أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مرح البقاعي - في بعث -الفحولة- السياسية














المزيد.....


في بعث -الفحولة- السياسية


مرح البقاعي

الحوار المتمدن-العدد: 2395 - 2008 / 9 / 5 - 10:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قد لا أميل إلى كتابة "تعارض"(من باب التأويل) نصا يوقعه حبر حازم صاغيّة ـ الحبر الدافق في شريان "التعبير" العربي شبه المسدود! لكني أجد نفسي هذا الصباح، منساقة ـ بحذر وتشبث شديدين بأواصر امتيازي اللغوي ـ إلى ان أقارب منابع هذا الرجل، المصطلحية والمفاهيمية، ساعيةً، بفضول وتهيّب، بين"صفاه" الذهني، ومحطّ "مرواي".

"العالم من ثقب ضيّق" عند صاغيّة هو "عوالم" اجتمعت لها أسباب السذاجات الغرائزية والترديات السلوكية والانعطافات المتهوّرة التي جاوزت الشارع العربي المغيّب عن مشهد التحولات العالمية الكبرى بفعل تراكم الاستبداد السياسي المنظّم، إلى نواصي "النخب العربية" المعطَّلة (بفتح الطاء) والمعطِّلة (بكسرها)، في آن!

إنها النخب التي يفترض أنها المبضع الكاشف لفصول من العثرات العربية الرسمية في تاريخ الأداء السياسي، والدماغ المحرّض على دينامية الصحو والتجديد في مفاصل الجسم العربي الكامد؛ نجدها اليوم ما انفكّت تتشبث بعاطفة سياسية لقيطة، تنقلت بها من "انتصارها لهتلر ومحوره في الحرب العالمية الثانية، إلى الانضواء "السوفييتي" في ظروف الحرب الباردة الفائتة، وصولا إلى كيل التهم الجاهزة للحركات الاستقلالية والديمقراطية في أوروبا الوسطى والشرقية، بالعمالة للغرب، والتهوّد". وما نراه اليوم من تردٍّ عربي على الصعد الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والأمنية كافة، ليس سوى "ثمنا" ترتب على تلك الغوايات السياسية المراهقة التي أنجبت طفلا بعين واحدة، وجد مرميا على باب أقرب جامع عربي إلى "مخدع" فعل الخطيئة الباهظ. يحضرني في هذا المقال مشهد من القرن الفائت، تجلت فيه بسطوع عقدة العربي تجاه "الخواجة الفحل" أيضا، وذلك حين التقى مفتي فلسطين الشيخ أمين الحسيني في العام 1941 وزعيم ألمانيا النازية آدولف هتلر، وعرض الحسيني في حينها على زعيم الرايخ الثالث تكوين جيش عربي إسلامي من المتطوعين في الشمال الأفريقي وشرق المتوسط لمقاومة الحلفاء، فكان رد هتلر ما مفاده "إنني لا أخشى الشيوعية الدولية، ولا أخشى الإمبريالية الأميركية البريطانية الصهيونية، ولكن أخشى أكثر من ذلك كله هذا الإسلام السياسي الدولي".

تلك السياسات اللقيطة التي مردها تورّم سايكوباتي في عقدة "الفحولة"، وتناوب تلك العقدة على النخب والزعامات العربية المتعاقبة ـ حيث منطلق ومصب القرار العربي الرسمي القاصر، والذي كان "صوت العرب" من القاهرة، وعلى مد ّ عقود من الزمن، يغازل عمقه الشعبي على طريقة تبادل المنافع اللحظية بين كبش هائج ونعجة حلوب، ويستولد "الأضداد" التي "ستحمي" الجسم القومي المتهالك على نفسه من اختراقات المتصهينين الجدد والقدامى في آن، ومن دأب "الغرب"ـ العدو على تركيع ذاك الكبش الصنديد، وتفكيك رموز فحولته، بهدف تفتيت مكوّنات تلك الأمة الواحدة الموحدة والحرّة المحرِّرة!

لم تمارس النخب العربية وعيا نقديا نافذا في قراءتها لمعطيات المشهد العالمي سواء ما هبّ عليها من مبادرات الشرق ـ الحليف الافتراضي، أو اجتراحات الغرب ـ الضرّ المؤجل، بل كانت قعيدة كرسيها المتحرك بين غاية الحرية المقننة بمعطيات الأيديولوجيا الشحيحة وبين استبداد مشرعن يتداوله أساطينها على بلاطات السلطة الواهجة؛ فلا هي ساهمت ـ نتيجة ـ في تجريف "الراكد" من الذهنية العربية، ذاك المتجذّر في الغيبيات والحجب وهلوسات الأصولية، ولا هي جددت في الأرضية الثقافية التي تنطلق منها كحركة تنويرية لازمة وملزِمة للنفاذ من مأزق الظلامية العميم، ولم نرها طوّرت أدبيات خطابها لتدخل به عالم الإنتاج والتنافس المعرفيين، في القيمة والفعل، بعيدا عن لكنة الاستهلاك الشفاهي الإنشائي المكرور.

وفي غياب حركة من التأسيس النهضوي المعقلن والموصول، على مستويات المعرفة والاجتهاد والتنوير كافّة، باتت المرجعيات السلفية والتكايا الاستشارية هي المصدر المعتمد للفتاوى السياسية الجاهزة التي يركن إليها كبش السلطة في ترسيم زواريب الحكم وابتكار ممراته الضيقة، وغدت بؤرة لتفريخ المضادات الأممية ذات البعد القومي العنصري الأجوف، وتمكينا لثقافة "المنطوق" المحكيّ بعيدا عن "الإجرائي" الفاعل. وفي أبلغ وأحدث توصيف لهذه الحالة أسرد ما تشدّق به أحد الخبراء السياسيين في سوريا على شاشة واحدة من القنوات الفضائية العربية حين صرّح ما معناه "إن سوريا ترفض مقايضة رفات الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين مقابل أي عرض، حتى لو كان هذا العرض هو هضبة الجولان"! إنه فكرمنطوق من مفرزات التكايا الاستشارية التي ما لبثت تهّيج تلك الحالة الغرائزية الطافحة مقابل ضمور في الوعي والرؤيا السياسيين للمرحلة بمعطياتها وتداعياتها كافة، ما يجعل ذاك المنظّر السياسي العتيد ينطق عن الهوى، وباسم دولة تقف، شعبا وأرضا، على مفترق دقيق ما بين جادتي الحرب والسلام.

فصل المقال: إن فوبيا استدراج مقومات الفحولة، والدوران العبثي في أفلاكها، "دون أن نصنع حنفية ماء" على حد تعبير صاغيّة، هو العامل المحفّز لتأييد سوريا "الرسمية" للموقف العسكري الروسي في جورجيا لمجرد أن الأخيرة ابتاعت سلاحا من اسرائيل العدوة! وفي المساحة الرمادية بين النفي والتأكيد لاتفاق، تناقلت وسائل الإعلام خبر إبرامه بين الدولتين، يرمي إلى بناء منظومة سلاح اسكندر الصاروخي على الأراضي السورية، ردا على الدرع الصاروخي الأميركي في أوروبا، في تلك المساحة الرمادية، تحديدا، نقف حائرين أمام محاولة الأسد الابن "المزايدة" على تركة الأسد الأب، في رفعه سقف "المراهنات" على الأوراق الإقليمية إلى مستوى "المقامرة الدولية"، الأمر الذي قد يجعل سوريا أول من يدفع أثمان هذه القفزة إلى "ورائيات" الحرب الباردة، لاسيما إذا ما أسفرت الانتخابات الرئاسية الأميركية القادمة عن بقاء الجمهوريين في سدّة الحكم، واستمرارهم في تسيير شؤون البيت الأبيض بيد، وهزّ سريرالعالم، على طريقتهم، باليد الأخرى.



#مرح_البقاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العالم ما بعد أميركا
- سوريا الوطنية، بين وجع الناصرية ومواجع الفقيه الإيراني
- مشنقة الياسمين !
- آل البيت السوري
- مدّ اللسان الإنكليزي
- ثالوث التجديد الإسلامي
- الشاميّة العالمية
- عودة الابن الضال
- في القراءة الأصولية
- امرأة غوانتانامو
- أفعى في بنطلون!
- في رثاء البلد.. وأمي
- بعد الذهاب.. قبل الوصل
- شرق الغيب وغرب المعرفة
- المنتحرون ‍!
- وديعة رابين أم وديعة الأسد ؟
- لا عزاء للسيدات
- تحييد الإسلام السياسي
- أل التعريف والأندلس المفقود
- المحور الثالث يطلق مشروعه الجديد: الحوار العربي الأميركي


المزيد.....




- كيف يستعد الجنود من المتحولين جنسيًا لمواجهة ترامب بإعادة تش ...
- الصين تحتفل ببداية عام الأفعى وسط طقوس تقليدية وأجواء احتفال ...
- توجيه إسرائيلي لمعلمي التاريخ بشأن حرب أكتوبر مع مصر
- الجزائر تسلم الرباط 29 شابا مغربيا كانوا محتجزين لديها
- تنصيب أحمد الشرع رئيسا انتقاليا لسـوريا
- منتقدا الاحتياطي الفيدرالي ورئيسه.. ترامب يطلق العنان لمبادر ...
- أمريكا.. السجن 11 عاما للسيناتور السابق مينينديز جراء إدانته ...
- الرئيس السوري أحمد الشرع يطلب من روسيا تسليم الأسد
- إصابة 24 شخصا بغارتين إسرائيليتين على النبطية.. -لم يستطيعوا ...
- إعلام: المراحل المقبلة من وقف إطلاق النار في غزة تواجه عقبات ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مرح البقاعي - في بعث -الفحولة- السياسية