تراتيل في محراب الكهرباء...

جواد كاظم اسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 2397 - 2008 / 9 / 7 - 01:12
المحور: كتابات ساخرة
    

وقف الصائم في محرابه يترقب صوت المؤذن أنقطعت الكهرباء الله أكبر على الكهرباء أبتهل الصائم الى السماء ينتظر الضياء ينتظر الهواء اللهم لك صمنا ولصيام يوم غد نوينا اللهم أنك أعلم بحالنا من نفسنا اللهم لقد أبتلينا بداء الكهرباء اللهم خصلنا من وزير الكهرباء عادت الكهرباء كرر المؤذن التكبيرات الله اكبر الله اكبر عاد القطع الكهربائي المبهرج سكت المؤذن الصائم ينتظر عاد المؤذن على المولد أشهد أن محمدا رسول الله قالها الصائم وأننا معك لشاهدون أنقطعت الكهرباء ضاق بالصائم الفضاء لانور ولا هواء لأن الكهرباء برمجت معها حتى الفضاء الصائم يتأوه من الحرارة ومن لعنة الكهرباء حتى المولد نعى نفسه بسبب شحة وغلاء الوقود حاول الصائم أكمال صلاته لكن هذه المرة على ضوء اللالة ركع الى الله سجد الى الله أكمل الركعة الأولى وفي الثانية قام للقنوت اللهم تقبل مني هذا القليل من الكهرباء وأجعلني من الشاكرين والصابرين على البلاء اللهم أنا من وطن طلق الكهرباء وغابت عنه الرحمة وحل به البلاء اللهم أننا لانملك غير الدعاء فتقبل منا اللهم لقد تعذبنا في الدنيا فلاتعذبنا في الأخرة مع الوزراء اللهم لقد كثر الفساد والمفسدين في بلدي فعجل علينا بطوفان يحمينا من وزير الكهرباء الصائم نسى نفسه وأنشغل بالدعاء لم يشعر بعودة الكهرباء فقام مجددا بأعادة الصلاة اللهم لاتؤاخذنا أن نسينا فقد عظم وكبر فينا البلاء فمتى نتخلص يا ألهي من لعنة الكهرباء لم يكمل تكبيراته أنقطعت الكهرباء وحان موعد جهنم مع الصلاة الله اكبر من هذا البلاء اللهم خلصنا من جهنم الكهرباء اللهم لقد هزلت أجسادنا ومرضت عجائزنا وأنطبخت أطفالنا فألى أين نلوذ ياصاحب العطاء أرحمنا بطاقة بديلة وبوزير غير وزير الكهرباء للمرة الثانية أنشغل المؤذن بالدعاء ونسى الصلاة فقام مجددا لأداء الصلاة أزيز ونار ودخان كثر الزعيق والنعيق بالزقاق أرتجف المؤذن تيقن أن الله تقبل منه الدعاء وحل الطوفان سأل عن الأمر جاءه الجواب سريعا أكمل صلاتك لاشيء أنه أنفجار في محولة الكهرباء

#جواد_كاظم_اسماعيل (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات