أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - برهوم جرايسي - معضلة القيادة الإسرائيلية














المزيد.....

معضلة القيادة الإسرائيلية


برهوم جرايسي

الحوار المتمدن-العدد: 2392 - 2008 / 9 / 2 - 07:15
المحور: القضية الفلسطينية
    


تعكس المنافسة الشديدة على منصب رئيس جديد لحزب "كديما" الحاكم في إسرائيل، وما يتبعها من استطلاعات الرأي حول فرص نجاح المرشحين من جهة، وحول وضعية كبرى الأحزاب الإسرائيلية في أي انتخابات برلمانية قادمة، من جهة أخرى، مدى عمق أزمة القيادة في إسرائيل، التي برزت بوضوح منذ منتصف تسعينيات القرن الماضي وهي ما تزال متواصلة.
وتحتد المنافسة على زعامة "كديما"، بالأساس، بين وزيرة الخارجية تسيبي ليفني، وبين وزير المواصلات الحالي، ومن كان لسنوات وزيرا للحرب وقبل ذلك رئيسا لأركان جيش الاحتلال، شاؤول موفاز، ولكن استطلاعات الرأي التي تجري على مستوى 72 ألف عضو في الحزب، لا تعكس فوزا واضحا لواحد من الاثنين، علما أن هناك مرشحين آخرين يحظيان بنسب تأييد ضئيلة.
ويثير موفاز في خطاباته، في الأيام الأخيرة، مسألة "من يجب ان يقود إسرائيل؟": هل شخصية ذات خلفية وماضي عسكري وأمني غني مثله؟، أم "شخصية سياسية"، ليس لها ماضي عسكري، ولا تجربة في عملية اتخاذ القرارات ذات الطابع العسكري والأمني مثل تسيبي ليفني؟، رغم أنها بدأت عملها بعد الجامعة موظفة بدرجة عالية في جهاز "الموساد"، (الاستخبارات الخارجية).
ولكن "المشكلة" على المستوى الإسرائيلي الداخلي، أن أيا من الإثنين، لا يمكن اعتباره نجما سياسيا قادرا على أن يجرف الجماهير من خلفه، وأن يحقق لحزبه مكانة برلمانية متفوقة بشكل واضح.
وهذه المشكلة الإسرائيلية الداخلية، لا تتوقف عند هذين الاثنين، بل نشهدها في مختلف الأحزاب، فمن يقود الحزبين الأكبرين التاريخيين في إسرائيل، "العمل" و"الليكود"، هما رئيسا حكومات سابقة، حكم عليهما الجمهور بأنهما فشلا فشلاً ذريعا، وتمت الإطاحة بهما في انتخابات برلمانية سابقة بحصولهما على أدنى نسب التأييد في حينه، ونحن هنا نتحدث عن وزير الحرب الحالي "إيهود باراك" (العمل)، وبنيامين نتنياهو (الليكود)، زعيم المعارضة اليمينية.
وعودة هذين الاثنين إلى زعامة حزبيهما يعكس واقع "اللا مفر" أمام كل واحد من هذين الحزبين، وهي الحالة ذاتها السائدة في الشارع الإسرائيلي بشكل عام، وهذا الأمر ينعكس في نتائج استطلاعات الرأي المتتالية، التي تنشرها وسائل الإعلام المختلفة، رغم ما في هذه الاستطلاعات من توجهات وتوجيهات، حسب طابع وسيلة الإعلام هذه أو تلك.
فمن أصل 120 مقعدا برلمانيا في الكنيست الإسرائيلي بالكاد يحصل أحد هذه الأحزاب، وغالبا الليكود، على 30 مقعدا في استطلاعات الرأي (25% من مجمل المقاعد)، ولكن لا تجد مجموع مقاعد حزبين تتجاوز حاجز نصف المقاعد البرلمانية، مما يعكس بشكل واضح حالة التشرذم والتخبط السياسي، التي يواجهها الشارع الإسرائيلي، وتم استعراضها هنا في جوانب مختلفة في معالجات سابقة.
فحتى منتصف سنوات التسعين، كان يتناوب على الحكم في إسرائيل واحد من الحزبين الأكبرين، "العمل" و"الليكود"، بعد أن كان يفوز كل واحد منهما (بتناوب) على ما لا يقل عن ثلث مقاعد البرلمان وأحيانا أكثر، وفي تلك الفترة كانت تقود هذه الأحزاب شخصيات تاريخية، كتلك التي عملت على إقامة إسرائيل قبل وبعد العام 1948، أو أن سطع نجمها عسكريا قبل سياسيا، وهي في قيادة جيش الاحتلال.
ولكن هذه الشريحة اختفت عمليا، ولم يبق منها سوى رئيس الدولة الحالي، شمعون بيرس، الذي أنهى قبل أيام 85 عاما من حياته، فيما يرقد اثنان آخران بغيبوبة على فراش المرض، وهما أريئيل شارون ويتسحاق شمير.
كذلك فإنه بتزامن مع تلاشي هذه الشريحة اصطدمت إسرائيل في سنوات التسعين، وبشكل قوي جدا، مع واقع عدم قدرتها على مواصلة الاحتفاظ بكل شيء من دون حلول سياسية في المنطقة، وعلى الرغم من تعثر، إلى درجة تدمير، العملية السياسية التي بدأت في تلك السنوات، إلا أنها أبقت أسئلة مفتوحة دون جواب واضح في الشارع الإسرائيلي حول أفق الحل، وإمكانية تحقيق شيء.
وما يزيد من حالة البلبلة على المستوى الداخلي هو غياب برامج سياسية واضحة، مهما كان مضمونها، تقنع الشارع الإسرائيلي، إذ تم الاستعاضة عنها، ما يمكن وصفه بـ "خطاب التأتأة" أو خطابات "نعم ولا"، وهو ما بدأ في حزب "العمل"، ولكنه اليوم سائد في جميع الأحزاب المرشحة بالوصول إلى سدة الحكم.
ويضاف إلى كل هذا تدخل حيتان رأس مال محلية وخارجية في سدة الحكم، حتى أن تحكمها بمصير هذا الزعيم أو غيره بات أوضح من ذي قبل، وهذا ما ساهم بشكل كبير جدا، إذا لم نقل بشكل أساسي، في تفشي فساد السلطة.
وفي مقال سابق حول الفساد في إسرائيل، تمت الإشارة إلى أن أولمرت ليس المشبوه الأول بالفساد كرئيس حكومة، ولكن لن يكون الأخير، وكل رئيس حكومة سيخلفه سيواجه بقدر ما شبهات كهذه، ولكن هذه الفرضية أقول "معترفا"، إنها "لم تكن دقيقة"، لأن شبهات الفساد بدأت تلاحق الآن حتى من يعتبر نفسه مرشحا لرئاسة الحكومات القادمة وقبل أن يتم انتخابه مستقبلا، مثل إيهود باراك، الذي بدأت تتكشف ضده قضية جديدة، وبنيامين نتنياهو، المشبوه السابق والحالي والقادم بالفساد، وحتى هناك مؤشرات أولية ضد المرشح لتولي زعامة "كديما" شاؤول موفاز.
ومشهد الفساد الحالي في إسرائيل يوحي بأننا أمام أشبه "بحرب عصابات" متسترة، تقودها حيتان رأس المال، وحتى من تصل أطرافهم إلى مافيا خارجية قبل المحلية، تصارع على مراكز التأثير في سدة الحكم.
وأمام حالة كهذه، لن تكون "مخاطرة" في تكهن أن إسرائيل مقبلة مجددا على حالة جديدة من التشرذم السياسي وعدم ثبات الحكم، فأي انتخابات قادمة ستفرز عدة كتل متساوية بحجمها البرلماني، وهذا عامل أساسي في عدم استقرار أي حكم قادم في إسرائيل، وهذا بطبيعة الحال سيعكس نفسه على مستقبل الحراك السياسي الداخلي والخارجي المستقبلي، وبشكل خاص في العملية السياسية على جميع مساراتها.



#برهوم_جرايسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القادة الفلسطينيون الأسرى
- يستثمرون الفرية الإسرائيلية
- الشاذ والعام في جيش الاحتلال
- الانتخابات البرلمانية ليست بالضرورة في العام القادم
- -جرافة القدس-: عملية أم حادث وتصفية؟
- إسرائيل وإيران والنفط
- إسرائيل ومسامير جحا
- العنصرية والقضاء الإسرائيلي
- الشارع الإسرائيلي -يتخلى- عن الجولان
- التبعثر السياسي الإسرائيلي يستفحل
- إسرائيل و-ديمقراطية الفساد-
- الحراك التفاوضي وشلل أولمرت
- حكومة أولمرت -بسبع أرواح-!
- مصير أولمرت ومصير المفاوضات
- باراك وسياسة الأرض المحروقة
- أولمرت وسورية
- الجائع يناضل من أجل الخبز فقط
- بيرس من النووي إلى النانوية
- القدس ويافا وأخواتهما
- الإرهاب وإسرائيل


المزيد.....




- أمريكا تكشف معلومات جديدة عن الضربة الصاروخية الروسية على دن ...
- -سقوط مباشر-..-حزب الله- يعرض مشاهد استهدافه مقرا لقيادة لوا ...
- -الغارديان-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي ل ...
- صاروخ أوريشنيك.. رد روسي على التصعيد
- هكذا تبدو غزة.. إما دمارٌ ودماء.. وإما طوابير من أجل ربطة خ ...
- بيب غوارديولا يُجدّد عقده مع مانشستر سيتي لعامين حتى 2027
- مصدر طبي: الغارات الإسرائيلية على غزة أودت بحياة 90 شخصا منذ ...
- الولايات المتحدة.. السيناتور غايتز ينسحب من الترشح لمنصب الم ...
- البنتاغون: لا نسعى إلى صراع واسع مع روسيا
- قديروف: بعد استخدام -أوريشنيك- سيبدأ الغرب في التلميح إلى ال ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - برهوم جرايسي - معضلة القيادة الإسرائيلية