أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جواد البشيتي - أُمَّةٌ تبحث عن فلك تسبح فيه!














المزيد.....

أُمَّةٌ تبحث عن فلك تسبح فيه!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 2394 - 2008 / 9 / 4 - 08:34
المحور: كتابات ساخرة
    


إذا وقف عربيان في المكان نفسه، وفي الزمان نفسه، ونظرا إلى الشيء نفسه، كهلال شهر رمضان، فلا تعجب إذا ما رأى كلاهما شيئاً مختلفاً.

إنَّهما، على ما آلا إليهما من ضعف لا نرى له مثيلاً لدى كل من امتلك ما نملك من الأسباب والشروط الموضوعية لـ "القوة"، وعلى ما مُنِيا به من هزائم من وزن تاريخي، لم يكتشفا بَعْد، وربَّما لن يكتشفا أبداً، أهمية وضرورة الشعور بالانتماء القومي الواحد، ثمَّ تحويل هذا الشعور، في السياسة والاقتصاد والأمن والدفاع..، إلى حقائق واقعة، فـ "تركيا"، مثلاً ورمزاً، هي التي بها نعوذ ونلوذ في أوقات الضيق والشدة.

وبعضنا يلعن إسرائيل؛ لأنَّها لم تفعل شيئاً لتذليل العقبات من الطريق.. طريق التعاون العربي معها (أمنياً وعسكرياً..) بما يقينا شرور الأعداء الجدد؛ ومن فرط يأسنا، لم يبقَ لدينا من خيار، إلاَّ أن نصلي من أجل أن يلهمها الله خير السلام، فتجنح له، فنجنح، عندئذٍ، لاستنصارها، فتحن أمَّةٌ زاهدةٌ في العالم الواقعي للسياسة، بوصفه جزءاً من الحياة الدنيا، نضرب صفحاً عن "القوَّة" في داخلنا، لنطلبها من خارجنا؛ جُلُّ ما نطمح إليه هو "الحفرة"، نعيش فيها إلى الأبد، أو العثور على شمسٍ (إقليمية أو دولية) ندور في فلكها كما يدور كوكب، أو كويكب!

كان العراق.. وكان لنا قوَّة؛ ولو لم تغرب شمسه لَمَا بدا "الكوكب الإيراني"، فحطَّمْناه بأيدينا، ثم وقفنا نبكي بذكرى حبيب ومنزل، وكأنَّنا أمَّة كُتِب عليها أن تظل محكومة بمصالح فئوية ضيِّقة، وفي حربٍ دائمة، بالتالي، على مصالحها وحقوقها وقضاياها القومية.. وعلى أمنها القومي، فشعارها "اخْشَ كل عدوٍّ لكَ مرَّة واخشَ شقيكَ العربي ألف مرَّة.."!

إذا كان نمط عيشنا يقوِّي فينا الشعور بأنَّنا منزَّهون عن كل عمل يُخَسِّس أوزاننا الجسمية، فتتناسِب بالتالي مع أوزاننا المعنوية والحضارية العالمية، وإذا ما اضطَّررنا، بالتالي، إلى سدِّ هذا النقص في الأيدي العاملة، فلا خيار لنا، عندئذٍ، إلاَّ ما يوافق مصالحنا الفئوية الضيِّقة، فَنَسْتَقْدِم العمَّال والخبراء.. وحتى الجنود، من كل أصقاع الأرض، إلاَّ من أبناء جلدتنا، الناطقين بـ "لغة الضاد"؛ لأنَّنا نفهمها على أنَّها "لغة التضاد".

وهؤلاء، "أبناء خير أمَّة أُخْرِجت للناس"، نصوِّرهم عندنا على أنَّهم أُناسٌ يتربَّصون بنا الدوائر، لا يُؤْمَن جانبهم، إذا ما أنْعَمْنا عليهم أعرضوا ونأوا بجوانبهم، فَلْنُبْقِهم بمنأى عن جنَّاتنا.. "جنَّات عدن التي تجري من تحتها أنهار من ذهب"، لعلَّنا نقي أنفسنا من شرِّ حاسِدٍ إذا حَسَد.

أمَّا إذا "تَشَيْطَنَت" إيران (النووية الفارسية الشيعية) وقد "تَشَيْطَنَت"، وإذا لمع نجمها الإقليمي وتألَّق في الليلة العراقية الظلماء، وكشَّرت لنا عن أنيابها، وزيَّنَ لها غرور العَظَمَة قَضْم شِبْرٍ أو فِتْرٍ من "أرضٍ مُشاعَة"، نسمِّيها "أرض العرب"، فسوف نريها أيَّ رجال نحن، وسوف نصرخ "وامعتصماه"، فَيَهِبُّ إلى نجدتنا "العثمانيون الجُدُد"؛ كيف لا ومسلسل "نور" حَبَّب إلينا "السياحة السياسية" في تركيا؟!

لقد قَرَعْنا باب "الباب العالي" حيث أتاتورك وعبد الحميد الثاني يجتمعان في شخص واحد، ضاربين صفحاً عن "الأشقَّاء الأقوياء"، أو الذين يمكن أن يصبحوا أقوياء لو أعطيناهم ما نعطي الأتراك وسائر الأجانب، فَلِمَ ننبذ "التكامل القومي"، ونظلُّ كالمستجير من الرَّمضاء بالنار في بحثنا عن الأمن؟!

لِمَ نستجدى الأمن من الأتراك والعجم والبربر ومِمَّن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر ونحن الذين امتلكنا من السلاح، شراءً، ما يكفي (لو كانت عَظَمَة الأمم تُقاس بهذا المقياس) لِجَعْل إيران ترتعد فرائصها مِنَّا، ولإغراء تركيا بطلب الأمن مِنَّا؟!

إنَّها أمَّةٌ لا تملك أمرها، ولا قرارها، ولا خيارها؛ وليس من قانون يحكمها سوى قانون "القصور الذاتي"، فتظلُّ ساكنةً حتى تحرِّكها قوَّة خارجية، فإذا تحرَّكت تظل متحرِّكة حتى تُسكِّنها قوَّة خارجية.

كل خطرٍ خارجي يَصْغُر في عينها ولو كان عظيماً؛ وكل خطر داخلي يَعْظُم في عينها ولو كان صغيراً، فلا خوف حقيقياً يستبدُّ بها إلاَّ خوفها من بعضها بعضاً، ولا عدوَّ تُعِدُّ له ما استطاعت من قوَّة ومن رباط الخيل، وتستأسد عليه وتتنمَّر، إلاَّ "العدو" من أبناء جلدتها، فالفأر لا يرى من وحش أقوى من القط!

إنَّها أمَّةٌ كلَّما اغتنت فقرت، وكلَّما تسلَّحت ضعفت، وكلَّما حاربت هُزِمَت، وكلَّما تديَّنت كفرت، وكلَّما تمنطقت تزندقت، وكلَّما تحاورت تعاركت، وكلَّما تحرَّرت تحلَّلت.

لقد شقَّ عليها أن تتعلَّم الطيران في عالمٍ معظم أممه تحلِّق في السماء، فحان لها، على ما يبدو، أن تتعلَّم "فن السقوط"!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما ينقص -الفكرة- حتى تصبح -جذَّابة-!
- -خيار أوكسفورد- لا يقلُّ سوءاً!
- ثقافة -الموبايل- و-الفيديو كليب-!
- لقد أفل نجمها!
- أسبرين رايس والداء العضال!
- خطر إقصاء -الأقصى- عن -السلام-!
- العالم اختلف.. فهل اختلفت عيون العرب؟!
- -الإعلام الإلكتروني- يشبهنا أكثر مما نشبهه!
- -العلمائيون- و-السياسة-.. في لبنان!
- -إيراروسيا-.. هل تكون هي -الرَّد-؟!
- ثرثرة فوق جُثَّة السلام! -دولتان- أم -دولة واحدة ثنائية القو ...
- ما معنى جورجيا؟
- مات -آخر مَنْ يموت-!
- الصفعة!
- النفط -الخام-.. سلعة أم ثروة للاستثمار؟!
- -قطار نجاد-.. هل يتوقَّف؟!
- -الموت-.. في تلك الحلقة من برنامج -أوبرا-!
- طهران أفسدت -مناورة- الأسد!
- صُنَّاع الخزي والعار!
- -شاليط الأصفر- و-شاليط الأخضر-!


المزيد.....




- شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح ...
- فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
- قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري ...
- افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب ...
- تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
- حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي ...
- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...
- تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر ...
- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
- -المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جواد البشيتي - أُمَّةٌ تبحث عن فلك تسبح فيه!