|
الراية الحمراء فنار لتحقيق الحلم الاخضر!
جمال محمد تقي
الحوار المتمدن-العدد: 2396 - 2008 / 9 / 6 - 07:24
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
فضاء شاسع بين تجنب العاصفة والانخراط بها ، كما هو الفارق بين المساومة المشروعة وبين الاستسلام ، بين الانقلاب على النفس ومسخها وبين التجديد فيها او تحوير بعض مساراتها اوالاقلاع عن صيغة ما بأيجاد فضاءات جديدة لاختراق حالة الانسداد الحصاري التي تعم المنطقة والعالم بحكم هيمنة المشروع الامبراطوري الامريكي حاليا على مجمل العلاقات الدولية ومحاولته تجيير الولاءات بخطين حادين يصعب تجاوزهما اما معه او ضده ! مسارات الدول معلمة بالوان راياتها فالنجوم الحمراء راية للسوفيات ومعسكرهم الاشتراكي والنجوم الزرقاء راية مرفوعة ومازالت في اغلب بقاع المجال الحيوي الامريكي ومن خلفه ـ الناتوـ والتي تتسع لها كل القواعد والمصالح حول العالم ، ويوجد من يرفع عناوين سيادته وحدوده على سواري تحمل يافطات محايدة الملامح والتمعن بالوانها الخلفية يكشف عن زيف حيادها المزعوم الذي تتمظهر به ، فانعدام الشحنات الفاعلة لديها وانعدام تأثير حركة سيرها على حركة المرور العالمية لا يعني عدم ارتباطها او تبعيتها ولا يعني استقلالها ونديتها ، وهناك رايات مؤولة ومازالت اما عن الوان بيارق هذا المعسكر او ذاك ، كانت اشارات المرور الدولية تعتمد توازن الوان الازرق والاحمر والاصفر ولايمرر بحرية تذكر من كانت بيارقه خارج دائرة هذه الالوان المتفق عليها والتي سبغت طرق العالم وخطوطه منذ الحرب العالمية الاولى ومرورا بالثانية التي بلورتها بشكل صارخ ، وحتى نهاية الحرب الباردة في نهايات العقد الثامن من القرن الماضي ! في ظل اجواء الانحسارات المتواترة من متاريس المواجهات الايديولوجية التقليدية والوانها الثابتة ، في ظل انهيار التجربة العالمية للاشتراكية الفعلية المتجسدة في المعسكر الاشتراكي وطليعته الاتحاد السوفياتي ، وفي ظل انحسار فضاء صوت الذين لا صوت لهم ، ثارت غبار المتاهة بنوعيها الانقلابي والمتشائم ، وراحت التيارات تميل الى جرف القرون الامريكية المتمددة كاخطبوط حول العالم ، توهمها البعض اطواق نجاة ، وارادها المنقلبون ذريعة لانقلابهم ، لم يبقى في جرفه حرا وطليقا في بحثه عن الحلقات المفقودة الا الناجون باعتصامهم بحبل فطرتهم رغم تغير الاحول وراحو يستكملون طريق الحق رغم قلة سالكيه ! في ظل هذه الظروف انقلب اليسار المتهافت الى اليمين فزاده يمينية ، وهام الاصلاء يبحثون عن المخارج ، اعلنوا ان الراية الحمراء هي وحدها من يستوقف العناكب المفترسة ، هي وحدها من يبطل سموم الدماء الزرقاء ، هي وحدها من يستوقف اللون الرمادي ويحلله ، هي وحدها من يفتح الطريق نحو عالم الاخضرار الابدي ! ان اخصاب الراهن بما يجعله ولادا ومثمرا هو نشيد هذه الراية المتجددة ، فالقحط قد يقطع النسل كما يقطع الحرث لكنه لا يؤبد الموت ، والفكرة الخضراء مازالت حلما يراود الانسانية بكل جوارحها ، انها تستتدعيها لبناء عولمة انسانية خضراء . .
حتى في دول القبائل فان التوق يحث سيره نحو حداثة غير مشوهة ، حداثة لا تعتصم الا بحبل الحياة ونسغها الاخضر ! ان الانتقال من مرحلة مجتمع القبائل الى مرحلة مجتمع دولة المواطنة امر ليس بالهين وليس بالارادوي او الفوقي ، خاصة وان مجتمع القبائل قد شطح عن طريق تطوره الذاتي المجبول بعوامل دفعية داخلية وذلك بسبب من الهيمنة الكولونيالية العالمية التي فرضت نوعا مشوها من نظم الدولة ـ دولة المجتمع القبلي التابع ـ لم تنمو القاعدة التحتية الموضوعية سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا لتكون رافعة موضوعية لنظام دولة المواطنة المعروفة . كانت الجيوش المحلية ـ الوطنية ـ التي ساهم في قيامها المستعمر الكولونيالي لتكون قوة ضاربة ومساعدة على حماية مصالحه ، قد شكلت نواتات متفردة لمركزية دولة القبائل وواجهتها ، وهي بميزتها العابرة لحدود القبيلة الواحدة كانت تعبير غير مقصود عن كينونة جديدة لمجتمع غير متواصل مع بعضه ، لقد شكل قيام هذه الجيوش وتطور نفوذها كمؤسسات محلية صرفة بادارة كولونيالية تناقضين رئيسيين افضيا الى تغيرات دراماتيكية في اغلب البلدان المستعمرة اوشبه المستعمرة ـ اسيا وافريقيا وامريكا اللاتينية ـ وتحديدا في عالمنا العربي التي خضعت معظم اقطاره الى الاستعمار الاوروبي ـ البريطاني والفرنسي والايطالي ـ اولهما : في ازدواجية العقيدة القتالية لهذه الجيوش وثانيهما : دورها المحوري في دولها كمطالبة فاعلة للتحررمن الاستعمار ، ومحتكرة للسلطة ! المؤسسة العسكرية هي اكثر مؤسسات الحداثة تاثيرا في المجتمعات المستعمرة وشبه المستعمرة والتي تجمع بين الانضباط والتنظيم والتراتبية وسهولة اتخاذ القرار وتنفيذه اضافة الى كونها قوة ضاربة . صحيح ان قيام هذه الجيوش تلازم مع ولادة الارهاصات الاولى لنشوء طبقة اجتماعية جديدة طبقة العمال الاجراء وعلى نطاق العمالة الجماعية نتيجة لقيام المستعمر ببعض مشاريع البنية الاساسية للايفاء باحتياجاته اولاستثمار الخامات الاولية واستخراجها وتصديرها ـ الفحم الحديد النفط الغاز الملح الحجري وغيرها من المعادن ـ او للاستفادة من المنتجات الزراعية النوعية واستغلال انتاجها لمصلحته ـ القطن ، قصب السكر ، الاخشاب ، البن ، الكاكاو ، التوابل ، وغيرها ـ فقامت الصناعات الاستخراجية ومن اجلها انشأت موانيء التصدير وقامت طرق المواصلات المعبدة والسالكة برا ونهرا وبحرا اضافة للسكك الحديدية ، فتوسعت الحواضر والمدن لتستوعب هذه التحولات مما ساهم بجذب فقراء الفلاحين للسكن في المدن فحصل نزوح من الارياف الى الحواضر بسبب من شحة العمل في الارض الزراعية وسوء استغلالها ، والعلاقات الانتاجية والاجتماعية ـ شبه العبودية ، شبه اقطاعية ـ القاسية في المجتمعات الريفية، والتي لعب المستعمر فيها دورا رسخ من خلاله العلاقات الاقطاعية لضمان ولاء سادة القوم من شيوخ وملاك !
كان لتداعيات حروب الدول الكولونيالية مع بعضها لتقاسم واعادة تقاسم العالم اثره على مصير كل شعوب المعمورة وفي المقدمة منها المستعمرة وشبه المستعمرة ، فبعد الحرب العالمية الاولى قامت ثورة اكتوبر لاشتراكية العظمى 1917 وساهم قيامها بفضح سياسات النهب الامبريالي "معاهدة سايكس بيكو " واعطت بنجاحها نموذجا لقيام دولة الند ، فتحولت روسيا القيصرية من دولة كولونيالية واكبر سجن للشعوب المستعمرة الى دولة اشتراكية تنشد الحقوق المتساوية للجميع ، فكانت محفزا معنويا للشعوب الاخرى على الثورة ضد العدو العالمي والمحلي المشترك ، ثورة البلاشفة هذه اعطت زخما لشعوب الشرق للاستيقاض والنهوض ، وكانت هناك اتصالات بين بعض النخب العربية المتنورة ورجالات الثورة البلشفية واصبحت اخبارها على كل لسان ! ان النظام الاستعماري حاول تغيير جلده باشكال تناسب المتغيرات العالمية وتناسب طبيعة صراعاته الداخلية التي تضغط باتجاه نظام عالمي اكثر عدلا وشفافية والداعية لحقوق الانسان والغاء العبودية الاستعمارية ، فكان النجم الصاعد للامبريالية الامريكية هو رائد حركة المتاجرة بهذه الشعارات ـ مباديء الرئيس الامريكي نلسن في حق الامم المحتلة بتقرير مصيرها ـ عبد الامريكان طريقهم الامبراطوري بازاحة الامبراطوريات الشائخة وخاصة تلك التي لا تغيب الشمس عنها ! فتشكلت الحكومات المحلية كواجهات لدول وهمية منتسبة الى عصبة الامم المتحدة حينها كدول مستقلة ولكنها في حقيقة الامر تحت الوصاية الفعلية للدول المستعمرة ، حتى قيام الحرب العالمية الكونية الثانية بين ذات الدول لاعادة تقاسم العالم ـ دول المحور والحلفاء ـ وما تلاها نتائج غير متوقعة حيث استطاع الاتحاد السوفياتي رد الغزو النازي الى عقر داره وان يكون هو القوى العظمى الثانية في العالم بعد امريكا ! عم نهوض عالمي جديد يدعو للتحرر السياسي والاقتصادي الناجز والبعيد عن التبعية ويدعو الى التحرر الوطني والقومي للشعوب التي قاومت الضيم والظلم والتبعية الاستعمارية ـ ثورة الصين ، والهند ، واندنوسيا ، ونهوض ثوري يعم القارة السمراء ، والاتينية ايضا ، وقامت دولة اسرائيل على ارض فلسطين العربية بعد حرب 1948 بين بعض جيوش دول الطوق العربي مع جيش العصابات الصهيونية بدعم وتعاطف اوروبي امريكي وبعد قرار الامم المتحدة بتقسيم فلسطين الى دولتين عربية ويهودية فكان موقف الانظمة هو رفض القرار وضم الارض الفلسطينية المقسمة الى دولتي الطوق ـ غزة تحت ادارة مصرية ، والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية تحت الادارة الاردنية ـ وكان قيام دولة اسرائيل بمثابة بداية بناء لمشروع استثماري امبريالي صهيوني يضرب عدة عصافير بحجر واحد ومنها : 1 ـ التغطية على العنصرية لاوروبية تجاه اليهود بدفعهم الى مناطق خارج القارة ! 2 ـ جعلهم قاعدة متقدمة للمصالح الغربية في واحدة من اهم واخطر مناطق العالم على الاطلاق ـ الشرق الاوسط ـ 3 ـ لتلعب الدور لذي يمكن ان تلعبه تايوان وهونكوك في ان تكون بؤر للاستقطاب الاقتصادي والتجاري . 4 ـ لتكون اسرائيل المانع الطبيعي الفاعل لاي مشروع وحدوي ندي يرسي قيام كتلة عربية واحدة تجمع مشارق العرب بمغاربهم . ان حرب 1948 قد فضحت الانظمة العربية التي كانت تدعي استقلاليتها وحرصها لى تلبية التطلعات المشروعة لشعوبها في التحرر والوحدة ، وكانت لنتائج هذه الحرب من تقسيم فلسطين الى قيام دولة اسرائيل والفشل في التصدي لمشروعها التوسعي سبب جديد ليجعل من هذه الجيوش وضباطها المتذمرين من فساد الحكام وبضرورة التغيير ، فتتابعت الانقلابات العسكرية الثورية المتتالية في عالمنا العربي فكانت ثورة 23 يوليو 1952 وثورة 14 تموز 1958 في العراق ومثلها في سوريا وهكذا ! وهناك اسباب موضوعية غير ذاتية حرب فلسطين جعلت من تدخل العسكر المباشر في الحياة السياسية العربية وتوليها الحكم المباشر امر مفروغ منه وهي على النحو التالي : ـ فشل الحركات السياسية المدنية باتجاهاتها اليسارية والاسلامية في نحت طريقها المنتج للتغيير الشعبي نحو مجتمع مؤسساتي مستقر. ـ ضعف الطبقة الوسطى العربية " الراسمالية الوطنية + وغياب دور النخب من خارج وداخل الدولة وعدم استقلالية مؤسسات المجتمع المدني ـ رجال الدين ، القضاة ، وجهاء المجتمع ، المثقفين" ـ هشاشة بناء مؤسسات الدولة ذاتها والتي اقامها المستعمر ذاته لخدمة اغراضه . ـ غياب المشروع القومي بابعاده الاجتماعية والوطنية والاسلامية والاممية ، تتفق عليه قوى الامة وتنطلق لتحقيقه . فقد كانت ابرز اتجاهات الامة مأخوذة اما بالبعد الاشتراكي الذي تتبناه قوى اليسار او بالبعد المأخوذ بفلسفة الرجوع للاسلام الذي تتبناه حركة الاخوان المسلمين منذ عشرينيات القرن الماضي على يد مؤسس الجماعة حسن البنا ، صحيح انه قامت اتجاهات جديدة حاولت ان تجمع الاثنين معا مركزة على البعد الوحدودي العربي كنواة موضوعية للجامعة الاسلامية التي ستثمر نهوضا عربيا جديدا، فكان قيام حزب البعث العربي الاشتراكي في 1947 واحدة من اهم امثلتها ، والبعث ايضا لم يكن استثناءا فلم يتجذر الحزب اجتماعيا الا بين فئات من الطلاب والشباب ونخب مثقفة ووجد الحزب نفسه ملزما باعتبار الانقلابية هي الطريق نحو التغيير الحقيقي ، رغم ان البعث حاول في بداياته من الاعتماد على النفس الشعبي المدني المنظم وبكل اشكاله بما فيه النضال المسلح بعيدا عن القادة العسكريين وخاصة اثناء حركة التطوع لنصرة فصائل المقاومة الشعبية الفلسطينية قبل حرب 48 وبعدها ،حيث اعتبر الحزب قضية فلسطين هي قضيته الاولى وقضية العرب المركزية وان طريق فلسطين هو طريق الوحدة العربية ، لكنه وقع تحت رحمة العسكر ايضا بعد ان استثمرته الثكنات على حساب خطوطه المدنية .
قبل ثورة 23 يوليو في مصر مثلا كانت الحياة الحزبية متحجرة ومتلائمة مع الحالة العامة ، لذلك لم تكن التجربة الحزبية نموذج ايجابي يمكن البناء عليه ! وهي لم تكن مؤهلة للدفاع عن وجودها ، لذلك استطاعت الثورة حلها دون مقاومة جذرية ، وكانت شرعية الثورة منبثقة من شعبيتها المبنية على استعداد رجالها للتضحية بارواحهم من اجل تحقيق الاهداف المغرية للثورة والتي لاقت هوى العامة ! الثورة ارادت ان تقول بقرارها لحل الاحزاب ، انها اختزلت دورة باهتة بتوازنات غير متحولة كان قد خبرها الشارع المصري ، بعد ان عرضت اعز ما عندها ومع ذلك فلم تشفي غليل الشارع المصري، والمقصود هنا تحديدا قوى الوفد والاخوان والشيوعيين . الشارع يميل الى القوة المتحولة لمعالجة الاعطال السائبة حتى لوكانت هذه القوة لا تمنحه حقوقا فردية بل حتى لو صادرت بعضها الممنوح اصلا ، لكن اذا شعر الشارع بان هذه القوة تصادر فقط ودون ان تعالج فساعتها سوف لن يغفر لها بطشها وسيتحين الفرص للتخلص منها ! جمال عبد الناصر بتركيبته وانحداره واحلامه وكارزميته واخلاصه لما يعلن عنه امتلك ليس فقط ناصية الشارع المصري بل والعربي ايضا ـ من الخليج الى المحيط ـ كانت دوائره المتفاعلة الوطنية والقومية والاسلامية والافرو اسيوية والعالمية تتكامل مع بعضها ، حتى غدا بسياسته هذه زعيما في كل دائرة خاضها ، فكان زعيما لدول عدم الانحياز الى جانب شون لاي وتيتو ونهرو وسوكارنو ، كانوا جميعا لا يعتصمون بحبال الاحلاف والمعسكرات التي تريد التحكم بمصير العالم ، انما اعتصموا مع عبد الناصر بحبل الاستقلال والحرية والتنمية الشاملة ، ولان حيادهم ليس باعمى فكان بعينه هو حياد ايجابي اي يميز بين الاقرب والابعد لاهداف الشعوب الفقيرة او الفتية يميز بين العدو والصديق! عبد الناصر كان ملهما وفاعلا في طريق الوحدة العربية كسبيل لنجاة هذه الامة ، وكان واضحا في اعتباره اسرائيل المعرقل المتقدم لقيامها . لكن اي وحدة ومتى وكيف ؟ اسئلة تم ولوجها وهو يعمل وباخلاص لتحقيقها،التجريبية كانت احد العناوين البارزة لمرحلة الفتوة ، والخطوة خطوة هي عنوان مرحلة نضج التجربة وزعيمها . التجربة تعني الفشل او النجاح تعني شرف المحاولة تعني حفر اساس متين بسبب من تراكم الخبرة المكتسبة تعني تواصل السعي نحو الهدف الحلم باستلهام دروس من عبدوا الطريق . عبد الناصر في خضم تجربته ارتكب اخطاءأ كثيرة لكنه حاول تجاوزها وتصحيحها . ان احتكار العمل السياسي الوطني والقومي لمصلحة حزب السلطة وبالتالي اعتباره حزب الجميع "حزب قوى الشعب العامل " جعل المجال خصبا لترعرع الطفيليات والطحالب والهلاميات وتهافتها اضافة الى البيروقراطية والانتهازية على تفاحة الثورة فنخرتها ودودتها ،فعشعشت في اجهزة السلطة ذاتها وعزلتها عن حاضنتها الشعبية ، هذا درس كان عبد الناصر ذاته قد مر عليه ، ولو قدرله البقاء لغير هذا الاتجاه ، نحو اتجاه التعددية السياسية الايجابي ! كان احد اهم اسباب هزيمة 67 هو شدة التأمر الغربي والعربي التابع والداخلي المتضرر واضافة الى كل هذا يضاف سبب هام اخر هو انعدام الشفافية بحيث عز على الرئيس ذاته ان يبصر الحالة الحقيقية لجاهزية القوات المصرية والشعب المصري ! هزيمة 67 كانت مؤامرة كبرى لاسقاط الحلم الوحدوي الذي كانت سياسة عبد الناصر تمثل بوصلته ، اي لاسقاط عبد الناصر ليس فقط كزعيم وانما كتجربة ورؤيا وحلم . تصوروا ان الطائرات الاسرائيلية كانت تتزود من القواعد الغربية في برقة بليبيا بالوقود لتعاود ضرب البقية الباقية من القوة العربية في مصر ، اي كان ظهر الجبهة مكشوفا لمساومات الاشقاء ، نعم كانت تتزود طائرات العدو من قواعد الغرب على الارض الليبية لتجهز على القوة المتبقية للشقيقة الكبرى ! كانت امريكا واسرائيل والرجعية العربية كلها شريكة في العدوان على الحلم العربي والفلسطيني الذي لم يمت رغم انتصارهم وهزيمة عبد الناصر في حرب 67 . هذه نتف من احلام الرايات المتعاكسة ، ورغم تقادمها ورغم الجفاف الذي نشف حتى العروق لكنها موعودة بالعودة لتحل بسحب اخرى تتكاثف مجددا حتى تهطل حمولها مطرا تخضر له حتى الصحاري القاحلة ! هذه السياحة المكثفة في تجربة تكاد تكون مكررة في العديد من بلدان اسيا وافريقيا وامريكا اللاتينية ذات الاقتصاديات المتخلفة تجعلنا نخرج بانطباع راسخ يقول ان العالم وحدة واحدة القوي فيه يستبعد الاضعف وينهشه وما من حل عادل الا بتعديل خط السير من سكة اتجاهها لا يؤدي الا للهلاك البشري الى سكة يتكامل فيها البشر في ارض تنعم بالاخضرار الروحي والمادي !
#جمال_محمد_تقي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
طلقة في سوق الصفارين !
-
ازهار الشر الديمقراطي في عراق اليوم !
-
محمود درويش فضاء للتجاوز !
-
العراق والحسم المنتظر !
-
توقيت ايقاض الصراع النائم في القوقاز ؟
-
من الأحق بالتعويض العراق أم ايران ؟
-
الرأسمالية وتلفيقة الدولة المستمرة
-
رأي في الدعوة الى اتحاد يساريي الخارج !
-
مسعود البرزاني مولع بجداول التقسيم !
-
أمريكا تقود العالم نحو الهاوية !
-
صحوة ضمير مطلوب تجذيرها لانقاذ كركوك
-
أوراق اللعبة الامريكية الجهنمية في العراق !
-
الصقور والحمائم وجهان لعملة واحدة في السياسة الامريكية !
-
لماذا 14 تموز وليس 9 نيسان عيدا وطنيا للعراق وشعبه ؟
-
من يقرر مصير العراق ؟
-
أمريكا تأمر وحكومة العراق تنفذ !
-
عندما يكون المثقف متبوعا عبد الوهاب المسيري نموذجا
-
من يعاهد من ؟
-
لاحصانة للعراقي في بلاده المهانة يوميا بالوجود الاحتلالي ؟
-
يوم الاجيء العراقي !
المزيد.....
-
السعودية.. مصرع شخص وإصابة 10 آخرين في تصادم 20 مركبة والمرو
...
-
شاهد.. مروحية عسكرية تشتعل بعد هبوط اضطراري في كاليفورنيا
-
هل الطقوس التي نتشاركها سر العلاقات الدائمة؟
-
السعودية: حذرنا ألمانيا من المشتبه به في هجوم ماغديبورغ
-
مصر.. البرادعي يعلق على زيارة الوفد الأمريكي لسوريا
-
اعتراض ثلاث طائرات أوكرانية مسيرة فوق شبه جزيرة القرم
-
RT تعلن نتائج -جائزة خالد الخطيب- الدولية لعام 2024
-
الدفاع الصينية: الولايات المتحدة تشجع على الثورات الملونة وت
...
-
البابا بعد انتقادات وزير إسرائيلي: الغارات الجوية على غزة وح
...
-
-اشتكي لوالدك جو-.. مستخدمو منصة -إكس- يهاجمون زيلينسكي بعد
...
المزيد.....
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
المزيد.....
|