ابراهيم زيدان
الحوار المتمدن-العدد: 2401 - 2008 / 9 / 11 - 05:35
المحور:
الادب والفن
لايزال المسلسل التركي المدبلج (نور) يثير الكثير من ردود الافعال منها ما هو سلبي وما هو ايجابي. فمن ردود الافعال السلبية التي واجهها هذا المسلسل تلك الفتوى التي صدرت عن احد المراجع السعودية والتي حرم بموجبها مشاهدة المسلسل واصفاً اياه بانه مسلسل(منحط) ويكرس ثقافة بعيدة عن مجتمعنا الاسلامي كما تسبب المسلسل بالكثير من حالات الطلاق في اكثر من دولة عربية وفي العراق يلقى المسلسل متابعة من جماهير واسعة حتى ان احد الصحف العراقية اكدت خلو شوارع بغداد وقت عرضه لشغف المشاهدين وخاصة الشباب منهم في متابعة كونه يوفر فسحة من الرومانسية افتقدها المجتمع العراقي بسبب الظروف الامنية التي حرمتهم من مساحة الترويح عن انفسهم..
وقد بلغ الاعجاب بإحدى العائلات العراقية ان اسمت توأمها بإسماء بعض ابطال المسلسل تعبيراً عن حبهما الشديد لهاتين الشخصيتين اللتين تضيفان اكثر من الحب والوئام على اسرتهما في المسلسل.
وطالب بعض شباب العراق بإقامة تمثال او نصب تذكاري لمهند ونور وتسمية احدى الساحات الرئيسية او احد الشوارع البغدادية المهمة باسم مهند او نور او كليهما وكأنهما رمزان وطنيان للعراق!
اما الذين كان لهم موقف سلبي من هذا المسلسل فهو يأتي لخشيتهم ان يترك تأثيراً على عدد من الشباب المراهقين فيتجهون الى تقليد البطلين من حيث الملبس والتسريحة والاكسسوارات على الرغم مما يراه بعض المشاهدين ايجابياً كونه يعرض المشاكل الاجتماعية التي تواجه الزوجين في بداية حياتهما الزوجية واصف المعالجة لها..كما يتناول قضية المدارس الخاصة والعامة على حد سواء..
والبعض الاخر يرى ان انجذاب المشاهدين الى الجانب الرومانسي في هذه المسلسل ياتي بسبب فقدان الحب والمشاعر الانسانية في العراق وهذا ما لا نتفق معه عليه فالحب والوئام واللحمة الاجتماعية هي التي انتصرت على الارهاب والارهابيين ويكفي مؤخراً ذلك المواطن العراقي الذي ينتمي الى قومية تختلف عن قومية اخيه المواطن الذي تبرع اليه بكليته مجسداً روح التضامن الاخوي بين القوميات المتآخية على ارض العراق.
وخلاصة القول ان الدراما العراقية تفتقر الى مسلسل يفجر مشاعر العراقيين التي يحتاج الى متنفس يشدها طيلة مدة عرضه كما هو الحاصل مع مسلسل (نور) الذي لا يزال يثير الكثير من الخلافات بين علماء الاجتماع ورجال الدين مثلما تسبب ويتسبب في حالات الطلاق لدى بعض الاسر العربية.
#ابراهيم_زيدان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟