أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - حميد طولست - المرأة ضحية جمالها














المزيد.....

المرأة ضحية جمالها


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 2394 - 2008 / 9 / 4 - 02:05
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


خلق الله سبحانه المرأة في أحسن تصوير ، ومكنها من جمال يصعب مقاومة سحره ، فهي محط الأنظار وملء الأفكار ، ومهما تظاهر بعض الرجال بأن صفة الجمال فيها غير ذات قيمة كبيرة ، فإن واقع حالهم يكذب تلك الإدعاءات ، ويفنذ تلك الآراء التي تناقض حقيقة تصرفاتهم الخفية والمعلنة ، فلازالت المرأة الجميلة مطلبا وأمنية كل رجل أينما كان وستبقى أغلى حلم رجالي ، فتراهم يضطربون لسحر رقيق متألق في عيون أنثى تنظر بإستحياء فتفيض قرائح الكتاب والشعراء والفقهاء بما ملأ الدنيا عبر التاريخ بوصف جمالها ، وسحر أنوثتها المذهل وتأثيره في سلوك الرجال الذين لم يتركوا جزءا من جسدها إلا وأشبعوه توصيفا وحلموا في المنام واليقظة بإمتلاك الجميلات ليقمن على ترتيب حقائب متعهم .
وجدت المرأة نفسها أمام أزمة واقع مر لا يعترف لها بخصوصية إنفعالاتها الاجتماعية وضع مأزوم ناتج عن أنانية ذكورية متربعة على عرش الظلم والغلظة والتسلط والغيرة ، تدفع بها نحو العزلة والتواري وراء أستار وحجب عادات وتقاليد لم يأمر بها الله في شرعه ولا النبي بسلوكه ؛ بل إبتكرها رجال قدسوا التقاليد فقدموها على تعاليم الحنيفية السمحة التي كرمت المرأة ، فهم أشد صرامة من الله ورسوله في تعاملهم مع المرأة . يحاصرها الوعي الرجالي ويراقب خطوها مخافة أن تزيغ عن الإطار المحدد لها سلفا من قبله ، حتى لو لم يكن الأمر يتعلق بأسباب عقائدية ، لأن موقعها في النظام الذهني العربي هي " فتنة وإغراء " و "رمزالشر الحي الناعم " الذي أخرج آدم من جنة الخلد . فهي تدفع كل يوم ضريبة جمالها غاليا من حريتها وراحتها وكأنها إقترفت إثما عظيما لأنها جاءت إلى الدنيا جميلة ، فليس الإنشغال الكبير الذي تحظى به المرأة والذي إحتشدت به جرائدنا ومجلاتنا من باب كونها ذات بشرية من لحم ودم يحكمها واقع مترد سائد يجب تغييره بوضع أسمى وأفضل ؛ لكنه إهتمام حبيس النظرة الجنسية الشبقة للمرأة ، والتعلق بالأفكار القديمة الجامدة المصادرة لجسدها .
فكلما إحتد الخلاف بين الرجال في أي موضوع كيفما كان هذا الخلاف ، ديني أو اجتماعي أو سياسي أو إديولوجي أو حضاري ، إلا وإفترشوا المرأة على خارطة خلافاتهم ، وجعلوها مركز ذلك الخلاف ومحوره ، مختصرين كل قضاياهم في المرأة ، وكأن القوم بلا قضايا يحيون ويموتون من أجلها ، فلا محارم أنتهكت ، ولا آثام أقترفت ، ولا حدود تعديت ؛ فلا هم للشامخين في جهلهم إلا الترويج للخرافة و التأويل الحرفي للنص لإستغلال المرأة والتنقيص من قيمتها بدعوى "الغيرة " البشعة التي تحكم عليها بالإعدام وتلوث عليها حياتها وتسقطها في قبو المهانة كلما وجدت فرصا للتشويش على أدمغة البسطاء والفقراء الحالمين بجنة باعة الوهم ولصوص الأمل وتجار الأخلاق والدين وسماسرة الحاضر . ويحضرني في هذا المجال ما قاله شمس الدين الذهبي عن خروج المرأة من بيتها إذا أضطرت لذلك لزيارة والديها أو لأجل حمام ونحوه مما لا بد لها منه ،((فلتخرج المرأة بإذن زوجها غير متبرجة ، في ملحفة وسخة من ثياب بيتها ، وتغض الطرف في مشيتها ، وتنظر إلى الأرض لا يمينا ولا شمالا فإن لم تفعل ذلك كانت عاصية ( شمس الدين الذهبي كتاب الكبائر ص177 المكتبة الثقافية بيروت دـت . ولم يكتفي التسلط الذكوري بجعل المرأة عاصية إن هي لم ترتدي أوسخ الثياب بل وصل به التعنت والبغي إلى جعلها زانية إن هي تعطرت وشم الرجل عطرها كما جاء في ما ينسبونه إلى خير البرية الذي كان يحبب الطيب و العطر لإمته ، إذ يقولون على لسانه "أيما إمرأة إستعطرت فمرت بالرجال ليجدوا ريحها فهي زانية " { رواه الدارمي والحاكم وصححه ووافقه الذهبي } .
و يا ليت الأمر توقف عند حد الكذب على النبي والذي يقول في هذا الباب " من كذب علي متعمدا فيتبوأ مقعده من النار " ؛ بل وصل إستهتار بعضهم إلى الافتراء على الله سبحانه وتعالى حيث خاطب أحد فقهاء السعودية النساء ناصا (( الأسواق أبغض البقاع إلى الله لأنها أماكن تعج بالفتن وتموج بالمجن ، والشيطان ناصب رايته فيها ، فكلما كان ذهابك إليها أقل كان ذلك أفضل ولدينك وعفتك أحفظ ، فقللي من الذهاب إليها إلا لحاجة ضرورية لابد منها ، ولا تظني أن كثرة الذهاب إليها ميزة حسنة أو أنها مفخرة للمرأة كما تظنه بعض الجاهلات التي تفاخر بانها ذهبت للسوق الفلاني وإشترت من المحل الفلاني ، وأنها تذهب للأسواق مرات متعددة ، فإن ذلك إن دل على شيء فإنما يدل على جهل مثل هذه المرأة وقلة حيائها ، فالسعيدة والله من هي عن الأسواق بعيدة .
إنه إنفلات تجريمي للمرأة لأن الله خلقها جميلة ، وإقتصاص مجتمعي من حسنها بنزوعات ورغبات جنسية ذكورية تعتبر (المرأة ) وسيلة إنتاج بشري يمتلكه الرجل لبناء مؤسسته الأسرية ، وبطبيعة الحال من يمتلك وحدة إنتاجية يحق له قيادتها وتسيرها كما يحلوا له . فليس الخلل إذا في ذلك واقع على فرد ، لأن الفرد واقع في قبضة الكيان المعرفي العام ، تلك القبضة التي تحدد صيرورة المجتمع ككل وتغرس المفاهيم الاجتماعية بعقول أفراده من الجنسين معا ، هذا الكيان المعرفي الذي يحتكر النصوص لتضخيم وتقديس الرجل حد التأليه والمتأثر في ذلك بالمنظور يهودي الذي يشيئ المرأة ويختزلها في موضوع جنسي لا مفر منه ولا وقاية من خطره والنجاة من شره إلا بجعلها حريما مرتبطا بالخيمة والأقبية المعتمة ولفها في ملحفة وسخة تحجبها عن الأنظاروتمنعها من الأسواق. فكيف لإناس بهذه العقليات المتخلفة الظالمة أن يعبروا بالمراة إلى كل تلك المستحدثات التي يبشرها الإسلام بها ، وهم لازال متمسكين قديم سلفهم كما وصفه الله في سورة النحل حيث قال تعالى ((وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم ، يتوارى من القوم من سوء ما بشر به ، أيمسكه على هون أم يدسه في التراب ألا ساء ما يحكمون )) .
إنها إشكالية حقيقية موجودة ، تعيشها المرأة التي كفلها الإسلام الحنيف وكل دساتير العالم ، وتصلى بنارها في عصر النهضة والتعليم والانفتاح والعولمة ووهم القرية الواحدة .



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وراء كل إمرأة عظيمة رجل يستحق الاحترام والتقدير
- الضامة ملجأ مسني مدينة فاس
- °°° بسطاء يرفَعهم الفساد إلى طبقة الأثرياء!
- أندية للمتقاعدين؟‮!‬
- الألقاب الطريفة والمثيرة للسخرية
- الواقع شيء والمرتجى شيء آخر
- رقابة الانتخابات
- .فرخ الوز عوام
- بنك الزواج للمزلوطين!!
- °°°صراعات المنتخبين وتعاسة الناخبين
- الرصيف أو الطروطوار
- حيرة هلال
- °°° حزب الصم البكم الذين لا يقشعون.
- المنتخب متهم حتى تثبت براءته
- استطلاع الرأي ترف ديمقراطي لا نملكه
- ثقافة السلام وخطاب التحجر
- الشوبينغ - و شبقية التسوق
- فوضى فتاوى القحط و دعاوى الإبادة
- الشارع المغربي!
- °°°الكائنات الإنتخابوية...


المزيد.....




- بي بي سي 100 امرأة 2024: من هن الرائدات من المنطقة العربية ع ...
- البرلمان الأوكراني يقترح تسجيل النساء كمتطوعات بعد خدمتهن ال ...
- ضحيتها -الطالبة لالة-.. واقعة اغتصاب تهز الرأي العام في موري ...
- الاغتصاب: أداة حرب في السودان!
- غوتيريش: غزة بات لديها الآن أكبر عدد في العالم من الاطفال ال ...
- -المانوسفير- يصعّدون هجماتهم ضد النساء بعد الانتخابات الأمير ...
- حجاب إلزامي وقمع.. النساء في إيران مقيدات منذ أكثر من 45 عام ...
- أيهم السلايمة.. أصغر أسير فلسطيني
- سابقة في تاريخ كرة القدم النسائية السعودية
- سجل وأحصل على 800 دينار .. خطوات التقديم في منحة المرأة الما ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - حميد طولست - المرأة ضحية جمالها