أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حميد كشكولي - الجماهير المظلومة ضحايا الصراع الامبريالي في القوقاز















المزيد.....

الجماهير المظلومة ضحايا الصراع الامبريالي في القوقاز


حميد كشكولي
(Hamid Kashkoli)


الحوار المتمدن-العدد: 2392 - 2008 / 9 / 2 - 07:23
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


عشية الألعاب الأولمبية في الصين اندلعت حرب إجرامية في القوقاز بين جورجيا المدعومة أمريكيا وإسرائيليا وروسيا الطموحة لاستعادة أمجادها الامبريالية. وقد قامت الدبابات الجورجية بتدمير مدن وقصبات أوسيتا الولاية الصغيرة المنشقة عن جورجيا ، ما دعا روسيا إلى الرد القوي والفوري بدخول قواتها مدن جورجيا ، ودكها بمدفعيتها الثقيلة وأسلحة أخرى.وكانت الخسائر تقدر بآلاف القتلى والجرحى من المدنيين والعسكريين.
فجورجيا ذات الأهمية السترااتيجية الفائقة كانت إحدى جمهوريات الاتحاد السوفييتي ، أعلنت استقلالها بعد انهياره فورا، و أصبح شفاردنادزه الذي كان وزير خارجية جورباتشوف آخر رئيس سوفييتي ، رئيسا لجورجيا ، و لكن بعد المؤامرة (الديمقراطية) و الانقلاب الأمريكي الإسرائيلي المسمى بالثورة الوردية ، تم تعيين عميل المحافظين الجدد وربيب الموساد الإسرائيلي ساكاشفيلي رئيسها و غزتها أمريكا وإسرائيل و جعلتاها قاعدة عسكرية واقتصادية و جاسوسية .
ولا يزال الخبراء والمستشارون الإسرائيليون ولأمريكان يدربون القوات الجورجية المسلحة على مختلف فنون الحرب والتجسس. وقد كانت مبيعات إسرائيل من الأسلحة إلى جورجيا تقدر بأكثر من نصف مليار دولار أمريكي في العام الماضي. القواعد العسكرية الإسرائيلية والأمريكية في جورجيا تهيأت منذ فترة للعمل كإسناد في حالة العدوان الأمريكية المحتمل على إيران. وثمة عدد من الوزراء في حكومة ساكاشفيلي صهاينة معروفين. كما وصلت شدة العلاقات مع أمريكا إلى حد أن جورجيا طلبت الانضمام إلى الحلف الأطلسي.

ففي أيام الحرب الجورجية الروسية أكدت الميديا الغربية مرة أخرى على أنها ليست سوى بوق دعائي لكذب ونفاق البنتاغون ، و بينت أنها ليست أكثر من مراكز إعلامية للامبريالية مهمتها الرئيسية هي تلميع الوجه القبيح للنظام العالمي الجديد الإمبريالي وتلطيف جرائم المحافظين الجدد ، وتبرير العدوان الامبريالي الأمريكي والغربي على الشعوب المستضعفة.
فالتشنج والتوتر كانا قائمين منذ فترة في القوقاز، و تفاقما أخيرا في أوائل شهر آب الجاري ، وتحول إلى حرب وكابوس لجماهير جورجيا وأوسيتا الجنوبية .ف دخل آلاف الجنود الروس إلى جورجيا، و توترت اثر ذاك العلاقات بين روسيا وأمريكا إلى حد لم يسبق له مثيل منذ انهيار الاتحاد السوفييتي.
ورغم اتفاق وقف إطلاق النار الهش في 15 آب بين الطرفين ، لا تزال الأوضاع متوترة و تنذر بمستقبل خطير في العلاقات الدولية في العال. ويأخذ التوتر في العلاقات الدولية في التفاقم ، و يأخذ مديات أوسع من آسيا الوسطى إلى أوروبا. و تواصل أمريكا ترسيخ أحلافها العسكرية بوجه روسيا و تؤكد على أن روسيا يجب أن تدفع ثمن عملها في إفساد مخططات غريمتها أمريكا وإسرائيل .هذه الواقعة تبين أن العلاقات الدولية السائدة تسير في مجال تغيرات حادة وواسعة ، وأن الضغوط الواردة إلى السطح من أعماق العلاقات الدولية يمكنها في أية لحظة وفي أية نقطة في العالم أن تنفجر كالبراكين ، و تشعل بقاعا أوسع من العالم.

لم تنقل أية وسيلة إعلام غربية الحقائق إلى الجماهير ، فشاهدنا وسمعنا عناوين الأخبار التي تصدرت الميديا من قبيل " روسيا تغزو جورجيا " و " عدوان روسي على شعب أعزل" و " إبادة الجنس البشري في جورجيا من قبل الدب الروسي" و روسيا تقتل الديمقراطية الفتية ، و والتفريط بمنجزات جورجيا خلال 15 عاما الماضية الخ...
والحقيقة هي أن جورجيا أرسلت في 7 آب قواتها لقمع أهالي أوسيتا الجنوبية المطالبين بالاستقلال عن جورجيا، فدمرت مدنا وقصبات على رؤوس ساكنيها ، ولكن وسائل الإعلام الديمقراطية والشريفة للغرب استيقظت فجر الثامن من آب الماضي وأخذت تعربد وتزمجر أن روسيا غزت جورجيا وهي مصممة على إبادة الجورجيين.

والجدير بالذكر أن أهالي اوسيتيا الجنوبية قد صوتوا لصالح الاستقلال عن جورجيا في استفتاءين عامي 1992 و 2006، لكن جورجيا " الديمقراطية العزيزة على قلب المحافظين الجدد " أبت إلا أن تقمع مطالب الجماهير بالحديد والنار. فلم تكتب و لم تقل وسائل الإعلام الغربية الديمقراطية ولو لمرة واحدة لماذا يحق لكوسوفو الألبان الاستقلال عن صربيا ولماذا لا يحق لأبخازيا و أوسيتا الجنوبية الاستقلال عن جورجيا؟؟؟
فالميديا المرتزقة الامبريالية شغلها الشاغل هو قلب الحقائق والتزوير وتضليل الرأي العام العالمي. لقد اعترف الحلف الامبريالي الأمريكي الغربي رسميا باستقلال كوسوفا بقيادة منظمة اوتشكا الإرهابية الرجعية ، لكنه حرم جماهير أوسيتا وأبخازيا من هذه الحرية ، و ساند ويساند النظام الجو رجي العميل في قمع مطالب الاستقلال والحرية لهذه الشعوب. فالكيل بمكاييل مختلفة هي سياسة الامبرياليين دوما.
يرى بوش أن جورجيا هي إحدى بلدان " الشرق الأوسط الكبير" ، التي يجب أن قوم فيها الديمقراطية الغربية ، من نوع ديمقراطية المحافظين الجدد الأمريكان. فبعد انهيار الاتحاد السوفييتي خططت أمريكا لتقوية نفوذها في الجمهوريات السابقة السوفيتية بحيث يمكنها السيطرة على منابع الطاقة الغنية في القوقاز والشرق الأوسط ، و تهيئة أرضية خصبة لتحقيق نظامها الامبريالي الجديد ، و الاستمرار في مهامها كالقوة الإمبريالية الأعظم في العالم ، ولعب دور الأخ ألكبر بالنسبة للقوى الإمبريالية المنافسة لها في العالم المعاصر.

لقد كانت الهيمنة و روح الاستغلال و اغتصاب البلدان ومقدرات الشعوب تحت واجهة جلب الديمقراطية و تحقيق حقوق الإنسان وراء القيام بثورات مخملية و ووردية و بنفسجية في بلدان التحاد السوفييتي السابق، وفي مقدمتها جورجيا التي لم تكن استثناء من هذه القاعدة الامبريالية.
لقد دفعت الإمبريالية الأمريكية بقيادة جورج بوش عميلها النظام الجو رجي إلى الهجوم المسلح على اوستيا الجنوبية لكي ينتشر التوتر والفوضى في القوقاز ، يمكنها من إلحاق بلدان القوقاز خلل دخان الفوضى والاضطراب بجورجيا مباشرة أي القاعدة العسكرية الاقتصادية لأمريكا وإسرائيل.
لا يخفى على أحد أن جورجيا البلد الصغير بنفوسها البالغ 5 ملايين نسمة لا يجرأ على المغامرة بالقيام بتحدي قوة عظمى مثل روسيا ، بدون تحريك وضمان و دعم أمريكي.فبعد هزيمة جورجيا المخزية أمام روسيا سارعت أوكرانيا و جورجيا على تنشيط ملف طلب الانضمام إلى حلف الناتو, و تم التوقيع فورا على نصب الدرع المضاد للصواريخ في بولندا .

فالإمبريالية الروسية قد خسرت منذ سنوات مواقعها كقوة عظمى ، استطاعت بعد القيام بترتيب بيتها الداخلي ، الدخول إلى السياسة الدولية عبر بوابة الحرب على جورجيا في اوستيا الجنوبية وأبخازيا. لقد وجهت روسيا بوتين و ميدفودوف بإرسالها قوات كبيرة إلى اوستيا الجنوبية و جورجيا ضربة قاصمة إلى القوات الجورجية ودمرت جزء كبيرا من الأسطول الحربي الجورجي و مواقع عسكرية و لوجستية أخرى وإستراتيجية لجورجيا عميلة أمريكا وإسرائيل، والأهم من كل ذلك أن روسيا أفشلت مخططات أمريكا وإسرائيل في تحويل جورجيا إلى قاعدة عسكرية مستقرة و آمنة لتحقيق أهدافها في العدوان على الشعوب الأخرى. الضربة الروسية هذه وجهت إلى بوش واولمرت بحيث اضطرتهما إلى اتخاذ مواقف دفاعية أفقدتهما مبررات للهجوم والعدوان. تسعى أمريكا إلى جعل جورجيا شريكها الاستراتيجي الأهم في محاصرة الإمبريالية الروسية المنافسة، وأن تقلص بهذه الطريقة مجالات النفوذ الروسي في الشرق الأوسط. فأنابيب نقل الغاز والنفط من بحر قزوين وآسيا الوسطى إلى البحر الأسود تمر عبر الأراضي الجورجية وتمر أنابيب نفط باكو تفليس إلى ميناء سيحان و منه إلى الأسواق الإمبريالية ...
فعندما تخسر روسيا نفوذها في جورجيا لن تستطيع السيطرة على مسير النفط والغاز من منطقة القوقاز إلى السوق الحرة، ما سوف يعتبر هزيمة إستراتيجية كبيرة لروسيا. فروسيا بدخولها هذه الحرب تمكنت من تحقيق خطوة أولى في كسر طوق الحصار الذي تخطط أمريكا فرضه عليها.
الحرب بين روسيا وجورجيا هي مناطحات على المصالح والنفوذ بين الإمبريالية الأمريكية والإمبريالية الروسية ، ولا ناقة للجماهير فيها ولا جمل. فالقنابل التي انفجرت على رؤوس أهالي أوستيا الجنوبية و جورجيا وابخازيا لم تكن في سبيل الاستقلال والحرية لهذه الشعوب المظلومة ، بل كانت لأجل تحقيق سياسيات الهيمنة والغطرسة الإمبريالية في منافستها على توسيع مناطق النفوذ ، وفي سبيل حصة أكبر من الغنائم و مقدرات الشعوب في التقسيم الاستعماري الجديد للعالم .

2008-0901



#حميد_كشكولي (هاشتاغ)       Hamid_Kashkoli#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سولجنستن.. رأي آخر فيه
- أهالي كركوك ضحايا القوى المتصارعة على النفوذ في العراق
- برعم الحزن وقصائد أخرى لفروغ فرخزاد
- الإتفاقية الأمنية لضمان أمن قوى الاستغلال والنهب في المنطقة
- ثلاث قصائد للشاعرة الفنلندية أديت سودرغران ( 1892_ 1923)
- حين تنسف مدفعية الأخوان المسلمين أوثان القوميين
- أمريكا الصغيرة / قصيدة لبابلو نيرودا
- صهيل الأفق الأحمر فوق نهر - مالمو -
- من قصائد قرّة العين(1815_1852)
- يا ابني! للشاعر الشيلي بابلو نيرودا
- أي ّ عهد من دول ساهمت بتدمير العراق وشعبه؟
- يا بني ّ ، يار - الحبيب-!
- في الذكرى الستين لتأسيس إسرائيل
- في رثاء فروغ فرخزاد
- ألسنة الآلهة، وألسنة الملوك
- فيكتور هوجو.. ارتباط الأدب والسياسة
- نيران فتنكم تحرق الأبرياء
- الِزْمو وو .. حرامي !!!!!
- الحجاب و حرية الملبس
- حمّالة الأقاصي


المزيد.....




- من معرض للأسلحة.. زعيم كوريا الشمالية يوجه انتقادات لأمريكا ...
- ترامب يعلن بام بوندي مرشحة جديدة لمنصب وزيرة العدل بعد انسحا ...
- قرار واشنطن بإرسال ألغام إلى أوكرانيا يمثل -تطورا صادما ومدم ...
- مسؤول لبناني: 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية عل ...
- وزيرة خارجية النمسا السابقة تؤكد عجز الولايات المتحدة والغرب ...
- واشنطن تهدد بفرض عقوبات على المؤسسات المالية الأجنبية المرتب ...
- مصدر دفاعي كبير يؤيد قرار نتنياهو مهاجمة إسرائيل البرنامج ال ...
- -استهداف قوات إسرائيلية 10 مرات وقاعدة لأول مرة-..-حزب الله- ...
- -التايمز-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي لن ...
- مصادر عبرية: صلية صاروخية أطلقت من لبنان وسقطت في حيفا


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حميد كشكولي - الجماهير المظلومة ضحايا الصراع الامبريالي في القوقاز