أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لقمان حمزة - سيدة من الشرق














المزيد.....

سيدة من الشرق


لقمان حمزة

الحوار المتمدن-العدد: 2396 - 2008 / 9 / 6 - 07:39
المحور: الادب والفن
    


الجميع من حولها، غفر من المدعوين ما بين أهل وأصدقاء و وجوه هي للمرة الأولى التي تراهم لتنضم بدورها إلى قائمة طويلة من ………..

الصالة مزينة بأجمل زينة فالأشرطة الحريرية الملونة تتدل من زوايا الصالة لتتجمع في وسطها كشمس في المجرى

الكراسي مترا صفة بطريقة هندسية خلف طاولات لتدل على براعة منسقها مع بطاقات تدل على عدد الأشخاص الذين سيكونون أسيادها دون أن يورثها كما هي عادة أصحاب الكراسي في هذا الشرق المريض

وبينهم تتوسط طاولة مستديرة حظيت دون غيرها بأن تحتضن ذلك الهرم بشموعه القليلة

رغم تهامس المدعوين بأن عددها ماكانت تدل على حقيقتها لولا مكانة صاحبتها

ما هي إلا بلحظات حتى اتجهت العيون نحو الدرج حيث بدأت اطلا لتها بالظهور، بخطواتها المتزنة و ابتسامتها المعتادة وذلك الثوب الأسود الذي يفضح تضاريس جسدها أكثر مما تستره

استقبلت ضيوفها واحدا تلوا الأخر انه التاريخ الذي اعتادت أن تحتفل به كل عام برهاناً على سر أناقتها وسلطانها إلى جانب الوفاء لذكرى زوجها الراحل

مع المفارقة الفاضحة في تلك العلاقة وهي أنها لم تدم سوى بضع سنين إلا أنها ظلت وفية لذكراه هي حقيقة لا يستطيع احد نكرانها ،إذا فما الذي يدفع سيدة لم تتجاوز الثانية والثلاثين من عمرها أن تحتفل بعيد زواجها بعد عشر سنوات من رحيله

كل شيء يدل على الوفاء لذكراه صوره المزينة على جدران قصرها بل تعدت إلى شركاته و فروعها

حتى إذا ما قامت بتدشين مشروع فأول عمل تقوم به هو وضع تمثالاً له

أو لوحة عليها بعض أقواله و كأنه إله جديد يضاف إلى قائمة الأصنام التي نعبدها في هذا الشرق

الجميع يعرف أن زواجها كانت عبارة عن صفقة تجارية، فما الذي يجعل من فتاة في ريعان شبابها على أبواب التخرج من جامعتها إن ترتبط برجل أكبر منها بعقدين أن لم يكن أكثر

ثلاثة عشرة سنة كانت كفيلة بان تغير الكثير من العادات و التقاليد في حياتها …..نمط كلامها

ثيابها

أصدقائها

أحلامها

حتى اسمها

ثلاثة عشر سنة وهي مخلصة لذكراه

مع أن العادة قد جرت إن يتقبل المحتفل بهذه المناسبة الهداية، لكنها وخلافاً للبرتوكولات كانت تقوم بتوزيع الهدايا على الحضور كل حسب مكانته ودوره

أنها سيدة بكل المقاييس

ثلاثة عشر عاماً وعيناها لم تتعب ولو للحظة عن البحث بين المدعوين عن ذلك الذي كان يزين لياليها عندما لم يكن أحدا من هؤلاء يعرفها

ثلاثة عشر عاماً وهي تحلم كل ليلة أن غداً سيطرق باب مكتبها لتأخذه بين أحضانها

ثلاثة عشر عاماً هو تاريخ مملوء بالحزن و الأسى ليس كما تتظاهر أمام الجميع

انتظرته في أماكن لم تتوقع أبداً وجوده بها

في ساعات حيث لا احد

هي وحدها مع ذكريات كل ماتبقى من لحظات للفرح

ثمة أحلام تولد لترى النور

وثمة أحلام تجهض قبل ولادتها

لكن ما كان حلمها أي من الاثنين

بل وردة ربيعية ذوبت الثلوج من حولها

لتشرق في أول آذار ميلاد نيروز كتب لها

إن تقطف لتهدى لحبيبة ماكانت تؤمن

إن للحب إله لن يغفر الذنوب



#لقمان_حمزة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قديستي
- سجون وطن
- هموم مبعثرة
- تأشيرة خروج
- 1 مذكرات جامعية
- تساؤلات برسم الحكومة السورية
- غوايات البنفسج
- غجرية
- مدينة التماثيل
- الغرباء


المزيد.....




- أسبوع السينما الفلسطينية.. الذاكرة في حرب الإبادة
- سينما: فرانتز فانون...الطبيب الذي عالج جراح الجزائر وناضل من ...
- -وئام وسلام-.. تحفة فنية فريدة في مطار البحرين الدولي (صور) ...
- آلام المسيح: ما الذي يجعل -أسبوع الآلام- لدى أقباط مصر مختلف ...
- طريقة تثبيت قناة زي ألوان الفضائية على نايل سات وعرب لمشاهدة ...
- الحساب الرسمي لدوري الهوكي الأمريكي يستبدل كلمة -الروس- في ت ...
- أسرى فلسطين يقاومون ويردون على الكولونيالية الصهيونية بالكتا ...
- ما هو حقيقة منع عرض فيلم استنساخ بطولة سامح حسين؟.. بسبب هذا ...
- بعد عرضه في السينما بالأمس .. إيرادات فيلم استنساخ تحقق نجاح ...
- السينما والقضية الفلسطينية وتحول الشاشة لمسرح للنضال


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لقمان حمزة - سيدة من الشرق