أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عبدالوهاب حميد رشيد - إلى -مُحريينا-!!؟؟














المزيد.....

إلى -مُحريينا-!!؟؟


عبدالوهاب حميد رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 2394 - 2008 / 9 / 4 - 08:27
المحور: كتابات ساخرة
    


وهكذا تبدلتْ أحوالنا منذ غزوكِ أنتِ أمريكا لوطني لتحريرنا من حياتنا! حضرت السبت الماضي حفلة زفاف صديق. وهذه لم تكن المرة الأولى أحضر مثل هذه المناسبات أو أسمع عنها وهي تُقام بدون حضور العريس! مثل هذا الأمر غير القابل للتصديق أخذ يشكل ظاهرة اعتيادية في بلادي بسبب الظروف الصعبة والخطيرة. حاول، فقط، أن تتصور كيف تكون مشاعر العروسين في مثل هذه الحالة: عدم استطاعة العروسان حضور حفلة زفافهما معاً، رغم أنه أهم حدث في حياتهما. بكت أُم العريس مراراً أثناء الحفل لأن أبنها لا يستطيع حضور يومه العظيم هذا.. إنه طبيب حاصل على الماجستير من انكلترا ويعيش فيها.. أبواه قلقان بشأن حصول العروسة على سمة الدخول للسفر إليه.. قد يتأخر لقائهما فترة شهر عسلمها أو لما بعدها!
شعبنا يُعاني في كل حقل من حقول حياته، بخاصة المتعلمين، في حين تنشر الحكومة المدعمة من الاحتلال ثقافة التراجع backwardness. أشكال عديدة من الطقوس الوثنية ظهرت في بلادي. لم نكن نعرفها قبل "التحرير" الأمريكي. وأستغرب إن كان هذا هو المستقبل المشرق الذي جلبته لنا أمريكا! الحكومة تسمح لهؤلاء الناس ممارسة طقوس الانتحاب وإيذاء وتحقير الذات استناداً إلى روايات مشوهة ملفقة مضت على أحداثها أكثر من ألف عام وفي سياق نشر وتعزيز تجارة الطائفية.. وأيضاً تُعطل المرور وتغلق الطرق من أجلهم. ليس هذا فحسب، بل كذلك تفرض منع التجول في العاصمة بغداد لضمان سلامة المنتحبين،. متجاهلة بذلك كافة الجوانب التي تهم الناس: المشاكل الحياتية، أعمالهم، والخسارة المالية للبلاد بالعلاقة مع فرض الشلل على المصالح والأعمال. علاوة على إهمال إعادة البناء في سياق تبديد ثروة البلاد.
ماذا استطيع أن أفعل؟ أبغي حياةً أفضل لأطفالي. إنهم يستحقون أن يعيشوا بسلام، ويحصلوا على تعليم جيد، ويتمتعوا بطفولتهم، ويعيشوا حياتهم في القرن الجديد، بعيدا عن الظلام وانقطاع الكهرباء وأن يتحاشوا الاتجاه العكسي للجهل والطقوس الوثنية.. لكن ترك وطني وأهلي وأحبائي ليس بالشيء الذي أطلبه، بل ولا استطيعه.
عندما كنتُ في بغداد، وجدتُ أغلبية أعضاء العائلة وأصدقاء وجيران هم من كبار السن. أما أكثر الشباب فقد تركوا البلاد إلى أماكن آمنة. كان من الصعب أن أقف على هذا الواقع لأن الحياة أصبحت أكثر من طاقة هؤلاء المسنين.
والدي، على سبيل المثال، عليه توفير الوقود بعد انتظار في الصفوف لساعات طوال أو أن يشتريها من السوق السوداء بأسعار مضاعفة. عليه أن يُراعي المولدة مرات عديدة طالما أن العائلة تعتمد عليها في غياب الكهرباء أغلب اليوم. وعليه أن يقوم بالتسوق وأن يتجه للعمل مروراً بطرق تتسم بالفوضى والمخاطر العالية.
من المفترض أن والدي متقاعد في هذا العمر، ولكن عليه أن يعمل طالما أن الأسعار في ارتفاع وتكلفة المعيشة تتصاعد باستمرار وفي ظروف تدني راتبه التقاعدي، رغم أنه مهندس حاصل على الماجستير من الولايات المتحدة، وخدم وطنه بنزاهة وشرف طوال حياته!
ممممممممممممممممممممـ
To liberators?!!!!,(Emotions....),uruknet.info,August16,2008.



#عبدالوهاب_حميد_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوجه الآخر للديمقراطية الغربية
- العراق على حافة أزمات جاهزة للانفجار*
- المقامرة الأمريكية- الإيرانية في العراق.. مآلها الفشل
- صواريخ ورياء ودروس من التاريخ: الطالبان يقتربون من حصار كابو ...
- غيوم ضربات نووية.. تلوح في أفق مستقبل البشرية
- المهاجرون العراقيون في السويد يواجهون مصيراً مجهولاً
- سيد بوش: هل تسمع الناس وهم يضحكون عليك؟
- العراق: فشل الطلاب كما هو حال الفشل في البلاد
- أطفال العراق سيتحملون الكلفة الحقيقية للحرب
- أطفال اليورانيوم المنضب وفلسفة هيباكوشا
- إسرائيل جاهزة للهجوم على إيران
- الهزيمة في العراق*
- مسألة توظيف المصطلحات: لا أحد يسخر من -إعلامي بغداد- بعد الآ ...
- وجهة نظر: هل النفط وراء مذكرة اعتقال الرئيس السوداني؟
- العراق الجديد.. اضطهاد المرأة
- التضخم في الخليج والارتباط بالدولار
- استمرار تدهور الظروف الحياتية للمشردين واللاجئين العراقيين
- الفلوجة تنتظر هجوماً آخر!
- السلاح الأكثر فعالية ضد القوات الأمريكية
- عودة العنف للانبار بعد أشهر من الهدوء النسبي


المزيد.....




- -جزيرة العرائس- باستضافة موسكو لأول مرة
- -هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي
- عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا ...
- -أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب ...
- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عبدالوهاب حميد رشيد - إلى -مُحريينا-!!؟؟