدف ما و لمدة 32 دقيقة دون أي تدخل من طرف نظام الدفاع الجوي الأمريكي. لقد كان توقف جهاز راديو طائرة الرحلة 11 عن العمل في الساعة 8:14 صباحا كفيلا بأن ينذر مراقب الملاحة الجوية ببدإ إجراءات الطوايء ثم أن إنطفاء الترانسبوندر كذلك على نفس الطائرة كان من شأنه تأكيد وجود حالة طواريء حقيقية. و تقضي إجراءات نظام الطيران الفيدرالي أن يحاول المراقب ربط إتصال بالطائرة و إذا فشلت المحاولة فان عليه أن يتصل بمركز القيادة القومية للجيش في "ظرف دقيقة واحدة" و تحتاج القيادة القومية للجيش ممثلة في القيادة الشمالية للجيش الى "بعض دقائق" "لتستعجل إرسال" مقاتلات في مهمة إعتراضية للطائرة مصدر الخطر.و من المعلوم أن القواعد العسكرية الجوية منتشرة في كل أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية.و تتوفر كل واحدة منها على مقاتلتان على أهبة الإستعداد على مدار الساعة للإقلاع تحسبا لأي طاريء. و يفترض أن تصدر الأوامر الى أقرب قاعدة جوية لمكان الطائرة مصدر الخطر.و حسب نفيض أحمد تحتاج الطائرة العسكرية من نوع "أف 15" الى دقيقتين منذ تلقيها أمر الإقلاع لتبلغ إرتفاع 2900 قدم ليكون في إمكانها الطيران بسرعة 1850 ميل بحري في الساعة "فاذا" إتبعت الإجراءات المفروض العمل وفقا لها فان المقاتلات كان كان بامكانها إعتراض طائرة الرحلة 11 عند الساعة 8:24 صباحا و على أقصى تقدير عند الساعة 8:30 صباحا أي قبل 16 دقيقة من بلوغها هدفها و إتخاذ الإجراءات اللازمة ضدها. إذن كان ثمة متسعا من الوقت لإعتراض طائرة الرحلة 11 قبل أن تصل الى نيويورك و ذلك لو إتبعت الإجراءات المنصوص عليها في قوانين كل من إدارة الملاحة الجوية الفيدرالية و القيادة الشمالية للجيش. و السؤال المحير هنا هو : لماذا لم يقع الإلتزام بتطبيق الإجراءات المفروضة قانونيا لإعتراض الطائرة و تحييدها بشكل أو آخر لما كانت تمثله من خطر أكيد؟ قد يذهب البعض من من يعتقدون في أسطورة رجل الكهوف و العصور المظلمة أسامة بن لادن الى أنه بحكمته و عبقريته و من معه و بتوفيق من الله، قد فاجأ نظام الدفاع الجوي الأمريكي و أربكه و بالتالي فقد عجز ذلك النظام بطم طميمه عن تحديد الرد المناسب ضد طائرة الرحلة 11. و قد يذهب البعض الآخر الى أن سبب عدم الإلتزام ذلك يعود الى خلاف بين قيادات الجيش حول كيفية الرد فضاع وقت ثمين في حل ذلك الخلاف و أهدرت بذلك فرصة إتخاذ الإجراء المناسب في مواجهة ما مثلته طائرة الرحلة 11 من خطر أكيد. الفرضية الثانية مردودة على أصحابها لعدة إعتبارات منها خاصة أن نوعية العملية في حد ذاتها ليست جديدة و مبتكرة بالنسبة لإستراتيجيو وزارة الدفاع الأمريكية فهذا النوع من العمليات كان محتملا وقوعه منذ أوائل الستينات و قد تدرّب الجيش الأمريكي على سبل مواجهتها كما تم تبيان ذلك في مكان آخر من هذا البحث.ثم أن الإختلافات و المجادلات التي يمكن أن تضيع الوقت محسومة قبل حدوث العملية يوم 9/11/2001.إذ أن آليات عمل إدارة الملاحة الجوية الفيدرالية قادرة على كشف إختطاف الطائرات حال وقوعه من خلال علاماته المميزة كإنطفاء كل من الراديو و الترانسبوندر و خروج الطائرة عن مسارها.كما أن القيادة القومية للجيش لها بدورها آليات و إجراءات تعامل محددة و دقيقة و معمول بها منذ عقود لمواجهة مثل هذه الحالات من إختطاف الطائرات. فالقانون الفيدرالي ينظّم آليات عمل كلا من إدارة الملاحة الجوية الفيدرالية و القيادة القومية للجيش بحيث لم يترك شيئا للإجتهاد الشخصي لمراقبي الملاحة الجوية أو الطيارين و ضباط الجيش. فمثلا إعتراض الطائرات التجارية أو الخاصة التي تظهر سلوك غير عادي صار إجراءا روتينيا يحدث أكثر من مائة مرّة في السنة في الولايات المتحدة الأمريكية. إن الحكومة الأمريكية و في مناسبات عديدة تستغل جهل و عدم دراية عامة الناس ببعض القوانين و المعطيات التقنية لتروّج الأكاذيب تبريرا لسياساتها. و كمثال فاقع على ذلك و في برنامج "ميت ذي براس" على قناة "أن-بي-سي" يوم 16 سبتمبر 2001 قال "ديك تشني" نائب الرئيس في الولايات المتحدة الأمريكية تبريرا لتأخر إعتراض الطائرة المختطفة، أن إسقاط طائرة تجارية "قرارا رئاسيا" و هو من هو وقائلا ذلك يقوم نائب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية بالخلط بين إجرائين مختلفين ، و هو خلط مقصود طبعا فالرجل من مهندسي ما حصل يوم 9/11/2001 كما سيتم تبيانه لاحقا.يخلط "تشني" عمدا بين عملية إعتراض الطائرة المختطفة و عملية إسقاطها.إن إعتراض طائرة تشكل خطرا سواء لأنها إختطفت أو لخلل فني أصابها هو إجراء أمني وقائي روتيني لا يحتاج الى إستشارة المراتب العليا لوزارة الدفاع أو الرئاسة.أنه إجراء يحدث عشرات المرات في السنة الواحدة في الولايات المتحدة الأمريكية.أما إسقاط طائرة تعتبر مصدر خطر على أرواح المواطنين في حالة إمتناعها عن الإنصياع الى إنذار الطائرات الإعتراضية فهو منصوص عليه بوضوح في معايير القيادة القومية للجيش التي تنص على معاملة الطائرة مصدر الخطر بشكل تدرجي"...و في بعض الظروف يقع إسقاطها بواسطة صاروخ" و ذلك من أجل"تقليص الخسائر البشرية" و "الحد من الخسائر في الأملاك" حسب نوراد . و السؤال الذي يطرح نفسه هنا و بالحاح هو : لماذا لم يقع إسقاط الطائرة الخطرة و لم يقع إعتراضها أصلا بحيث واصلت طريقها نحو هدفها بكل راحة لتتسبب في دمار كبير و قتل جماعي؟ قد يرد البعض بأنه لا أحد كان يعلم أن الطائرة ستضرب البرج الشمالي لمركز التجارة العالمي.طبعا إن مثل هذا الرأي لا يبرر عدم إعتراض طائرة الرحلة 11 و قطع طريقها نحو هدفها.ثم أنه إذا قبل هذا الرأي بصدد طائرة الرحلة 11 فانه لا يمكن قبوله بأي حال مع طائرة الرحلة 175 بعد أن تكون قيادة الجيش قد شاهدت ما حصل مع طائرة الرحلة 11. -2- كيف أمكن لطائرة الرحلة 175 أن تضرب هدفها؟ غادرت طائرة "يونايتد آرلينز"، رحلة عدد 175 مطار مدينة بوسطن عند الساعة 8:14 صباحا ، و هو الوقت الذي إستشعرت فيه إدارة الملاحة الجوية الفيدرالية وجود مشكل في علاقة بطائرة الرحلة 11 أي عندما إنطفأ جهازي الراديو و الترانسبوندر الخاصين بها.و عند الساعة 8:42 صباحا إنطفأ جهازي الراديو و الترانسبوندر في طائرة الرحلة 175 كما أنحرفت عن مسارها.و هذه العلامات الثلاث لإختطاف الطائرات حسب معايير كل من إدارة الملاحة الجوية الفيدرالية و القيادة القومية للجيش.و قبل هذا الوقت يُفترض أن يكونا كلاهما،إدراة الملاحة الجوية و قيادة الجيش، قد تأكدا من إختطاف طائرة الرحلة 11 بعد أن كانت قد خرجت عن مسار طيرانها المحدد بدقة و إتجهت صوب نيويورك في الساعة 8:28 صباحا.و يُفترض في إدارة الملاحة الجوية الفيدرالية أن تكون قد أعلمت القيادة القومية للجيش بأمر السلوك الغير العادي الخطر لطائرة الرحلة 11. و هذا يعني أن القيادة القومية للجيش و فرعها المعني بما تمثله طائرة الرحلة 11 من خطر، و هو القيادة الشمالية للجيش،تعلمان "باختطاف" طائرة "أولى" ثم طائرة "ثانية" و هو العلم الذي من شأنه أن يزيد في خطورة حالة الطواريء و هو الأمر الذي من المفروض منطقيا أن يدفع الى التشدد و الصرامة في الإجراءات التي يجب إتباعها تحسبا لما يمكن أن يحدث و هو خطر أكيد. لقد كان على إدارة الملاحة الجوية الفيدرالية أن تعلن حالة طواريء عامة تحسبا لعمليات إختطاف أخرى . و كان على القيادة القومية للجيش أن تفعل نفس الشيء وتعلن حالة طواريء عامة و تستغل كل إمكانياتها، وهي ضخمة، للقيام بعمليات إعتراض للطائرات التي تأكد إختطافها.فاذا كان هناك طائرة أولى و طائرة ثانية فقد تكون هناك ثالثة و رابعة و ربما أكثر. و بعد "دقيقة"، حسب شهادة الجنرال"إبرهارت" قائد القيادة الشمالية للجيش أمام الكونغرس في أكتوبر 2002، يجب أن تكون إدارة الملاحية الجوية الفيدرالية قد أعلمت القيادة الشمالية للجيش بسلوك طائرة الرحلة 175 أي الساعة 8:43 صباحا. و في ظرف دقائق قليلة كان قد توجّب على القيادة الشمالية إستعجال إرسال مقاتلات في مهمة إعتراضية. و تعلم تلك القيادة أن طائرة الرحلة 11 قد ضربت أحد أبراج مركز التجارة العالمية على الساعة 8:46 صباحا، و ذلك ما كان يجب أن يدفعها الى التعامل بالجدية و الحزم المطلوبين مع حالة طائرة الرحلة 175 الى جانب إتخاذ أقصي التدابير لمنع حدوث عملية إختطاف أخرى خاصة و أن ردارات القيادة القومية للجيش تراقب الطائرة و هي متجهة الى الوجهة ذاتها، التي إتجهت إليها طائرة الرحلة 11: مانهاتن-نيويورك. لقد كان على القيادة الشمالية للجيش أن تقوم بما من شأنه"تجنب خسائر بشرية أكبر" و "تجنب خسائر أكبر في الأملاك"، حسب ما ينص عليه قانون الدفاع.لقد كان على المقاتلات تحييد طائرة الرحلة 175 أي إسقاطها. أما ما حدث فعلا فهو مواصلة طائرة الرحلة 175 طيرانها نحو هدفها لتضرب البرج الجنوبي لمركز التجارة العالمي عند الساعة 9:03 من صباح يوم 9/11/2001 بدون أن تعترضها أي مقاتلة. و بالتأكيد إن إختيار توقيت الأحداث ليس صدفويا، صباحا.فهل نام نظام الدفاع الأمريكي؟ إن ما لا يمكن أن يقبله أي خبير عسكري هو أن لا يقع إعتراض طائرة الرحلة 175 خاصة بعدما علمت القيادة الشمالية للجيش بأمر طائرة الرحلة 11.إذ لم يكن أمر إعتراض الطائرات إجراءا خارقا للعادة لدى القوات الجوية بل هو إجاء عادي جدا، إنه روتين يقع أكثر من مائة مرّة في السنة كما سبقت الإشارة الى ذلك.فكيف صار فعلا روتينيا لدى القوات الجوية أمرا مستحيلا؟ و حسب السيد "تشني"، نائب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية ، أمر رئاسيا؟ لقد ذكرت القيادة الشمالية للجيش أنها إستعجلت إرسال المقاتلات لإعتراض طائرة الرحلة 175 غير أن المقاتلات و صلت مأخرة ويرجع ذلك الى أن إدارة الملاحة الجوية الفيدرالية قد أعلمتها بأمر الإختطاف بشكل متأخر.و هذا يعني أن تلك القيادة تلقي المسؤولية على إدارة الملاحة الجوية.إلا أن هذا الأمر يبدو صعب التصديق. إذ لم تسجل حالات سابقة أعلمت فيها إدارة الملاحة الجوية الفيدرالية القيادة القومية للجيش بحالة طواريء بشكل متأخر فالقوانين والقواعد واضحة لدى إدارة الملاحة الجوية الفيدرالية. و إذا كانت القيادة القومية للجيش تحمل مسؤولية التقصير في الرد الى إدارة الملاحة الجوية الفيدرالية فان "بول تومبسون"و "ألان وود" يتساءلان لماذا لم يقع تتبّع مراقبي الملاحة الجوية قضائيا و إداريا لأن تقصيرهم المُفترض قد أدى الى قتل آلاف المواطنين الأمريكيين و ألحق الدمار بأملاك آخرين.فالى يومنا هذا(2008) لم تقع محاسبة أي موظف من إدارة الملاحة الجوية الفيدرالية. و هذا مما يدل على تحمل القيادة الشمالية للجيش المسؤولية كاملة و مع ذلك لم نشهد كذلك الى اليوم(2008) محاسبة لأيا كان من تلك القيادة على ذلك "التقصير" البين. إن عدم محاسبة أي موظف من إدارة الملاحة الجوية الفيدرالية أو أي ظابط من القيادتين القومية و الشمالية للجيش هو من أهم الأدلة على عدم صحّة الرواية الرسمية وهو دليلا على أن الأمر يتجاوزهم الى مناصب عليا هي التي عطّلت إتباع الإجراءات المعمول بها في نظام الدفاع الأمريكي في حالات مماثلة لما حصل يوم الحادي عشر من سبتمبر 2001كما تلك الأقل خطورة منها. و في إطار ذلك "التقصير" أو "الإخلال" الذي كان مقصودا كما ستتم محاولة تبيانه في مختلف مفاصل هذا السفر، و في خطوة مستغربة أصدرت القيادة الشمالية للجيش أوامر الإعتراض الى قاعدة "أوتيس" للقوات الجوية بـ"كاب كود" التي تبعد مسافة 180 ميل عن نيويورك و لم تصدر تلك الأوامر الى قاعدة "ماك قواير" الجوية بولاية نيوجيرسي التي لا تبعد الا 70 ميلا فقط. فعندما ضربت طائرة الرحلة 175 البرج الجنوبي كانت طائرات الإعتراض لاتزال على بعد 70 ميلا. و حسب القيادة الشمالية للجيش إحتاجت الطائرات الى 19 دقيقة لتبلغ نيويورك و مع أن طلب الإعتراض من مقاتلات "أوتيس" بدلا عن مقاتلات "ماك قواير" كان "خطأ فادحا" فانه كان بامكان تلك الطائرات إنقاذ الموقف لو طارت بسرعتها القصوى أي 1850 ميل في الساعة بحيث كان بامكانها بلوغ فضاء نيويورك في ظرف ثمانية دقائق بدلا عن 19 أي كان بامكانها أن تصل قبل 3 دقائق لإسقاط الطائرة الخطرة على الأرواح و الأملاك.غير أن ذلك لم يحصل لأمر في نفس يعقوب. و حسب كل المرقبين المحايدين و المنصفين لقد كان على القيادة الشمالية للجيش أن تعطي أمر الإعتراض الى أقرب قاعدة أي الى قاعدة "ماك قواير" الجوية التي تحتاج مقاتلاتها الى 3 دقائق فقط لتصل الى نيويورك بحيث يكون لديها متسعا من الوقت لأخذ أحسن التدابير لمنع وصول الطائرة الخطرة الى هدفها.لكن حسابات "الشيطان" كانت غير ذلك. في اليوم الموالي للأحداث صرّح قائد القوات الجوية الروسية "أناتولي كونوكوف" لجريدة "البرافدا" قائلا:" عموما إنه مستحيل تنفيذ عملية إرهابية بالسيناريو نفسه الذي حدث في الولايات المتحدة البارحة " إن عملية من هذا النوع لايمكن أن تحصل في بلد بقدرات أقل من قدرات الولايات المتحدة الأمريكية. لا يمكن أن يحصل ما حصل يوم الحادي عشر من سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة الأمريكية إلا في بلد ذي قدرات جوية ضعيفة.أما الدولة التي تملك أحدث تكنولوجيا الرادارات و أحدث و اسرع المقاتلات و أهم علماء الإستراتيجيا فلا يمكن أن يحدث فيها ما حدث يوم 9/11/2001 في الولايات المتحدة الأمريكية إلا إذا كان هناك تواطيء أو تآمر داخلي، إلا إذا كان الشيطان في الداخل.إن الذي يروج للرواية الرسمية لا يقوم إلا بالضحك على ذقون العالم و يتمادى بأن يطلب من العالم أن يصدق أن شيخ الكهوف و العصور المظلمة أسامة بن لادن و قاعدته المزعومة قد صاغا و خططا و نفذا كل ما حصل يوم الحادي عشر من سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة الأمريكية. في ذلك اليوم المأساوي و التراجيدي، لأنه بالفعل كان و بكل المقايس مأساويا وتراجيديا، كان ثمة من عطل إتباع الإجراءات المتبعة من قبل نظام الدفاع الأمريكي، و من عطل تلك الإجراءات لابد و أن يكون طرفا قادرا على ذلك بأمر فيطاع مثل رئيس الدولة أو وزير الدفاع أو قائد الجيش أو قائد القيادة الشمالية للجيش و القوات الجوية أو الكل في نفس الوقت. 3- كيف أمكن ضرب مقر وزارة الدفاع الأمريكية؟ غادرة طائرة "أمريكان آرلينز"، رحلة 77 مطار "دولز" بولاية ميريلاند المحاذية لإقليم كولومبيا حيث العاصمة واشنطن على الساعة 8:20 صباحا. و عند الساعة 8:46 صباحا إنحرفت عن مسار خط طيرانها.و هذا يعني أنه صار متأكدا لدى إدارة مراقبة الملاحة الجوية الفيدرالية أن الطائرة قد وقع إختطافها و تحويل وجهتها، حسب المقاييس المتبعة.و عند الساعة 8:50 صباحا إنطفأ جهار الراديو على تلك الطائرة و أصبح الإتصال بها غير ممكن. و عند الساعة 8:56 صباحا إنطفأ جهاز الترانسبوندر و غابت الطائرة من على شاشات رادار إدارة الملاحة الجوية الفيدرالية و طبعا لا يمكن لها إن هي غابت هناك أن تغيب كذلك من على شاشات رادارات القيادة القومية للجيش. و حسب المعايير الإجرائية القانونية المتبعة يُفترض أن تكون إدارة الملاحة الجوية الفيدرالية قد أعلمت القيادة القومية للجيش بالسلوك غير العادي لطائرة الرحلة 77 دقيقة واحدة بعد خروجها عن مسار رحلتها أي على الساعة 8:47 صباحا. و بعد دقائق معدودة يُفترض أن تكون القيادة الشمالية للجيش قد إستعجلت إرسال مقاتلات في مهمة إعتراضية للطائرة مصدر الخطر. و بعد أن ضربت طائرة الرحلة 11 البرج الشمالي و ضربت طائرة الرحلة 175 البرج الجنوبي كانت طائرة الرحلة 77 هي الثالثة التي يسجل إختطافها. و في مثل هذه الظروف يُفترض أن تكون كلا من إدارة الملاحة الجوية الفيدرالية و القيادة القومية للجيش قد رفعتا من درجة حالة الطواريء في صفوفهما تحسبا لأي طائرة أخرى قد تختطف أو قد تكون إختطفت بالفعل.لقد كان على القيادة القومية للجيش أن تكون قد إستعجلت إرسال طائرات مقاتلة في عدة إتجاهات إستراتيجية داخل الولايات المتحدة كلها و خاصة العاصمة الفيدرالية واشنطن حيث توجد مقرات كل من الرئاسة و الكونغرس و القيادة العامة للجيش ذلك إضافة الى أهمية المنطقة إقتصاديا و بشريا إذ تعتبر منطقة أقليم كولومبا و المناطق المحاذية لها من ولايتي فرجينيا و ميريلاند من أكثر المناطق كثافة سكانية في الولايات المتحدة الأمريكية إضافة الى أنها تضم كل السفارات و البعثات الديبلوماسية الاجنيبة و التي يُفترض في حكومة الولايات المتحدة الأمريكية توفير الأمن و الحماية لها. لقد كان من المفروض إستعجال إرسال مقاتلات لحماية البلاد من أي خطر ممكن حتى بدون أن تتلقى القيادة القومية للجيش نبأ إختطاف طائرة الرحلة 77.غير أن هذا المفروض والواجب فعله و الذي لا يحتاج الى أية عبقرية إستثنائية و الذي ينم عن الحد الأدنى من المنطق و الحس الأمني و القيام بالواجب لم يحدث، رغم أن المسؤولين الأمريكيين ممثلين في الرئاسة،مثلا، كانوا على علم بأن الولايات المتحدة الأمريكية قد وقعت مهاجمتها، ألم يسّر "أندي كارد" رئيس موظفي البيت الأبيض الى الرئيس بوش الأبن بعد أن ضربت الطائرة الثانية هدفها:"...أمريكا تُهاجَمُ/يُعتدى عليها" لقد واصلت طائرة الرحلة 77 طيرانها في كل راحة لتضرب مقر وزارة الدفاع(9:38 صباحا)الأمريكية، أي ضربت مقر القيادة العامة ليس لصاحبها أحمد جبريل إنما مقر القيادة العامةلأحدث و أقوى جيش نظامي في العالم.و هو ما يدفع الى إستحضار سخرية حسنين هيكل عندما سئلته "الغارديان" اللّندنية حول ما إذا كان أسامة بن لادن هو المسؤول عن أحداث الحادي عشر من سبتمبر حيث رد قائلا"عندما أسمع بوش يتكلم عن القاعدة...فاني أضحك لأني أعرف ماذا هناك" و هنا جائز لنا أن نسأل: كيف كان من الممكن مهاجمة مقرّ القيادة العامة للولايات المتحدة المريكية سواءا جوّا أو برّا أو بحرا؟ كيف أمكن ضرب مقر الدماغ المفكر لجسد الجيش الأمريكي و ما أدراك ما الجيش الأمريكي؟أبهذه الدرجة من اليسر و السهولة يمكن الوصول الى مقرّه و ضربه في عقله و من من ، من مجموعة صغيرة من الإرهابيين المفترضين؟ فماذا لو كان من صاغ و خطط و نفذ الهجوم هم الجنرالات الروس. فقد يكون السيناريو المحتمل هو إحتلال واشنطن في سويعات. و عليه و بعيدا عن الرواية الرسمية التي تقوم كالعادة على إستغباء و إستغفال عامة الناس بحكم إفتقادهم للمعلومات التقنية، ما الذي ضرب مبنى النتاغون؟ كيف ضرب الجيش الأمريكي على دماغه؟. إن سؤال: كيف أمكن لطائرة أو أي جسم طائر من أي نوع كان أن يضرب البنتاغون هو أكثر الأسئلة إحراجا و إرباكا للرواية الرسمية، و الإجابة عليه من أكثر الإجابات التي توجه إصبع الإتهامم الى مسؤولي البنتاغون نفسهم كما سيتم تبيانه لاحقا. لكن في هذا المستوى من العرض يمكننا أن نسأل : ألم يكن للبنتاغون نظام دفاع خاصّ به بأعتباره مقرّ قيادة الجيش؟ و لأن البنتاغون يقع ضمن نطاق العاصمة واشنطن دي سي باقليم مولومبيا، ألم يكن للعاصمة الفيدرالية الأمريكية نظام دفاع لحمايتها من أي هجوم؟ هل يمكن أن نتصور و نقبل أن العاصمة واشنطن لم تكن محميّة؟ و إذا كانت محميّة ما الذي عطل نظام الدفاع الخاص بها يوم الحادي عشر من سبتمبر 2001 بحيث لم يضطلع ذلك النظام بالمهمة المناطة بعهدته؟ -أ- نظام البنتاغون الدّفاعي بالإضافة الى أن أمن البنتاغون يتبع أمن العاصمة واشنطن فان له نظام دفاع خاص به يتكون من خمس بطاريات صوارخ أرض-جو.و طبعا لا يجب أن نتصور تماشيا مع الإستغباء الرسمي أن تلك الصواريخ تشتغل بالفحم الحجري و تُشغل يَدويا. فهذه المنظومة لابد و أن تكون من أحدث ما أنتجت المركبات الصناعية العسكرية الأمريكية. و هي ليست صواريخ مضادة للطائرات فقط و إنما للصواريخ كذلك.إنها مخصصة لإعتراض و إسقاط أحدث ما أنتجته الصناعت العسكرية الروسية، فمن روسيا تنتظر الولايات المتحدة الأمريكية الهجوم و تستعد له. و بالتالي، إذا كان نظام دفاع البنتاغون مخصص لإحباط هجوم روسي بصواريخ متطورة جدّا فكيف لم يتسنى له إحباط هجوم بطائرة تجارية ثقيلة و بطيئة السرعة و الحركة مثل البوينغ 757 يوم الحادي عشر من سبتمبر 2001؟ إذا لم تكن الصواريخ العدوة قادرة على إختراق ذلك النظام فكيف إخترقته طائرة بوينغ 757؟. و كما يقول "تيري مسون": "لابّد من إيجاد تفسير" ينطلق "تيري مسون" من معطى علمي/تقني و هو أن كل طائرة عسكرية أو صاروخ يكون مزودا بجهاز ترانسبوندر.و هو الجهاز الذي يسمح للطائرات الأمريكية،مثلا،بأن تتعرّف على بعضها البعض بأعتبارها طائرات "صديقة" فلا يهاجم بعضها البعض.كما يجعلها ذلك الجهاز قادرة على التعرّف على الطائرات الحليفة و تمييزها عن الطائرات المعادية كما يمكن الترنسبوندر الصواريخ الأمريكية من تمييز الطائرات الأمريكية فلا يهاجمها. و بناءا على ذلك فان بطارية صواريخ أمريكية لا تهاجم طائرات عسكرية أمريكية في حالة مرورها ضمن مجال عملها، لأن الترانسبوندر الخاص بها يُرسل إشارات تتعرف بموجبها بطارية الصواريخ عليها باعتبارها "صديقة" أما الأجسام التي لا ترسل تلك الإشارات فيقع تعريفها ،بالإعتماد على نظام تحديد هوية الأجسام الطائرة،على أنها "معادية" و تقع مهاجمتها. و ها هنا تَنحَلُ واحدة من أكبر المعضلات التي طرحتها إعتداءات الحادي عشر من سبتمبر و المتعلقة بمهاجمة مقر قيادة أركان أحدث و أقوى جيش في العالم،أحصن مكان في العالم ربّما. لقد دخل "الجسم الطائر" سواءا كان صاروخا أو طائرة عسكرية مجال عمل نظام دفاع البنتاغون و لم يقع الرّد عليه من طرف بطاريات الصواريخ أرض-جو و لم يحصل ذلك لأن تلك الصواريخ و بالإعتماد على نظام تحديد هوية الأجسام الطائرة قد تعرّفت على ذلك "الجسم الطائر" كـ..."صديق". و تتأكد تلك "الصداقة" عندما نعلم أنه عند إقتراب ذلك "الجسم الطائر" من البيت الأبيض القريب من البنتاغون ليَدُور قبل أن يضرب هدفه، فان بطاريات الصواريخ الخاصة بحماية البيت الأبيض لم تهاجمه كذلك لأن تلك الصواريخ كذلك قد تعرّفت على ذلك "الجسم الطائر" كـ ..."صديق"، لقد كان ذلك الجسم يرسل إشارات "صديق" بواسطة الترانسبوندر الخاص به. و بانحلال هذه المعضلة تنحل معضلة أخرى تتعلق بطبيعة الجسم الذي ضرب الجيش الأمريكي على دماغه، البنتاغون، هل هو طائرة تجارية هي طائرة الرحلة 77 كما تذهب الى ذلك الرواية الرسمية أم هي طائرة عسكرية أم صاروخا؟. إن ما سبق ذكره و حسب "تيري مسون" يكشف بما لا يقبل الشك أن الجسم الذي ضرب البنتاغون لم يكن طائرة من بوينغ 757 التجارية لأن هذه الأخيرة ليست مزودة بجهاز ترانسبوندر من النوع ذاته الذي تزود به الطائرات العسكرية و الصواريخ.فترانسبوندر الطائرات التجارية يُحدد موقعها و إرتفاعها على شاشات رادارات المراقبة و لا يحدد هويتها "صديقة" أم "عدوة" كما هو الشأن بالنسبة للطائرات و الصواريخ العسكرية. إن ما يخلص اليه "تيري مسون" في كتابه "فضيحة البنتاغون" أو "البنتا-غيت" هو أن مسؤولين في البنتاغون و من أعلى مستوى هم من قام بمهاجمة البنتاغون.إذ لم يكن ممكنا لأي جسم طائر أن يهاجم أحصن المواقع العسكرية في العالم ، البنتاغون بدون أن يغامر بوجوده قبل الوصول اليه.و لم يكن ممكنا لهذا الجسم أن يهاجم دماغ الجيش الأمريكي لو لم يكن "يعلم" أن طريقه اليه سالكة و وصوله الى تلك الدّماغ آمنا/مؤمنا.و يتضمن ذلك الحقيقة الفجة و المؤسفة التالية: يوم الحادي عشر من سبتمبر 2001 من كان المفروض فيهم أن يكونوا حماة البنتاغون هم "حراميوه" بحسب العبار الدارجة.لقد كان الشيطان في الداخل هذه المرّة كذلك. و بناءا عليه فليست عبقرية شيوخ القاعدة و حرفية هاني حنجور القائد المفترض لطائرة الرحلة 77 هما اللّتان إخترقتا نظام دفاع الولايات المتحدة الأمريكية و أبطلا فاعليته. إن ما سبق من شأنه أن يفسر كذلك لماذا ضرب البنتاغون في جناحه الأكثر تحصينا حيث تم حديثا تجديد الجناح و تدعيمه. و لأن بعض الأشغال لاتزال جارية فيه فقد كان خاليا من موظفيه تقريبا. و لأن عساكر واشنطن هم الذين دبروا بليل العملية فلم تحتمل قلوبهم أن يقع عددا كبيرا من الضحيا بينهم. لقد كان إغلب ضحايا "خدعة" البنتاغون من عمّال البناء الذين كانوا يباشرون الأشغال هناك. ولأغبى إنسان أن يسأل: لماذا لم يهاجم "الإرهابيون" الجناح الشرقي لمبنى البنتاغون حيث لا يخفى على أحد أنه يضم مكتب وزير الدفاع "دونالد رامسفيلد" و موظفين سامين آخرين؟هل أراد الإرهابيون توفيرهم و عدم الإضرار بهم هم الباحثون المفترضين عن إحداث أكبر ما يمكن من الدمار و الضحيا و ياحبذ لو كانوا من أعلى مستوى؟ و ليَضرب ذلك "الجسم الطائر"، المفترض أن يكون طائرة الرحلة 77 حسب الرواية الرسمية، ذلك الجناح الخالي فقد إحتاج الى أن يقوم بحركة بهلوانية صعبة جدا و خطيرة تمثلت في النزول من إرتفاع 7000 قدم في ظرف دقيقتين و نصف بشكل لولبي، و الحال أنه كان بامكانه ضرب المبنى من فوق مباشرة و هو ما من شأنه إحداث خسائر أكبر في المبنى و في الأرواح و هو الهدف المفترض للإرهابيين المفترضين. -ب- نظام واشنطن دي-سي الدّفاعي ثمة بداهة يمكن الإنطلاق منها للنظر و التحقيق في ما جد يوم الحادي عشر من سبتمبر في الولايات المتحدة الأمريكية، و تتمثل في كون أن العاصمة في مختلف بلدان العالم بما فيها عواصم أكثر البلدان تخلفا يجب أن تكون محميّة و ذلك لأن العاصمة هي رمز سيادة كل دولة و مقرّ تلك السيادة و فيها تتركز أغلب مؤسسات الدولة و أجهزتها.إضافة الى أن أغلب العواصم السياسية هي في الأن ذاته عواصم إقتصادية. و لاشك أن أمن و إستقرار كل بلد يقتضي أمنه و إستقراره الإقتصادي. وإذا إتسحضرنا واقع الثقل السياسي و الإقتصادي للعاصمة الفيدرالية الأمريكية واشنطن الواقعة باقليم كولومبيا الذي يتوسط و لايتي فرجينيا و ميريلاند المترابطتان من كل النواحي مع العاصمة، أمكن لنا إن نحن قمنا ذلك أن نقدر حجم الحماية التي يجب أن تكون متوفرة لعاصمة بلد بحجم و قوّة و ثراء و أهمية الولايات المتحدة الأمريكية. إن الهجوم الذي وقع على عاصمة الولايات المتحدة ، واشنطن و رمز قوّتها، البنتاغون،مثيرا للغرابة حقا و لا يكاد يُصدق وقوعه كما هو شأن باقي أحداث ذلك اليوم. باديء ذي بدء يمكننا أن نسأل: لماذا أمرت القيادة الشمالية للجيش إستعجال إرسال مقاتلات من قاعدة "لنقلي" للقوات الجوية التي تبعد مسافة 130 ميل عن العاصمة و لم تصدر تلك الأوامر الى قاعدة "أندرو" الجوية التي لا تبعد أكثر من مسافة 10 أميال فقط، نعم عشرة أميال فقط، و هي القاعدة الجوية المناط بعهدتها حماية واشنطن العاصمة الفيدرالية للولايات المتحدة الأمريكية. و قد جاء الرد على هذا السؤال على لسان الجنرال "لاري أرنولد"، من قاعدة "أندور" نفسها، حيث قال حسب جريدة "يو أس أس توداي":" لم يكن لدينا أيّة طائرة في حالة إستعداد/تأهب" و في نفس العدد من من جريدة "يو-أس-أي توداي" صرّح مسؤولا في البنتاغون قائلا:" إن الحرس الجوي القومي لإقليم كولومبيا كانت له طائرات مقاتلة بقاعدة أندرو للقوات الجوية التي تبعد مسافة 15 ميل عن البنتاغون، غير أن تلك الطائرات لم تكن في حالة تأهب و لم تكن جاهزة" إذن هناك مسؤول في وزارة الدفاع ينفي أن تكون لقاعة "أندرو" طائرات أصلا و الثاني أقر بوجود طائرات لكنها لم تكن في حالة تأهب لتخرج في مهمة إعتراض. و هنا يمكن أن نؤكد أن كلا منهما لم يقدم المعلومات الصحيحة و كلاهما يفتقد الى المصادقية و هما لا يقولان الحقيقة. و حسب ما صرّح به مسؤول عسكري في الحرس القومي للولايات المتحدة الأمريكية لجريدة الـ"سان ديياقو يونيون تريبيون" ليوم 12/09/2001 كتبت هذه الأخيرة "أن الدفاع الجوي حول العاصمة توفره أساسا طائرات مقاتلة من قاعدة "اندرو" للقوات الجوية في ميريلاند المحاذية لإقليم كولوميبا و يتخذ الحرس الجوي القومي لإقليم كولومبيا مقرا له هناك.و هو مجهز بطائرات مقاتلة من نوع أف-16. و حسب ما ذكر ناطقا باسم الحرس القومي " غير أن المقاتلات لم تحلق في فضاء واشنطن إلا بعد الهجوم على البنتاغون"(أين مرجع) و حسب الموقع الإلكتروني لقاعدة "أندرو" الجوية تضم هذه القاعدة سربين من الطائرات جاهزة للقتال. الأول هو سرب المقاتلات الواحد و العشرين التابع للجناح المقاتل المائة و الثالث عشر المجهز بطائرات أف-16 و يحدد الموقع الإلكتروني للقاعدة مهمة هذا السرب المقاتل على أنها : " الجاهزية و القدرة على الرّد و الدّفاع عن إقليم كولومبيا في حالة كارثة طبيعية أو طواريء مدنية" كما تضم قاعدة "أندرو" السّرب 321 للمقاتلات المهاجمات التابع للبحرية التابع للفرقة 49 للبحرية.و يضم هذا السّرب المقاتلات المتطورة من نوع "أف-أي-18 هورنيت" و له مقاتلات دائما على أهبة الإستعداد لأي حالة طواريء. كما تضم قاعدة "أندرو" مقر الحرس القومي للأقليم كولومبيا الذي ورد على موقعه الإلكتروني أن مهمته هي "توفير وحدات مقاتلة على أعلى درجة من الجاهزية". و هنا أمكننا أن نسأل و عن حق، عن عذر الجيش الأمريكي بكل فرقه و فروعه في عدم الدفاع عن أمن العاصمة الفيدرالية رغم جاهزيته الكاملة و هي مسألة في صلب مهامه. طبعا لم يكن هناك أي رد منطقي من القيادات العسكريّة الأمريكية على مثل هذه الأسئلة المحرجة.أما الرد الوحيد الذي قاموا به فهو المسارعة بتغيير عناوين المواقع الإلكترونية للقواعد الجوية و حذف و تغيير عدّة معطيات لتلائم الرواية الرسمية.و قد لاحظ كل من "توميسون" و أحمد نفيض، و غيرهما ذلك التغيير و هو ما من شأنه أن يزيد في تدعيم الشكوك في ضلوع المؤسسة العسكرية الأمريكية في إعتداءات الحادي عشر من سبتمبر 2001.و إلا ما مصلحة البنتاغون في تغيير المعلومات على المواقع الإلكترونية كما تساءل "ترايبلي" ( أن-بي- أتش 43/ مرجع غير دقيق يا سي سامي). -ج- لماذا لم يقع إستعجال إرسال مقاتلات لحماية العاصمة و البنتاغون؟ و إذا كان إقليم كولومبيا له نظام دفاع خاص به مزوّدا بأحدث المقاتلات و على درجة عالية من الجاهزية للرّد و للدفاع عن أمن العاصمة الفيدرالية الأمريكية فلماذا لم يقع إتباع "المعايير الإجرائية المتبعة" و التي تقضي باستعجال إرسال مقاتلات في مهمة إعتراضية في حالة وجود طائرة مدنيّة مختطفة تشكل خطرا ممكنا؟ لقد كان إتباع تلك المعايير كفيلا بابطال الهجوم على العاصمة و رمز سيادتها و قوتها، البنتاغون. إن التفسير الذي يقدمه عساكر واشنطن لهذا "الفشل" في الرّد هو أن إدارة الملاحة الجوية الفيدرالية لم تعلم القيادة القومية للجيش بأمر السلوك غير الطبعي لطائرة الرحلة 77 إلا في وقت مأخر و هو ما أخر الرّد. و لأن تلك الإدارة لم تعلم عساكر البنتاغون فلا سبيل لهم لمعرفة أمرها. أولا هل يُعقل أن نَقبل أن إدارة الملاحة الجوية القيدرالية لم تعلم القيادة الشمالية للجيش بأمر إنقطاع الإتصال بطائرة الرحلة 77 و خروجها عن مسارها؟ و هل يمكن لأي سبب أن تكون تلك الإدارة لم تقم بما يجب عليها القيام به،واجبها؟ المرجح منطقيا و واقعيا أنه لم يكن هناك أي داع حتى لا تقوم إدارة الملاحة الجوية الفيدرالية باعلام القيادة الشمالية للجيش بأمر طائرة سلكت سلوكا غير طبيعي ثم أنه لم تسجّل أي حالة من هذا النوع ضد تلك الإدارة سابقا. و كما سبق ذكره لو كان التقصير من مراقبي الملاحة الجوية في غرفة الرادار التابعة لإدارة الملاحة الجوية لماذا لم تقع محاسبة أي موظف و تتبعه عدليا و إداريا نظرا لإخلاله بواجبه المهني و تسببه في موت الآلاف حسب الرواية الرسمية؟. ثم إن هذا التفسير الذي قدمته القيادة القومية للجيش يتناقض مع تصريح "لورا براون" الناطقة باسم إدارة الملاحة الجوية الفيدرالية لوسائل الإعلام حيث ذكرت أن إدارتها قد بدأت إتصالا متلفزا عبر الأقمار الصناعية "في ظرف دقائق" من ضرب الطائرة الأولى للبرج الشمالي و ذكرت "براون" أن إدارتها شاركت القيادات العسكرية و الأمنية كل المعلومات حول كل الطائرات المختطفة في الوقت المناسب بما فيها طائرة الرحلة 77 إن كون إدارة الملاحة الجوية الفيدرالية أعلمت القيادة الشمالية للجيش هو الأمر الأرجح فحصول تلك الإتصالات المتلفزة التي ربطت الشخصيات العسكرية والسياسية و الأمنية تؤكده عدة جيهات و هي إجراء ضروري يحدث في كل حالات الطواريء من أجل التنسيق بين كل الأطراف المعنية و إتخاذ القرارات و الإجراءات المناسبة لمواجهة حالة طواريء. إن إنكار وزارة الدفاع الأمريكية علمها بأن طائرة الرحلة 77 وقع إختطافها و خرجت عن مسارها و هي متجهة صوب العاصمة واشنطن يفتقد الى المعقولية و ليس ثمة ما يدعمه في الواقع. و هنا و مرّة أخرى يقوم مسؤولوا وزارة الدفاع الأمريكية المسؤولين عن الدفاع عن الوطن بتزوير الحقائق و عدم قولها معولين في تصديق ما يقولونه على جهل عامة الناس بالحقائق و المعلومات التقنية. فهل يمكن لعاقل أن يقبل أن تطير طائرة في غير مسارها و لا ترصدها رادارات الجيش الأقوى في العالم؟ إن ما لا يمكن قبوله من قبل الخبراء( و حتى من قبل الأغبياء)، هو زعم وزارة الدفاع الأمريكية بأنه لم يكن لها علم باختطاف طائرة الرحلة 77، فمن غير المعقول و ما لا يمكن قبوله و تبريره أن تطير طائرة في غير مسار رحلتها و لمدة 29 دقيقة و في إتجاه العاصمة الفيدرالية الأمريكية و لا تتمكن الرادارات العسكرية للأقوى جيش في العالم من كشفها.لقد قال ناطق باسم البنتاغون"ببساطة لم يكن البنتاغون يعلم أن هذه الطائرة متجة صوبنا"(مرجع غير دقيق يا سي سامي) وهنا نباغت مسؤولا أمريكيا يحاول الكذب على ذقون العالم. فحسب "تيري مسون" إذا لم تكن رادارات إدارة الملاحة الجوية الفيدرالية قادرة على إقتفاء أثر طائرة الرحلة 77 بعد إنطفاء جهاز الترانسبوندر فان الأمر يختلف مع أحدث أجيال الرادارات التي يمتلكها الجيش الأمريكي. و دائما حسب مؤلف "بنتا-غيت" يغطي "المجال الجوي لأمريكا الشمالية كلها أي الولاياتPAVE PAWS نظام رادار " المتحدة الأمريكية و كندا و آلاسكا و لا يفوته أي شيء يحدث في هذا المجال. و هو قادر على كشف و تصوير عددا كبير من الأهداف في نفس الوقت مثل إطلاق غواصة لعدد كبير من الصواريخ البالستية.و يتساءل صاحب كتاب "فضحة النتاغون" إذا كان هذا الرادار قادرا على القيام بذلك و بفاعلية كبيرة جدا فهل يريدون لنا أن نصدق أنه لم يكن بامكانه كشف و تصوير و تتبع طائرة تجارية من نوع بوينغ 757 خرجت عن مسارها و متجهة صوب العاصمة . و عليه فان المعطيات التقنية و الميدانية تبين و بدون أي ذرة شك أن القيادة القومية للجيش لصاحبتها إدارة الرئيس بوش الإبن كانت على علم بأن طائرة الرحلة 77 قد وقع إختطافها و هي متجة الى العاصمة واشنطن و كان لتلك القادة متسعا من الوقت للرّد. و مما يؤكد أن مسؤولي البنتاغون و البيت الأبيض كذلك، كانوا على علم بأمر تلك الطائرة ما ذكره وزير النقل الأمريكي و ليس غيره "نورمان مينيتا" في شهادته التي أدلى بها أمام لجنة التحقيق الرسمية، لجنة كين-هاملتون، لقد شهد مينيتا" بأنه ذهب صباح يوم الحادي عشر من سبتمبر 2001 الى قاعة الإجتماعات في ملجأ تحت البيت الأبيض حيث كان نائب الرئيس "ديكك تشني" ماسكا زمام الأمور.و ذكر وزير النقل أن "تشني" كان على علم بأن الطائرة تقترب من البنتاغون الساعة 9:26 صباحا أي قبل عشر دقائق من إصطدامها بالمبنى.إن شهادة وزير النقل الأمريكي تعني أن نائب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية السيّد "ديك تشني" كان على علم بأن الطائرة المختطفة متجهة صوب واشنطن و لم يقم بأي إجراء ليحول دون وقوع تلك الكارثة.و هنا تصح و تتأكد القاعدة "إذا عرف السبب بطل العجب". إن ما يمكن إستنتاجه، على أساس ما سبق، هو أن "فشل" نظام الدفاع الأمريكي رغم ما يقال لنا عن شدة تقدمه، في الرّد على الإعتداء على العاصمة الفيديرالية الأمريكية ممثلة في البنتاغون لم يكن فشلا عاديا ناتجا عن خلل في المعايير و الإجراءات التي يعمل وفقا لها ذلك النظام أو كذلك عن خلل فني ، و إنما كان "فشلا" مبرمجا دبر بليل من طرف قيادات عسكرية و أمنية و سياسية أمريكية كما يجمع على ذلك كل الخبراء و المحللين غير المغردين مع السّرب الرّسمي. أحمد نفيض، يستنتج هذا الفشل مشوب بالضنّة لنظام الدفاع الأمريكي من تحليله لرد "ديك تشني" نائب الرئيس الأمريكي عن سؤال في ندوة صحفية حول أهم قرار إتخذه الرئيس بوش الإبن يوم الحادي عشر من سبتمبر 2001.كان رد السيّد "تشني" :" حسنا أعتقد أن أصعب قرار كان يتعلق بمسألة ما إذا توجّب إعتراض طائرة تجارية أم لا...لقد قررنا أن نفعلها. و فعلا لقد وضَعنا دورية جوية مقاتلة(قتال جوي) فوق المدينة، تضم طائرات أف-16 و أواكس، و هي نظام رادار طائر...غير أنه لا يجدي نفعا و ضع دورية قتال جوي إذا لم تعطها الأوامر بأن تفعل إذا إرتأت أن الفعل ضروريا ". أحمد نفيض يخلص من ذلك الى أن "ديك تشني" نائب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية قد جعل إتخاذ قرار إستعجال إرسال طائرات عسكرية في مهمة إعتراضية يحتاج الى قرار رئاسيا.كما أن السيّد "تشني" في ما يقوله يربط/يخلط إعتراض الطائرة و إسقاطها. إلا أنه بذلك يقدم معلومات مغلوطة الى الجمهور الأمريكي. فاعتراض طائرة مصدر خطر منصوص عليه في وثائق إدارة الملاحة الجوية الفيديرالية و وزارة الدفاع و المعروفة باسم "المعايير الإجرائية المتبعة " و كانت قد تمت الإشارة سابقا ال أن عمليات الإعتراض تتم بشكل روتيني في الولايات المتحدة الأمريكية أكثر من مئة مرّة في السنة و بدون أي إذن من الرئيس أو وزير دفاعه. أما قرار إسقاط طائرة تجارية تشكل خطرا على الأرواح و الأملاك فهو منصوص عليه كذلك في الوثائق ذاتها و لا يحتاج لإذن من الرئيس أو نائبه.و إذا كان الأخ الأكبر "تشني" يرد إتخاذ مثل هذا القرار الى الرئيس، فان أحمد نفيض يخلص من ذلك الى إستنتاج خطير جدا و هو "إن البيت الأبيض قد تدخل بشكل ما في المعايير الإجرائية مما أدى الى تعطيلها فـ"ديك تشني" قد أضمر أن الرئيس هو الذي قرّر بان لا يسمح باستعجال إرسال الطائرات بساعة و نصف الساعة "و هو ما يعني تحميل الرئيس المسؤولية الكاملة في إفشال نظام الدفاع المخصص لحماية المواطنين الأمريكيين و أملاكهم مما تسبب في عملية إبادة جماعية لهم، طالما أن الرئيس لم يعطي الأوامر لدورية القتال الجوي بالفعل عندما ترى ضرورة ذلك و هي أصلا لا تحتاج أمره لتفعل. و يخلص أحمد نفيض الى أن تصريح "ديك تشني" قد يفسر بشكل كامل عدم الرّد من قبل نظام الدفاع الجوي الأمريكي يوم الحادي عشر من سبتمبر 2001. في أعقاب كل ذلك و على أساسه يمكننا التساؤل عن ما إذا كان "ديك تشني" نائب رئيس الولايات المتحة الأمريكية قد صرّح بما صرّح به على سبيل الخطأ/السهو أم أنه كان يعني/يعي ما يقوله و إستتباعاته؟. إذا كان "تشني" يقصد ما يقول فان ذلك قد ينسجم مع بعض التحليلات التي ترى في الرئيس بوش الإبن شخصية ضعيفة تنفذ مخططات أطراف تتجاوز نفوذه. كما أن ما سبق ذكره يتناقض كذلك مع إدعاء وزارة الدفاع الأمريكية بأنها لم تكن تعلم بأمر طائرة الرحلة 77 المتجهة الى واشنطن.فحسب تصريح "تشني" لقد تمت مناقشة مسألة إسقاط الطائرة.فالكل ، الرئيس و كل مستشاريه و وزير دفاعه و مستشاريه و قيادة هيئة الأركان و الوكالات الأمنية، كان يعلم بأمرها و أمر الطائرات السابقة و مع ذلك لم يقع تفعيل الإجراءات الدفاعية المتبعة فضربت الطائرات الثلاث أهدافها و بكل راحة طيران. و عليه و على النقيض من أساطير الحادي عشر من سبتمبر، فليست كرامات شيخ الكهوف و العصور المظلمة أسامة بن لادن و بركاته و توفيق السماء هي التي عطّلت نظام الدفاع الأمريكي و هو ما هو، و إنما كان العمل داخليا بحتا.لقد كان الدّود من داخل التفاحة و الشيطان كامن في تفاصيلها. 4- ما الذي ضرب البنتاغون: طائرة أم صاروخ؟ بناءا على ما يذهب إليه "تيري مسون" في علاقة بمعضلة عدم رد نظام الدفاع الخاص بالبنتاغون على الجسم الطائر الذي هاجمه يمكن إرجاع إنعدام ذلك الرد الى أن هذا الجسم مزود بنظام "صديق-عدو " الذي يعرّفه لدى رادارات البنتاغون على أنه "صديق". و بدون هذا النظام لا سبيل الى أن يقترب أي جسم طائر من البنتاغون دون أن يقع إطلاق الصواريخ عليه.و على أساس ذلك ينتهي "مسون" الى تحديد طبيعة الجسم الطائر الذي ضرب مقر وزارة الدفاع. إن الطائرات و الصواريخ العسكرية هي الوحيدة فقط المزودة بنظام "صديق-عدو" أما الطائرات المدنية التجارية و الخاصة و لأنها لا تشارك في المعارك الحربية فهي غير مزودة بذلك النظام.و هذا التفصيل التقني هو الذي يدفع الخبراء الى إستخلاص أن الجسم الطائر الذي ضرب البنتاغون ليس طائرة الرحلة 77 من نوع بوينغ 757.ذلك أنه و بحكم أن هذه الطائرة غير مزودة بنظام "صديق-عدو" فانها و بمجرد دخولها في مجال فاعلية بطاريات الصواريخ الحامية للبنتاغون ستكون في خبر كان. إن التأكد من هذه الفرضية يقتضي إلقاء نظرة على مكان الحادث لتفحص ما إذا كان أثر الإنفجار ناتجا عن ضربة طائرة بوينغ 757 أم جسما طائرا من نوع آخر و ما إذا كانت بقايا ذلك الجسم الطائر تدل على أن بوينغ 757 قد إنفجرت هناك أم أن البقايا تعود الى هوية مكانيكية أخرى. يبلغ طول طائرة البوينغ 200-757 ، 155 قدما و عرض جناحيها125 قدما و يبلغ إرتفاعها 18 قدما و قطرها 13 قدما. و حسب قياسات الخبراء فان الفجوة التي حصلت في الجدار تتراوح في أقصى الحالات ما بين 15 و 20 قدما و هي مساحة بالكاد تناسب حجم جسم الطائرة الرئيسي.و حتى بعد إنهيار جزءا من جدار المبنى فان المساحة الجملية لا تبلغ نصف المساحة المفترض إحداثها من قبل طائرة بوينغ 200-757،حيث طول الأضرار 19 متر و طول جناحي الطائرة 38 متر.إن المفروض حسب الخبراء أن تكون السماحة المتضررة أكبر من حجم الطائرة نفسها بحكم إنتشار قوّة الضربة على مدى مساحة أكبر من مكان الضربة ذاتها. إن المساحة المتضررة من جدار مبنى البنتاغون صغرة جدّا بالمقارنة مع حجم طائرة البوينغ 200-757. و إن كانت مساحة سطح الضربة لا تتناسب مع حجم الطائرة فان عُمقها كذلك لا يتناسب مع قوّة الطائرة حيث يمتدُ الثقب المحدث أفقيا في إتجاه الداخل على مدى ثلاث حلقات من التحصينات التي تشمل ستّة جدران. و هو ما يستحيل على جسم البوينغ 757 المصنوع من الألمنيوم إحداثه. فقوة إندفاع الطائرة البوينغ 757 لا يمكن أن يخترق جدران المبنى المحصنة تحصينا قويا لمواجهة هجوما بالصواريخ الباليستية. ثم أن إلقاء نظرة على مكان الحادث لا يكشف عن وجود بقايا طائرة بوينغ 200-757 إذ لا أثر للمحركات أو الذيل أو العجلات أو المقاعد أو أمتعة المسافرين. و الأغرب أنه لم يقع إنتشال ضحايا من الركاب المفترضين للطائرة المفترض أنها هاجمت مبنى الينتاغون. و عدنما سُئلت مساعدة وزير الدفاع للشؤون العامة عن بقايا الطائرة فانها لم تجب على أسئلة الصحافيين و لم تستطع إلا أن تشير الى قطعة من المعدن و قالت :"أعتقد أنها مقدمة الطائرة ". و تلك القطعة التي عرضها البنتاغون على الصحفيين لم تكن عليها أثار إنفجار أو إحتراق و ذلك يعني أن لا علاقة لها بالحادث و هو ما جعلها مثارا للشك في الرواية الرسمية لا دليلا على صحتها حسب "ترابيلي"( أين المرجع يا سي سامي). و عندما سئل قائد فرقة مقاومة الحرائق "أد بلوهير" عن بقايا الطائرة قال:" هناك بعض الأجزاء الصغيرة...لكن لا توجد أجزاء كبيرة...و بعبارة أخرى، لا وجود لأجزاء من جسم الطائرة ".و هذه شهادة من شخص كان على عين المكان. إن عدم وجود بقايا طائرة الرحلة 77 من نوع بوينغ 200-757 في مكان الحادث هو دليل على أن الطائرة لم تصل الى هناك و لم تضرب مبنى البنتاغون. و مما يزيد في تدعيم الشكوك في صحة الرواية الرسمية هو رفض البنتاغون تقديم أي صور تبين وجود الطائرة حول البنتاغون قبل الحادث رغم أن المبنى تغطيه كامرات التصوير من كل الجهات.إذن ما الذي يمنع البنتاغون من تقديم أشرطة التصوير؟ إن تكتم وزارة الدفاع على أشرطة التصوير يمكن إعتباره دليلا آخر على أن طائرة البوينغ 757،رحلة 77 لم تحلق فوق مبناها و لم تضربه.و مما يدعم هذه الفرضية هو أنه بعد "دقائق" قليلة من الحادث ذهب أعوان الـ"أف-بي-أي" الى المؤسسات الخاصة المحاذية للبنتاغون و صادروا منها أشرطة التصوير الخاصة بنظام المراقبة فيها و ذلك لأنهم يخشوا أن تفضح تلك الأفلام حقيقة الجسم الطائر الذي ضرب البنتاغون. ومما يدعم واقع أن ما ضرب البنتاغون لم تكن طائرة البوينغ 200-757 للرحلة 77، شهادة مراقبة الطيران في مطار "دولّز" بولاية فرجينيا الممتدة عمرانيا مع واشنطن "دانيال أُبراين" حيث صرّحت لقناة "أي-بي-سي-نيوز" حول ما كان إنطباعها هي و زملائها في غرفة الرادار ، فقالت:" إن سرعة و طريقة القيادة و الطريقة التي دارت بها جعلتنا كلنا في غرفة الرادار،و كلنا مراقبي طيران متمرسين، نعتقد أنها طائرة عسكرية ". و ذكر شهاد آخر و إسمه "ستيف باترسون" لجريدة "الواشنطن بوست" محاولا أن يحدد الجسم الطائر الذي رآه يضرب البنتاغون"أن الطائرة قادرة على حمل ما بين 8 و 12 راكبا"(في أي عدد من الوشنطن بوست ورد ذلك) و هو مايدل على أن ما رآه لا ستناسب بأي شكل من الأشكال مع حجم طائرة ضخمة مثل البوينغ 757. وفي نفس السياق تذهب شهادة "مايك واتّر" الذي قال لقناة سي-أن-أن :" إنها طائرة... و قد رأيتها.أقصد، لقد كانت تشبه صاروخ كروز بأجنحة " في يوم الحادث كانت "أبريل قلُّوب" في جناح البنتاغون الذي ضرب لذلك تعرضت الى جروح أدخلتها الى المستضفى.و قد كانت "أبريل" غاضبة لأن حياتها تعرضت للخطر و مع ذلك فهناك من لا يزال قادرا على الكذب.لقد قالت:" إعتقد أنها قنبلة...كنت هناك و لم أرى أي طائرة أو حتى بقايا طائرة.أعتقد أن حكاية الطائرة قد أوجدوها لغسل الأدمغة ".كما ذكرت هذه الموظفة بالبنتاغون أن المسؤولين الذين زاروها في المستشفى قالوا لها بأن "تأخذ أموال التعويض للضحايا و أن تَسكت ". إضافة الى هذه الشهادات كان هناك شهادات أخرى لم يجزم أيا منها بأنه رأى طائرة بحجم بوينغ 757 تطير في إتجاه البنتاغون باستثناء شهادة بعض موظفي البنتاغون نفسه ممن أدى يمين الولاء. و مع ذلك فان لجنة التحقيق الرسمية لم تأخذ أيا من الشهادات التي لا تتفق مع الرواية الرسمية بعين الإعتبار كما حصل في عدة مفاصل أخرى من الأحداث.و يستتبع ذلك منطقيا نفي صفة "لجنة التحقيق" عنها فهي لم تكن عمليا إلا لجنة مهمتها فبركة رواية تنسجم و تدعم الرواية الرسمية، لقد كانت لجنة لطمي الأحداث و تزويرها. و يتأكد ما سبق، أي كون ما ضرب البنتاغون لم تكن طائرة بحم بوينغ200-757 من خلال تصريحات المسؤولين الأمريكيين أنفسهم، على قاعدة من فمك أدينك، حيث لم يكن بعضهم قادرا على أن يؤكد أو يشير الى أن ما ضرب البنتاغون كان طائرة الرحلة 77 من نوع بوينغ 757، إذا كان هناك تردد و عدم وضوح في تحديد هوية الجسم الطائر في أول الأمر. فنائب الرئيس الأمريكي "ديك تشني" و ليس غيره قد تحدث لجريدة "لوس أنجلس تايمز" بتاريخ 17/09/2001 عن الكيفية التي علم بها بحادثة البنتاغون قائلا:"أوّل تقرير حول الهجوم على البنتاغون إقترح طائرة هيليكوبتر و فيما بعد أقترح طائرة خاصة". و عليه فهذا نائب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية بشحمه و لحمه و الذي كان "ماسكا بزمام الأمور" في ملجأ البيت الأبيض على حد قول وزير النقل الأمريكي كذلك و أثناء الأحداث يؤكد أن التقارير الرسمية جدا لم تتحدث عن طائرة بوينغ 757. و الفرق شاسع و كبير جدا بين البوينغ 757 و طائرة الهيليكوبتر أو الطائرة الخاصة الصغيرة.هل يعقل و في جميع الظروف و الحالات أن يخلط الخبراء الذين عاينوا مكان الحدث بين طائرتين من حجم صغيرو طائرة ضخمة بحجم البوينغ 757. المنطق و العقل يقولان أن ذلك الخلط مستحيل. ثانيا يؤكد كلام "ديك تشني" عن هيليكوبتر أو طائرة خاصة روايات الشهود الذي أكدوا أنهم لم يروا طائرة بحجم البوينغ 757 و إنما ما شاهدوه كان جسما أصغر منها بكثير و هو ما يدفع الى رجحان كفة فرضية الصاروخ. و قد ذكر "مارس " أن وزير الدفاع الأمريكي "دوناد رامسفيلد" قد قال لمجلة "بَرَاد" أن الجسم الطائر الذي ضرب البنتاغون كان "صاروخا" و كانت زلة لسان.و يتفق ذلك مع شهادة الطيار الذي كان في مهمة إعتراضية فوق البتاغون حيث ذكرانه لم يرى أية طائرة و أن ما شاهده ينطبق على صاروخ فقد قال:" قد إعتقدت أن اللّقطاء(يقصد الروس) قد مرّروا واحدا من بيننا(أي صاروخا)...لا يمكنك رؤية أية طائرة ". و طبعا لجنة التحقيق التي إستمعت الى شهادته لم تأخهذها بعين الإعتبار كغيرها من الشهادات التي لا توائم الفبركة الرسمية. و كما سبقت الإشارة اليه و رغم أن مبنى البنتاغون تغطيه كامرات التسجيل من كل الجهات فان وزارة الدفاع الأمريكية المفروض فيها أن تكون معنية بابعاد الشبهات عن نفسها و هي شبهات قائمة بالفعل، لم تعرض تلك الوزارة أبدا أي شريط مسجل للطائرة المفترض أنها ضربت مقرها، و لأنه لا يوجد مانعا معلوما و معقولا لهذا الحظر فيكمننا إعتباره حجة أخرى ضد صدق الرواية الرسمية.و المريب يكاد يقول خذوني. و في 6 مارس 2006 حصلت بعض المؤسسات الإعلامية الأمريكية على بعض الصور للحادث. و قد نشرت جريدة "الواشنطن بوست" صورة لم تكن واضحة تماما و يظهر فيها شيئا باهت البَيَاض صغيرا ذى ذيل صغير و هما لا يتناسبان مع جسم و ذيل بوينغ 200-757.ثم أن طائرة "أمريكان آر لينز" مطلية بالّون الفضي لا الأبيض و يعني ذلك أن ذلك الجسم و بغض النظر عن أنه بوينغ 757 فهو لا يتبع "أمريكان آر لينز" كما هو مفترض في طائرة الرحلة 77.كما تظهر تلك الصورة وجود ما يشبه الخيط الأبيض من الدخان الذي لا يجب خلطه مع ذلك الخيط الأبيض الذي تخلفه الطائرات عندما تطير على علو مرتفع أما الطائرات التي تطير على علو منخفض كما هو حال الطائرة المفترضة فهي تخلف ورائها إلا خيطا قصير جدا.و هو ما يدل على أن ذلك الجسم ليس لطائرة حسب الخبير "قيرهارت وايزنيوسكي" الذي يذهب الى "أن هذا الخيط من الدخان لا يدل على وجود طائرة و إنما يدل على قذيفة " و يتفق ذلك مع ما يذهب اليه العقيد الفرنسي "بيار-هنري بونال" خريج كلية الدراسات العسكرية الشهيرة بـ"سان سير" و يعمل بوحدة المدرعات بالجيش الفرنسي، و شارك في حرب الخليج مع قوات التحاف سنة 1991. و قد كان هذاالعسكري الفرنسي من أوائل المشككين في صحة الرواية الأمريكية الرسمية حول طبيعة و هوية الجسم الذي ضرب البنتاغون.و ينطلق في شكه من التساءل حول ما إذا كانت طائرة بوينغ 200-757،إذا أخذنا بعين الإعتبار قوّة جسمها و سرعتها و قوّة فيولها عند إنفجاره،قادرة على إختراق تحصينات مبنى وزارة الدفاع الأمريكية أم لا. هنا لابد من التذكير بأن مبنى وزارة الدفاع هو مقر قيادة أركان الجيش الأمريكي أين يقع التنسيق بين مختلف فروع الجيش البرية و الجوية و البحرية والإستخباراتية. و هنا يقع التخطيط الإستراتيجي لكل الحروب و العمليات العسكرية كما تصاغ مكونات أساسية للسياسة الداخلية و الخارجية الأمريكية.إن البنتاغون له أهمية سياسية و عسكرية قصوى. و من المعلوم أن جيش كل دولة هو رمز قوتها و أمنها وإستقرارها.و البنتاغون هو كفيل فاعلية و نجاعة الجيش الأمريكي. و نظرا لهذه الأهمية الإستراتيجية لوزارة الدفاع الأمريكية فقد وقع تحصينها تحصينا يمكن أن يصمد تحت أي هجوم عليها بما في ذلك الهجومات بأسلحة غير تقليدية. و المعلوم المتأكد هو أن الجسم الذي ضرب البنتاغون قد إخترق ثلاث حلقات تحصين في المبنى حيث تظهر الصور المأخوذة فجوة في آخر الحلقة الثالثة.و حسب "بونال" ، عسكري "سان سير" لا يمكن لجسم طائرة البوينغ 200-757 المقدود من الألمنيوم أن ينفذ من الحلقة الأولى لتحصينات البنتاغون نظرا لهشاشته و قوّة التحصين.أما فيول الطائرة فليست له القدرة على إنتاج كمية كبيرة من الطاقة تكون قادرة على إختراق التحصين.إن ما يمكن أن ينفذ عبر تحصينات البنتاغون و يخترقها هو مادة لها قوّة تفجيرية كبيرة جدا.و دائما حسب "بونال" قوة فيول الطائرة لايمكن أن تخدش التحصين الذي قُدَّ ليصمد لتفجير بواسطة شحنات شديدة الإنفجار"فأقصى ما يمكن أن يحدثه فيول الطائرة هوما تحدثه مفرقعات الأطفال و هو أمر غير كاف لإحداث إنفجار .أما الصور فتبين كتلة من الناربيضاء اللّون و ساخنة و هو ما يدل على حصول إنفجار قوي الأرجح أنه ناتجا عن مادة ذات قوة تفجيرية عالية من نوع المواد المستعملة في بعض الصواريخ لا بمفعول طائرة بحجم 757، و هو ما يؤكده ذيل الدخان الذي خلفه مخرج عادم الجسم الطائر كما يظهر في الصور التي قدمها البنتاغون ذاته " و في ثنايا تحليله يعيد عسكري "سان سير" الى الأذهان قنابل إختراق الملاجيء والمخابيئ و التحصينات التي إستعملت أثناء الحرب على العراق لإختراق التحصينات العراقية.و من وجهة نظره التقنية فان تفجيرا واحدا غير قادر على إختراق التحصينات القوية لذلك وجب إعتماد تفجيرات متتالية للنفاذ. فالسلاح الذي إستعمل لضرب البنتاغون لابد و أن يكون"متعدد الشحنات" و تقنيا "فالشحنة الأولى تكسر الإسمنت في حين أن الشحنة أو الشحنات اللاحقة تنفذ لتنفجر. و هو ما يؤدي الى إفراز كمية من الطاقة و المواد السائلة التي تنفذ الى التحصين لتنشر كميات من المواد الحارة في الداخل مدفوعة بتيار من الطاقة الذي تخترق الجدران مثل مثقب. و تؤدي الحرارة المرتفعة...الى إشتعال كل شيء قابل للإحتراق في الداخل ".و حسب مؤلف كتاب "فضيحة البنتاغون"، الفرنسي كذلك، لايمكن لكمية الطاقة الناتجة عن إنفجار فيول الطائرة و قوة جسمها أن تنفذ عبر التحصين القوي الذي صمم ليصمد في مواجهة هجوم نووي على واشنطن.لذلك فهو ينفي كليا أن يكون ما ضرب البنتاغون هو طائرة الرحلة 77 التابعة لـ"أمريكان آر لينز" من نوع بوينغ 200-757 و يؤكد فرضيّة صاروخ من نوع "كروز" و يستدل على ذلك بسلوك الجسم الطائر الذي ضرب المبنى. فحسب العسكري الفرنسي تقسم رحلة صاروخ "كروز" الى ثلاث مراحل: 1- أطلاقه.2- تحليقه . 3- زيادة السرعة عند الإقتراب من الهدف ليبلغ سرعته القصوى مباشرة قبل ضرب هدفه. و تقع برمجة رحلة الصاروخ في حاسوبه الذي يحمل خرائط دقيقة تقوده نحو هدفه.و يذكر "بونال":" أنه لأمرا متواترا أن صاروخ ينهي مساره بدوران ضيق لتدقيق مساره "و هذا التفصيل التقني يمكن أن يفسّر الدورة الخطيرة التي قام بها الجسم الطائر عندما نزل آخر 7000 قدم في ظرف دقيقتين و نصف.و قد نسبت الرواية الرسمية هذه الحركة البهلوانية التي من الصعب إن لم يكن من الستحيل أن تقوم بها طائرة مدنية تجارية مثل البوينغ 757 الى المختطف المفترض لطائرة الرحلة 77 هاني حنجور غير أنها لم تكن إلا من فعل نظام الطيران المبرمج في حاسوب الصاروخ.(و لم تكن من كرامات الشيخ أسامة). كما إنتبه عقيد "سان سير" الى مسألة هامة جدا و تدل على أن الجسم الطائر الذي إصطدم بالبنتاغون لم يكن طائرة تجارية من نوع بوينغ 757 .و هي أن رجال المطافيء الذين باشروا عمليات الإطفاء في البنتاغون لم يستعملوا الرغوة كما يقتضي إطفاء نار فيول الطائرات و إنما إستعملوا مواد أخرى تعتمد الماء مكوّنا أساسيا.و هو ما يدل على أن النار لم تكن ناتجة عن إحتراق الفيول. و إذا لم تكن طائرة الرحلة 77 هي التي ضربت البنتاغون فما هو مصير الطائرة؟ ما كان مآلها؟ هذا ما تعذرت الإجابة عنه بدقة من قبل الخبراء و المحللين. طبعا الكل يتفق أنه وقع إسقاطها في مكان ما، الأرجح أنه المحيط لأنه لاأحد نقل أمرها في البر.و يبقى سؤال لماذا تم إختطافها إذن معلقا. إن الأهداف التي ضربتها الطائرات المختطفة يوم 9/11/2001 تم إختيارها بدقة كبيرة.فضرب أهداف صغيرة بتوجيه طائرات تجارية ضخمة ليس بالأمر السهل تقنيا كما قد يظن البعض.فقيادة طائرة تجارية ضخمة لا يشبه في شيء قيادة سيارة أو شاحنة. فقيادتها لا تعتمد على الرؤية بالعين المجرّدة و إنما تعتمد على حواسيب مجهزة بخرائط هي التي تحدد إرتفاع و إتجاه طيرانها.و تعتبر عملية تحويل وجهة طائرة تجارية ضخمة مثل البوينغ 757 نحو هدف صغير عملية صعبة جدا.و تحتاج الى معرفة دقيقة و خبرة طويلة في قيادة الطائرات. لذلك عندما إستفسر أحمد نفيض الخبير العسكري "ستان غوفّ" عن جواز هذا الأمر عبر هذا الأخير عن سخطه من الرواية الرسمية لأنه رأى فيها إستغباء للحس المشترك و الخبرة العسكرية إذ قال:"يريدوننا أن نصدّق أن طيارا قد تدرّب في مدرسة طيران بفلوريدا على طائرات بيبر كلوب و سيسّنا قد قاد عملية نزول لولبي بشكل محكم، حيث نزل 7000 قدم في ظرف دقيقتين و نصف ليجعل الطائرة منخفظة جدا ... و يقودها بدقة الى جانب السياقة بسرعة 460 عقدة ". و الطيار المعني هنا هو هاني حنجور الذي يفترض أنه قاد طائرة الرحلة 77 التي قيل أنها ضربت البنتاغون. و حسب رواية وردت في جريدة "النيويورك تايمز" لم يكن لهاني حنجور أيّة مهارات في الطيران بل على العكس كان طيارا سيئا جدا. فقد ذكر أحد العاملين باحدى مدارس الطيران للجريدة أنه :" ...لازال الى اليوم مندهشا كيف إستطاع أن يقود الطائرة الى البنتاغون...بل كيف إستطاع أن يقود الطائرة أصلا ".و إذا لم يكن حنجور الخاطف المزعوم قادرا على قيادة الطائرات الصغيرة أصلا من نوع "سيسنا " فكيف إستطاع أن يقود طائرة تجارية ضخمة من نوع بوينغ 757 الى هدف صغير و يقوم بتلك الحركة الخطيرة جدا ؟ و حسب تقرير لقناة "سي-بي أس-نيوز" فان إحدى مدارس الطيران بولاية أريزونا التي سجل فيها الحنجوري للتدرّب على الطيران قد نقلت أمره خمس مرّات الى إدارة الطيران المدني الفيدرالي ليس لأنهم شكوا في أمره كإرهابي و إنما لأن مهاراته في الطيران سيئة جدا و مع ذلك فهو يحمل رخصة طيار حيث قالت مديرة المدرسة لاحقا:"لم أصدق أنه يحمل رخصة تجارية من أي نوع(تقصد رخصة قيادة الطائرات التجارية) نظرالقدراته السيئة ". كما ذكر "زويكر " أن إحدى شركات تأجير الطائرات رفضت تأجير طائرة صغيرة من نوع "سيسنا" و هي طائرة بمحرك واحد لهاني حنجور بعد أن أخضعته لإمتحان و ذلك بعد أن أبدى عدم القدرة على قيادتها. إن الطريقة التي تمت بها "قيادة" الجسم الطائر الذي ضرب البنتاغون تنم عن حرفيّة عالية جعلت مراقبي الملاحة الجويّة في غرفة الرادار التابع لإدارة الملاحة الجويّة الفيدرالية كلّهم يعتقدون، مثلما مرّ معنا سبقا،أنها طائرة عسكريّة لا طائرة تجارية.فذلك النزول الولبي لا يجرأ عليه الطيارون المحترفون. و نعلم أن أغلب الطاريين المدنيين يعملون لسنوات في سلاح الجو الأمريكي قبل إلتحاقهم بالشركات التجارية. و هنا يمكننا أن نخلص الى أن هاني حنجور لا يمكن أن يكون الطيار الذي قاد طائرة الرحلة 77 إذا إفترضنا جدلا أنها هي التي ضربت البنتاغون يوم 9/11/2001.و يتضمن ذلك أن طائرة الرحلة 77 لم تصل أبدا الى البنتاغون كما تزعم الرواية الرسمية.إذ لا أثر لها في مكان الحادث.أما الجسم الطائر الذي ترك أثره واضحا هناك فهو صاروخ "كروز". 5- طائرة الرحلة 93 : هل إرتطمت بالأرض أم أسقطت بصاروخ؟ تثير طائرة الرحلة 93 التي تذهب الرواية الرسمية الى أنها تحطمت في منطقة "شانكز فيل" بولاية بنسلفانيا بدورها شكوكا في الرواية الرسمية. إنها تمثل مشهدا آخر من فصول درما الحادي عشر من سبتمبر. لقد كانت المشهد الأخير لآخر طائرة من عنقود الإختطاف المفترض و آخر شاهد على "فشل" نظام الدفاع الأمريكي على الفعل بفعالية و دقة كما يفترض فيه. و يذهب تقرير لجنة التحقيق الرسمية الى أن طائرة الرحلة 93 قد إصطدمت بالأرض عند الساعة 10:53 صباحا بعد أن خاض المسافرون عل متنها صراعا عنيفا مع المختطفين.أقلعت هذه الطائرة من مطار "نيو آرك" عند الساعة 8:42 صباحا و بعد تأخير بأربعين دقيقة أي بعد أن صار معلوما لدى إدارة مراقبة الملاحة الجوية الفيدرالية أن طائرة الرحلة 175 قد وقع إختطافها، و ذلك عند الساعة 9:36 صباحا. و حسب الرواية الرسمية قام بعض المسافرين على طائرة الرحلة 93 المختطفة باجراء مكالمات هاتفية مع بعض أهاليهم و عن طريق ذلك علموا أن طائرات أخرى و قع إختطافها قد ضربت برجي مركز التجارة العالمي و هو ما جعل ركاب تلك الطائرة يدركون أن مصيرهم سيكون نفس مصير ركاب الطائرات الأخرى فقرروا محاولة السيطرة على الطائرة لإنقاذ أنفسهم من ذلك المصير لذلك دخلوا في صراع مع الخاطفين.و دائما حسب الرواية الرسمية إنتهي ذلك الصراع الى إصطدام الطائرة بالأرض و تحطمها. و كان تحطم الطائرة حدثا دراميا حقيقيا أو أنه دراميا بامتياز خاصة و أن الأمر لا يتعلق بدراما هوليودية و إنما بحقيقة إنسانية.كان الضحايا بشرا حقيقيين و الدّم لونه طبيعيا كما كيمياءه.لم يحتج "المشهد" الى مختصين في الحيل لقد كان طبيعا و مباشرا. و كان الموت موتا لا تمثيلا. و لأن قمة الدراما ليست الموت و إنما أن ترى الموت قادما إليك. فقد قاوم المسافرون في الرواية الرسمية الموت القادم.لكن عبثا حاولوا.فقد صيّرتهم الرواية الرسمية رقما آخر ينزاد الى الإحصاء لنكنهم صاروا كذلك حجّة أخرى للباحثين عن المزيد من الحجج. إذن، من أذاق ركاب الرحلة 93 طعم الموت بشكله الدّرامي؟ الإرهابيون القادمون من بربريّة الشرق الأوسط أم تَقنيُو البنتاغون و عقوله الشيطانية؟ هل إصطدمت الطائرة بالأرض بعد صراع بين الركاب و الخاطفين أم أُسقطت بواسطة صاروخ أُطلق من طائرة تابعة لسلاح الجوّ الأمريكي؟ عُقدت ندوة متلفزة عبر الأقمار الصناعية جمعت بين أعلى القيادات السياسية و العسكرية والأمنية الأمريكية حيث نُوقشت مسألة إستعمال القوة ضد أي طائرة مختطفة من شأنها أن تشكل تهديدا لحياة المواطنين و أملاكهم. و قد إتخذ القرار باستعمال القوة ضد أي طائرة ترفض الإنصياع لأوامر المقاتلات المُعترضة.حيث تكلم "ريتشارد كلارك" باسم المجتمعين قائلا:"الرئيس أعطى الأوامر باستخدام القوة ضد أي طائرة تحدد على أنها معادية "و كان ذلك عند الساعة 9:55 صباحا و بسرعة تم نقل القرار الى القيادة الشمالية الشرقة أحد فروع القيادة الشمالية للجيش التي نقلت الأوامر مباشرة الى الطيارين الذين كانوا في الجوّ. و كانت طائرة الرحلة 93 الوحيدة التي لاتزال في الجوّ و هي متجة نحو واشنطن. لقد قال مراقب الملاحة الجوية الى الطيارين :"لن يُسمح[لطائرة] يُونايتد آر لينز رحلة 93 بأن تصل الى واشنطن دي سي ". و مع أن القرار قد إتخذ فعلا و صدرت الأوامر للطايارين و هي تشمل طائرة الرحلة 93 لأنها الوحيدة المختطفة في تلك الأثناء فان الحكومة الأمريكية لاحقا قد أنكرت أن تكون القوات الجوية هي التي قامت بعملية إسقاطها.و كالعادة قامت لجنة "كين-هاملتون" الرسمية بالتصديق على النفي الحكومي حيث ذكرت في تقريرها أن الطيارين قد تلقوا الأوامر "بصفة متأخرة" أي بعد تحطم الطائرة نافية بذلك في تقريرها أن يكون سلاح الجوّ هو الذي أسقطها. إلا أن هذا النفي المضاعف يناقض المنطق و حيثيات ما حصل فعلا.فاذا كان "ريتشار كلارك" قد نقل قرار الرئيس على الساعة 9:55 صباحا الى القيادة الشمالية للجيش فكم من الوقت تحتاج هذه الأخيرة لنقله الى الطيارين؟ ليس لأكثر من دقيقة فقنوات الإتصال مفتوحة بين جميع الأطراف، من متخذ القرار الى من سينفذه، عن طريق الندوة المتلفزة السابق ذكرها. فكيف يمكن للجنة التحقيق أن تدعي أن الطيارين قد تلقوا الأوامر بشكل متأخر أي بعد 10:03 و هو الوقت المعلن رسميا على أنه ساعة تحطم الطائرة مع العلم أن خط طيران الرحلة 93 كان معلوما لدى القيادة الشمالية للجيش فقد كانت على شاشات راداراتها و لأنه كان هناك مقاتلات بنفس منطقة وجود طائرة الرحلة 93 فقد كان هناك متسعا من الوقت بعد تلقيها الأوامر على الساعة 9:55 صباحا للفعل و إسقاط تلك الطائرة. قناة "سي-بي-أس نيوز" ذكرت نقلا عن مسؤولين عسكريين أن طائرتي "أف-16" كانتا تطيران مباشرة خلف طائرة الرحلة 93 دقائق قبل تحطمها. و رغم حظر التصريحات على مسؤولي إدارة الملاحة الجوية الفيدرالية من قبل إدارتهم كسر أحد مراقبي الملاحة الجوية الحظر و صرّح أن طائرة "أف-16" تبعت عن قرب طائرة الرحلة 93. و ذكر أن الـ"أف-16" كانت"في تَتبُّع حار" مع الطائرة المختطفة . و لا شك أن مراقب الملاحة الجوية هذا كان أمامه كل المشهد على شاشة الرادار. لقد أنكرت الحكومة ممثلة في وزارة الدفاع و إدارة الملاحة الجوية الفيدرالية و الـ"أف-بي-أي" و غيرهم أن تكون مقاتلات قد إقتربت من طائرة الرحلة 93 و أن تكون قد تلقت الأوامر باعتراضها و إطلاق النار عليها رغم أن الشهادات المؤكدة لذلك قد جائت من مصادر موثوقة. و تدعيما لهذه الفرضية نورد ما نقلته "الواشنطن بوست" من أن أحد العسكريين قد قال لـ"ديك تشني"نائب الرئيس الأمريكي "هناك طائرة على بعد 80 ميل،و هناك طائرة مقاتلة في المنطقة، فهل نعالج أمرها " و كان جواب "تشني" "نعم" كما ذكرت "الواشنطن بوست" أن نائب الرئيس سُئل مرتين بعد ذلك لتأكيد أمر تدخل المقاتلة لـ"معالجة أمر" طائرة الرحلة 93 و أعتراضها و ضربها فصادق على الأمر.إن هذا يعني بوضوح أن "نائب الرئيس "ديك تشني" هو الشخص الذي أمر مباشرة باسقاط الطائرة بعد أن كان الرئيس نفسه إتخذ القرار.و نفس الجريدة و في عددها ليوم 27 جانفي 2002 ذكرت أنه عندما بلغ الى الرئيس "بوش الإبن" نبأ الطائرة قال :" هل أسقطناها أم تحطّمت؟" و هو ما يعني أن الأَمر باسقاط الطائرة قد أُعطي للطيارين.و يؤكد ذلك تصريحا لأحد الطيارين من اللذين شاركوا في الطلعات فوق "نيويورك" إذ قال بأنه عَلم من زملاءه أن مقاتلة "أف-16" قد ضربت طائرة فوق بنسلفانيا.فهل كانت شهادته زورا و كذبا؟ و ما مصلحته في مثل هذا الكذب الذي قد يكلفه حياته...المهنية؟ و من مكان الحادث ذاته نجد عدّة شهادات تناقض كذلك الإدعاء الرسمي بأن الطائرات المعترضة لم تصل الى مكان الحادث إلا بعد وقوعه. فقد صرّحت "سوزان ماك إلفاين"، و هي أستاذة و عمرها 51 سنة بأنها رأت طائرة عسكرية في الوقت ذاته مع طائرة الرحلة 93 قبل سقوطها بقليل.و لأنها شاهدت على التلفاز إنكار الحكومة وجود أية طائرة أخرى في مكان الحادث فقد قالت لمراسل الـ"ديلي ميرور":" لا سبيل الى أني قد تخيلت هذه الطائرة ، لقد كانت تطير منخفضة جدّا كما لو أنها فوقي...و مؤكدا أنها كانت عسكرية ".كما صرّحت السيّدة "ماك إلفاين"الى نفس الجريدة بأن صديقتها قد قالت لها يومها أن زوجها الذي في القوات الجوية قد إتصل بها هاتفيا و قال لها[زوجته]:"لقد سقطنا طائرة منذ قليل ". و ذكر "لي بورباغ" و عمره 32 سنة لـ"ديلي ميرور":" نعم كانت هناك طائرة أخرى " و ذلك ردا على سؤال ما إذا كان شاهد طائرة أخرى.و هذا كذلك "توم بناتّي"و عمره 28 سنة يشهد بأنه رأى الطائرة الثانية:"رأيتها قبل و بعد الإصطدام " و كان على بعد ميل ونصف من مكان الحادث.و ذكرت الـ"ديلي ميرور" في تقريرها أن مركزا لرصد الزلازل في بنسلفانيا قد سجل ما يشبه القنبلة الصوتية في المنطقة و قدر الخبراء أن ذلك كان ناتجا عن مرور طائرة تطير بسرعة الصوت وهي طبعا الطائرة العسكرية التي شاهدها سكان المنطقة . و رغم إصرار الدوائر الرسمية على إنكار وجود طائرة تابعة لسلاح الجوّ في المنطقة و بالتالي إنكار إطلاق النار على طائرة الرحلة 93 فان المزيد من المعطيات الميدانية يؤكد عكس ذلك تماما، إذ يذكر "لونغمان جيري" دهشة أعوان مقاومة الحرائق عندما وصلوا الى مكان الحادث إذ لم يجدوا حطام طائرة بحجم البويتغ 757 هناك و هو ما جعلهم يعتقدون بأن الأمر يتعلّق بموقع تحطم غير عادي.فمكان الحادث المفترض لا يحتوي على قطع الطائرة "المتكونة من 626.000 قطعة مربوطة بـ 60 ميلا من الأسلاك و مشدودة بـ 600.000 من البراغي ". لقد كان حطام الطائرة منتشرا على بعد 8 أميال من مكان الإصطدام المفترض .فأحد محركات الطائرة و زنته نصف طن وُجد على بعد ميل تقريبا. و إذا كانت الطائرة قد إرتطمت سليمة بالأرض فكيف إنتشر حطامها على بُعد 8 أميال من مكان الحادث؟ إن هذه النتيجة لا تنسجم منطقيا و فيزيائيا مع مقدمة كون الطائرة إصطدمت بالأرض سليمة،بعبارة أخرى إن هذا الأمر مستحيلا وقوعه. إن ما يؤكده الخبراء بناءا على المعطيات الميدانية لمكان الحادث هو أن الطائرة لم تتحطم عند إصطدامها بالأرض بل تحطمت و هي لا تزال في الجوّ.و هذا هو التفسير المنطقي و الفيزيائي الوحيد لانتشار حطام الطائرة على بعد 8 أميال من مكان الحادث المفترض.و هنا نجد وشائج قُربى متينة بين مكان تحطم طائرة الرحلة 93 و مكان طائرة "البان أمريكان" التي تحطمت فوق "لوكربي" بسكوتلندا سنة 1998 و التي قيل أن المخابرات اليبية قد فجرتها بواسطة قنبلة على إرتفاع 30.000 قدم و هو ما أدى الى تشضي الطائرة و إنتشار حطامها على مدى أميال. لقد أوردت وكالة "روتير" للأنباء:"أن مسؤولا في شرطة بنسلفانيا قال يوم الخمسي 13 سبتمبر أن حطام الطائرة قد وجد على بعد ثمانية أميال من مكان تحطمها . كما ذكر تقرير "رويتز" أن سكان المنطقة قد شاهدوا "حطاما مشتعلا يسقط من السماء ".و هنا أمكننا أن نتساءل عن ما الذي تسبب في تحطم الطائرة في الجوّ و إشتعال النيران فيها. إن الجواب اليتيم الممكن هو أن طائرة الرحلة 93 قد وقع إسقاطها بواسطة صاروخ من قبل إحدى مقاتلات سلاح الجوّ الأمريكي بعد إتخاذ القرار بذلك من قبل الرئيس و نائبه. و من ما يستدل به الخبراء على ذلك إضافة الى إنتشار الحطام على مدى أميال هو حالة أحد محركات الطائرة الذي كما مر معنا سابقا يزن نصف طن و وجد على بعد ميل من مكان التحطم المفترض. فالصاروخ عندما أطلق على طائرة الرحلة 93 إستهدف أحد المحركات لأنه من نوع "سايدويندر " الذي تزوّد به طائرات الـ"أف-16" و يبلغ هدفه متبعا مصادر الحرارة الصادرة عن المحركات.فضربة الصاروخ هي التي أدت الى إنفجار الطائرة في الجوّ أي قبل أن تصطدم بالأرض و هو ما يفسّر تطايرها في كل الإتجاهات و على مدى أميال.كما هو حال المحرك الذي إستهدفه الصاروخ مباشرة كمصر للحرارة فوجد على بعد ميل من مكان الحادث. الى جانب ذلك ذكر تقرير الـ"ديلي ميرور" أن ما جمع من بقايا الضحايا لا ينسجم و عدد ركاب الطائرة الـ44. فمن جملة الوزن المقدر ب"7500 بواند" تم جمع "ما زنته 600" فقط و حسب نفس التقرير:"أكبر قطعة من الخلايا البشرية المجودة كانت جزءا من نخاع بطول 8 إنشات". و مع ذلك يصر مكتب التحقيقات الفيدرالي الذي إضطلع بالتحقيق في الحادث على أنه لم يقع إستعمال أي نوع من المتفجرات فيه، كما |أصر على رفض أي تحقيق آخر مستقل بما فيها عرضا من خبراء بمعهد "مارسي هورست " بـ"إيري" ببنسلفانيا، فحسب المكتب "لا وجود للغز مطلوبا حله بشأن الطائرة ، الجميع يعلم ما الذي حصل لها ". طبعا مكتب التحقيقات الفيدرالي يريد أن يفرض "الحقيقة" الرسمية دون سواها فقد كان بإمكانه البرهنة على هذه الحقيقة بأن يسمح بتحقيقات أخرى مستقلة لتأكيد نتائج تحقيقاته في حادث تحطم الطائرة. و لأنهم لم يفعلوا فهذا يعني أن هناك حقيقة أخرى لا يريدون لأحد أن يطلع عليها. لذلك قام أعوان المكتب بطمس معالم الحادث بوضع طبقة من الرّدم عليه حتى لا يتسنى لأحد القيام بتحقيق. و كما عاينا سابقا سعي الحكومة الأمريكية لمنع و عرقلة التحقيق في مفاصل أخرى من أحداث 9/11/2001 فها هي تواصل ذلك النهج بشكل منهجي .إنها تسعى جاهدة لمنع وصول حقيقة ما حدث الى الرأي العام الأمريكي و العالمي مقدمة لهما "الحقيقة" الرسمية. و رغم أن معاينة مكان الحادث تؤكد أن طائرة الرحلة 93 قد وقع إسقاطها بصاروخ جوّ-جوّ أطلق من مقاتلة تابعة لسلاح الجوّ فان الحكومة الأمريكية و وكالاتها تصرّ على نفي ذلك. إن الإعتراف باسقاط تلك الطائرة من شأنه أن يثير عدة تساءلات محرجة جدا لإدارة الرئيس بوش الإبن و عسكر البنتاغون،من مثل كيف أمكن للحكومة أن تقتل مواطنيها المفروض فيها حمايتهم؟ فالطائرة أسقطت حتى لا تضرب البيت الأبيض أو مقر الكونغرس، و هذا يعني أن الحكومة تسببت في قتل مواطنين عاديين من أجل حماية المسؤولين في الحكومة و هذا تمييز و تفرقة لن يرضى به أهالي الضحايا مثلا. ثم إذا أمكن إعتراض و إسقاط هذه الطائرة بإتباع "المعايير و الإجراءات المتبعة" التي يعمل وفقها نظام الدفاع فلماذا لم يحدث الشيء ذاته مع الثلاث طائرات الأخرى؟ إذا كان نظام الدفاع جاهزا و فعّالا مع طائرة الرحلة 93 فما الذي منعة من أن يكون كذلك مع الطائرات الأخرى؟ فانكار الحكومة ينسجم أكثر مع سلوكها مع الطائرات الأخرى. غير أن هناك من ذهب الى أبعد في التضنّن على الرواية الرسمية. لقد وقع إسقاط طائرة الرحلة 93 ليس لأنها كانت متجهة نحو البيت الأبيض أو مباني رسمية أخرى و أنه يُخشى أن تسبب الموت و الدمار و إنما تم ذلك لأسباب أخرى. فاذا إنطلقنا من فرضية كون عمليات إختطاف الطائرات قد تمت بتخطيط من أطراف داخل الحكومة و الجيش و المخابرات فان كل الطائرات قد حُددت لها أهدافا و يجب أن تصل الى تلك الأهداف، و كان يُفترض أن لا يرد نظام الدفاع الجوّي على أيا من الطائرات المختطفة بحيث تضرب كل منها الهدف الذي حُدد لها.و لأن الأمر إختلف مع طائرة الرحلة 93 فهذا يهني أن أمرا قد دعى الى إسقاطها.أي أنه قد حدث طارئا دعى الى إنهاء مهمتها قبل وصولها الى هدفها. حسب الرواية الرسمية أدرك المسافرون على متن طائرة الرحلة 93 أن مصيرهم الموت المحتم بعد أن علموا بأن الطائرات الأخرى ضربت مباني مركز التجارة العالمي لذلك قرروا أن يتحدوا ضد الخاطفين لإستعادة السيطرة على الطائرة خاصة و أنه كان من بينهم طيارين يمكنهما بمساعدة مراقبي إدارة الملاحة الجوية الفيدرالية أن يحطوا بالطائرة سليمة على الأرض. إن وصول الطائرة سليمة بمن فيها سوف يطلق تحقيقا كاملا في الكيفية التي تم بها إختطاف كل الطائرات من خلال التحقيق مع الخاطفين و حول كيفية تنظيم كل العمليات بدء بالتمويل و التدريب و العلاقات بأشخاص داخل الولايات المتحدة الأمريكية و خارجها.و هو ما من شأنه كشف الجناة الحقيقين و العلاقات بين عدة أطراف في الحكومة و وكالاتها و تنظيم القاعدة. و كان بالإمكان التحقق من كون الطائرات كانت مختطفة أم أنها مُتَحَكما فيها بواسطة نظام "غلوبال هاوك " و الذي يبدو أن عَطلا ما أصابه في طائرة الرحلة 93 حسب ما يذهب اليه "تاربلي " لذلك فان إسقاط تلك الطائرة هو إسكات للحقيقة التي كان يمكن أن تكتشف لتكشف عن المخطط كله و عن الجناة الحقيقيين. تعليق/فشل نظام الدفاع الأمريكي؟-III يوم الحادي عشر من سبتمبر إنبهرت الأبصار و العقول بمشهد الطائرات و هي تضرب برجي مركز التجارة العالمي و بالمشهد الناري الناتج عن الإصدام و فيول الطائرات المحترق.و قد إختزلت كل الأحداث من قبل وسائل الإعلام الأمريكية و العربية في ذلك المشهد اليتيم.لقد إستحوذ ذلك المشهد الرهيب على كل الإنتباه و التركيز بل إنه صار يختزل الأحداث في أذهان الأمريكيين و العرب أي أن إرهابيون عرب/مسلمون إختطفوا طائرات لضرب مباني مركز التجارة العالمي.كان الحدث مفاجئا للجميع و أكبر مما يمكن أن يُتصور حدوثه.لذلك لم يذهب الأمريكيون و كذلك العرب بتفكيرهم الى جوانب أخرى من الأحداث.يومها كان الأمريكيون تحت تأثير الصدمة و كان العرب و المسلمين تحت تأثير نشوة الشماتة في الولايات المتحدة الأمريكية.لقد إعتقد أغلب العرب بأن الأحداث شكلت "نصرا" للعرب و المسلمين لذلك أعماهم ذلك "النصر" عن التفكير بشكل موضوعي في ما حصل، ما حصل فعلا. يومها و حتى فيما بعد لم يتساءل البعض كيف أمكن لجماعة مثل تنظيم القاعدة بتاريخها العسكري المحدود أن تنجح في تنفيذ عملية بذلك الحجم داخل الأراضي الأمريكية؟ كيف إستطاعت الجماعة أن ترواغ نظام الدفاع لأقوى دولة في التاريخ؟ هل هذا الأمر ممكنا حقا؟ هل فعلا شلت عبقريّة قادة القاعدة قدرات نظام الدفاع الأمريكي بما له من قدرات إستخبارية و تكنولوجية و خبرة في علم الإستراتيجيا؟ و إن كان البعض قد طرح مثل هذه الأسئلة فان التفكير الميتافيزيقي الساذج لم ينصفه في الرؤية الواقع.قاس البعض الوقائع بالآية"و كم من فئة صغيرة غلبت فئة كبيرة".و إستحضر البعض الآخر في أذهانهم إنتصارات المسلمين الأولى زمن النبوة. يومها لم يسأل أحدا : أين أسطورة الجيش الأمريكي؟ أين الطائرات و الصواريخ و الرادارات و جنود الوحدات الخاصة، أين الجنرالات أين الـ"سي-أي-أي " و الـ"أف-بي-أي " و الـ"آن-آس-آي " و الـ"دي-آي-أي ؟ هل تلاشو؟هل بطلت حكمتهم؟ يبدو أن الأمر لا يستقيم هنا و شيئا ما في المشهد غير منسجم.أبهذه السهولة يُرَدُ نظام الدفاع لأقوى جيش في العالم و أحدثه الى ما دون خبرة نفر من سكان كهوف إفغانستان؟ قد تبدو كل هذه الأسئلة إعتباطية بالنسبة لذهن شخص عادي أما بالنسبة الى خبير عسكري فالأمر على غير ذلك تماما. فبالنسبة لشخص عادي إن مسألة إختطاف طائرة تجارية في الولايات المتحدة الأمريكية و تحويل وجهتها عن مسار طيرانها الأصلي لفترة زمنية طالت أو قصرت أمرا ممكنا. أما بالنسبة لخبير عسكري يعرف قدرات و إستعدادات الجيش الأمريكي و يعرف سياسة الدفاع الأمريكية فان إختطاف طائرة واحدة و تحويل وجهتها لبعض الدقائق أمرا مستحيلا.فماذا عن أربع طائرات و في نفس اليوم. ففي الولايات المتحدة تخضع حركة الملاحة الجوية الى قوانين فيدرالية صارمة تحت إشراف : إدارة الملاحة الفيدرالية و إشراف : مركز القادة القومية للجيش و فورعه. و يقع التنسيق بينها في ما يتعلق بأمن و سلامة الملاحة الجوية باعتبارها جزءا لا يتجزء من أمن البلاد ككل. و قد صيغت من القواعد و القوانين التي تنظم عمل كلا من إدارة الملاحة الجوية الفيدرالية و القيادة القومية للجيش و تعرف باسم "القواعد الإجرائية المتبعة ".و هي موجودة منذ عدة عقودا و يقع إتباعها باستمرار من قبل الطرفين و لم تسجّل عدم فاعلية و نجاعة هذه القواعد و القوانين في حالات سابقة فهي تطبق باستمرار لسنوات عديدة بحيث تحولت الى روتين لدى موظفي إدارة الطيران الفيدرالي و القيادة القومية للجيش. فعلى ما تنص تلك القواعد الإجرائية و ما هي وظيفتها؟ المعلوم أن كل طائرة لها مسار طيران محدد بدقة بدءا من لحظة إقلاعها الى لحظة نزولها بالمطار المحدد.تطير الطائرة على إرتفاع محدد و لا يجب على أي طائرة أن تغير إرتفاع طيرانها أم مساره الشيء الذي يمكن أن يضعها في إرتفاع طيران طائرة أخرى و هو ما قد يؤدي الى تصادم.لذلك تزوّد كل طائرة بجهاز ترانسبوندر يبث ذبذبات بتردد معين خاص بكل طائرة يلتقطه رادار إدارة الملاحة الجوية و بواسطته يتابع مراقب الملاحة سلامة طيران كل طائرة على خط و إرتفاع محددان. و يعتبر خروج الطائرة عن مسار رحلتها المحدد بأكثر من ميلين خطرا على نظام الملاحة الجوية. لذلك حالما تخرج الطائرة عن مسارها أو تغير درجة إرتفاعها يقع إعلان حالة طواريء لدى مراقب الملاحة الجوية في غرفة الرادار التابع الى إيدارة الملاحة الجوية الفيدرالية. و يحاول المرقب بسرعة الإتصال بغرفة قيادة الطائرة لينبه الطيار الى ما حدث فيقوم هذا الأخير بتصحيح مساره أو إرتفاعه و هو ما يعني إلغاء حالة الطواريء و الخطر. و في بعض الحالات قد يحدث أن ينطفيء جهاز الترانسبوندر بحيث يصبح مراقب الملاحة الجوية غير قادر على أن يتابع خط الطيران و الإرتفاع و هو ما يؤدي الى إعلان حالة الطواريء. بسرعة يقوم المراقب بالإتصال بالطيار عبر جهاز لراديو الخاص بالطائرة ليستفسر الأمر فاذا تم الإتصال بواسطة الراديو أعلم المراقب الطيار بانطفاىء جهاز الترانسبوندر الخاص بالطائرة ليقوم الأخير باعادة تشغيله. و إذا إشتغل تلغى حالة الطواريء. لكن قد يحدث في بعض الحالات أن ينطفيء الترتنسبوندر و عندما يحاول المراقب الإتصال بالطيار عبر الراديو فان الراديو يكون مطفيء و هذا يعني إستحالة الإتصال بالطائرة للإستفسار عن سبب العطل و بالتالي إستحالة إصلاحه. و هنا يقع إعلان حالة طواريء من قبل إدارة الملاحة الجوية الفيدرالية. و يعتبر إنطفاىء الراديو و الترانسبوندر حسب نظام القواعد الإجرائية من علامات إختطاف الطائرة و رغم أن الإختطاف ليس مؤكدا فان ذلك النظام يدعو مراقبي إدراة الملاحة الجوية الفيدرالية الى التعامل معها و كأنها إختطفت . و لا يتعلق الأمر بمبالغة و إنما بتشديد الإجراءات الأمنية قبل فوات الأوان. و يقضي نظام القواعد الإجرائية أنه إذا تعذر إجراء الإتصال بالطائرة فان الإدارة الفيدرالية للملاحة الجوية مجبرة على إعلام قيادة الجيش بأمر السلوك المشبوه للطائرة. و حسب شهادة الجنرال "رالف إيبرهارت" قائد القيادة القومية للجيش أمام لجنة تابعة للكونغرس قال :"تحتاج إدارة الطيران الفيدرالي الى دقيقة" لتبلّغ القيادة القومية للجيش بأن شيئا ما غير عادي بصدد الحصول. و تكون الخطوة الموالية هي أن تقوم تلك القيادة "باستعجال إرسال " طائرات مقاتلة "في ظرف دقائق معدودة" حسب نفس الجنرال . و كما سبق ذكره تحتوي كل القواعد الجوية تقريبا على سرب من المقاتلات على أتم الإستعداد للإقلاع في مهام إعتراضية أو قتالية تحسبا لأي طواريء مدنية أو كوارث طبيعية. لذلك حالما تبلّغ إدارة الملاحة الجوية الفيدرالية القيادة الشمالية للجيش بأمر طائرة مصدر خطر فان تلك القيادة تحتاج الى بعض دقائق لتعطي أمرا باقلاع الطائرات المتأهبة.و تقضي الإجراءات أن تصدر الأوامر بالذهاب في مهمة إعتراضية الى أقرب قاعدة جوية من مكان الحادث .و إذا إحتاجت العملية الى الدعم فانه يأتي من ثاني أقرب قاعدة جوية لمكان الحادث. و لم يترك المشرّع الأمريكي مثل هذه المهام الى الإجتهاد الفردي لمختلف الإداريين و الرتب العسكرية أو الى الصدف و الأهواء بل تم تنظيم عمل إدارة الملاحة الجوية الفيدرالية و عمل القيادة القومية للجيش وفقا لقوانين و قواعد واضحة و دقيقة من أجل ضمان أقصى درجات الجاهزية و الفاعلية و النجاعة. كما تم تجهيز كل منهما بأحدث المعدات و أحسن الخبراء للمراقبة و الإتصال. و ينص "نظام الدفاع الجوي " للولايات المتحدة الأمريكية على :"أن مهمة نظام الدفاع الجوي هي إمداد القائد العام لقيادة الدفاع الجوي لشمال أمريكا و القائد العام لقيادة الولايات المتحدة لمنطقة الأطلسي بوسائل إلتقاط و تعرّف و إعتراض و إعلام و كذلك و عند الضرورة تدمير أي شيء يطير من شأنه أن يشكل تهديدا لشمال أمريكا و إسلندا و ذلك إنسجاما مع المبدا التكتيكي: تهديد،إنذار/هجوم ". و النص هنا يشمل كل ما من شأنه أن يشكل تهديدا لأمن الولايات المتحدة الأمريكية سواء كان مصدره خارجيا أي من أي دولة أخرى أو داخليا أي من داخل الولايات المتحدة الأمريكية نفسها مثل إحدى المليشيات و التي تعد بالعشرات و كلها مسلحة أو المافيات أو الجماعت داخل الجيش.و هو لا يستثني الطائرات المدنية التجارية إذا إختطفت لإستعمالها كأسلحة لضرب أهداف داخل الولايات المتحدة الأمريكية. و حسب تقارير رسمية تتم قرابة المائة عملية إعتراضية سنويا.و تحدث العشرات من الحالات التي تعلم فيها إدارة الملاحة الجوية الفيدرالية اقليادة الشمالية للجيش بأمر طائرات مشتبه فيها بعد إنطفاىء جهاز الترانسبوندر الخاص بالطائرة و تعذر الإتصال بها بواسطة جهاز الراديو أو خروج الطائرة عن مسار طيرانها فتقوم القيادة الشمالية للجيش بـ"إستعجال إرسال" مقاتلات في مهام إعتراضية لتقصي المشكل عن قرب و في كل الحالات يتعلق الأمر بخلل تقني في الأجهزة. ذلك أنه في إطار التنسيق بين القيادة الشمالية للجيش و الأجهزة الأمنية الأخرى مثل برامج مقاومة تجارة المخدرات يُتطلب من القيادة القومية للجيش "إستعجال إرسال" مقاتلات لإعتراض طائرات يشتبه في نقلها للمخدرات. و في سنة 2000 قامت القيادة القومية للجيش بـ"إستعجال إرسال" مقاتلات في مهام إعتراضية 129 مرّة. و في ندوة صحفية لإدارة الملاحة الجوية الفيدرالية تم تأكيد وقوع"67 عملية إتعجال إرسال مقاتلات للإعتراض في الولايات المتحدة في الأشهر العشرة ما بين سبتمبر 2000 و جوان 2001 ". إذن، يبدو أن "نظام الدفاع الجوي" قد قام بتنظيم عمل كلا من إدارة الملاحة الجوية الفيدرالية و القيادة الشمالية للجيش حتى لا يترك أي طارئا للصدفة و الإجتهاد بل أن هذه المعايير الإجرائية واضحة و دقيقة و عملية و دللت على نجاعتها عبر السنوات الطويلة من الممارسة. و عليه، هل كانت "المعايير الإجرائية المتبعة" التي ينص عليها "نظام الدفاع الجوي" كفيلة بأن تمنع وقوع أحداث الحادي عشر من سبتمبر2001، أي هل كانت كفيلة ان تمنع عملية إختطاف الطائرات و إستعمالها لضرب أهداف مدنية و عسكرية داخل منطقة عمل كلا من القيادة القومية للجيش و إدارة الملاحة الجوية الفيدرالية؟ نظريا تبدو القواعد المنصوص عليها في "نظام الدفاع الجوي" سليمة منطقيا أي معقولة، و عمليا و تاريخيا دللت على فعاليتها و نجاعتها إذ لم يحدث أن سُجلت أي حالة إخلال سابقة سواء في أداء إدارة الملاحة الجوية الفيدرالية أو أداء القيادة القومية للجيش، لقد دللت "المعايير الإجرائية المتبعة" على أنها قادرة على منع عمليات إختطاف طارات تجارية كما حدث يوم 9/11/2001. و هنا قد يسأل البعض و لماذا لم تجدي نفعا يوم 9/11/2001؟ الإجابة بسيطة و هي ، أنه لم يقع إتباع "المعايير الإجرائية المتبعة" في ذلك التاريخ. لقد كان إتباع المعايير الإجرائية كفيلا بأن يمنع إختطاف طائرة واحدة و إستعمالها لضرب هدف مدني أو عسكري داخل الولايات المتحدة الأمريكية إذا إلتزمت إدارة الملاحة الجوية الفيدرالية و أعلمت القيادة الشمالية للجيش و قامت هذه الأخيرة باتباع الإجراءات المنصوص عليها إي "إستعحال إرسال" مقاتلات لإعتراض أي طائرة تشكل خطرا و القيام بالجراءات الضرورية معها. غير أن ما حدث ، و في سابقة أولى من نوعها ، تم إختطاف الطائرة الأولى و تحويل وجهتها و إستعمالها سلاحا، و في سابقة ثانية تم إختطاف طائرة ثانية و إستعمالها سلاحا ضد هدف مدني، و سابقة ثالثة تم إختطاف طائرة ثالثة و في سابقة رابعة تم إختطاف طائرة رابعة. فيوم 9/11/2001 لم يكن يوما تاريخيا من جهة كونه سجل حدوث سايقة واحدة في تاريخ نظام الدفاع الأمريكي و نظام الملاحة الجوية و إنما سجل حدوث أربعة سوابق مرّة واحدة.قد يظن البعض من المعتقدين في حكمة أسامة بن لادن و سحره بأنها أربعة إخفاقات و هم هنا يلتقون مع ما تسعى الحكومة الأمريكية الى ترويجه مُواربة.أي أن إدارة الملاحة الجوية و القيادة القومية للجيش قد أخفقتا في إتباع "المعايير و الإجراءات المتبعة" فلم يُنسقا بما يكفي لمواجهة الأعمال الإرهابية. إن الحكومة الأمريكية تحاول أن تتحايل على عامة الناس بأن تقدم ما حصل يوم 9/11 على أنه حدثا واحدا و بالتالي فان وقوعه ممكنا، فقد نقبل وقوع إخلال باتباع "المعايير الإجرائية المتبعة" ذلك اليوم لأي سبب كان. و المغالطة التي لا يجب أن نقبلها من الحكومة الأمريكية هو أن الأمر لا يتعلق بحدث واحد بعدة تفاصيل و إنما الأمر يتعلق بأربعة أحداث منفصلة وقعت في اليوم ذاته.إن كل عملية إختطاف تشكل بنية حدث مستقل كان بالإمكان وفقا للقواعد الواضحة المنصوص عليها في "نظام الدفاع الجوي"منع وقوعها، و مع ذلك فان تلك الأحداث الأربعة وقعت و نجحت كل عملية إختطاف باستثناء طائرة الرحلة 93 التي ألغيت لعدة أسباب. إذن،هل يمكن لنا أن نَقبل إخفاق نظام الدفاع الجوي الأمريكي في أربعة حالات في اليوم نفسه؟بأي موجب يمكن لنا أن نصدق وقوع ذلك؟هل كان هذا الإخفاق بالجملة حدثا صدفويا؟ حسب تقرير لجنة التحقيق الرسمية تلقت القيادة الشمالية للجيش إنذارا حول طائرة الرحلة 11 قبل تسعة (9) دقائق من حادث إصطدامها بالبرج الشمالي أي عند الساعة 9:29 صباحا. و هذا يعني أن الطائرة التي إختطفت على الساعة 8:20 صباحا ظل إختطافها متأكدا لدى إدارة الطيران الفيدرالي لمدة 69 دقيقة بعد إنطفاء جهاز الترانسبوندر و تعذر الإتصال بها بواسطة جهاز الراديو.فكيف أمكن حصول هذا التأخير الكبير جدا و نحن نعلم أن إدارة الملاحة الجوية الفيدرالية يتوجب عليها إعلام القيادة الشمالية للجيش في ظرف "دقيقة واحدة" من إستحالة الإتصال بالطائرة، لتبدأ القيادة الشمالية للجيش مهمتها في "إستعجال إرسال" مقاتلات في مهمة إعتراضية " في ظرف في دقائق معدودة"؟ و هنا يمكن أن نذكّر بتصريح الناطقة باسم إدارة الملاحة الفيدرالية "لورا بروان" التي أكدت أن إدارتها قد أعلمت القيادة الشمالية للجيش بعد دقائق قليلة من تأكد السلوك الغريب لطائرة الرحلة 11 ، أي في حدود 8:20 صباحا. كما أن القيادة الشمالية للجيش صرّحت بأن إدارة الملاحة الجوية الفيدرالية لم تعلمها بأمر الطائرات الثلاث الأخرى إلا بعد تحطمها. الرد على القيادة الشمالية للجيش هنا على غاية البساطة، إذا كان موظفو مراقبة الملاحة الجوية في غرفة الرادار أمام شاشاته فانه بامكانهم ملاحظة أن إحدى الطائرات(أو أكثر من واحدة) خرجت عن مسار رحلتها و لا شك أنهم حاولوا الإتصال بها لتصحيح مسارها دَرءا للخطر إذ لا يمكن أن يلاحظوا خطرا كبيرا على نظام الملاحة قد يتسبب في كوارث و يظلوا غير مبالين بما يمكن أن يحث. و بالتالي لابد و أنهم أبلغوا القيادة الشمالية للجيش بالخطر حال وقوعه و ليس ثمة ما يمكن أن يمنعهم من أن يفعلوا ذلك في أسرع وقت.(و إن لم يفعلوا مع الطائرة الأولى لم يفعلوا مع 2و3و4 ، و إن لم يفعلوا مع كل الأربع طائرات /ممكن لكن أين رادارات الجيش) فاذا كان كل فشل نظام الدفاع ناتجا عن تقصير من إدارة الملاحة الجوية الفيدرالية لما كان ثمة أي مانعا من فتح تحقيق في الحادث لتُحمل المسؤولية الجنائية لكل من تسبب في هذا الإخلال الذي أدى الى قتل آلاف من الأمريكيين. و لأن شيئا من هذا لم يحدث فان مراقبي الطيران بادارة الملاحة الجوية الفيدرالية لم يقصروا في إتباع "المعايير الإجرائية المتبعة". و نستنتج أن التقصير كان من جانب القيادة القومية للجيش و هو تقصيرا لا يمكن أن يكون عفويا.يوم 9/11 كان تقصير نظام الدفاع الأمريكي تقصيرا واعيا و مقصودا.لقد كان الفشل في الرد مبرمجا و منهجيا. يومها عَطل العسكر القائمون بأمر الدفاع عن الوطن العمل بـ"المعايير الإجرائية المتبعة". يوم 9/11 لم تباغت قاعدة أسامة بن لادن و أيمن الظواهري نظام الدفاع الأمريكي و لم تربكه كما ظن الأمريكيون البسطاء و العالم بما فيهم العرب الذين هللوا و كبّروا لمعجزة الشيخ الطاهر أسامة. صدّق البعض أن "يد الله" مع الفيئة القليلة التي أيدها الله بنصر منه، و كل واحد وجد لها تبريرا دينيا في ذهنه. -1 - طائرات قاعدة القوات الجوية بـ أوُتيس والرحلة 11 عندما تلقى فرع القيادة القومية للجيش الشمالي الشرقي إنذارا من إدارة الملاحة الجوية الفيدرالية حول السلوك المريب لطائرة الرحلة 11، فقد كان على ذلك الفرع أن يصدر الأوامر الى أقرب القواعد الجوية لـ"إستعجال إرسال" مقاتلات في مهمة إعتراضية للطائرة الخطرة.أُصدرت الأوامر الى قاعدة أُوتيس الجوية للحرس القومي بـ"كاَب كُود " بولاية ماساتسوشتس ،، و تبعد عن مدينة نيويورك مسافة 153 ميل. و كان ذلك عند الساعة 8:46 صباحا. و المعلوم أن تلك الطائرات لم تكن في الموعد مع طائرة الرحلة 11 التي واصلت رحلتها لتضرب هدفها دون أن يقع إعتراضها.و حسب ما ذكر تقرير لجنة التحقيق الرسمية قدمت القيادة القومية للجيش أكثر من رواية حول الأحداث.ففي إحدى الروايات ذكر الميجور جنرال، رَأس القيادة القويمة للجيش "لاري آرنولد" :"أن الطائرتان إتجهتا مباشرة الى نيويورك بسرعة ما بين 1100و 1200 ميل في الساعة" و هذه السرعة تخول لها بلوغ نيويورك قبل أن اضرب طائرة الرحلة 11 برج مركز التجارة العالمي بـ ما بين 10 و 12 دقيقة. و هذا يعني أن الطائرات المُعترضة كان بامكانها إتباع "المعايير الإجرئية المتبعة" المنصوص عليها في "نظام الدفاع الجوي" أي إسقاط طائرة الرحلة 11 قبل أن تبلغ مانهاتن ذات الكثافة السكانية العالية و المصالح الإقتصادية الكبيرة. و في رواية أخرى للقيادة القومية للجيش إحتاجت الطائرات الى 19 دقيقة لتصل الى نيويورك فقد وصلتا الساعة 9:11 أي بعد 8 دقائق من إصطدام طائرة الرحلة 11 بالبرج الشمالي.و ذلك راجع الى أن الطائرات المُعترضة طارت بسرعة 600 ميل في الساعة فقط. طبعا لم تقدم القيادة القومية للجيش أي تبرير لطيران المقاتلات بسرعة بطيئة جدا و الحال أن الأمر كان يتعلق بحالة طواريء قصوى. فاذا كان بامكان المقاتلات أن تطير بسرعة 1200 ميل و أكثر فلماذا إكتفت بسرعة 600 ميل في الساعة فقط؟ و في رواية ثالثة و دائما حسب القيادة القومية للجيش ، أقلعت المقاتلتان من قاعدة أُوتيس للقوات الجوية عند الساعة 8:53 صباحا غير أنهما إجتنبتا سماء نيويورك لتتجها الى سماء شاطيء "رُدي آيلاند" للإنتظار "لطلبهم عند الحاجة". و بعد ذلك كان الوقت متأخرا حسب تقرير لجنة "كين-هاملتون". و هنا يمكن و بسهولة ملاحظة أن الروايات الثلاث ، و بدون إستثناء، هي روايات أقل ما يقال عنها أنها غريبة و غير قابلة للتصديق. فاذا طارت الطائرات المقاتلة بسرعة ما بين 1100 و 1200 ميل في الساعة في إتجاه نيويورك لتصل قبل الطائرة "المختطفة" فلماذا لم نرى أي فعل يدل على حضورها و تطبيقها لما ينص عليه نظام الدفاع الجوي؟ و إذا وصلت المقاتلتان الى مانهاتن بتأخير 8 دقائق لأن سرعتها كانت 600 ميل في الساعة فقط فلماذا طارت ببطيء و الحال أن الأمر يتعلق بحالة طاوريء قصوى؟ و بغض النظر عن بأية سرعة طارت المقاتلات فان الأغرب هو أن يقع توجيهها الى مكان آخر غير نيويورك. لا يمكن لهذا الخطأ أن يحدث ضمن أي شروط فالقيادة القومية للجيش تعرف موقع و إتجاه الطائرة المختطفة لأنها على شاشة الارادار.و إن كانت بعض الأطراف تتحدث عن "خطإ" فهي تستغبي العالم بكل صفاقة.الطائرة المختطفة تطير فوق نيويورك و تحت نظر الأقمار الصناعية و يقع إرسال المقاتلات الى منطقة أخرى. إن هذا الفشل هو "فشل مبرمج" و هذا ما جعل "ديفيد غريفن" يشك في أن تكون المقاتلات قد أقلعت أصلا من قاعدة أُوتيس الجوية ذلك اليوم فاذا لم يريدوا لها أن تقوم بمهمة الإعتراض فلا داعي لـ "إستعجال إرسالها"؟. -2 – مقاتلات قاعدة لنغلي للقوات الجوية فوق الأطلسي بدل نيويرك إضافة الى مقاتلات قاعدة أُوتيس الجوية قامت القيادة القومية للجيش بـ"إسعجال إرسال" مقاتلات من قاعدة لنغلي للقوات الجوية بولاية فرجينيا، 9:24 صباحا. فحسب تقرير لجنة التحقيق الرسمية كان سبب طلب الدعم من قاعدة لنغلي الجوية هو أن و قود طائرات أُوتيس قد يكون نفذ.و هنا ، كما في حالة معطيات أخرى ، تمر لجنة التحقيق الرسمية مرور الكرام على الوقائع بدون أي تمحيص أو تساءل حول ما إذا كانت بعض المعطيات ممكنة أو لا، معقولة أم غير معقولة. و في أحيان كثيرة كانت المعطيات التي تقدم لا يكفي أنها لا تتفق مع المنطق بل أنها لا تتفق مع الحس المشترك. إذ كيف يمكن أن تكون الطائرات المخصصة لحالات الطواريء للدفاع عن أمن و إستقرار البلاد ضد أي هجوم أجنبي أو كوارث طبيعية، خزانات وقودها فارغة؟ فخزان الطائرة يكفيها للطيران لبضع آلاف من الأميال و المسافة بين قاعدة "أوتيس" و نيويورك هي 153 ميل فقط. و هنا قد يظن البعض أن طائرات لنغلي ستنقذ الموقف. و حسب "زويكّر" في "أبراج خيبته" و أكثر غرابة من رواية مقاتلات أوتيس هي رواية مقاتلات قاعدة لنغلي الجوية" فالطائرتان لم تتجها الى نيويورك بل إتجهتا الى فوق المحيط الأطلسي. هنا، نلمس "الفشل المبرمج" لنظام الدفاع الأمريكي "فشل" رغم كل ضمانات النجاعة و الدقة التي طالما برهنت عليها الأستدلالات النظرية لاستراتيجيوا البنتاغون كما برهنت عليها الممارسة العملية سواء في المناورات أو عبر الممارسة اليومية. -3 - قاعدة أندرو الجوية تخل بمهمتها في حماية العاصمة الفيدرالية و القومية تبعد قاعدة "أندرو" للقوات الجوية مسافة 11 ميل عن البنتاغون و البيت الأبيض و تتمثل مهمتها الأساسية في حماية العاصمة الفيدرلية و اشنطن حيث مقر الحكومة الفيدرالية و الهيئات التشريعية و التنفيذية مثل الكونغرس و البيت الأبيض و المحكمة العليا و القيادة العامة للقوات المسلحة و مجلس الشيوخ. و إذا أخذنا بالإعتبار كل هذه الدلالات الساياسية و البشرية و العسكرية للعاصمة واشنطن هل يمكن أن نتصور أن القاعدة الجوية المُناط بعُهدتها حمايتها لا تتوفر على طائرات "مستعدة" للإضطلاع بهذه المهمة /الواجب؟ و رغم لا معقولية مثل هذا الأمر فان البعض يحاول أن يقنع العالم بأن ذلك هو الواقع. و لأن قاعدة أندرو للقوات الجوية ليس لها مقاتلات على أهبة الإستعداد فان أمر "إستعجال إرسال" مقاتلات في مهمة إعتراضية/دفاعية عن العاصمة يذهب الى قاعدة لنغلي للقوات الجوية و تبعد 130 ميل عن واشنطن حسب لجنة التحقيق. أولا لساءل أن يسأل، لماذا تضم قاعدة لنغلي للقوات الجوية مقاتلات "على أهبة الإستعداد" في حين أن قاعدة أندرو ليس لديها مثله و الحال أنها ليست أصغر حجما بل إنها أكثر حركية عسكرية من لنغلي بحكم قربها من مقر وزارة الدفاع.ثم أن مهمتها تقضي ذلك إذ ليس أهم من حماية كل مقرات الرئاسة و السيادة. ثانيا، إن كون قاعدة أندرو للقوات الجوية ليس لها مقاتلات "على أهبة الإستعداد" غير صحيحا أصلا، فاضافة الى أن المنطق لا يقبله فان الموقع الإلكتروني للقاعدة يؤكد ذلك.و كما سبقت الإشارة إليه فقد قام البنتاغون بتغيير هذه النقطة في الأيام الموالية للحادي عشر من سبتمبر 2001 إنسجاما مع كذب الرواية الرسمية.فقاعدة أندرو للقوات الجوية لها سربي مقاتلات "على أهبة اللأستعداد". و الواقع هو أن هناك من لم يُرد لتلك المقاتلات أن تضطلع بمهمة إعتراض طائرة الرحلة 77 التي ضربت البنتاغون حسب الرواية الرسمية. و قد ذكر "باري زويكّر " نقلا عن مجلة "أفيايشن ويك أند سبايس تكنولوجي " أن ثلاث طائرات من قاعدة أندرو كانت في مهمة تدريبية في ولاية كارولينا الشمالية أي على بعد 207 أميال من واشنطن أثناء إصطدام طائرة الرحلة 11 بالبرج الشمالي عند الساعة 8:46 صباحا.و لأن الأمر كان يتعلق بحالة طواريء خاصة بعد أن ضربت الطائرة الثانية البرج الثاني (9:03 صباحا) فقد كان من الضروري أن تعود الطائرات الى أجواء العاصمة واشنطن تحسبا لأي عدوان عليها، و حسب سرعة المقاتلات و المسافة فهذا يعني أنه كان بامكانها أن تكون في سماء واشنطن عند الساعة 9:16 صباحا على أقصى تقدير، و نعلم أن طائرة الرحلة 77 قد خرجت عن مسار طيرانها عند الساعة 8:46 صباحا و إنطفأ جهاز الراديو فيها عند الساعة 8:50 و إنطفأ الترانسبوندر الساعة 8:56 و بالتالي فقد تأكد إختطافها لدى إدارة الملاحة الجوية الفيدرالية و القيادة القومية للجيش.و هذا يعني أن الثلاث مقاتلات كان من المفروض أن تكون في سماء واشنطن قبل أكثر من 20 دقيقة من ضرب الطائرة المفترضة للبنتاغون(9:38)، أي كان بامكانها إعتراضها قبل أن تدخل سماء واشنطن أصلا و تقوم بتحييدها. طبعا لم تعد تلك الطائرات قبل 9:38 صباحا بل عادت عند الساعة 10:45 حسب المجلة التي نقلت عن مسؤولين عسكريين. كما ذكرت نفس المجلة السابق ذكرها أن طائرات مقاتلة أقلعت من قاعدة أندرو للقوات الجوية عند الساعة 10:42 صباحا لكنها لم تكن محملة بأية صواريخ. و هنا لساءل أن يسأل لماذا لم تحمّل تلك المقاتلات بالصواريخ و الحال أنها ذاهبة في مهمة دفاعية.إن الحال هنا سيّان بين إرسالها و عدمه.ما بامكان جندي أن يفعل في ساحة معركة و هو منزوع السلاح؟ و عند الساعة 11:09 صباحا أقلعت طائرتي أف-16 من قاعدة أندرو للقوات الجوية محملة بصواريخ "أي-آي-أم 9 " و كان ذلك بعد 91 دقيقة من حادثة البنتاغون و بعد 61 دقيقة من تحطم الطائرة الأخيرة في "شانكس فيل"أي بعد إنتهاء كل شيء، أو لنقل بعد نجاح ثلاث طائرات في ضرب أهداف بدون أدنى ردّ من نظام الدفاع الأمريكي. إذن،لماذا كان كل ذلك التأخير؟ و من المسؤول عنه؟ لقد إعتبرت الرواية الرسمية أن أسامة بن لادن و مساعده أيمن الظاهري و من ورائهما تنظيم القاعدة هم المسؤولين عن أحداث الحادي عشر من سبتمبر و عن كل ما حدث في ذلك اليوم من إختطاف للطائرات و إستعمالها لضرب أهداف مدنية و عسكرية.و حسب الخطاب الرسمي إذا كان للطائرات أن تصل الى أهدافها و تقوم بضربها فهذا كذلك من عمل تنظيم القاعدة.و هذا ما سعت الحكومة الأمريكية و من بعدها لجنة "كين-هاملتون" المنصبة من طرفها الى إقناع المواطنين الأمريكيين و كل العالم به، و صدق العرب تلك الرواية لأنها دغدغت أعماق عاطفتهم. لقد إنتشي العرب بـ"النصر" على "الأعداء" الذين يسمهم البعض "كفارا" و البعض الأخر "مستعمرون" و "إمبرياليون" في تسمية أخرى. هذه الصورة التي قامت الرواية الرسمية بالترويج لها تستبعد صورة نظام الدفاع الأمريكي من المشهد و ذلك لتبعده عن تحمل مسؤولية ما حدث. و قد نجح الخطاب الرسمي في إختراق كل العقول الأمريكية و العربية و العاليمة و جعل الكل يرى و يفهم الأحداث من منظوره.لذلك، و بإستثناء البعض ، لم يسأل أحدا كيف أمكن لنظام الدفاع الجوي لأكبر قوة عسكرية في العالم أن لا يردّ على عمليات إعتداء تقع ضمن نطاق عمله و ذلك على مدى ساعتين تقريبا أي منذ الإعلان رسميا عن إختطاف أول طائرة عند الساعة 8:20 صباحا الى تحطم طائرة الرحلة 93 عند الساعة 10:06 صباحا؟ لم يتساءل البعض أبهذه السهولة يمكن ضرب مقر وزارة الدفاع المريكية؟ أبهذه السهولة يمكن ضرب هدف ليس على الأقل مدني و إنما عسكري في العاصمة واشنطن؟ و إذا كانت الولايات المتحدة الأمريكية مستعدة لهجوم جوي من قبل روسيا بأحدث طائرات "السوخوي" و "الميغ" فكيف لم تحرك ساكنا و هي تهاجم بطائرات مدنية ظخمة؟ طبعا لم يُباغت و لم يُربك نظام الدفاع الأمريكي و إنما هناك من "عطّل" العمل بـ"المعايير الإجرائية المتبعة" حتى تصل الطائرات المختطفة الى أهدافها و يصل "المُعَطِل" الى أهدافه من ورائها.إذن، يوم الحادي عشر من سبتمبر 2001 لم يفشل نظام الدفاع الجوي الأمريكي لذلك لم نرى أيا كان يشكك فيه و في فاعليته و يدعو الى مراجعته و إعادة صياغته.و لم تنجح القاعدة في تنفيذ الإعتداءات بل "النجاح" كان نجاح أطراف داخل الحكومة الأمريكية و عسكرها و وكالاتها الأمنية في إيجاد "تعلّة" لإطلاق مشاريع إستراتييجية في العالم. و لو لم تكن هذه الأطراف هي التي أرادت للإعتداءات أن تقع لما وصلت أي طائرة الى هدفها، و هذا ما يؤكده رأي خبير الأمن القومي سابقا "دجيمس بامفورد" إذ يعتبر أنه كان بامكان القيادة الشمالية للجيش أن "تستعجل إرسال" مقاتلات من 7 قواعد جوية بامكانها كلها الإضطلاع بالمهمة الإعتراضية و القتالية في مدة زمنية كافية جدا. إلا أن ذلك لم يحصل.لأنه كان هناك من لا يريد له أن يحصل. - 4– دور المناورات في إعاقة نظام الدفاع عن الرّد كان سلوك نظام الدفاع الأمريكي يوم الحادي عشر من سبتمبر من أكثر المسائل غرابة و مدعاة للشك في الرواية الرسمية.حيث لم يقم نظام الدفاع بالرد على الإعتداءات كما يفترظ فيه أن يفعل.و حتى ما قدمته الحكومة على أنه محاولة للرد فهو مستغرب جدا و لا يكاد يُصدق.فالمقاتلات المُعترِضة قد ذهبت في إتجاهات أخرى غير إتجاهات الطائرات المُختطَفة و بعضها غير محمل بصواريخ و هي ضرورية في المهام الإعتراضية بل إن بعض هذه الطائرات نفذ وقودها مما منعها من مواصلة مهمة الإعتراض. إذن, لم يرد الجيش الأمريكي على هجوم إستهدف أكبر المدن و العاصمة الفيدرالية رغم أن له كل الإمكانيات البشرية و التكنولوجية و كل الخبرة و كان يكفي إتباع "إجراءا العمل الموحدة" لتفشل كل عمليات الإختطاف في أن تصل الى أهدافها.فلطالما إتبع الجيش الأمريكي هذه الإجراءات لعقود و دللت على فعاليتها و نجاعتها. لقد كان التفسير الوحيد الذي قدمه كل المحللين المشككين في الرواية الرسمية هو أن بعض القيادات العليا من الصف الأول للجيش مثل الجنرال "مايزر" و وزير الدفاع "دونالد رامسفيلد" و بعض القيادات السياسية مثل نائب الرئيس "ديك تشني" قد أعطت الأوامر بعدم التصدي للإعتداءات.فهؤلاء هم الوحيدون تقريبا الذين يمكن أن يصدروا أوامر الى القيادات العسكرية الدنيا بعدم إتباع "إجراءات العمل الموحدة" أو تعطيل إجراءات الرد في إحدى أو بعض مستوياتها. أما الذين صدقوا الرواية الرسمية ان تنظيم القاعدة هو الذي صاغ و خطط الأحداث فقد إعتقدوا بأن التنظيم هو الذي أصاب نظام الدفاع بالشلل لأن الإعتداءات كانت غير منتظرة و مفاجأة. و في سنة 2003 لاحظ المحقق و البروفسور "مايكل روبارت" بأن يوم الحادي عشر من سبتمبر 2001 كان تاريخ إجراء عدة مناورات و تدريبات عسكرية.بعضها بدأ قبل ذلك اليوم و إستمر الى يوم الإعتداءات و في الوقت ذاته الذي كانت الهجومات آخذة مجراها.و قد قامت عدة أطراف, عسكرية مثل "نوراد" و البنتاغون و "مكتب النهضة الوطنية" التابع لوكالة المخابرات المركزية بتمريناتها الخاصة. و قد أحصى "مايكل روبارت" أنذاك 5 مناورات و تمرينات هي : "الحارس اليقظ" و "المحارب اليقظ" و "اليقظة الشمالية" و "مزيج العذراء" و "الحامل الثلاثي 2". و كانت بعض وسائل الإعلام قد أشارت الى بعض المناورات في أثناءاها إلا أنه لم يكن معلوما لدى الصحافيين عددها الجملي و لا تفاصيلها و لا نوعية العمليات التي وقع التمرّن عليها. لقد إنتبه "مايكل روبارت" بحسّه كمحقق الى أن وقوع عدة أحداث في ساحة الجريمة ذاتها قد لا يكون حدثا بريئا و صدفويا.فحضور بعض العناصر الغريبة في ساحة الجريمة قد يكون للتمويه و التضليل أو تحويل الأنظار الى جهة أخرى. لقد كان معلوما أن مناورة "الحارس اليقظ" التي كانت تجري كل سنة تتعلق بصد هجوم روسي إنطلاقا من الحدود الشمالية لكندا و ألاسكا.و قد ذكر "دجيمس بامفور" خبير الشؤون الأمنية أن مناورات "الحارس اليقظ" "كانت مجعولة لخلق أزمة خيالية تحل بالولايات المتحدة و ذلك بهدف إختبار شبكة محطات المراقبة بالرادار حول البلاد...و يتضمن السيناريو عملية تحليق مقاتلات روسية فوق القطب الشمالي في تشكيلة هجوم.و كان مركز روما (نيويورك) للقيادة هو المسؤول على مراقبة أكثر من نصف مليون ميل مربع من الفضاء ". و يذهب المنتقدون للجيش و للحكومة الى أن إنخراط الجيش في مناورات "الحارش اليقظ" يفترض أن يجعل "نوراد" على أهبة الإستعداد لمواجهة أي طواريء طالما أن كل سلاح الجو مستنفرا بكل طاقته البشرية و التكنولوجية إذ كل القيادات من مختلف الصفوف موجودة في حقل العمليات إضافة الى الفنيين و الموظفين.و أنظمة الرادار تمسح كل المجال الجوي لفضاء شمال أمريكا و ترصد كل حركة فيه و الطائرات العسكرية مستنفرة و محركاتها دائرة.أي أن الجميع كانوا على أتم إستعداد.إستعدادا كان لصد هجوم روسي ضخم لاشك أن روسيا قد وضعت كل قدراتها الإستراتيجية و الإستخبارية في الهجوم كما هو مفترض. و يتسائل المشككون في الرواية الرسمية,إذا كانت القوات الجوية على هذا القدر من الإستعداد و الجاهزية القصوى لصدد هجوم روسي ضخم,فكيف فشلت في التصدي لهجوم صغير جدا كان ضمن نطاق عملياتها؟. و في أفريل 2004 كشف "مايكل روبارت" أحد أكبر أسرار أحداث الحادي عشر من سبتمبر و المتعلقة بفشل نظام الدفاع الأمريكي في الرد على الإعتداءات رغم جاهزيته و فعاليته.كان ذلك عندما نشرت "نوراد" وثيقة تتعلق بمناورة "الحارس اليقظ".و تقول الوثيقة بأن "عدة أنواع من الطائرات المدنية و العسكرية قد تم إستعمالها كطائرات مختطَفة صوريا.هذه التمارين تختبر و ترصد و تتعرف, وتتضمن إستعجال إرسال و إعتراض,و إجراءات إختطاف,و تتضمن تنسيقا داخليا و خارجيا للوكالة(نوراد) و أمن عمليات و إجراءات أمن إتصالات ". و يخلص "مايكل روبارت" من وثيقة "نوراد" الى أنه "يوم الحادي عشر من سبتمبر قامت وكالات مختلفة بما فيها نوراد و إدارة الطيران الفيدرالية و سلاح الجو الكندي و مكتب النهضة الوطنية و ربما البنتاغون بما يقارب 5 مناورات و في بعض الحالات وقع إشراك طائرات مختطفة ". لقد إتضح و لأول مرّة بأن بعض المناورات و التمرينات التي حدثت يوم الحادي عشر من سبتمبر 2001 قد تضمنت إجراء تمرينات على عمليات إختطاف طائرات مدنية تجارية في إطار عمليات إرهابة و تتضمن التمرينات أساليب رصد و تعرّف و إمكانيات التعامل مع مثل هذه الحالات.بل أن أحد التمرينات و قد قام به "مكتب النهضة الوطنية" التابع لوكالة المخابرات المركزية قد تضمن التدرّب على حالة طواريء تتمثل في طائرة تضرب مقرّه الرئيسي. و كانت وكالة "أسوشيتد براس " قد عرضت لذلك في مقال سنة 2002 بعنوان :"وكالة خططت لتمرين يوم الحادي عشر من سبتمبر يدور حول طائرة تصطدم بناية ".غير أن لا أحد إنتبه أنذاك لدلالة هذه المعلومة . و إحتوت مناورة "مزيج العذراء" على عملية إختطاف طائرة مدنية و تحطيمها في أهداف معينة. كما تضمنت مناورة "الحارس اليقظ" بدورها عمليات إختطاف لطائرات.و قد قام المحقق "روبارت" بربط هذه المعطيات الجديدة ببعض المعطيات القديمة لتتضح له الصورة تماما.و قد إستدل "روبارت" على أن مناورة "الحارس اليقظ" قد تضمنت عمليات إختطاف طائرات تجارية يوم الحادي عشر من سبتمبر من ما ذكره الجنرال "لاري آرنولد" لقناة "سي-بي-أس نيوز".فعندما أُنذر الجنرال من قبل إدارة الطيران الفيدرالية بأمر إختطاف طائرة الرحلة 11 قال :"أول ما جال بخلدي هو :هل هذا جزءا من التمرين ".كما إستدل "روبارت" على ذلك من خلال رد فعل قائد القيادة الشمالية للجيش الكولونيل "روبارت.ك.مار" عندما أعلم من قبل إدارة الطيران الفيدرالية بأمكانية أن تكون طائرة الرحلة 11 مختطفة الساعة 8:40 إذ نقل قوله:"هل هذا جزءا من التمرين؟ "و كان رد مراقب الطيران :"لا هذا حدث من العالم الحقيقي ". هنا نلمس بوضوح كامل أثر تلك المناورات على مسار الأحداث يوم الحادي عشر من سبتمبر.إذ نلمس حالة الإرباك و الخلط التي أصابت بعض قيادات الجيش,إذ لم يكونوا قادرين على التمييز و الفصل بين الطائرات المختطفة فعلا في الواقع و الطائرات المختطفة في إطار المناورات لكنها كانت تتصرف مثل طائرات مختطفة فعلا. لقد تكتمت الوكالات الأمنية و العسكرية على المناورات إذ لم يُعلم منها في أثنائها إلا النزر القليل ثم أنه وقع التكتم عن طبيعة العمليات التي وقع التدرب عليها.و نلاحظ بأنه لم تجري العادة أن تحاط المناورات بهذا القدر من التكتم.و إن كان "مايكل روبارت" قد أحصى 5 مناورات بناءا على تجميع المعطيات إلا أن المحقيقن و الباحثين قد إتفقوا على أن عددها قد تجاوز العشر مناورات.و عندما طلب المحققون من الوكالات الأمنية و العسكرية بمدهم ببعض تفاصيل المناورات ردوا طلبهم بتعلة أن المعلوات سريّة.لذلك إعتمد المحققون على بعض التسريبات لبعض من أراد فضح جرائم الحادي عشر من سبتمبر من العسكر و المخابرات و على بعض الأقوال العفوية لبعض المسؤولين للصحافة أو بعض مذكرات المسؤولين أثناء الأحداث و غيرها. و عندما تسرّب الى العلن بأن بعض المناورات التي أجريت يوم الحادي عشر من سبتمبر و الفترة المحيطة بها قد تضمنت عمليات إختطاف طائرات إعتقد البعض أن الأمر قد توقف على إستعمال طائرات عسكرية تصرّفت كما لو أنها طائرات مدنية تجارية مختطفة من قبل إرهابيين إضافة الى ما يسمى بتقنية "إدخال", حيث يقع إدخال برنامج الى حاسوب جهاز الرادار يتضمن طائرات مختطفة,فالإختطاف هنا مجرد "محاكاة" على حاسوب الرادار لعملية إختطاف حقيقية.غير أن وثيقة "نوراد" المذكورة آنفا قد أقرت صراحة بإستعمال طائرات مدنية تجارية فعلية في المناورات تصرّفت كما لو كانت مختطفة في عملية إرهابية فعلية. و إذا كان "مايكل روبارت" قد نقل وجود 11 طائرة يفترض أنها مختطفة,منها الطائرات المختطفة فعلا(الرحلات 11 و 175 و 93 و 77 ) و الطائرات العسكرية التي إستعملت في المناورات على أنها مختطفة صوريا إضافة الى الطائرات المختطفة صوريا "كمحاكاة" على حاسوب الرادار, فان البعض قد ذهب الى أنها 21 في الجملة.و ينقل "روبارت" ما أورده "ريتشارد كلارك" مستشار البيت الأبيض لشؤون الإرهاب بأن المسؤولة بادارة الطيران الفيدرالي "دجاين غارفي" قد قالت له عندما كان في ملجأ البيت الأبيض أثناء الأحداث لإدارة الأزمة يوم الحادي عشر من سبتمبر:" لدينا تقارير عن 11 طائرة خارجة عن مسار طيرانها أو إنقطعت الإتصالات بها و ربما مختطفة ". إذن, هذا إقرارا رسميا بأن شاشة جهاز الرادار لدى إدارة الطيران الفيدرالية تُظهر وجود أحد عشر طائرة مختطفة بعضها حقيقي و بعضها صوري. و قد كان "ريتشارد كلارك" أحد الحاضرين في ملجأ البيت الأبض حيث إلتقي أعضاء "مجموعة إسترتيجيا الأزمة" بعد أن ضربت الطائرة الأولى برج مركز التجارة العالمية.و عندما طرحت مسألة إستعجال إرسال مقاتلات في مهام إعتراضية للطائرات المختطفة قال أحد أعضاء المجموعة :" إننا في منتصف المحارب اليقظ ,و هو تمرينا خاصا بـ نوراد ... ". و هنا يخلص "مايكل روبارت" الى أول نتيجة هامة تتعلق بأثر المناورات يوم الحادي عشر من سبتمبر على وقوع الإعتداءات.فدلالة عبارة "نحن في منتصف المحارب اليقظ ..." هي أنه ليس ثمة ما يكفي من الطائرات لإستعجال إرسالها في مهام إعتراضية لأحد عشر طائرة مختطفة.و لأن عمليات الإعتراض تتم دائما بأستعمال زوج مقاتلات فان عدد المقاتلات الضرورية لإعتراض 11 طائرة مختطفة هو 22 طائرة. و ينقل "روبارت" أنه لم يكن لدى القيادة الشمالية للجيش غير 8 طائرات أثناء وقوع الإعتداءات.أي إذا أخذنا بعين الإعتبار أن جملة الطائرات المختطفة كانت 21 و ليس 11 فان عدد المقاتلات الضرورية لمهام الإعتراض يكون 42 طائرة.و هو ما يجعل الوضع أكثر سوءا.فاذا لم يكن لتلك القيادة غير 8 مقاتلات فهذا يعني أنها قادرة على إعتراض 4 طائرات مختطفة من جملة 11 أو من جملة 21. لقد إستنفذت تلك المناورات التي قد تكون أكثر من عشر مناورات و تمرينات كل قدرات الدفاع الجوي لشمال أمريكا حيث تم نشر المقاتلاات الى شمال كندا و آلاسكا في إطار المناورات التي كانت تتدرب على صدّ هجوم روسي. أما النتيجة الأخرى الهامة التي تتعلق بأثر المناورات على تنفيذ الإعتداءات يوم الحادي عشر من سبتمبر فيجدها "روبارت" في عبارة "دجانيت غارفي" من إدرة الطيران الفيدرالية عندما طرحت مسألة إستعجال إرسال مقاتلات في مهام إعتراضية إذ قالت :" لدينا تقارير عن 11 طائرة خارجة عن مسار طيرانها أو إنقطعت الإتصالات بها و ربما مختطفة",فيتسائل "روبارت" :" هل كانت تقول أنه لم يكن بامكانها أن تميز بين عمليات الإدخال الخاصة بالمناورات (على حاسوب الرادار) و الشيء الحقيقي؟" أي أن مسؤولة الطيران الفيدرالي لم تكن قادرة على التمييز و الفصل بين الطائرات المختطفة في الواقع و الطائرات التي هي مختطفة في عملية محاكاة يقع إدخالها الى حاسوب الرادار قصد التمرين,لكن كلتاهما كانتا تظهران على شاشة الرادار على أن لهما الدرجة ذاتها من الواقعية.و طبعا لم تكن "دجانيت غارفي" و حدها التي لم تستطع أن تفرّق بين الطائرات المختطفة فعلا و الطائرات المختطفة صوريا بل أن قيادات الجيش التي كانت منخرطة في المناورات لم تستطع أن تقوم بذلك الفصل الضروري من أجل إستعجال إرسال المقاتلات في مهام إعتراضية نحو أهداف دقيقة و أكيدة. إن ما حدث صباح الحادي عشر من سبتمبرهو تماهي الصّوري بالواقعي و الإفتراضي بالحقيقي بحيث إلتبس الأمر على قيادات الصف الثاني من الجيش فأصيبوا بعمي دفاعي إذ لم يكن بامكانهم إرسال مقاتلات الى وجهة ما على وجه اليقين.و هذا ما يفسر لنا كون بعض المقاتلات التي أرسلت في مهام إعتراضية قد ذهبت الى حيث لا توجد أي من طائرات الرحلات 11 و 175 و 93 و 77, و يفسر لنا لماذا لم يكن الضابط الذي أصدر الأوامر للطيارين بالإقلاع في مهام إعتراضية يعرف الى أين يُوجههم.أما طائرات أخرى فهي لم تقلع. و يخلص "مايكل روبارت" و محققين أخرين الى الأهمية القصوى التي لعبتها المناورات و التمرينات التي كانت متزامنة مع إعتداءات الحادي عشر من سبتمبر فهي التي عطلت الرد على الإعتداءات بأن أحدثت خلطا لدى القيادات العسكرية.و بالتالي أدت و بشكل مباشر الى شل نظام الدفاع الأمريكي الذي كان بامكانه التصدي للإعتداءات و إفشالها كلها لو إتبع "أجراءات العمل الموحدة" التي طالما برهنت على نجاعتها و فعاليتها. كما يُستنتجُ بأن البرمجة المكثفة لعدد كبير من المناورات و التمارين التي إستنزفت قدرات نظام الدفاع, في الوقت ذاته و على غير العادة ليس حدثا بريئا و ليس مجرد صدفة كما يروّج البعض. و في وقت ما فسر بعض المحللين فشل نظام الدفاع في الرد على الإعتداءات بأن بعض قيادات الصف الأول من الجيش قد أعطت الأوامر بعدم إتباع "إجراءات العمل الموحدة" حتى تصل الطائرات المختطفة الى أهدافها.غير أن "روبارت" يرى بأن هذه الطريقة مفضوحة جدا و من شأنها توجيه أصبع الإتهام مباشرة الى بعض القيادات العليا بما لا يقبل الشك, و بالتالي فهي ليست التفسير المنطقي و الواقعي لفشل نظام الدفاع.فالطريقة التي بواسطتها تم إفشال ذلك النظام و شله عن الرد هي المناورات و التمرينات. لقد أدى الكشف عن محتوى بعض المناورات التي تضمنت تدريب على عمليات إختطاف طائرات في إطار أعمال إرهابية بهدف إستعمالها صواريخا لضرب أهداف داخل الولايات المتحدة الأمريكية الى تفنيد مزاعم الرئيس بوش و مستشارة الأمن القومي "رايس" و مدير المخابرات المركزية, حيث أنكر ثلاثتهم أن يكون له أي علم مسبق بأمكانية إستعمال طائرات كأسلحة لضرب أهداف و قالوا بأنه لم يكن أحدا يتصور مثل هذا النوع من العمليات أصلا قبل الحادي عشر من سبتمبر.لقد بين الكشف عن طبيعة بعض التمارين بأن الجيش و الوكالات الأمنية قد إفترضت وقوع مثل هذه العمليات لذلك قامت بمناورات و تمرينات و تدريبات لمجابهة مثل هذا النوع من العمليات الإرهابية.و كان الكشف عن مخطط "بوجنكا" قد كشف الوعي بمثل هذا النوع من العمليات من قبل الوكالات الأمنية الحكومية منذ 1995 و هو ما يفند مزاعم الثلاثي مرّة أخرى أو يفضح كذبهم على الرأي العام الأمريكي و على كل العالم. 5- مرّة أخرى ,مناورات يوم 9-11 هل أعاقة نظام الدفاغ الأمريكي؟ لقد كان سلوك نظام الدفاع الأمريكي يوم الحادي عشر من سبتمبر 2001 المسألة الأكثر غرابة و مدعات للشك في صدق الرواية الرسمية. فكما سبق ذكره لم يرد نظام الدفاع على إختطاف الطائرات رغم كل إمكانياته البشرية و التكنوولجية و كان يكفي إتباع "المعايير الإجرائية المتبعة" لإفشال كل العمليات غير أن ذلك لم يحصل. إذن، ما الذي جعل مقاتلات القيادة القومية للجيش تصل متأخرة في كل مرّة الى مكان الحادث أو تذهب الى أماكن أخرى غير الأماكن التي تعلم أن بها إحدى الطائرات الأربع التي قيل أنها إخطفت يوم الحادي عشر من سبتمبر2001، و قد بدى للجميع أن ذلك السلوك غريبا جدا ، حتى لا نستعمل عبارات أخرى، إذ كيف تذهب مقاتلات في مهمة إعتراضية بدون صواريخ و طائرات أخرى تذهب للإعتراض بخزانات وقود فارغة و مقاتلات تطير بأكثر من سرعة الصوت تقطع الإحد عشر ميل التي تفصل الينتاغون عن قاعدة أندرو للقوات الجوية في زمن طويلا جدا...الخ و غيرها من المُدهشات التي لا يقبلها حتى الحس المشترك. لقد صار معلوما لدى الجميع أن يوم الحادي عشر من سبتمبر 2001 كان تاريخا للقيام بعدة مناورات داخل الولايات المتحدة الأمريكية و كندا. و هذا يعني أن نظام الدفاع اأمريكي كان مشغولا جدا بحكم إنخراطه في مناورات عدّها البعض بعشر. و هنا يمكن أن نتسائل عن ما إذا كان من الصدفة أن يكون يوم تنفيذ الإعتداءات هو اليوم ذاته الذي برمجت فيه المناورات، و ما إذا كانت المناورات قد سهّلت نجاح الإعتداءات على أهداف أمريكية. ثم يمكننا أن نتساءل ما إذا كان المخططون و المنفذون على علم بالمناورات لذلك قاموا باستغلالها لتسهيل تنفيذ تلك الإعتداءات. و إن كانت بعض وسائل الإعلام قد أشارت الى بعض تلك المناورات العسكرية أثناء حصولها إلا أنه لم يكن معلوما لدى الخبراء و الصحافيين عددها و لا تفاصيل نوعية العمليات التي وقع التدرّب عليها. و حسب "رُوبارت "يوم 11 سبتمبر قامت وكالات مختلفة بما فيها القيادة القومية للجيش و إدارة الملاحة الجوية الفيدرالية و سلاح الجو الكندي و إدارة النهضة القومية و ربما البنتاغون بما يقارب الخمس مناورات و في بعض الحالات وقع إشراك طائرات مختطفة ". أولا، هذا يعني أن الجيش الأمريكي كان يحتمل إمكانية إختطاف طائرات تجارية و قد درس إمكانية الرد عليها. ثانيا، هو أن كل تلك المناورات قد قامت باستعمال المقاتلات التي كان يفترض فيها القيام بحماية نيويورك و واشنطن.و قد ذكرت روايات أنه لم تتضح طبيعة تلك المناورات حتى سنة 2004(الربيع)و قد إستعملت طائرات تجارية حقيقية في المناورات باعتبارها طائرات مختطفة يوم الحادي عشر من سبتمبر. و هذا يعني أنه صباح ذلك اليوم كانت هناك طائرات مختطفة فعليا في عمليات إرهابية فعلية و كان هناك طائرات تصرّفت كما لو أنها طائرات مختطفة في إطار المناورات. و هذا ما جعل الطائرات المختطفة فعليا تتشبه بالطائرات الأخرى و تتلبس بها "إلتباس الكلب بالذئب". و كان من بين تلك المناورات "الحاس اليقظ" و "المحارب اليقظ" و "تريبود 1 " و "تريبود 2" و "اليقظة الشمالية".و قد كانت المناورات تتعلق بصد هجوم روسيي.أما مناورة "مكتب النهضة القومية" فكانت تتعلق بطائرة تضرب مقرهذا المكتب. و قد أوردت ذلك "أشوسيتد براس" في مقال بعنوان "وكالة خططت لتمرين يوم الحادي عشر من سبتمبر يدور حول طائرة تصطدم ببناتية ". كما أن مناورة "الحارس اليقظ" بدورها تضمنت عمليات إختطاف لطائرات.و يستدل على ذلك "روبارت"بما ذكره الجنرال"لاري آرنولد" لقناة "أي-بي-سي نيوز" فعندما أُنذر بأمر طائرة الرحلة 11 قال:"أول ما جال بخلدي هو: هل هذا جزء من التمرين؟ ". كما يستدل "روبارت" على أن مناورة "الحارس اليقظ" تضمنت عمليات إختطاف طائرات بناءا على رد فعل قائد القيادة الشمالية للجيش الكولونيل "روبار مارّ" عندما أُعلم عل الساعة 8:40 صباحا بامكانية أن تكون طائرة الرحلة 11 مختطفة، إذ قال:"هل هذا جزءا من التمرين ". و هنا يمكن أن نلمس أثر تلك المناورات على مسار الإعتداءات بوضوح، أن نلمس حالة العمي التي أصابت بعض قيادات الجيش حيث لم يعودوا قادرين على التمييز بين الطائرات المختطفة في إطار المناورات و الطائرات المختطفة فعليا.و قد قدر عدد هذه و تلك بـأحد عشر(11)، و البعض قد ذهب الى أنها 21 طائرة. فقد نقل مستشار البيت الأبيض في مقاومة الإرهاب أنذاك "ريتشارد كلارك" عن أحد المظفين السامين في إدارة الملاحة الجوية الفيدرالية و هي "دجان غارفي" قولها:"...لدينا تقارير عن 11 طائرة خرجت عن مسارها أو إنقطعت الإتصالات بها و ربما مختطفة ". ما حدث يوم الحادي عشر من سبتمبر 2001 صباحا هو تداخل الواقعي بالإفتراضي، إلتباس الوهمي بالحقيقي، إختلطت الأمور على بعض القيادات العسكرية من الصفوف الثانية فأصيبت بعميً دفاعيا.إذ لا أحد كان يعلم أيا من الطائرات كانت مختطفة حقا لذلك لم يكن بامكان أحد أن"يستعجل إرسال"مقاتلات الى جهة محددة.ماذا لو أرسلت القاتلات الى وجهات خاطئة لتصل الطائرات المختطفة حقا الى أهدافها؟ و ماذا لو إتجهت المقاتلات الى الطائرات التجارية و كان ذلك جزءا من خطة روسية لإلهاءها لشن هجوم واسعا على الولايات المتحدة.إن إرسال مقاتلات الى أهداف خاطئة لن يكون مقبولا خاصة و أنه لم يكن هناك الكثير منها. إن هذا الخلط هو الذي أصاب نظام الدفاع الجوي الأمريكي بالإرتباك و العمي فشلّه عن الرد كما جرت العادة. طبعا لم يكن تنظيم القاعدة هو الذي إستغل المناورات لتوقيت تنفيذ الإعتداءات بل الأطراف الأمريكية التي صاغت و خططت للإعتداءات هي التي جعلت الإعتداءات تحدث في اليوم ذاته الذي كانت تجري فيه المناورات و ذلك لخلق حالة الإرتباك و خلق حالة من التردد في إتخاذ القرارات تفوّت الوقت حتى لا يقع الرد على الإختطافات الفعلية. إن إدخال معطى المناروات العسكرية التي جرت يوم 9/11/2001 على مشهد ما حدث في ذلك اليوم بكليته يمكن أن يساهم في رفع اللّبس و الغموض و عدم الفاعلية التي طبعت سلوك نظام الدفاع الأمريكي في ذلك اليوم.فهذا المعطى هو الذي يمكن أن يفسر فراغ خزانات وقود المقاتلات المُعترضة و التي يفترض أن تكون ممتلئة.كما نفهم على ضوء ذلك المعطى لماذا لم يكن لقاعدة "أندرو" مقاتلات على أهبة الإستعداد و لماذا لم تقم تلك القاعدة بدورها في حماية العاصمة الفيدرالية رغم أنها لا تبعد عنها إلا 11 ميلا. 6 - حول إمكانية إستعمال الهاتف الخلوي في طائرة تذهب الرواية الرسمية الى أن بعض المسافرين الذين كانوا على متن الرحلة 93 و التي تحطمت فوق منطقة "شانكس فيل" قد قاموا باتصالات مع أقاربهم باستعمال هواتفهم الخلوية. و أن هؤلاء هم الذين أعلموهم بأن الخاطفين كانوا عربا مسلمين و أعلم الأقارب مكتب التحقيقات الفيدرالي. إن أمر إستخدام الهواتف الخلوية من على الطائرات قد قبله الجمهور الأمريكي و العالمي و العربي كما قبل معطيات أخرى لأن الجمهور ليس خبيرا في كل الإختصاصات.غير أن خبراء الإتصالات و كما فعل إختصاصيون آخرون رفعوا "لا" كبيرة في وجه الرواية الرسمية لعلها تلزم حدّها. قد يتذكر بعض المسافرين على متن الطائرات وجود إشارات تدعو الى إطفاء الأجهزة الإلكترونية و الهواتف الخاصة لأنها تشوش على أجهزة الملاحة في الطائرة. فمنذ سنوات عديدة منعت شركات الطيران في العالم إستعمال الخلوي.و عندما تحدثت وسائل الإعلام عن مكالمات هاتفية من الطائرة المختطفة يوم الحادي عشر من سبتمبر أبدى بعض خبراء الإتصالات دهشتهم من هذه الرواية و ذلك لمعرفتهم بأن شبكة الإتصال تصمم بشكل يجعل المكالمات من الجو الى الأرض غير ممكنة. فالشبكة موجودة على الأرض عبر محطات إلتقاط و مهما كانت هذه الأخيرة مرتفعة فهي لا تسمح بحصول إرتباط بارتفاعات عالية مثل مستوى الطيران. و يعلم كل مستعملي الهاتف الخلوي بأن البعد عن مراكز الإلتقاط و البث يجعل المكالمة غير ممكنة و في أحسن الأحوال متقطعة بحيث لا تستمر إلا لبعض ثوان. و في تجارب حول إمكانية إستعمال الهواتف الخلوية من على الطائرة قام بها سنة2003 عالم الرياضيات و الكمبيوتر الكندي "كي ديودوئي" و هو من المشككين في صحة الرواية الرسمية تمت البرهنة على أن تلك الأجهزة تتعطل تحت تأثير السرعة و الإرتفاع و قوّة المحركات. و لا تعمل تلك الأجهزة إلا على إرتفاع ما بين 1000 و 2000 قدم أي عند إقلاع الطائرة و بعد الإقلاع و إرتفاع الطائرة تتوقف تلك الأجهزة عن العمل كليا بعد إرتفاع 8000 قدم. كما قام خبير ياباني يعمل لدى "أساهي " و هي من أكبر الشبكات الإعلامية باختبارات في الساق ذاته. و قد بينت تجاربه أن المكالمات الهاتفية باستعمال الخلوي من على الطائرة ممكنة بنسبة 75 بالمائة على إرتفاع 2000 قدم و بنسبة 44 بالمائة على إرتفاع 5000 قدم و بنسبة 10 بالمائة على إرتفاع 6000 قدم و بنسبة صفر بالمائة على إرتفاع 7000 قدم. و في تجارب أخرى إستحالت المكالمات على إرتفاع 8000 قدم. إذن، كيف يمكن للرواية الرسمية أن تدعي أن المسافرين قاموا باتصالات هاتفية من طائرة تطير على إرتفاع 25000 قدم؟ إن إرتفاع الطائرة يجعلها بعيدة عن مراكز الإلتقاط الأرضية التي جعلت للتواصل الأفقي لا العمودي. ثم أن السرعة العالية للطائرة تجعل المكالمات متقطعة بسرعة. فالهاتف يكون مضطرا الى تغيير نقطة إرتباطه بمحطات شبكة الإتصال في كل مرة تنتقل فيها الطائرة و في كل مرة تتغير نقطة الربط تنقطع المكالمة إن أمكنت. ثم أن محركات الطائة القوية تشوش على المكالمة إن أمكنت. وعلى النقيض من ما سبق و مرّة أخرى تحاول الرواية الرسمية إثبات ما لا يمكن إثباته إن ما تقوله تلك الرواية يتناقض كليا مع القوانين الفيزيائة فعلى رغم هذه الأخيرة إستمرت إحدى المكالمات في الرواية الرسمية 15 دقيقة و بدون أي إنقطاع. و قد ذكر البروفسور "مخائيل شوسّدوفسكي" أنه من الصعب جدا إن لم نقل مستحيلا القيام بمكالمة من خلوي محمول من على طائرة ذات سرعة عالية و على إرتفاع أكثر من 8000 قدم و رغم أن خبراء الإتصال يؤكدون إستحالتها فان الحكومة الأمريكية و لجنة تحقيقها لم تتراجعا عن رويتهما كما لم يراجعا تفاصيل أخرى ثبتت إستحالاتها. إن وجود تكنولوجيا تسمح باجراء مكالمات من الهاتف الخلوي من على متن الطائرة سنة 2001 قد كانت مسألة مستقبلية إذ لم تكن ممكنة تقنيا. و قد ذكر "تَاربلي" أنه "في جويلية 2004 أعلنت شركة تكنولوجيا الإتصالات كوالكوم مع شركة أمريكان آرلينز أنه سيكون بامكانهما و لأـول مرّة تمكين المسافرين من إستعمال هواتفهم أثناء الرحلات الجوية في المستقبل و ليس قبل 2006" و هو ما يعني حسب "تاربلي" "أن تلك التكنولوجيا لن تكن موجودة أصلا في سبتمبر 2001 زمن الأحداث". إن رواية الهواتف الخلوية قد كانت ضرورية حسب "زويكر" بالنسبة للرواية الرسمية لتأكيد أن مختطفي الطائرات كانوا عربا مسلمين و هو ما كانت تلك الرواية في حاجة الى ترسيخه في عقول الناس. و على عكس ما مارسته الحكومة الأمريكية من تعتيم على الأدلة السمعية البصربة الأخرى فانها و بدون طلب من أحد سارعت الى إسماع الجمهور 4 دقائق فقط من تلك المكالمات المزعومة و هي التي أخفت أمر الصناديق السوداء الخاصة بالطائرات المختطفة و ما تمثله تلك الصناديق من شاهد ملك سواء لتأكيد صحة الرواية الرسمية أو تأكيد بطلانها. طبعا لم يقع إخضاع ذلك التسجيل لفحص تقني من قبل خبراء مستقلين للتثبت من إصالته. و مرّة أخري نجد أنفسنا في مواجهة حكومة تسعى الى ترويج روايتها المشكوك في صدقيتها مستغلة جهل عامة الناس بالمعطيات التقنية.
#سامي_يوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
9/11 الخطفين المفترضين: الهوية و الأهلية
المزيد.....
-
السعودية.. مصرع شخص وإصابة 10 آخرين في تصادم 20 مركبة والمرو
...
-
شاهد.. مروحية عسكرية تشتعل بعد هبوط اضطراري في كاليفورنيا
-
هل الطقوس التي نتشاركها سر العلاقات الدائمة؟
-
السعودية: حذرنا ألمانيا من المشتبه به في هجوم ماغديبورغ
-
مصر.. البرادعي يعلق على زيارة الوفد الأمريكي لسوريا
-
اعتراض ثلاث طائرات أوكرانية مسيرة فوق شبه جزيرة القرم
-
RT تعلن نتائج -جائزة خالد الخطيب- الدولية لعام 2024
-
الدفاع الصينية: الولايات المتحدة تشجع على الثورات الملونة وت
...
-
البابا بعد انتقادات وزير إسرائيلي: الغارات الجوية على غزة وح
...
-
-اشتكي لوالدك جو-.. مستخدمو منصة -إكس- يهاجمون زيلينسكي بعد
...
المزيد.....
-
لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
/ المنصور جعفر
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
-
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|